molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: تحريم القتل بغير حق وأنه من المهلكات- عبد الله بن حمد السكاكر/ بريدة الثلاثاء 24 يوليو - 11:10:48 | |
|
تحريم القتل بغير حق وأنه من المهلكات
عبد الله بن حمد السكاكر/ بريدة
الخطبة الأولى ثم أما بعد: خافوا الله ـ أيها المؤمنون ـ لعلكم تفلحون. عباد الله، إن الله تعالى هو خالقنا ورازقنا ومدبرُ أمورنا، وهو سبحانه ربنا ومولانا ومالكنا، الملك ملكه، والأمر أمره، خلق فسوى وقدر فهدى. استخلفنا في هذه الأرض لنقيم فيها شرعَهُ ونطيع أمره، استعمرنا في ملكه لنعمره بطاعته والانقياد لشرائعه. فنحن ـ إخوة الإيمان ـ عبيد مملوكون، وسرُّ سعادة العبد أن يطيعَ مولاه وينقادَ لسيده فيما أحب وفيما كره، فيما عَقَل وفيما لم يعقل. فمن عصى مولاه كان جديرًا بالعقوبة خليقًا بالأدب، ومن استعمل عقله أو هواه في ردّ ما جاء عن سيده فقد نازع سيده الحكم والأمر، فما أبأسه وأشقاه. عباد الله، إن سفك الدم الحرام الذي حرمه الله تعالى إما لإسلامه أو لأنّ له عهدًا أو ذمةً أو أمانًا، إن سفك هذا الدم الحرام بغير حق من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، حتى إن الله سبحانه وتعالى قرنه بالشرك الذي هو أعظم ذنب عصي الله به، قال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [الفرقان: 68]. إن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق إفساد في الأرض وإشاعة للخوف، قال سبحانه وتعالى لملائكته قبل أن يخلق آدم عليه السلام: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30]. واسمعوا إلى ما قصه الله تعالى عن موسى عليه السلام حين ابتُليَ بهذا الأمر، قال سبحانه وتعالى: وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ [القصص: 15-19]. وفي قصة أخرى لموسى عليه السلام حيث أراد أن يصحب ذلك الرجلَ الصالح ليتعلم منه، فشرط عليه أن لا يسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكرا، فالتزم موسى بذلك، لكنه رأى منه منكرًا لا يسعه السكوتُ عليه، لقد رآه يقتل غلامًا +يًا لم يذنب بعد، فأنكر عليه ذلك، قال سبحانه: فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا [الكهف: 74]، أي: ظاهر النكارة عظيم الجرم. إن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أعظم الهلاك والخسران، قال سبحانه وتعالى عن ابني آدم وقد همّ أحدهما أن يقتل أخاه فقال الآخر: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 28-30]. إن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أعظم أسباب الفلس والبوار، روى مسلم في صحيحه (2581) أن رسول الله قال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام و+اة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)). إن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ضيق وحرج وتعسير لأسباب الفكاك والنجاة، روى البخاري في صحيحه (6355) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا))، وفي رواية لأبي داود (3724) قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا صَالِحًا مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ))، يعني: فإذا أصاب دمًا حرامًا ضاقت عليه مسالك النجاة وعجز عن أسبابها. إن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ورطة ومهلكة، روى البخاري في صحيحه (6356) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: (إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ الَّتِي لا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ). اللهم اكتبنا برحمتك في الصالحين، وأعذنا بفضلك من حال الخاسرين. روى أبو داود (1723) بسند صحيح عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ حَاجًّا فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ فَمَنْ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ أَوْ قَدَّمْتُ شَيْئًا أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، فَكَانَ يَقُولُ: ((لا حَرَجَ لا حَرَجَ إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عِرْضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرِجَ وَهَلَكَ)). عباد الله، هذا فيمن اغتاب مسلمًا أو بهته، فكيف بمن سفك دمه؟! اللهم لا تحرجنا، ولا تهلكنا، واكتبنا برحمتك في الناجين. إن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق آثامٌ عظيمة وعذابٌ مضاعف وخلود في نار جهنم وهوان على الله، قال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [الفرقان: 68، 69]. اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لا نحصي ثناء عليك ولو حرصنا، أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم إنا نعوذ بك أن نقول زورا، أو نغشى فجورا. قول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه، واعتصموا بحبله لعلكم ترحمون.
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا معين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفوته من خلقه أجمعين، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين وصحابته المصطَفَين. ثم أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى قد أكرم عباده المؤمنين، وأعلى شأنهم، وحرّم دماءهم، وجعل الجرأة عليها من أعظم الكبائر وأشد الموبقات، ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) رواه الترمذي (1315) والنسائي (3922) وابن ماجة (2609)، وفي الحديث الآخر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: ((لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ)) رواه الترمذي (1318) وقال: "حديث غريب"، وروى ابن ماجة (2610) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)) وضعفه البوصيري. عباد الله، انظروا إلى ما توعد الله تعالى به مَنْ قتل مؤمنًا متعمدًا، ثم انظروا هل يجدُ القاتل لنفسه بعد ذلك من فسحة؟! قال سبحان الله وتعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [النساء: 93]. إخوة الإيمان، قال ابنُ عباسٍ وزيدُ بنُ ثابتٍ وأبو هريرةَ وعبدُ الله بنُ عمرَ وأبو سلمةَ بنُ عبد الرحمنِ وعبيدُ بنُ عمير والحسنُ وقتادةُ والضحاكُ بنُ مزاحم: لا توبة لمن يقتل مؤمنًا متعمدًا. قال سالم بن أبي الجعد: كنا عند ابن عباس بعدما كُفَّ بصره، فأتاه رجل فناداه: يا عبد الله بن عباس، ما ترى في رجل قتل مؤمنًا متعمدًا؟ فقال: جزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضبَ الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذابًا عظيمًا، قال: أفرأيت إن تاب وآمن وعمِل صالحًا ثم اهتدى؟! قال ابن عباس: ثكلتْه أمه! وأنَّى له التوبة والهدى؟! فوالذي نفسي بيده، لقد سمعت نبيَّكم يقول: ((ثكلته أمه! رجل قتل رجلا متعمدًا جاء يوم القيامة آخذًا بيمينه أو بشماله، تَشْخَبُ أوداجه دمًا، في قُبُل عرش الرحمن، يَلزم قاتلَه بيده الأخرى يقول: سلْ هذا فيم قتلني؟)) ووالذي نفس عبد الله بيده، لقد أنزلت هذه الآية فما نسختها من آية حتى قُبض نبيّكم ، وما نزل بعدها من برهان. رواه الإمام أحمد (2551) والنسائي (3934) والطبري (10188) واللفظ له وصححه الألباني. ورغم أن الراجح من أقوال أهل العلم أن للقاتل توبة، إلا أن اختلافهم في قبول توبته دليل على عظم الذنب وفحشه، فإن الشرك أعظم الذنوب ومع ذلك لا يختلفون أن للمشرك توبة إذا تاب. إخوة الإيمان، إن عِظم قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق جَعَل الوسائل المفضية إليها من الكبائر، ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ))، وفي رواية لمسلم (4741): ((مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ)). إخوة الإيمان، الملائكة تلعن من يشير بالسلاح مازحًا، فكيف بمن يسفكُ به الدمَ الحرامَ مستهينًا؟! روى أبو داود (3724) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: ((مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاعْتَبَطَ بِقَتْلِهِ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلاً))، قَالَ خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى الْغَسَّانِيَّ عَنْ قَوْلِهِ: ((اعْتَبَطَ بِقَتْلِهِ)) قَالَ: الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي الْفِتْنَةِ، فَيَقْتُلُ أَحَدُهُمْ فَيَرَى أَنَّهُ عَلَى هُدًى لا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ يَعْنِي مِنْ ذَلِكَ. إن إرهاب المؤمنين وقتل المستأمنين واستباحة الدماء التي حرمها الله تعالى بأدنى شبهة والاستهانةَ بأرواح المسلمين من الإفساد في الأرض الذي لا يحبه الله تعالى، وهو أمارة شر وخذلان لمن تغشاه. دخل إبراهيم الحصري وكان رجلاً صالحًا على الإمام أحمد فقال: إن أمي رأت لك منامًا هو كذا وكذا وذكرت الجنة، فقال الإمامُ أحمدُ: يا أخي، إن سهلَ بنَ سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا ـ يعني بمناماتٍ صالحة ـ وخرج إلى سفك الدماء، ثم قال: الرؤيا تسرّ المؤمن ولا تغرّه. اهـ. عباد الله، إن من وقع من أبناء المسلمين في تكفير المسلمين واستباحة دمائهم أو أخفر ذمة المسلمين وقتل المستأمنين قد أتى مُهلِكة من المهلكات وعظيمة من العظائم، نسأل الله أن ينقذه منها. إن شباب الأمة هم أغلى مقدراتها وأعظمُ كنوزها، وإن استقامتهم والمحافظة على عقولهم واستصلاح من انحرف منهم والوقوف ضد صائلهم مسؤوليةُ الجميع، فالوالد والمعلم والمربي والمدير والمسؤول عن الأمن في المسؤولية سواء، ولا يصح أن يتقاعس أحد عن حمالته، ليلقي بالمسؤولية على غيره، ((كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) متفق عليه من حديث ابن عمر. اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما وبطن، اللهم إنا نعوذ بك أن نقول زورا أو نغشى فجورا أو أن يكون أحدٌ منا ظهيرًا للمجرمين، اللهم أصلح شباب المسلمين وردهم إليك ردًا جميلاً...
| |
|