zineb عضو نشط
البلد : الجزائر الجنس : عدد المساهمات : 344 تاريخ التسجيل : 23/09/2009
بطاقة الشخصية الدرجة: (505/505)
| موضوع: معالجة الألم بالمغناطيس الجمعة 16 نوفمبر - 5:21:41 | |
|
مقدِّمة استُخدِمت المغانِطُ magnets (جَمع مِغناطيس) لأغراضٍ صحِّية على مدى عدَّة قرون. ويجري تَسويقُ المغانِط السَّاكنة static، أو الدَّائمة permanent، على نطاقٍ واسِع للسَّيطرة على الألم، وتعدُّ جُزءاً من الطبِّ التكميلي والبَديل.
نقاطٌ رئيسيَّة يجري استِخدامُ المغانِط، في مُنَتَجات بشكل رُقعات مِغناطيسيَّة magnetic patches أو أقراص مُمغنطَة، أو نِعال أَحذية، أو أَساوِر، أو وَسائد للفِراش، لمعالجة الألَم في القَدم والرُّسغ والظَّهر وأجزاء أخرى من الجسم. لقد أَسفَرت دِراساتٌ عِلميَّة أوَّلية عن نتائج مُتَباينة بالنسبة لدَورِ المغانِط في معالجة الألم. وبوجهٍ عام، لا يوجد أيُّ دليلٍ عِلمي يدعم القولَ بأنَّ المغناطيسَ يمكنه تَخفيف الألَم من أيِّ نوعٍ كان. ولكنَّ بعضَ الدِّراسات، بما في ذلك بعضُ التَّجارُب السَّريرية على آلام الظَّهر، تشير إلى احتمال وجود فائدةٍ بَسيطة من استِخدام المغناطيس للألم، مع أنَّ غالبيةَ الدِّراسات الدَّقيقة لم تَجِد أيَّ تأثيرٍ له في معالجة الألم. وهناك حاجةٌ إلى المزيد من الأبحاث حولَ دور المغناطيس في معالجة الألم قبلَ التوصُّل إلى أيِّ استِنتاجٍ نهائي. تُعدُّ المغانِطُ آمنةً بشكلٍ عام عندما تُطبَّق على الجلد، لكنَّها قد لا تكون آمنةً بالنسبة لبعض النَّاس، مثل أولئك الذين يَستخدمون الأجهزةَ الطبِّية كمنظِّمات ضَربات القلب (النَّواظِم pacemakers) أو أجهزة إزالة الرجَّفان القلب البُطيني (مُزيلات الرجَّفان defibrillators)، لأنَّ المغناطيسَ قد يتداخل مع عمل الجهاز. لذلك، يجب إخبارُ جَميع مقدِّمي الرِّعاية الصحِّية حولَ أيَّة معالجات تكميليَّة أو بَديلة يستخدمها المريضُ، وإعطاؤهم صورة كاملة عمَّا يفعله لتدبير حالتِه الصحِّية. وهذا ما يُساعد على ضَمان رعايةٍ منسَّقة وآمنة.
حول المغانِط يُولِّدُ المغناطيسُ قوَّةً قابِلة للقِياس تُسمَّى الحقلَ المغناطيسي magnetic field. وتتَّصف المغانِطُ الثَّابتة أو السَّاكنة بحُقولٍ مغناطيسيَّة لا تَتَغيَّر (على ع+ نوعٍ آخر يُسمَّى المغانِط الكهربائيَّة electromagnets التي لا تُولِّد مَجالاتٍ مغناطيسيَّةً إلاَّ عندما يتدفَّق التيَّارُ الكهربائي من خِلالها فقط). تكون المغانِطُ مصنوعةً من المعادِن عادة (مثل الحديد) أو السَّبائِك (خَليط من المعادِن، أو من مَعادِن وأشباه مَعادن nonmetal). تأتِي المغانِطُ بدرجاتِ قوَّةٍ مختلفة، وتُقاس عادةً بوحداتٍ تُسمَّى غوس gauss (G)، أو بدلاً من ذلك، بوحداتٍ تُسمَّى تِسلا tesla (حيث 1 تِسلا = 10000 غوس). وتذكر المغانِطُ التي تُسوَّق لمعالجةِ الألم درجاتِ قوَّة تصل إلى 300-5000 عادة ـ أي أقوى بمرَّاتٍ عَديدة من الحقل المغناطيسي للأرض (حوالي 0.5 غوس)، وأضعف بكَثير من المغانِط التي تُستخدَم في أجهزة التَّصوير بالرَّنين المغناطيسي (حوالي 15000 غوس أو أعلى). يَجري تَسويقُ مُنتَجاتٍ مختلفَة تحتوي على المغانِط لأغراض الصحَّة، بما في ذلك نِعالُ الأحذية والأَساور وغيرها من المُجَوهَرات، ووَسائد الفِراش والضِّمادات والعَصائِب والأحزمَة. وكَثيراً ما تُوضَع هذه المُنتَجاتُ على تَماسٍ مع المناطِق المؤلمة من الجسم بهدف تَخفيف الألَم.
تاريخُ المِغناطيس في الأغراض الصحِّية استُخدِمت المغانِطُ لقُرونٍ عَديدة في معالجة مجموعةٍ متنوِّعة من الأغراض الصحِّية. وقد جرى اكتِشافُ المغناطيس في مناسباتٍ مختلفة، عندما لاحظ الناسُ أوَّلاً وُجودَ أحجار ممغنطَة بشكلٍ طَبيعي، أُطلقَ عليها الأَحجار المعدنيَّة lodestones. وفي القرنِ الثَّالث الميلادي، كان الأطبَّاءُ اليونانيُّون يَستخدِمون الحلقاتِ المغناطيسيَّةَ magnetic rings لعِلاج التِهاب المفاصل، والحبوب المُمَغنَطَة magnetized pills لوَقف النُّزوف. أمَّا في العُصور الوسطى، فجَرى استِخدامُ المغناطيس من قِبل الأطبَّاء لعِلاج النِّقرس، والتهاب المفاصِل، والتسمُّم، والصَّلع؛ ولتَنظيف الجُروح، ولاستِخراج رُؤوس السِّهام وغيرها من الأشياء التي تحتوي على الحديد من الجسم. في الولايات المتَّحدة، جرى استِخدامُ الأجهزة المغناطيسيَّة (مثل فَراشي الشَّعر والنِّعال) والمراهِم المغناطيسيَّة magnetic ointments والملابِس المتَّصِلة بالمغانِط على نِطاقٍ واسِع بعد الحرب الأهليَّة، لاسيَّما في بعض المناطق الريفيَّة حيث لم يكن هناك الكثيرُ من الأطبَّاء. وادَّعى المعالِجون أنَّ المَجالاتِ المغناطيسيَّةَ موجودةٌ في الدَّم، وأنَّ النَّاسَ يُصابون بالمرض عندما تَنضب أو تنقص هذه الحقولُ المغناطيسيَّة. وهكذا، قام هؤلاء المعالِجون بتَسويق المغناطيس كوَسيلةٍ لتَجديد أو استِعادة هذه الحُقول. لقد جرى التَّرويجُ للمِغناطيس كعِلاجٍ لِمجموعةٍ واسعة من المشاكل الصحِّية، بما فيها الشَّللُ والصُّداع وآلام الظهر والأرق واضطرابات المعدة ومشاكل الكبد والكُلى. بقيَ استِخدامُ المِغناطيس لعِلاج مشاكل طبِّية شائعاً في القرن العشرين. واليومَ، تُستخدَم المغانِطُ لأنواع مختلفةٍ من الألم، بما في ذلك ألمُ القدمين وآلام الظَّهر الناجمة عن أمراضٍ مثل التهاب المفاصل والألم العضلي اللِّيفي fibromyalgia.
ماذا يقول العِلمُ في المعالجة بالمغانِط؟ أظهرت الدِّراساتُ ما يلي: لا تَدعَمُ الأدلَّةُ العِلميَّة بشَكلٍ عام استخدامَ المغناطيس لتَخفيف الألم؛ فالدِّراساتُ الأوَّلية التي بحثت في أنواع مختلفَة من هذه الآلام، مثل آلام الركبَة والورك والقدم والمعصم والظَّهر والحوض، وَصلت إلى نَتائج مُتَباينة. ولكن، أشارت بعضُ هذه الدِّراسات إلى بعض الاستِفادَة من استِخدام المغناطيس، بينما لم تَجد أَغلبيَّةُ التَّجارُب الدَّقيقَة أيَّ تأثير له في الألم. تُشير بعضُ نَتائج الأبحاث إلى أنَّ الآثارَ قد اعتمدت على نوع الألم المعالَج؛ فعلى سَبيل المثال، ترى النَّتائجُ المُستَقاة من دراساتٍ قليلة أنَّ المغانِطَ يمكن أن توفِّر بعضَ التَّخفيف لآلام التِهاب المفاصِل والفُصال العَظمي (خُشونَة المفاصِل) على وجه التَّحديد. كما أنَّ التَّأثيراتِ قد تعتمد أيضاً على نوع المغناطيس المُستخدَم وقوَّته، ووَتيرة الاستِخدام، وطول الزمن الذي جرى تطبيقُ المغناطيس خِلاله في أثناء الدِّراسَة. ولكن، لم تكن العَديدُ من الدِّراسات عاليةَ الجودة، لأنَّها ضمَّت عَدداً صَغيراً من المشاركين، وكانت قصيرةً جداً، أو جرى تَصميمُها بشكلٍ سيِّئ. ولذلك، هُناك حاجةٌ إلى مَزيد من البَحث الدَّقيق قبلَ التوصُّل إلى أيَّة استِنتاجات قاطِعَة حولَ فعَّالية المغناطيس في معالجة الألم.
