STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ouuou10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Uououo10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Uooous10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ooouus10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ooouo_10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ouooo11الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ooouo_11الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Uoou_u10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Uoo_ou10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Arkan_10الطـهـارةالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Uuooo_10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Ouuuuo10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Oouusu10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Plagen10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Uuouou10الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
molay
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
must58
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
bent starmust2
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
sanae
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
حليمة
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
mam
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
zineb
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
aziz50
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
mm
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_rcapالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Voting_barالإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر 51365/1365الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر  (1365/1365)

الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر   الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Emptyالسبت 3 ديسمبر - 5:00:22



الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر Basmallah

عبد الرحمن بن علي العسكر

الخطبة الأولى

أما بعدُ: فأوُصِيكُم ـ أيَّها الناسُ ـ بالوَصِيةِ الدَّائِمةِ التَّي كرَّرها اللهُ في كِتابهِ، وَصِية الله للأولينَ والآخِرِينَ؛ الوَصِية بِتَقوَى الله، وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء: 131].

أيها الناس، إنَّ منَ الأصُولِ الثَّابتةِ التي قامَتْ عَليها السَّماواتُ والأرضُ بَل هِيَ أصلُ الأصولِ معرفةَ أنَّ الله ربُّ العالمينَ الرحمنُ الرحيمُ المالكَ المتصَرِّفُ ذُو الألوهِيةِ والعُبودِيةِ على خَلْقِهِ أجْمَعين، وأنَّ جَميعَ الكونِ وَكُلَّ مَا فيهِ خَلقُهُ ومُلكهُ وعَبيدهُ وتحتَ تَصرُّفهِ وقَهْرِهِ، إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا [مريم: 93-95].

عباد الله، لقدْ أخبرَ رسولُ الله ـ وخبرهُ صِدقٌ ـ عن افتراقِ هِذِهِ الأمَّةِ إلى ثَلاثٍ وسَبعينَ فِرقةً، كُلهمْ ضُلاَّلٌ إلا فِرْقةً واحِدَةً، هيَ التي وَافَقَتْ هَدْيَ الكتابِ والسُّنةِ وسَارتْ عَلى نهجِ المصطفَى وأصْحَابهِ من بَعدِهِ.

إنَّ هَذا الافتراقَ شامِلٌ لكلِّ أمورِ الدينِ عقيدةً وعملاً، ولكنَّ التفرقَ قدْ لا يُعالجُ إلاَّ في بابٍ واحدٍ إذا كُسِرَ فَلا يُمكنُ إصلاحُهُ إلاَّ بإعادَتِهِ جَديدًا كَما كَانَ، لا يَصلُحُ في سَدِّه بَابٌ فيهِ ثُقوبٌ أو خَللٌ، إنهُ بَابُ التوحيدِ والاعتقادِ، بَابٌ أهلُ الزَّيغِ والضلالِ فيه فِرقٌ شَتَّى، كُلُّ فرقةٍ فَرِحَةٌ بما عندَها، أمَّا أهلُ السنةِ والجماعةِ الذينَ سَارُوا على النَّهجِ فَإنهمْ عَلى خَطٍّ مُستقيمٍ في هَذا الأمرِ، بَلْ وفي جَميعِ أُمورهمْ، ولكنَّ بابَ التوحيدِ والاعتقادِ يَخصُّونَهُ بمزيدِ اهتمامٍ ومزيدِ عِنَايةٍ؛ لأنَّ الضَّلالَ فيهِ ضَلالٌ كَبيرٌ، والخطأ في التوحيدِ ليسَ كَخطأٍ في غيرهِ.

أيَّها النَّاسُ، إنَّ أكثر مَا جَاءَ الانحرافُ إلى طَوائفَ شَتَّى في هَذا البابِ بسببِ أمرينِ:

السبب الأول: الجهلُ؛ فكثيرٌ مِنَ النَّاسِ يَجهَلونَ أمورَ مُعتَقدِهمْ التي يَعتقدُونَها، وقليلٌ مِمَّنْ آتاهم الله عِلمًا يتَحدَّثُ عَنها، ولَو أنَّ النَّاسَ إذَا جَهِلُوا شَيئًا سَألوا عنهُ لَبَلَغُوا مُرَادَهُم، ولكنْ عَلى نَفْسِهَا جَنَتْ، وَلا يَنَالُ العلمَ مُستَحٍ ولا مُستكْبِر.

أمَّا السَّببُ الثَّاني: فهوَ أنَّ فِئامًا مِنهمْ أخَذوا هَذا العِلْمَ مِنْ غَيرِ مَصْدريهِ: الكتابِ والسُّنةِ، العقلُ ـ أيها الناسُ ـ لا دَخْلَ لهُ في بَابِ العَقيدَة؛ لأنَّها مِنْ بَابِ الغيبِ، والغيبُ لا يُعْلَمُ إلا بِوَحيٍ.

إذَا كانَ ذلكَ كذلكَ فاعلَموا ـ أيَّها النَّاسُ ـ أنَّ عَليكم أنْ تُؤمِنُوا بأنَّ دِينَ المرءِ يَقومُ عَلى أُصولٍ سِتَّةٍ هي كالعمدِ للبُنْيانِ، لَو سَقَطَ منهُ عَمُودٌ سَقَطَ البِناءُ أو لا يَزالُ مُخَلْخَلاً. سِتةُ أُصولٍ يَنبغي لِكلِّ مُؤمنٍ ومؤمنةٍ الإيمانُ بِهَا والإقرارُ بمضمُونِهَا إيمانًا لا خَلَلَ فيهِ وإقرارًا لا يَعْتَريهِ نَقْصٌ، لَخَّصَها رسولُ الله حينَ جَاءهُ جِبريلُ عَليهِ السَّلامَ، فسألهُ عنِ الإيمانِ فقالَ: ((أنْ تُؤمِنَ باللهِ وملائِكتِهِ وكُتُبهِ ورُسُلهِ واليومِ الآخِرِ وتُؤمِنَ بالقَدَرِ خَيرِهِ وشَرِّهِ)).

الإيمانُ بالملائكةِ أحدُ تِلكَ الأصولِ السِّتةِ التي مَنْ أقَرَّ بِهَا فَقَدْ استكمَلَ الإيمانَ، الملائكةُ ـ عبادَ الله ـ عَالمٌ غَيبيٌّ مخلوقٌ عَابدون لله، ليس لهمْ مِنْ خَصائِص الرُّبُويَّةِ والألوهيَّةِ شَيءٌ، خَلَقَهم الله تَعالَى مِنْ نُورٍ ومَنحهمْ الانقيادَ التَّامَ لأمرهِ والقُوةَ على تَنفيذِه، وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ [الأنبياء: 19، 20]. الملائكةُ رُسلٌ من رُسُلِ الله، الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً [فاطر: 1]. الملائكةُ عددٌ كثيرٌ لا يُحصيهمْ إلا اللهُ سبحانَهُ، جَاءَ في الصَّحيحَينِ من حَديثِ أنسٍ فِي قِصةِ المعرَاجِ أنَّ النَّبيَّ رُفِعَ لهُ البيتُ المعمورُ في السَّماءِ فَرَأى يُصلي فيهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكِ كُلَّ يومٍ، إذَا خَرَجُوا لا يَعُودُونَ إليه آخِرَ مَا عَلَيهمْ، يَعْني: لا يأْتيهمْ الدَّورُ مَرَّة أُخْرَى. الملائِكَةُ قال الله عنهم: عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6]، جَاء في الحديثِ: ((أطَّتِ السَّماءُ وحُقَّ لها أنْ تَئِطَّ، ما فيهَا موضع أرْبَعَة أصَابعَ إلاَّ ومَلَكٌ قائِمٌ راكِعٌ أوْ ساجِدٌ)).

عباد الله، الإيمانُ بالملائِكَةِ يَتَضَمَّنُ أرْبَعَةَ أمُورٍ لا بُدَّ مِنَ الإقرارِ بِهَا حَتّى يَكونَ الشَّخصُ مؤمِنًا بهِمْ:

الأوَّلُ: الإيمانُ بوجُودهِمْ وأنَّهمْ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الله كمَا جاءت بهِ الآياتُ والسُّنَن.

الثاني: الإيمانُ باسْمِ مَنْ عَلِمْنَا اسمَهُ مِنهمْ، ومَنْ لم نعلَمْ اسمَهُ نُؤمِنُ به إجْمالاً دُونَ حَاجةٍ إلى مَعرفةِ اسْمِه. وممَّا يَنْبغي أنْ يُعْلَم هُنَا أنَّه لم يَصِحَّ مِنْ أسْمَاءِ الملائِكَةِ إلاَّ قَليلٌ، وهُم: جِبريلُ وميكَائيلُ وإسْرَافيلُ ومَلَكُ الموتِ ومَلَكانِ يَسْألانِ الميِّتَ لَمْ يثْبتْ تَسْميتهُما بحديثٍ صَحيح.

أمَّا الأمْرُ الثالثُ عِبادَ الله: الإيمانُ بِمَا عَلِمنَا مِن صِفَاتِهمْ، فقدْ صَحَّ عنهُ أنَّهُ رأى جبريلَ عَلى صِفَتهِ التي خُلِقَ عليهَا ولهُ سِتمائةِ جَنَاحٍ قَدْ سَدَّ الأفُق، وقَدْ أعطاهُم الله مِن القُدْرَةِ في التَمَثُّلِ في صُورٍ عَديدةٍ كَمَا قال الله عَن جبريلَ لمَّا بَعثهُ إلى مَرْيمَ: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا [مريم: 17]، وجاء جبريلُ إلى النبيِّ في صُورةِ رَجلٍ شَديد بَياضِ الثِّيابِ شَديدِ سَوَادِ الشَّعرِ لا يُرَى عَليهِ أثَرُ السَّفرِ ولا يَعْرفُه أحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فجَلَسَ إلى النبيِّ ، فأسْنَدَ رُكْبَتيهِ إلى رُكْبتيهِ، ووَضعَ كفَّيهِ عَلَى فَخِذيهِ، ثُمَّ سأل النّبي عَنِ الإسلامِ والإيمانِ والإحْسَانِ، ثُمَّ قال عنهُ : ((هذا جِبريلُ أتَاكُمْ يُعلِّمُكم دِينَكم)) رواه مسلم. وجَاءَ مرَّةً عَلى صُورة دِحْيَةَ الكَلبيّ. وكَذلِكَ الملائكةُ الذينَ جَاؤُوا إلى نَبيِّ الله إبْراهيمَ ونَبيِّ الله لُوطٍ كَانُوا عَلى صُورَةِ رِجَالٍ، ولَكن تمَثُلُهمْ في صُورةِ البشَرِ إنَّما هُوَ بأمرِ الله وقُدْرَتهِ ليسَ للملائكةِ أمرٌ فيهِ.

أمَّا الأمرُ الرابعُ ـ أيَّها الإخوةُ ـ مَمَّا يَجِبُ اعتِقادُهُ في الملائكةِ: فَهُو الإيمانُ بِمَا عَلِمْنَا مِن أعْمَالهم التي يَقُومُونَ بِها؛ كَتَسْبيحِهمْ لله وعَبَادَتهمْ لهُ لَيلاً ونَهَارًا بِدُونِ مَلَلٍ أو فُتُورٍ. كمَا أنَّه يَنْبغِي لنَا أنْ نُؤمِنَ بأنَّ لبَعضِهمْ أعمالاً خَصَّهُمُ الله بِهَا مِمَّا فيه مَصْلحةُ البَشرِ؛ فجبريلُ مُوَكَّلٌ بِمَا فيهِ حَياةُ القُلوبِ وهُوَ الوحْيُ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: 193-195]، وإسْرَافيلُ مُوَكَّلٌ بالنَّفخِ في الصُّورِ الذي بهِ حَياةُ الأجْسادِ بَعدَ مَوتِها، وميكَائيلِ مُوَكَّلٌ بإنْزَالِ المطَرِ والنَّباتِ اللَّذين بهمَا حَياةُ الأرضِ، فهؤلاءِ الثلاثةُ جَعَلَ الله على أيديهمْ حَياةَ القُلوبِ وحَياةَ الأبدَانِ وحياةَ الأرض، ولقدْ كانَ يَسْتَفتِحُ صَلاةَ الليلِ بقوله: ((اللهُمَّ رَبَّ جِبريلَ وميكائيلَ وإسْرَافيلَ، فَاطِرَ السَّماواتِ والأرضِ، عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَة)).

ومِنْهُم مَالِكٌ مُوكَّلٌ بالنارِ، يَقُولُ الله عن أهلِ النَّار: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [الزخرف: 77]. ومَلَكٌ مُوَكَّل بالجَنَّةِ، ومَلَكُ الموتِ الذي يَقولُ الله عنه: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [السجدة: 11]، قادِرٌ بأمرِ الله على قَبْضِ نفْس في المَشْرقِ وأخْرَى في المغْرِب في آنٍ واحدٍ. ومَلكانِ موَكَّلانِ بسؤالِ الميِّتِ في قبرِهِ كما ثَبَتَ في أحاديثٍ صحَيحةٍ.

وممَّا يَنبغي مَعرفَتهُ هُنا أنَّ ثَمَّة مَلَكينِ مَعَ كُلِّ شَخْصِ يَكتُبانِ عليه جميعَ أعمَالهِ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 17، 18]. فإيَّاكَ إيَّاكَ ـ أيُّها المُسلمُ ـ أنْ يُكْتَبَ عليكَ مَا يَسُوؤُكَ يومَ القِيامَةِ.

لمَّا دَخَلُوا على الإمامِ أحمد وكَان مَريضًا فَإذَا هُوَ يئنُّ أنينَ المريضِ، فَقيلَ لَهُ: يَا أبا عبد الله، إنَّ طاووسًا ـ وهُو أحدُ التَّابعينَ ـ يقولُ: إنَّ أنينَ المريضِ يُكْتَبُ عَليهِ، فأمْسَكَ عَنِ الأنينِ.

فاتَّقُوا الله عبادَ الله، واعْلَمُوا أنَّ الإنسانَ سَوفَ يُخْرَجُ لهُ يومَ القِيامة كتابه، وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 13، 14].

اللهمَّ زَيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، وجَنِّبْنَا الزَّلَلَ في القَولِ والعَمْلِ، أقولُ هَذا القَولَ، وأسْتغْفِر الله.



الخطبة الثانية

الحمدُ لله، يَعلمُ السِّرَّ والنَّجْوَى، لا يُعْجِزهُ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، أحمَدُهُ سبحَانَهُ وأشْكُرُهُ، وأشْهَدُ أنْ لا إله إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لا شَريكَ لهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورَسُولَه، صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فاتَّقوا الله أيّها النَّاسُ، وتَعلَّموا مِنَ العِلْمِ ما تُقيمونَ بهِ دِينَكُم، فإنَّ خيرَ العِلمِ العِلمُ الذي يَزيدُ المؤمِنَ إيمانًا بِرَبِّهِ.

عبادَ الله، السُّؤالُ الذي أرَاه عَالِقًا بِذهنِ كثيرٍ منَ النَّاسِ هوَ قولُهمْ: ما فَائدةُ الإيمانِ بالملائكةِ؟

ألا فَليعلَم كُلُّ مؤمِنٍ أنَّ الإيمانَ بملائكَةِ الله يُثْمِرُ ثَمرَاتٍ جَليلةٍ، أوَّلها: العِلمُ بِعَظَمةِ الله وقُوَّتِهِ وسُلطَانه؛ فإنَّ عظَمةَ المخلُوقِ منْ عظَمَةِ الخَالقِ، ثُمَّ ثانيهَا: شُكْر الله عَزَّ وجلَّ عَلى عِنَايتهِ بِخَلقِهِ حينَ وَكَّلَ مِن هؤلاءِ الملائكةِ مَنْ يَقومُ بحِفْظِهمْ وكِتابةَ أعمالِهمْ وغير ذلِكَ مِنْ مَصالحهِم، والثَّالِثةُ: محبَّةُ الملائكةِ عَلى ما قَامُوا بهِ من عِبَادَةِ الله تَعالَى.

أيُّها النَّاس، إنَّ الملائكةَ أجْسَامٌ تتحرَّكُ، لَيْسَتْ بِقُوى معنَويَّةٍ كمَا قَالَ أهلُ الزَّيغِ والضَّلالِ، يقولُ الله عَنهُم: وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الأنفال: 50]، ويقول: وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمْ [الأنعام: 93]، ويقولُ الله عن أهلِ الجنَّةِ: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد: 23، 24]، ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في كتَابهِ: وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [آل عمران: 123-125].

وثَبَتَ في صحيحِ البُخاريِّ مِن حديثِ أبي هُريرةَ رَضيَ الله عنه عَنِ النبيِّ أنه قالَ: ((إذَا أحبَّ اللهُ العبدَ نَادَى جبريلَ: إنَّ الله يُحبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحبُّهُ جبريلُ، فَيُنادي جبريلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ الله يُحبّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فَيُحبُّهُ أهلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعَ لهُ القَبُولُ في الأرْض)).

وصَلاتُكم هذِه ـ أيُّها النَّاسُ ـ يَقُولُ الرسول فيها: ((إذَا كانَ يوم الجُمُعَة كانَ على كُلِّ بابٍ مِنْ أبوابِ المسجدِ مَلائكةٌ يَكْتُبونَ الأوَّلَ فالأوَّلَ، فإذَا جَلَسَ الإمامُ طَوَوا الصُّحُفَ وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْر)) رواه البُخَاري.

عبادَ الله، هَذِهِ نُبْذَةٌ مُختَصَرةٌ مِمَّا يلزَمُ المؤمِنَ اعتِقَادُهُ في مَلائكَةِ اللهِ، بَصَّرَنا اللهُ بالعِلْمِ النَّافِعِ، ورَزَقَنَا عَمَلا صَالحًا.

اللهمَّ صَلِّ عَلى مُعَلِّمِ البَشَريَّةِ مُحمَّد ، وارْضَ اللهم عن أصحابِهِ أجمعين...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإيمان بالملائكة - عبد الرحمن بن علي العسكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلاوة الإيمان- عبد الرحمن بن علي العسكر
» الإيمان بالقضاء والقدر - عبد الرحمن بن علي العسكر
» الإيمان بالملائكة - عبد الباري بن عوض الثبيتي
» الوضوء - عبد الرحمن بن علي العسكر
» الرشوة - عبد الرحمن بن علي العسكر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: