STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض نعم  (1365/1365)

ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالخميس 2 فبراير - 2:34:21



ليلة القدر و+اة الفطر

ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عباد الله، إن المؤمن إذا وُفِّق لعملٍ صالح فعَمِله يتأكّد في حقِّه أن يستشعرَ فضلَ الله عليه، وكرمَ الله وجودَه عليه، إذ هداه ووفَّقه لأن عمِل هذا العملَ الصالح، ولولا توفيقُ الله لك ـ أيها المسلم ـ ما عملتَ خيرًا، وتذكَّر آيتين في كتاب الله:

يقول الله جل وعلا: وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإيمَـٰنَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ فَضْلاً مّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً [الحجرات:7، 8]، إذًا فهذا العملُ الصالح الذي شرح الله صدرَك فقبِلت هذا الحق، وعملتَ بهذا الخير، واستقمتَ على الهدى فضلاً ونعمة من الله عليك، فاحمدِ الله على فضله ونعمته.

ثم تذكَّر قول الله جل وعلا: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إِسْلَـٰمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَـٰنِ إِنُ كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ [الحجرات:17]، فالمنة من الله علينا، والفضلُ من الله علينا، فلربنا الفضلُ وله الثناء الحسن، لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما أثنى عليه عباده.

ثم تذكَّر قولَ الله تعالى: وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَـٰنَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء:83].

أيها المسلم، شرح الله صدرَك للإسلام، فقبلتَ الإسلام، وعملتَ بأركان الإسلام، فتصوَّر عظيمَ هذه النعمة، وأنها نعمةٌ كبرى ومنة عظمى، لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ [آل عمران:164]. وقارِن بين حالِ من هداه الله وشرحَ صدره لقبول الحق، وحالِ من أزاغ الله قلبَه، وحالَ بينه ويبن الهدى، فلم يقبل هدَى الله الذي بعث به نبيَّه ، كرِه قلبُه الحقَّ، واستثقلته نفسُه، وضاق به صدرُه، فلم يقبل الحقَّ ولم يعمل به ولم يُرده، بل كان موقفُه الإعراضَ والتكذيب والصدودَ والعياذ بالله، وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءاذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَٱلأنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ [الأعراف:179]. إذًا فليكن ديدنك دائمًا ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ [الأعراف:43]، أجل لولا هدايةُ الله لضللتَ، ولولا توفيق الله لك لهلكتَ، ولولا عونُ الله لك لتسلّط عليك الشيطان، فصدَّك عن طريق الله المستقيم.

أخي المسلم، ثم إ ذا عرفتَ ذلك، فينبغي أيضًا أمور، أولاً أن تخافَ على هذه النعمة، وأن تخشى عليها أن يعرضَ لها ما يسلبُها منك، فكن خائفًا على دينك، خائفًا على أعمالك الصالحة أن تُؤتى من قبل نفسك، عُجبٌ بعلمك، غرورٌ وتكبّر بعملك، وإدلال على الله، وهذه من أسباب الهلكة والعياذ بالله.

ثم تذكَّر قولَ الله لنبيّه: وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَـٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذًا لأَذَقْنَـٰكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَوٰةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ [الإسراء:74، 75]، وقوله له: وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّائِفَةٌ مّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْء [النساء:113].

أخي المسلم، ثم اعلم أنَّ سلفنا الصالحَ أئمةَ العلم والهدى إذا وُفِّقوا للأعمال الصالحة، فعملوها إخلاصًا ومتابعة، فإنهم لا يأمنون على أنفسهم، لا ـ والله ـ سوءَ ظنٍّ بربّهم، حاشا وكلا، فهم على ثقةٍ من ربهم، أنَّ الله لا يضيع عملَ العاملين، فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ [آل عمران:195]، لكن يخشون أن يؤتَوا من قبَل أنفسهم، من ضعفٍ في الإخلاص، وعدم مبالاة بالعمل، ولذا قال الله في حقِّهم: وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ [المؤمنون:60]، أحسَنوا العملَ، وأخلصوا في العمل، ثم خافوا على هذا العمل أن يأتيَه ما يكدِّر صفوَه، أو ينزعه والعياذ بالله، في حديث ابن مسعود: ((إن أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبِق عليه الكتاب، فيعملُ بعمل أهل النّار فيدخلها، وإن أحدَكم ليعمل بعمَل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينَه إلا ذراع، فيسبقُ عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها))[1]، فالأعمال بالخواتيم، فسلوا الله خاتمةً حميدة، سلوه التوفيقَ والهداية، سلوه الثباتَ على الحق والاستقامةَ على الطريق المستقيم. قلوبنا ـ معشر العباد ـ بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبُها كيف شاء، إذا أراد أن يقلّب قلبَ عبد قلبه، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ [آل عمران:8].

معشر المسلمين، هذه الجمعة الرابعة من شهر رمضان، هذه الليالي والأيام المباركة، هذه السبع البواقي من شهر رمضان، هذه الليالي يُرجى أن يكونَ في ظلِّ لياليها ليلة القدر، تلك الليلةُ التي عظَّم الله شأنَها، ورفع ذكرَها، ونوَّه بها في كتابه العزيز، تلك الليلةُ العظيمة التي جعل الله العملَ الصالحَ فيها خيرًا من العمل في ألفِ شهرٍ سواها ليس فيها ليلةُ القدر، هذه الليلةُ المباركة التي رفع الله ذكرَها وشرَّفها وعظَّمها، وجعلها ليلةَ تقديرٍ للآجال والأرزاق والأعمال، حكمةً من الربّ، وربُّك حكيم عليم.

بيَّن الله فضلَها في موضعين من كتابه العزيز فقال جل جلاله: إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مّنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ [الدخان:3-6]. إنها ليلةٌ مباركة، وأعظمُ بركتِها على الأمة ابتداءُ نزول هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله في ليلة القدر في شهر رمضان، شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ [البقرة:185]. إنها ليلةٌ يُعطى فيها الملائكةُ الموكَّلون بأمر العباد ما سيكون في مثلها إلى العام القادم، يعطَون عن أمِّ الكتاب ما سيكون من الأرزاق والآجال، من الأمور التي قدَّرها الله وقضاها على كمال حكمته ورحمته وعلمه وعدله، وربك حكيم عليم.

إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ سَلَـٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ [سورة القدر]. تنزَّل الملائكةُ وهم عبادٌ مكرَمون مطيعون لربهم، لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27]، يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20]، ينزِلون إلى الأرض، وإنما ينزلون بالخير والرحمة والبركة، وإمامُهم جبريل عليه السلام، وهذه الليلة ليلةُ سلامٍ لكثرة ما يُعتِق الله فيها من النار، وكثرةِ ما تنال هذه الأمةُ من بركاتِ هذه الليلة وفضائلها.

نبينا اعتكفَ العشرَ الوسطى من رمضان، فلما أُخبر أنَّها في العشر الأخيرة اعتكف العشر الأخيرة من رمضان تحريًا والتماسًا لهذه الليلة[2].

هي ليلة عظيمةٌ مباركة، ذاتُ شرف وفضلٍ وقيمة عظيمة، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه، من حُرم خيرَ هذه الليلة فقد حُرم الخيرَ الكثير.

أيها المسلمون، ليالي بقيَّة هذا الشهر ليالٍ مباركة، ليالٍ فيها إجابةُ الدعاء، ليالٍ فيها الخير الكثير، ليالٍ مباركة. فيا أيها المسلم، إياك أن تفوتك تلك الفضائل، ارفع أكفّ الضراعة لربِّك، فربّك حكيم عليم، وربّك غفور رحيم، مهما بلغت ذنوبُنا، مهما كثُرت أوزارنا، مهما تعدَّد خطؤنا، مهما انغمسنا فيما انغسمنا من الإجرام، إلا أن ربَّنا غفور رحيم، إلا أن ربَّنا توابٌ لمن تاب إليه، إلا أن ربَّنا من كمال جودِه وفضله يحبّ من عباده أن يتوبوا إليه، يحبّ منهم أن يُقبلوا إليه، يحبّ منهم أن يستغفِروه، يحبُّ منهم أن يعتذروا من خطئهم وزللهم، وربك أرحم الراحمين. ((كتب في كتاب موضوعٍ عند العرش: إنَّ رحمتي سبقَت غضبي))[3]، يدعوكم لأن تسألوه، فتح بابَه للسائلين، وتعرَّف بكمال جودِه للطالبين، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56]. سلُوا الله العفوَ والعافية، سلوا اللهَ الثباتَ على الحق، سلوا اللهَ الاستقامةَ على الأعمال الصالحة، سلوا اللهَ لآبائكم وأمهاتِكم المغفرةَ والرضوان، سلوا اللهَ لذرياتكم الصلاحَ والهداية، سلوا الله لمجتمعكم التوفيقَ والسداد، ولولاتِكم العونَ والتأييد على كل خير، سلوا اللهَ أن يحفظَ عليكم إسلامَكم، ويحفظَ عليكم نعمَه عليكم، فلا إله إلا الله، ما أعظمَ فضلَه، وما أعظمَ كرمَه، وما أعظمَ جودَه لمن قويَ إيمانه وعظم يقينه.

أسأل الله أن يختم لي ولكم بخاتمة خَير، وأن يختم لنا رمضانَ بالحسنى، وأن يجعلَنا فيه من الموفَّقين للعمل الصالح، إنَّه على كل شيء قدير.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.




[1] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3332)، ومسلم في القدر (2643).

[2] أخرجه البخاري في الأذان (813)، ومسلم في الصيام (1167) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بمعناه.

[3] أخرجه البخاري في التوحيد (7422، 7453، 7454)، ومسلم في التوبة (2751) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، قد شرع لكم نبيّكم في نهايةِ شهركم هذا صدقةَ الفطر، شرع لكم +اةَ الفطر، فرضها عليكم نبيّكم ، وما فرضه عليكم نبيّكم فهو في حكم ما فرضَ الله عليكم، فإن طاعة الرسول طاعةٌ لله، وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ [الحشر:7]، مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ [النساء:80].

فرضها رسولُ الله على جميع المسلمين على اختلاف طبقاتِهم، وعلى اختلافِ أسنانهم، فرضها على الذكرِ والأنثى، فرضها على الحرِّ والعبد، فرضها على الصغير والكبير من المسلمين، فرضها على من وجد صاعًا زائدًا عن قُوتِ يومه وليلته يومَ العيد، فإن من لم يجِد شيئًا فإنَّ الله لا يكلّف نفسًا إلا وسعَها، قال عبد الله بن عمر: فرض رسول الله +اةَ الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على الذكر والحرّ والعبد والأنثى والصغير والكبير من المسلمين[1].

فيؤدِّيها الإنسان عن نفسه، ويؤدِّيها عمَّن تلزمه نفقتُه من زوجة وولد وخادم، فإنَّ ذلك واجبٌ عليه، وفي الحديث الآخر: ((أدُّوا +اة الفطر عمن تمونون))[2].

واستحبَّ أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إخراجَها عن الجنين[3]، وهو من الخلفاء الراشدين وسنته يعمل بها، ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي))[4].

إن لهذه الصدقة حِكمًا ومصالحَ، فهذه الصدقةُ شكرٌ لله على نعمته بإتمام الصيام والقيام، وأنْ أعاد عليك هذا العامَ وأنت في صحة وسلامة وعافية في بدنك، وهي أيضًا طُهرة للصائم عما عسى أن يكون حصل منه من لغو أو رفث، وهي أيضًا طُعمة للمساكين لكي يغنيَهم ذلك عن السؤال في يوم العيد، فيكون العيد عيدًا للجميع، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: فرض رسول الله زكاةَ الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطعمةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي +اةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات[5].

أيها المسلم، وجنسُ ما يُخرج منه طعام الآدميين الخاص، لأن النبي فرضها صاعًا من تمر أو صاعًا من طعام، وكان طعامُهم يومئذ ما بين التمر والشعير والأقط والزبيب، كما قال أبو سعيد رضي الله عنه: وكان طعامنا الأقط وال+يب والتمر والشعير[6]. فهي في طعام الآدمي، وأفضلُها ما كان أنفعَ للآدميين.

ولا يجوز أن يعاوض عنها بقيمتها؛ لأن هذا خلافُ ما فرضه النبي ، وخلافُ عمل الخلفاء الراشدين وأصحاب محمد والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

والواجبُ صاعٌ من هذه الأنواع الأربعة من البرّ من الشعير من الأرز من الأقط من ال+يب، فالمقدار الواجب إخراجُه صاع، وهذا الصاع يُحتاط فيه، فالأولى أن يكون مقدار الصاع ثلاث كيلوات، أي: ثلاثة آلاف غرام، فإن هذا أكملُ وأحوط أن يخرجَ المسلم عن الصاع مقدار ثلاث كيلو، فيكون في ذلك احتياط وإبراءٌ للذمة.