التحدِّياتُ التي تُواجِه الباحثين يُواجِه الباحِثون بعضَ التحدِّيات عندَ دراسة المعالجة بالمغناطيس في التَّجارُب السَّريرية؛ فربَّما أنَّ عاملاً آخر غير المغناطيس يُساهِم في تَخفيف الألم عندَ المشاركين في الدِّراسة؛ وعلى سبيل المثال، يمكن أن ينجمَ تَخفيفُ الألَم عن تأثير الدَّواء الوهمي placebo effect أو عن الضِّمادة السَّاخنة أو النَّعل المدعَّم بوسادة والذي يُبقِي المغناطيسَ في مَكانه. يمكن أن يكونَ من الصَّعب تَصميمُ مُغناطيس مُزيَّف لا يستطيع المشارِكون التَّمييزَ بينه وبين المغانِط النَّشيطة؛ وإذا كان المشارِكون يَعرِفون أنَّهم يَستخدمون مَغانِطَ حقيقيَّة، عندئذٍ قد تكون نَتائجُ الدِّراسة أقلَّ موثوقية. ولكن من الممكن أن يكونَ للخَصائص المغناطيسيَّة للمَغانِط ذات القوَّة المنخفضَة، والتي تُستخدَم تحت اسم مُقلدَّة أحياناً، تأثيرٌ عِلاجي فِعلاً. تختلف الآراءُ حولَ كيفيَّة تَطبيق المعالجة بالمِغناطيس، بما في ذلك قوَّةُ المغناطيس المُستخدَم، ومكان وَضع المِغناطيس على الجسم، وطول مدَّة الاستِخدام أو التَّطبيق؛ فهذه العَواملُ لم تُدرَس بشكلٍ كامِل في البشر، ولابُدَّ من تَجارُب سَريريَّة للنَّظر فيها أكثر.
كيف يمكن أن يُمارسَ المغناطيسُ تأثيرَه؟ لا توجد نَظريَّةٌ أو شَركةٌ علميَّة تَدَّعي أنَّ لديها معرفةً مُثبَتة بشكلٍ قاطع حولَ كيفيَّة عمل المغناطيس. وعلى الرغم من أنَّه أُجرِيَت بعضُ الأبحاث الأوَّلية على الحيوانات ومن خِلال تَجارُب سَريريَّة صَغيرة، لكن لم تُعرَف بَعدُ الآليَّاتُ التي يمكن أن يؤثِّرَ المغناطيسُ من خِلالها في جسم الإنسان. لقد اقتَرح العلماءُ الباحِثون والشركاتُ المصنِّعة للمَغانِط أنَّ المغناطيسَ ربَّما يعمل عن طَريق: تَغيير الكيفيَّة التي تعملُ بها الخلايا العصبيَّة، ومَنع وُصول إشارات الألم إلى الدِّماغ. استِعادة التَّوازُن بين موت الخلايا ونُموِّها. زيادة تدفُّق الدم وإيصال الأ+جين والعناصر المغذِّية إلى الأنسجة. زيادة درجة الحرارة في المنطقة المُعالَجة من الجسم. تُشير النَّتائجُ المستخلَصَة من الدِّراسات الأوَّلية في الناس الأصحَّاء إلى أنَّ المغناطيسَ قد لا يُؤثِّر في تدفُّق الدم أو وظيفة الأعصاب.
التَّأثيراتُ الجانبيَّة والمخاطِر قد لا يكونُ استِخدامُ المغناطيس آمناً بالنسبة لبعض الناس، بما في ذلك أولئك الذين: يستخدِمون أجهزةً طبِّية، مثل منظِّمات ضَربات القلب (النَّواظِم pacemakers)، أو أجهزة إزالة الرجَّفان القلب البُطيني (مُزيلات الرجَّفان defibrillators)، أو مضخَّة الأَنسولين، لأنَّ المغناطيسَ قد يتداخل مع عمل هذه الأجهزَة. لديهم جُروح لم تلتئم بعد. وفيما عدا ذلك، تُعدُّ المغانِطُ آمنةً عادةً عندَ تطبيقها على الجلد. وأمَّا التَّقاريرُ عن آثارٍ جانبيَّة أو مُضاعَفاتٍ فهي نادِرة. ومع ذلك، يجب إخبارُ جَميع مقدِّمي الرِّعاية الصحِّية حولَ أيَّة معالجات تكميليَّة أو بَديلة يستخدمها المريضُ، وإعطاؤهم صورة كاملة عمَّا يفعله لتدبير حالتِه الصحِّية. وهذا ما يُساعد على ضَمان رعايةٍ منسَّقة وآمنة.
| |
|