molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: أمين الوحي جبريل عليه السلام - عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة الإثنين 19 ديسمبر - 5:43:15 | |
|
أمين الوحي جبريل عليه السلام
عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة
الخطبة الأولى
أما بعد:فمن مسائل بدء نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, التعرف على أمين وحي العالمين جبريل عليه السلام الذي نزل بالوحي وظهر للرسول في غار حراء واستعلن له حتى عرفه الرسول وصار يأنس به بعد أن كان يخاف منه في بدء نزول الوحي وذلك لشدة هيبته عليه السلام.
جبريل ويقال جبرائيل وجبرائل, كل ذلك قراءات في اسمه عليه السلام ومعناه عبد الله, ذلك هو رئيس الملائكة, واحد من رؤساء الملائكة العظام (جبرائيل وميكائيل وإسرافيل) ولذلك خصهم سيدنا رسول الله بالذكر في بعض دعائ: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك, اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم))[1].
والملائكة من أعظم خلق الله وأفضل خلق الله , خلقهم الله تعالى من نور, لا يأكلون ولا ينامون ولا ينكحون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون, وهم من الكثرة ما الله به عليم.
روى عن النبي أنه قال: ((أطت السماء وحق لها أن تئط , ما منها موطأ أربع أصابع إلا وعليها ملك جبهته على الأرض))[2] وفي رواية: ((ما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم))، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون, والبيت المعمور في السماء يقابل الكعبة في الأرض يدخله الملائكة ويطوفون به ويذكرون الله عز وجل, كل يوم يدخله سبعون ألف ملك ثم لا يعودون أي يدخل غيرهم[3].
وهؤلاء الملائكة العظام طوائف, كل منها موكل بعمل, بل كل منهم موكل بعمل ومنهم الموكلون بالوحي, هم السفرة الكرام, سفراء بين الله ورسله وعلي رأسهم جبرائيل عليه السلام, فإنه الذي وكل بسيدنا محمد فكان ينزل عليه بالوحي وأحيانا ينزل معه الوحي ومعه ملائكة آخرون أحيانا ميكائيل وإسرافيل وغيرهما كما جاء في الحديث الصحيح أن سورة الأنعام أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفها سبعون ألف ملك[4].
ولقد خلق الله تعالى جبريل على خلقة عظيمة مهيبة ورآه الرسول عليه الصلاة والسلام مرتين في تلك الخلقة, بخلقته الأصلية فرأى رفرفا أخضر قد سد أفق السماء له ستمائة جناح, رآه في أول الوحي بأجياد جالسا على كرسي بين السماء والأرض فسد الأفق ما بين المشرق والمغرب ثم رآه مرة أخرى عند سدرة المنتهى عندما عرج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء, فهذا جبريل القوي الأمين, الروح الأمين, ذو مرة (أي قوي شديد) هذا هو الذي وكل بمحمد صلى الله عليه وسلم فكان ينزل بالوحي من الله رب العالمين.
وجبريل عليه السلام عدو اليهود, أبغضه اليهود وذلك أنهم كانوا ينتظرون آخر الأنبياء, فأقبل بعضهم على هذه المدينة الشريفة ينتظرون خروج ذلك النبي ويحلمون أن يكون واحداً منهم, فلما بعث سيدنا محمد العربي القرشي, حسدوه وجحدوه, وكذبوا به وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم, يعرفون أنه النبي المرسل الذين يجدون صفته عندهم مكتوبة في التوراة والإنجيل ومع ذلك جحدوا به مع أنهم يعرفون صدقه صلى الله عليه وسلم, وحسدا منهم له أبغضوا جبريل واتخذوه عدوا لهم لأنه نزل بالوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما سمع عبد الله بن سلام وكان واحدا من يهود المدينة قدوم رسول الله, وكان في أرض يخترق فقال له: إني لسائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما الذي ينزع الولد إلي أبيه أو أمه؟ فقال النبي: ((اخبرني بهذه جبرائيل آنفا)) فقال: جبريل. قال: ((نعم)). قال عبد الله بن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة. وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين وقال صلى الله عليه وسلم في جوابه على أسئلة ابن سلام: ((أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب, أما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد الحوت, وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ينزع الولد إلي الرجل وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت))، فقال عبد الله بن سلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فقال: يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فإن هم علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني فإنهم يبهتونى, فلما أقبل اليهود قال لهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من هو عبد الله بن سلام فيكم؟)) قالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((أرأيتم إن أسلم)). قالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج عبد الله بن سلام فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقالوا وقال عبد الله بن سلام: هذا ما كنت أخافه يا رسول الله.
فاليهود قوم بهت افتروا على جبرائيل وأبغضوه واتخذوه عدوا, وتبعهم في ذلك توابع من الروافض , فاتهموا جبريل عليه السلام بخيانة الأمانة وأنه كان مكلفا أن ينزل على علي بن أبي طالب فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. ويا له من قول يا لهم من قوم لا عقول لهم, لا يكفيهم أنهم اجترؤوا على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, حتى اجترؤوا على مقام النبوة والملائكة ثم مقام الألوهية, فاتهموا الإله الخالق العظيم, الحي القيوم الذي لا ينام, اتهموه بالغفلة, وهذه العقيدة الرافضية الكفرية من أخبث العقائد, فإذا رأيت رافضياً يخبط على ركبتيه في الصلاة, فإنه يشير إلى هذه العقيدة, فإذا قال مع ذلك: (خان الأمين) فهذا من إخوان اليهود عليهم لعائن الله أجمعين الذين يبغضون جبريل عليه السلام ويكفرون بالله وملائكته ورسله.
فنعوذ بالله من الكفر والكافرين ومن النفاق ومن المنافقين.
أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
[1] مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها (770).
[2] أحمد (5/173)، والترمذي كتاب الزهد (2312).
[3] البخاري كتاب بدء الخلق (3035).
[4] تفسير ابن كثير أول سورة الأنعام، فقد عزاه للطبراني.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وعليكم أيها المسلمون بالجماعة فإن يد الله علي الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الجماعة هي التمسك بالكتاب والسنة وبمنهج الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تدان ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال عز من قائل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب:56]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي واحدة صلى الله بها عليه عشرا))[1]، اللهم صل وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبى بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علي وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأهلك الزنادقة والكافرين وآمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.
[1] صحيح مسلم (408).
| |
|