وهذه الصدقةُ لها وقتان: وقتُ فضيلة ووقت جواز، فالمستحبّ فيها لمن تمكَّن أن يخرجَها يومَ العيد قبل الصلاة لمن استطاع وقدر على ذلك، قال عبد الله بن عمر: أمر النبي أن تؤدَّى +اة الفطر قبل الصلاة[7]، وقال أبو سعيد: كنا نخرجها يومَ الفطر على عهد النبي [8]، واستنبطها بعضُهم من كتاب الله في قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبّهِ فَصَلَّىٰ [الأعلى:14، 15]، قال: يقدِّم المسلم صدقتَه بين يدَي صلاته، فرأى أن الصدقةَ صدقةُ الفطر، وأن الصلاةَ صلاةُ العيد.

ويجوز أن تخرجَها قبل العيد بيومين أو يوم، يوم الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين، وأن تختار لها النوعَ الجيد فإنَّ الله يقول: وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ [البقرة:267]، وأن تخصَّ بها الفقراء المحتاجين، وأن تصلَ إليهم قبلَ صلاة العيد، فلا يجوز التهاونُ بذلك والاستخفاف بها، وإياك أن تفرّطَ أو تهملَ فيها، أو تدفعها لمن تظنّه يوصلها إلى أهلها، والغالب [أنه] لا يستطيع، ولا ينبغي للناس التهاونُ بهذه الشعيرة، بل ينبغي إيصالُها لمستحقيها قبل صلاة العيد اتباعًا لسنة نبينا ، ولا بدَّ أن يقبضَها الفقير بيده، أو يضعَ وكيلاً عنه ليستلمَها من الغني، هذه هي السنَّة، ويُخرج الإنسان عن نفسه وعمَّن يلزمه أن ينفقَ عليه، هذه سنَّة رسول الله .

أسأل الله لي ولكم قبولَ العمل، والتوفيقَ لما يحبّه ويرضاه.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن أحسنَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار.

وصلوا ـ رحمكم الله ـ على محمد ، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين...

[1] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: فرض صدقة الفطر (1503)، ومسلم في الزكاة، باب: +اة الفطر على المسلمين من التمر والشعير (984) بنحوه.

[2] رواه الشافعي في الأم: كتاب الزكاة، باب الفطر (4/228)، والدارقطني في السنن، كتاب زكاة الفطر (2/141)، والبيهقي في الكبرى: كتاب الزكاة، باب: إخراج ال+اة عن نفسه وغيره (4/161) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه، قال الدارقطني: "رفعه القاسم، وليس بالقوي، والصواب موقوف"، وقال البيهقي: "إسناده غير قوي"، وقال الحافظ في التلخيص الحبير (2/184): "فيه ضعف وإرسال"، وضعفه الصنعاني في السبل (2/138).

[3] رواه ابن أبي شيبة: كتاب الزكاة، باب: في صدقة الفطر عما في البطن (2/432) والإمام أحمد في المسائل رواية ابنه عبد الله (644)، وفيه انقطاع؛ لذا ضعفه الألباني في الإرواء (3/331). وأخرج ابن أبي شيبة (2/398): كتاب الزكاة، باب: من قال: صدقة الفطر صاع من شعير، وعبد الرزاق: كتاب الزكاة، باب: هل يزكي على الحبل؟ (5788)، عن أبي قلابة قال: كان يعجبهم أن يعطوا +اة الفطر عن الصغير والكبير حتى على الحبل في بطن أمه.

[4] أخرجه أحمد (4/126)، وأبو داود في السنة، باب: لزوم السنة (4607)، والترمذي في العلم، باب: ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (2676)، وابن ماجه في المقدمة، باب: اتباع سنة الخلفاء الراشدين (44) من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (5)، والحاكم (1/95)، وأبو نعيم كما نقله ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/109)، والألباني في صحيح أبي داود (3851).

[5] أخرجه أبو داود في الزكاة، باب: زكاة الفطر (1609)، وابن ماجه في ال+اة، باب: صدقة الفطر (1927)، وصححه الحاكم (1/409)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1420).

[6] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: الصدقة قبل العيد (1510)، ومسلم في ال+اة (1985) بنحوه.

[7] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: فرض صدقة الفطر (1503)، ومسلم في الزكاة، باب: الأمر بإخراج +اة الفطر قبل الصلاة (986) بنحوه.

[8] أخرجه البخاري في ال+اة، باب: الصدقة قبل العيد (1510) بنحوه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» عيد الفطر 1423هـ - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» عيد الفطر 1425هـ - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» هم القبول، وز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» فضل العشر وليلة القدر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: