STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالخميس 2 فبراير - 2:18:39



حقوق المسلم الستة

حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أما بعد: فيَا أيّها النّاس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

عبادَ الله، إنَّ من خصائصِ هذه الشريعةِ دعوةَ المجتمعِ المسلمِ إلى اجتمَاع الكلِمة ووحدَة الصّفّ وتآلُف القلوب، وقد وضعَتِ الشريعة الإسلاميّة أسبابًا متى أخَذ المسلمون بها اجتمعت كلمتُهم والتقَت قلوبُهم على الخيرِ والهدى وسادَت بينَهم المحبّة والمودّة والتعاون، في صحيح مسلِم عن أبي هريرَة رضيَ الله عنه أنَّ رسول الله قال: ((حقُّ المسلمِ على المسلمِ ستٌّ: إذا لقيتَه فسلّم عليه، وإن دعاك فأجِبه، وإن استنصَحَك فانصَح له، وإن عطسَ فحمِد اللهَ فشمِّته، وإن مرِض فعُده، وإن ماتَ فاتبَع جنازتَه))[1].

هذه الحقوقُ الستّة حقُّ المسلم على المسلم، حقٌ لك على أخِيك، وحقٌّ لأخيك علَيك، ومطلوبٌ من كلّ مسلمٍ القيامُ بهذه الحقوقِ ما استطاع لذلك سبيلاً، ولا يَنتظِر أن يبدأ غيرُه بها، بل يفعلُها سواءً قابَل أخوه ذلك بمثلِها أو لم يقابِله، فليسَتِ الغايةُ تبادُل المنافِع، ولكنّها حقوقٌ شرعيّة مطلوبٌ من كلّ مسلمٍ أن يتحلّى بها وأن يقومَ بها.

فأوّل ذلك: ((إذا لقيته فسلِّم عليه))، السّلام اسمٌ من أسماءِ الربِّ جلّ وعلا، وقد جعلَ الله السلامَ تحيَّتَنا فيما بيننا في هذه الدّنيا، ورغّبنا في ذلك قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا [النور:27]، وقال جلّ وعلا: وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، وقال: فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَـٰرَكَةً طَيّبَةً [النور:61]، فالسّلامُ تحيّةُ المسلمين فيما بينهم، يحيّي بعضُهم بعضًا بالسلام: "السلام عليكم ورحمة الله"، وإن كملها "وبركاته" فقال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فيجيبُه أخوه المسلم بمثل ما قال، تذهب الوحشة، يحصُل الأُنس والتقارب والمحبّة والتواضعُ بين المسلمين. ونبيّنا بيّنَ لنا أنَّ إفشاءَ السلام سببٌ للمحبة التي هي بعد الإيمان بالله سببٌ لدخول الجنة، يقول : ((لا تدخلوا الجنّةَ حتّى تؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتّى تحابّوا، ألا أدلّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحابَبتم؟! أفشوا السلامَ بينكم))[2]، فإفشاؤُنا للسلام كونُ كلٍّ منّا يسلِّم على أخيه ويبدؤه بالتّحيّة، والآخر يعيد له مثل ما قال، فعند ذلك يتحقَّق الخيرُ بتوفيقٍ من الله.

أيّها المسلم، إنَّ هذا السلامَ سببٌ لسلامةِ القلوب وتآلفِها واجتماعِ الكلمة، ولِذا أُرشِدنا لأن يكونَ السلام عامًّا فيما بيننا، فيسلّم صغيرُنا على كبيرِنا، ويسلّم ماشينا على قاعدنا، ويسلّم راكبُنا على ماشينا، ويسلّم القليل منّا على الكثير. متى ما شاعَ هذا السلامُ في مجتمعِنا وأكثَرنا منه وسلَّمنا على إخوانِنا المسلمِين مَن عرفنا ومَن لم نعرفْ، ولَم يكن سلامُنا خاصًّا بمعارِفنا ولكنّه عامّ لإخوانِنا جميعًا، متى عملنا ذلك فإنَّ المحبّة والمودّةَ تسود بينَنا، ولذا قال الله: وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86]، فلا بدّ من أمرين: إمّا أن تجيبَه بأحسنَ منها، فتكون فاضِلاً عليه بكثرةِ ما قلتَ، أو تردَّ عليه مثلَ ما قال، ولذا قال الله: لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا [النور:27]، فإنَّك إذا سلَّمت على أهل بيتٍ تريدُ الدخولَ عليهم، فسلَّمتَ عليهم مستأذنًا فإنَّ سلامَك أنسٌ لهم، فإمّا أن يأذَنوا ولا يأذنوا. فالسّلام هو تحيّة المسلمين، هو خطابهم فيما بينهم في هذه الدنيا، وتحيِّيهم به ملائكةُ الرحمن في الجنة، وَالمَلَـٰئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مّن كُلّ بَابٍ سَلَـٰمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ [الرعد:23، 24]، والنبيّ يقول: ((لا يحلّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاث؛ يلتقيان فيُعرِض هذا ويُعرض هذا، وخيرُهما الذي يبدَأ بالسلام))[3]، فخير النّاس من يبدَأ بالسّلام.

أخي المسلِم، قد يَكون في نفسِك حرجٌ أو شيء على بعض إخوانِك المسلمين، وقد يُوسوس الشيطان لك شيئًا من القطيعةِ والبعدِ عن أخيك المسلم، ولكن إذا بدأتَه بالسلام فسلامُك عليه يزيل ما علق في النفوس، ويُذهب ما عسى أن يكونَ باقيًا من شيء من المخالفات، فإنّ السلامَ يزيل الوحشَة، ويحلّ محلَّها الأنسَ والانشراح، فأفش السلامَ، وابدأ بِه من يكون لك محبًّا ومن عسى أن يكونَ لك كارِهًا، فإذا بدأتَه بالسلام فإنَّ السلامَ مفتاحٌ للخير ومزيلٌ للشرّ بتوفيقٍ من الله.

وثاني حقوق المسلمين على المسلمين: إجابةُ دعوةِ الداعي، فإذا دعاك أخوك فأجِب دعوتَه ما لم يترتَّب على الحضور مخالفات شرعيّةٌ لا تستطِيع تغييرَها ولا التخفيفَ منها، ومَتى قدرت على الحضورِ لتخفيفٍ شرٍّ وتقليله فذاك خيرٌ، فإنَّ المسلمَ يسعى جهدَه في تقليل الشرّ ما وجَد لذلك سبيلاً، فإجابةُ دعوةِ أخيك ممّا يؤلِّف القلوبَ ويجمَع الكلمةَ ويدخِل السرورَ على أخيك، ولا سيّما ولائم الزواج، ولهذا يقول : ((ومَن لم يُجبِ الدعوةَ فقد عصى أبا القاسم))[4]، ولهذا في الحديث: ((ومن دعاكم فأجيبوه))[5]، فإجابةُ الدعوة فيها تآلفٌ ومحبّة، والاعتذار إن تعذَّرتِ الإجابةُ أولى من الإعراض والتّجاهل والتّناسي.

ومن حقِّ المسلمِ عليك أيضًا إذا استنصحَك واستشارَك وطلبَ منك النصيحةَ في أمرٍ ما عرض له فإنَّ من يُسأل النصحَ مؤتمَن، فالمستنصَح مؤتمَن على النّصيحة، وانصح لأخيك بِما تحبّه لنفسِك، فإنّ مِن كمالِ الإيمان أن تحبَّ لأخيك ما تحبُّه لنفسِك، هذا أرَاد منك نصحًا وإشارة في أمرٍ ما من الأمور فإيّاك أن تشير علَيه بما لا ترى فيه المصلحة وأن تنصحَه بما لا ترى فيه المصلحة، فذاك غشٌّ منك لأخيك، ابذل جهدَك، واستعِن بالله، وأعطِه ما تراه مناسِبًا، وإن عجزت عن ذلك فالاعتذار أولى. فهو استنصَحَك وطلب منك النصيحةَ والمشورَة على هذا الأمرِ الذي نزَل به، [فابحَث له عن] النّصيحة، وقل له ما تعتقدُه وما تحبّه لنفسك، فإنّ نصيحتَك له للخير عنوانُ الإيمان، وقد جعل رسول الله النصيحةَ قرينةً لأركان الإسلام، قال جرير بن عبد الله: بايعتُ رسولَ الله على إقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزّكاة والنصح لكلّ مسلم[6]. فإذا استنصَحَك في أمرٍ فأشِر عليه بما تَراه صوَابًا وبِما تعتقِده خيرًا وبِما تحبّ لنفسك، فالمسلم أخو المسِلم؛ لا يظلمه، ولا يكذبه، لا يخذله، لا يحقِره، بل يحبّ له ما يحبّ لنفسه، ويكرَه له ما يكرَه لنفسِه، هذا هو الإيمان الصادق.

ومن حقِّ أخيك عليك إذا عطِس وحمِد الله فقال: "الحمد لله" فشمّته بقولك له: "يرحمك الله". عطاسُه دليلٌ على صحّته، ولكنّ هذا العطاسَ قد يصحبه أمورٌ تضرّ به، فإذا نجّاه الله منها وحمِد الله على هذه النعمة فقل له: "يرحمك الله"، ادعُ له بالرّحمة، ويجيبك: "يهديكم الله". وهكذا المسلمون يعين بعضُهم بعضًا على الخير، ويمدّ بعضهم بعضًا بالدعاء الصالح.

ومن حقِّ المسلم عليك عيادتُه إذا مرِض، فإنَّ في عيادةِ المريضِ فوائِد أولاً: تَسلية لأخيك، تضميد لجراحه، مواساة له في مصابه، إشعارُه بأنَّ إخوانَه يتألّمون بألمه ويحزنون لِحزنِه ويفرحُون لفَرَحه. هذا المريضُ الذي تعودُه أنت تحسِن إليه في أمور، فربَّما ذكَّرتَه التوبةَ إلى الله والندَمَ على ما مضى وختمَ العمر بخيرٍ والأعمال الصالحة، وربّما ذكّرته حقوقًا عليه كان جاهِلاً بها تريد منه أن يسدِّدها وأن يوصيَ بها، وربّما استعان بك في وصيّة تكتبها له وإشهادك على ذلك، وربّما استعان بك في قضاء أيٍّ حاجةٍ من حاجاته، فأنتَ في زيارتِك له تؤنسُه بهذه الزّيارة، وتعينُه على حوائِجه، وفي نفس الوَقت تتذكّر ضعفَ ابن آدم، وأنَّ هذا الإنسانَ الذي كنتَ تعرِفه قويًّا شديدَ البطشِ في هذا المرض أصبَح ضعيفًا هزيلاً لا يقدر على شيء، وتتذكّر قولَ الله: وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفًا [النساء:28]. فأنت في عيادتِك المريض في مصلحةٍ للمريض، ثمّ في تذكّرٍ في نفسك واعتبار ومعرفة قدر نعمةِ الله عليك بالعافِية وما أصابَ هذا المريضَ من هذا المرض، وأنَّ هذا المرضَ الذي أقعدَه وأضعف بدنَه وقوَّتَه دليلٌ على عظمَة الربّ جلّ وعلا وقدرتِه على كلّ شيء وأنّه المتصرّف في خلقِه بما يشاء، وتَعرف قدرَ نعمةِ الله عليك فتحمَد الله على العافيَة والنّعمة، وفي نفسِ الوقتِ تحسِن لأخيك المسلم ولأهله وذويه، فيعرِفون منك المحبَّة والمودَّة، وتقوى الصّلة بين المسلمين.

وفي اتّباعك للجنازة مواساةٌ لمُصاب أولادِه وأقرِبائه، مواساة لهم في مصابهم، وتضميد لجراحهم، وشعور بما ألمّ بهم، وأنَّ ذلك الألم ليس خاصًّا بهم. ثمّ فيه أيضًا تذكّر نفسِك وأنّك اليومّ تشيِّع جنازة، وغدًا يشيِّعك غيرُك، فتعلَم ضعفَ قوّة الدّنيا وحقارتها، وأنَّ العبدَ يستعدّ دائمًا للقَاء الله، ويتهيَّأ لهذا المصرَع العظيم، ويسأل اللهَ الثباتَ وحسن الختام. ففي اتّباع الجنائزِ عظاتٌ وعبر، وأنت ترى القبرَ، وترى أخاك الذي طالما رأيتَه قويًّا شديدًا، ها هو الآن ينزل في هذه الحفرَة، وها هو التّراب يُهيله عليه أقربُ النّاس وأحبّهم إليه، يدَعونه في هذا اللحد، قد فارق الأهلَ والأحباب، وخلا بعمَله الذي قدّمه، إن صالحًا فهو يزداد أنسًا وسرورا، وإن سيّئًا فهو يتألَّم به، ((يتبَع الميتَ ثلاث: أهله وماله وعمله، فيرجِع الأهل والمالُ ويبقى العمل))[7]. ففي اتّباع الجنائز عظةٌ وعبرة وتذكيرٌ لنا وعِظة لقلوبنا، وكفى بالموت واعظًا.

فتِلك حقوقٌ للمسلم على المسلم، كلّ منّا يقوم بها من غير انتظارٍ أن يكون غيرُه قد قام بها معه، لكنّها حقوقٌ يراها عليك، نؤدّيها طاعةً لله واتّباعًا لسنّة محمّد .

أسأل اللهَ أن يعينَنا وإيّاكم على كلّ خير، وأن يوفّقنا وإيّاكم للأخذ بأسبابِ السّعادة في الدنيا والآخرة، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرّحيم.




[1] أخرجه مسلم في السلام (2162)، وهو في البخاري في الجنائز (1240) بلفظ آخر.

[2] أخرجه مسلم في الإيمان (54) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه البخاري في الأدب (6077)، ومسلم في البر (2560) من حديث أبي أيوب رضي الله عنه.

[4] أخرجه البخاري في النكاح (5177)، ومسلم في النكاح (1432) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: ((فقد عصى الله ورسوله)).

[5] جزء من حديث أخرجه أحمد (2/68، 95، 127)، والطيالسي (1895)، وأبو داود في ال+اة وفي الأدب (1672، 5109)، والطبراني في الأوسط (4031)، والبيهقي في الكبرى (4/199) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وصححه ابن حبان (3375، 3409)، والحاكم (1502) على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، قال الألباني في السلسلة الصحيحة (254): "وهو كما قالا".

[6] أخرجه البخاري في الإيمان (57)، ومسلم في الإيمان (56).

[7] أخرجه البخاري في الرقاق (6514)، ومسلم في الزهد (2960) من حديث أنس رضي الله عنه بنحوه.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أمّا بعد: فيا أيّها النّاس، اتّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.

أخلاقُ الإسلام متى قام بها المسلمون ازدَاد الإيمانُ في قلوبِهم وقوِي في نفوسهم، وإنّما يُصاب المسلمون عندما يتخلَّون عن أخلاق دينِهم وعندَما تضعف أخلاقُ إسلامِهم في نفوسهم، فالإسلامُ أقوال وأعمالٌ، فلا بدّ من عملٍ بأخلاق الإسلام والتزام بها؛ لأنَّ أخلاقَ الإسلام هي التي تقوّي الإيمانَ في القلب. ومحمّد كان القرآن خلقًا له، يقول الله في حقّه: وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]. فكان أكملَ الناس خلقًا، وكان أحسنَ الناس أدبًا، يطبِّق أوامرَ القرآن، ويجتنب نواهي القرآن، ويتأدّب بآدابِ القرآن، ويتخلَّق بأخلاق القرآن، لمَّا سئِلت عائشة عن خلق النبي قالت للسّائل: ألا تقرأ القرآن؟!‍ قال: نعم، قالت: ألم تسمعِ الله يقول: وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ؟![1]، فكان القرآن خلقَه ، فهو من أعظمِ الناس إفشاءً للسلام، وأسرعِهم إجابةً للداعي، وأنصحِ الخلق للخلق، وكان يشمِّت العاطسَ، وكان يعود المرضى، وكان يتبع الجنَازة، وكان على خلقٍ كامِل . فالمسلمون مَتى تمسّكوا بأخلاق دينهم وشاعَت بينَهم أخلاقُ إسلامهم عمَلاً وتطبيقًا دلّ على وجودِ الخَير فيهم، نسأل الله الثباتَ على الحقّ والاستقامةَ على الهدى، إنّه وليّ ذلك والقادِر عليه.

واعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.

وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على نبيّكم محمّد امتثالاً لأمر ربّكم القائل: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، ويقول : ((من صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله بها عليه عشرًا)).

اللهمّ صلِّ وسلّم وبارك على سيّدنا سيّد الأولين والآخرين وإمام المتقين، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الرّاشدين...

[1] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (746) بمعناه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقوق المسلم الستة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسلم أخو المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» حقوق الأخوة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» حقوق البنات - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» حرمة دم المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» عزّة المسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: