STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barفضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالإثنين 26 ديسمبر - 6:57:18



فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر

فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتقوا الله تعالى حقَّ التّقوى.

عبادَ الله، إنّ مِن خصائص شهر رمضان اشتمالَه على ليلةٍ هي أفضل الليالي وأشرفها، ألا وهي ليلةُ القدر، تلكم الليلة التي عظّم الله شأنَها ورفع قدرَها ونوّه بذكرها، فأنزل في فضلها آياتٍ من كتابه العزيز. هذه الليلة المباركةُ ـ أعني بها ليلة القدر ـ ليلة نالت بها أمّة محمّد من الخير والفضل ما الله به عليم.

أيّها المسلمون، وإنّ نبيَّكم كان يجتهِد في تحرِّيها، فاعتكف العشرَ الوسطى من رمضان، فلمّا أخبِر أنّ ليلة القدر في العشر الأخيرة مِن رمضان جعل اعتكافَهُ في العشر الأخيرة من رمضان تحرِّيًا والتِماسًا لتلكم اللّيلة العظيمة، وقال لأصحابه: ((تحرّوها في العشر الأواخِر من رمضان))[1]، وقال: ((مَن كان متحرِّيها فليتحرَّها في الوتر من العشر))[2]، وقال لمّا أخبره بعض الصحابة أنّهم أُروا ليلةَ القدر في السّبع البواقي من رمضان قال: ((أرى رؤياكم قد تواطأت، من كان متحرِّيها فليتحرَّها في السّبع البواقي من رمضان))[3].

وهي ليلةٌ في العشر الأخيرةِ، وقد تنتقِل، وقد تكون في الأشفاع وفي الأوتار، وإن كان بعض اللّيالي أرجى من بعض، لكن الله جلّ وعلا أخفى تعيينَ تلك الليلة لكي يجتهدَ المسلمون، فيتقرّبوا إلى الله بدعائِه وذكره، فيزدادوا قُربًا من ربِّهم، وتعظُم أجورهم، وليعرف من كان حريصًا عليها، جادًّا في طلبِها ممّن كان +لان.

أيّها المسلمون، هي ليلةٌ من أفضل اللّيالي على الإطلاق، قال الله جلّ وعلا في كتابه العزيز: بسم الله الرّحمن الرحيم، حم وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مّنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ [الدخان:1-6]، فأخبر تعالى عن ابتداءِ إنزال القرآن بقوله: إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ أي: القرآن العزيز فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ، وصفها بأنّها ليلة مباركة لكثرةِ خيرِها وفضلها، وعظيمِ ما يعتق الله فيها من النّار، ثمّ قال: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مّنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ، في هذه الليلة يعطَى الملائكة الموكّلون بشؤون العبادِ بأمرِ الله فيفصل لهم من اللّوح المحفوظ أحداثُ ذلك العام ابتداءً من ليلة القدر إلى مثلِها من العام الآتي، من الأمور المحكمة التي أحكمَها ربّنا من كتابةِ الأرزاق والآجال والخير والشّرِّ وغيره ممّا يقضي الله من قضائه المحكَم الذي لا يلحقه سفَه ولا لعِب ولا باطل، بل هو في غايةِ الحكمة التامّة جلّ ربًّا وتقدّس، فإنّ تقدير أعمال العباد على أمور ثلاثة.

فأوّلها ما قضى الله في أمّ الكتاب، فإنّ الله تعالى علِم ما العبادُ عاملون، فما نعمله من صغيرٍ أو كبير فإنّ الله محيطٌ به وعالم به قبل أن نعملَ به، لأنّه جلّ وعلا عالمٌ بالخلق ومحيط بهم، وَمَا تَكُونُ فِى شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْءانٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبّكَ مِن مّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [يونس:61]، كتب ذلك العلمَ قبل أن يخلقَ الخليقة بخمسين ألفَ سنة، خلق القلمَ فقال: اكتُب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة.

وهناك التقدير ليلة القدر لمثلِ العام، فهو التقدير الحوليّ.

وهناك تقديرٌ آخر، وهو أنّ الجنين إذا مضى عليه أربعةُ أشهر في بطن أمّه أتاه الملك، فيكتب رزقَه، ويكتب أجَله، ويكتب عمَله، وشقيًّا أو سعيدًا.

فسبحانَ من خلق الخلقَ وعلم أعمالَهم وقدّر أرزاقهم وآجالَهم وأعمالهم، فتعالى وتقدّس علوًّا كبيرًا.

أيّها المسلمون، ولقد بيّن الله فضلَ هذه الليلة فأنزل فيها سورةً تتلى: إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ سَلَـٰمٌ هِىَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ [القدر:1-5]. فأعظمُ فضيلتِها ابتداءُ إنزال القرآن فيها، إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ، ذلك الكتاب العزيزُ الذي فيه هداية البشريّة وسعادتُها، كِتَابٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ [إبراهيم:1]. إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ، وقال: شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ [البقرة:185].

إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ، لتعظيم شأنها، فهي ليلة ذات شرفٍ وقدْر، وهي ليلةُ التقدير والقضاء. لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، العمل الصالح في تلك الليلة يعدل العملَ الصالح في ألفِ شهر سواها، كلّ ذلك من فضلِ الله على هذه الأمّة، ولذا من قامها إيمانًا واحتسابا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه، علِم بتلك الليلة أو لم يعلَم بها.

في هذه الليلة تتنزّل الملائكة والرّوح. الملائكة عبادُ الرحمن، عبادٌ مكرمون، يطيعون ربّهم، لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:27]، يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20]، وهم إنّما ينزلون بالخيرِ والرّحمة والبركة، وفي مقدِّمتهم جبريل الذي أشار [إليه] بقوله: َٱلرُّوحُ.

تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ [القدر:4]، من كلّ أمر ممّا قضاه الله وقدّره، وهي سلامٌ لأهل الإيمان، لسلامتِهم من عذاب الله وكثرةِ ما يعتق الله فيها عبيده من النّار، وهي باقية حتى يطلع الفجر.

فيا أخي المسلم، إنّ هذه اللّيلةَ [يمكن أن تكون] في هذه الليالي الباقية، فجدّ واجتهد وتقرّب إلى الله بصالحِ العمل، وادعُ ربّك راجيًا راغبًا خائفا طامعًا في فضله خائفًا من عقابه.

أخي المسلم، كلّنا مقصِّرون، وكلّنا مخطِئون، ورحمةُ ربّنا أرجى من أعمالنا، ومغفرته أوسع من ذنوبِنا، فهو يدعونا إلى فضلِه ورحمتِه، يدعونا إلى رضوانِه وجنّته، يدعونا لأن نسألَه ونرجوَه ونتضرّع بين يدَيه، يخبِرنا عن مواسمِ الخير لنتنافسَ في صالحِ العمل.

فيا أخي، إنّما هي ليالٍ قليلة، فجدَّ واجتهِد فيها، فعساك أن توافِق تلك اللّيلة، فتسعدَ سعادة عظيمةً، سعادة برحمةِ ربّك وعِتقك من عذابِ ربّك، اجتهِد وتلمّس تلك الليلة، وجِدّ واجتهد، واسأل الله التوفيق والثباتَ على الحقّ والاستقامةَ على الهدى، اشكُ إلى الله بثَّك وحزنَك، اشكُ إلى الله حاجتَك، ارفَع إلى الله ضرورتَك، فإنّ ربّك لا يعجزه شيءٌ أن يعطيَه، ولا يتعاظمه ذنبٌ أن يغفرَه، مهما بلغ الذّنب وعظُم وتكاثر، فإنّك بالتّوبة النصوح تقضي على كلّ الذنوب والمعاصي.

((يا ابنَ آدم، إنّك ما دعوتني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابنَ آدم، لو بلغَت ذنوبك عنانَ السّماء ثم استغفرتَني غفرتُ لك. يا ابنَ آدم، لو أتيتَني بقراب الأرضِ خطايا ثم لقيتَني لا تشركُ بي شيئًا أتيتُك بقرابها مغفرة))[4]، وفي الحديث: ((يا عبادي، إنّكم تخطِئون باللّيل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفِر لكم. يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخرَكم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني فأعطيتُ كلاًّ مسألتَه ما نقص ذلك ممّا عندي إلاّ كما ينقص المحيط إذا أدخل البحر))[5].

فيا أخواني، إنّها ليالٍ مباركة، وإنّها ليال فاضلة وأيّام خير وبركة، فجِدّوا واجتهدوا، وتعرّضوا لنفحاتِ ربّكم، فعسى أن توافِقوا من الله ساعةَ إجابة. اسألِ الله قضاءَ دينك، واسألِ الله تفريجَ همّك، واسألِ الله إذهابَ حزنك، واسألِ الله صلاحَ ولدِك، واسأل الله صلاحَ قلبك وهدايتَك، واسألِ الله المغفرةَ لوالديك، واسألِ الله للمسلمين التوفيقَ والهداية وجمعَ الكلمة وأن يعيذَهم الله من الفتنِ ما ظهر منها وما بطن، اسأل ربَّك وارجُه وثِق بفضلِه وأيقن بأنّه قريب مجيبٌ لمن دعاه ورجاه وأمّل الخيرَ فيه، فهو أكرم الأكرمين، يقول لنا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]، ويقول جل جلاله: أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوء [النمل:62]، إنّه ربّنا جلّ وعلا، قريبٌ ممّن دعاه، قريب ممّن سأله ورجاه، فارفَع إليه أكفَّ الضراعة، راجيًا خائفًا طامعًا في فضله خائفًا من ذنبك، استغفِره وتُب إليه ممّا كان وسلف منك، فهو الغفور الرحيم، وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135].

أمّةَ الإسلام، إنّ نبيَّنا شرع لنا في نهاية هذا الشّهر صدقةَ الفِطر، فصدقةُ الفطر ـ وهي مضافة إلى الفِطر من رمضان ـ فريضةٌ فرضها رسول الله ، فأوجبها على المسلمين وأمَر بها، فما فرضَه رسول الله وأمَر به فحكمه حكمُ ما فرضه الله وأوجَبه، لأنّه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى، وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَىٰ [النجم:3، 4]، وطاعته طاعةٌ لله، ومعصيته معصية لله، مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء:80]، وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ [النور:54]، وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ [الحشر:7].

فرضَها رسول الله على عمومِ المسلمين، ذكورِهم وإناثهم، صِغارهم وكبارهم، أحرارِهم وعبيدهم، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: فرض رسول الله +اةَ الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على الذّكر والأنثى والحرِّ والعبد والصغير والكبير[6].

فيؤدِّيها المسلم عن نفسِه، وعمّن يلزمه الإنفاقُ عليه من زوجةٍ وأولاد وخدَم، في الأثر: ((أدّوا صدقةَ الفطر عمّن تمونون))[7]، أي: عمّن تنفِقون عليهم شهرَ رمضان، وتتكفّلون بالإنفاق عليهم.

واستحبَّ أمير المؤمنين عثمان بنُ عفّان رضي الله عنه إخراجَها عن الجنين[8].

والحِكمة فيها جليّة واضحة، فهي شكرٌ لله على إكمالِ الصيام والقيام، فإنّ صيامَ رمضان وقيامَه نعمة من الله لا بدّ أن تشكرَ الله على هذه النّعمة العظيمة، وهي أيضًا شكرٌ لله على دوران العامِ عليك وأنت في سلامةٍ وصحّة وعافية، وهي أيضًا تدريبٌ للمسلم على خلُق السخاء والبذلِ والجود، وهي أيضًا طعمة للمساكين ليشارِكوا إخوانَهم يومَ العيد فرحتَهم وسرورَهم، حيث توفّر لهم طعامُ ذلك اليوم، وهي طُهرة للصّائم ممّا حصل عليه في صيامه من لغوٍ ورفث، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: فرض رسول الله صدقةَ الفطر طهرةً للصّائم من اللّغو الرفث، وطعمةً للمساكين، فمن أدّاها قبل الصلاة فهي +اة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات[9].

وهذه الفِطرة أوجبَها رسول الله في طعام الآدميِّين من التّمر والشعيرِ والأقِط والزبيب، قال ابن عمر: فرض رسول الله صدقةَ الفطر صاعًا من طعامٍ تمرٍ أو صاعًا من شعير[10]، وقال: وكان الشعير من طعامهم، قال أبو سعيد: كنّا نخرجها زمنَ رسول الله صاعًا من طعام، وكان طعامنا يومئذ التّمرَ والشعير والأقِط وال+يب[11]، فلا يجزِئ من غيرِ طعامِ الآدميّين كما أرشدَ إلى ذلك رسول الله .

وإخراج قيمتِها عنها غيرُ مجزئ مع الإمكان، لأنّ ذلك مخالفٌ لهدي النبيّ ، ومخالفٌ لهدي خلفائِه الرّاشدين، ولأنّ ذلك إحداث في الدّين، و((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ))[12]، ولأنّ النبيّ أوجبها من أصنافٍ معيّنة، ولأنّ إخراجَها من الطعام يجعل الناسَ يتوارثونها، وينقلها الصغارُ عن الكبار، ويشاهدون كيلَها وتوزيعَها، بخلافِ [ما] لو كانت نقودًا، فلا يعلَم بها إلا آخذُها.

وهذه ال+اةُ مقدارُ الواجبِ فيها صاعٌ بصاع النبيّ كما قال ابن عمر وأبو سعيد أن النبيّ فرضها صاعًا، والصاعُ بالغرامات الموجودةِ يقارب ثلاثَ كيلو، أي: ثلاثة آلاف غرام، فإنّ في ذلك احتياطًا وإبراءً للذمّة إن شاء الله.

ووقتُ وجوبها غروبُ شمسِ آخر يومٍ من رمضان، لأنّها متعلِّقة به، ويجوز إخراجُها قبل العيد بيوم أو يومين، كما كان ابن عمر يعطيها من يتقبّلها، وكانوا يخرِجونها قبل العيد بيوم أو يومين[13]، والأفضل لمن تمكّن وقدِر أن يخرجَها يومَ العيد قبل الصلاة إن كان مستطيعًا لا يخشى مضايقةً لقول أبي سعيد: كنّا نخرجها يومَ الفطر على عهد رسول الله [14]، وفي بعضِ الألفاظ: أمَر أن تؤدَّى قبل خروجِ النّاس إلى الصلاة[15].

فيخرِجها المسلم في المكانِ الذي يدركه فيه آخرُ يومٍ من رمضان، يخرجها في ذلك المكان لأنّها متعلِّقة ببدنِه، ويعطيها الفقراءَ والمساكين، ويجتهد أن تكونَ فطرته من النّوع الجيّد، فإنّ الله يقول: وَلاَ تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ [البقرة:267]، ويحرص على أن يعطيَها من يغلِب على ظنّه أنّهم مستحقّون لها، ينتفعُون بها، ويستفيدون منها، ولا يغترّ بمن يسألها وليسَ أهلاً لها، ويختار أطيبَ ما يكون، فإنّه كلما طابَ ال+اة عظُم أجرك بتوفيقِ الله.

فاحرصوا على أدائها وإخراجها، واهتمّوا بذلك لعلكم تفلحون.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبّهِ فَصَلَّىٰ [الأعلى:14، 15].

وكما نعلم أنّها من الطعام، فالشعير والأرز والبرّ كلّه طعام، وإن لم يكن الشعير اليومَ طعامًا، فما كان قائمًا مقامَه فإخراج الأرز والبرّ قد يكون أولى من غيره؛ لأنّه الطعام الذي يعتاده النّاس، فاحرصوا على إتقانِها واختيارِ الطيّب منها وما تريدونَه لبيوتكم، فأخرجوا منه على المساكين، ففي ذلك الخير الكثير.

تقبّل الله منّي ومنكم أعمالنا، إنّه على كلّ شيء قدير.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.




[1] أخرجه البخاري في صلاة التراويح (2016، 2018)، ومسلم في الصيام (1167) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في التراويح (2017) من حديث عائشة رضي الله عنها بنحوه.

[3] أخرجه البخاري في صلاة التراويح (2015)، ومسلم في الصيام (1165) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

[4] أخرجه الترمذي في الدعوات، باب: في فضل التوبة والاستغفار وما ذكر من رحمة الله (3540) عن أنس رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وصححه الضياء في المختارة (4/399)، وأورده الألباني في صحيح الترغيب (1616).

[5] أخرجه مسلم في البر والصلة، باب: تحريم الظلم (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

[6] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: فرض صدقة الفطر (1503)، ومسلم في الزكاة، باب: +اة الفطر على المسلمين من التمر والشعير (984) بنحوه.

[7] رواه الشافعي في الأم في الزكاة، باب الفطر (4/228)، والدارقطني في السنن في زكاة الفطر (2/141)، وقال: "رفعه القاسم، وليس بالقوي، والصواب موقوف"، والبيهقي في الكبرى في الزكاة، باب: إخراج ال+اة عن نفسه وغيره (4/161)، وقال: "إسناده غير قوي" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه، قال الحافظ في التلخيص الحبير (2/184): "فيه ضعف وإرسال"، وضعفه الصنعاني في السبل (2/138)، وحسنه الألباني في الإرواء (839).

[8] أخرجه ابن أبي شيبة في الزكاة، باب في صدقة الفطر عما في البطن (2/ 432)، وأحمد في مسائل ابنه (644)، وفي سنده انقطاع، ولذا ضعفه الألباني في الإرواء (3/ 331). وأخرج عبد الرزاق في الزكاة، باب: هل يزكي على الحبل؟ (5788)، وابن أبي شيبة أيضًا في الزكاة، باب: من قال: صدقة الفطر صاع من شعير (2/ 398) عن أبي قلابة قال: كان يعجبهم أن يعطوا +اة الفطر عن الصغير والكبير حتى على الحبل في بطن أمه.

[9] أخرجه أبو داود في الزكاة، باب: زكاة الفطر (1609)، وابن ماجه في ال+اة، باب: صدقة الفطر (1927)، وصححه الحاكم (1/409)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1420).

[10] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: فرض صدقة الفطر (1503)، ومسلم في الزكاة، باب: +اة الفطر على المسلمين من التمر والشعير (984) وليس فيه لفظة: ((طعام)).

[11] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: الصدقة قبل العيد (1510)، ومسلم في ال+اة (985).

[12] أخرجه البخاري في الصلح (2697)، ومسلم في الأقضية (1718) من حديث عائشة رضي الله عنها.

[13] أخرجه البخاري في ال+اة (1511) بنحوه.

[14] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: الصدقة قبل العيد (1510)، ومسلم في ال+اة (985).

[15] أخرجه البخاري في الزكاة، باب: فرض صدقة الفطر (1503)، ومسلم في الزكاة، باب: الأمر بإخراج +اة الفطر قبل الصلاة (986) عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، وجِدّوا واجتهِدوا في بقيّة شهركم، فعسى الله أن يمنّ علينا وعليكم بالقبول. مَن كان محسنًا فيما مضى فليواصِل الإحسان بالإحسان، ومَن كان مفرِّطًا فليتدارك بقيّة شهره، فعسى الله أن يمنَّ بتوبةٍ من عنده.

فاجتهِدوا ـ رحمكم الله ـ في هذه الليالي والأيّام، وتقرّبوا إلى الله فيها بصالح الأعمال، واسألوا اللهَ أن يختمَ لكم بالحسنى، فإنّ العملَ بالختام، والنبيّ قال لمّا قال له جبريل: رغِم أنف رجل أدركه رمضان فخرج فلم يغفر له، فأبعده الله، فقل: آمين، فقال النبي: ((آمين))[1].

فالحذَر الحذر عبادَ الله، الحذر الحذر عبادَ الله، فإنّ الله جلّ وعلا لا ينظر إلى صورِنا وأموالِنا، ولكن ينظر إلى قلوبِنا وأعمالنا، فعامِلوا اللهَ بالصّدق فيما بينكم وبينه لعلّكم تفلحون. قيل لبعض السلف: أرأيتَ المريضَ والحائض والمسافر ألَهم من ليلةِ القدر نصيب؟ قال: من تقبّل الله منه فله في ليلةِ القدر نصيب.

فاجتهِدوا عسى الله أن يمنَّ علينا وعليكم بإدراكِ تلك الليلة، وأن يجعلَنا وإيّاكم فيها من الفائزين برضوانه، المعتَقين من عذابِه، إنّه على كلّ شيء قدير.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسنَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمّد كما أمركم بذلك ربّكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الراشدين...

[1] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (646)، والبزار، وأبو يعلى (5922)، والطبراني في الأوسط (8131، 8994)، والبيهقي (4/304) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن خزيمة (1888)، وابن حبان (907)، قال الهيثمي في المجمع (10/167): "فيه كثير بن زيد الأسلمي، وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". وله شاهد من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أخرجه الطبراني (19/291)، وصححه ابن حبان (409)، قال الهيثمي في المجمع (10/166): "فيه عمران بن أبان، وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات". وله شاهد آخر من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أخرجه الطبراني (19/144)، والبيهقي في الشعب (1572)، وصححه الحاكم (7256)، قال الهيثمي في المجمع (10/166): "رجاله ثقات". وهذه الأحاديث الثلاثة صححها الألباني في صحيح الترغيب (995، 996، 997). وفي الباب أيضا عن عمار بن ياسر وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله وابن عباس وابن مسعود وأنس وعبد الله بن الحارث رضي الله عنهم، انظر: مجمع الزوائد (10/164-166).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضل ليلة القدر وأحكام ز كاة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليلة القدر و+اة الفطر - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» الز كاة: حِكم وأحكام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» النكاح فوائد وأحكام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» الجمعة: فضائل وأحكام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» عيد الفطر 1425هـ - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: