المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الصلاة بنيان المسجد حديث رقم 427 الثلاثاء 27 أكتوبر - 6:24:10 | |
| حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ
أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانِهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ وَسَقَفَهُ بِالسَّاجِ |
| | | فتح الباري بشرح صحيح البخاري قَوْله : ( حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم ) زَادَ الْأَصِيلِيّ اِبْن سَعْد . وَرِوَايَة صَالِح بْن كَيْسَانَ عَنْ نَافِع مِنْ رِوَايَة الْأَقْرَان ; لِأَنَّهُمَا مَدَنِيَّانِ ثِقَتَانِ تَابِعِيَّانِ مِنْ طَبَقَة وَاحِدَة , وَعَبْد اللَّه " هُوَ اِبْن عُمَر " . قَوْله : ( بِاللَّبِنِ ) بِفَتْحِ اللَّام وَكَسْر الْمُوَحَّدَة . قَوْله : ( وَعَمَده ) بِفَتْحِ أَوَّله وَثَانِيه وَيَجُوز ضَمّهمَا , وَكَذَا قَوْله " خَشَب " . قَوْله : ( وَزَادَ فِيهِ عُمَر وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانه ) أَيْ بِجِنْسِ الْآلَات الْمَذْكُورَة وَلَمْ يُغَيِّرْ شَيْئًا مِنْ هَيْئَتِهِ إِلَّا تَوْسِيعه . قَوْله : ( ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَان ) , أَيْ مِنْ الْوَجْهَيْنِ : التَّوْسِيع , وَتَغْيِير الْآلَات . قَوْله : ( بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَة ) أَيْ بَدَل اللَّبِن , وَلِلْحَمَوِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي " بِحِجَارَةٍ مَنْقُوشَة " . قَوْله : ( وَالْقَصَّة ) بِفَتْحِ الْقَاف وَتَشْدِيد الصَّاد الْمُهْمَلَة وَهِيَ الْجِصّ بِلُغَةِ أَهْل الْحِجَاز , وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : تُشْبِهُ الْجِصّ وَلَيْسَتْ بِهِ . قَوْله : ( وَسَقَفَهُ ) بِلَفْظِ الْمَاضِي عَطْفًا عَلَى جَعَلَ , وَبِإِسْكَانِ الْقَاف عَلَى عُمُده , وَالسَّاج نَوْع مِنْ الْخَشَب مَعْرُوف يُؤْتَى بِهِ مِنْ الْهِنْد , وَقَالَ اِبْن بَطَّالٍ وَغَيْره : هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ السُّنَّة فِي بُنْيَان الْمَسْجِد الْقَصْد وَتَرْك الْغُلُوّ فِي تَحْسِينه , فَقَدْ كَانَ عُمَر مَعَ كَثْرَة الْفُتُوح فِي أَيَّامه وَسَعَة الْمَال عِنْده لَمْ يُغَيِّر الْمَسْجِد عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا اِحْتَاجَ إِلَى تَجْدِيده ; لِأَنَّ جَرِيد النَّخْل كَانَ قَدْ نَخِرَ فِي أَيَّامه , ثُمَّ كَانَ عُثْمَان وَالْمَال فِي زَمَانه أَكْثَر فَحَسَّنَهُ بِمَا لَا يَقْتَضِي الزَّخْرَفَة , وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ أَنْكَرَ بَعْض الصَّحَابَة عَلَيْهِ كَمَا سَيَأْتِي بَعْد قَلِيل . وَأَوَّل مَنْ زَخْرَفَ الْمَسَاجِد الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِك بْن مَرْوَان , وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر عَصْر الصَّحَابَة , وَسَكَتَ كَثِير مِنْ أَهْل الْعِلْم عَنْ إِنْكَار ذَلِكَ خَوْفًا مِنْ الْفِتْنَة , وَرَخَّصَ فِي ذَلِكَ بَعْضهمْ - وَهُوَ قَوْل أَبِي حَنِيفَة - إِذَا وَقَعَ عَلَى سَبِيل التَّعْظِيم لِلْمَسَاجِدِ , وَلَمْ يَقَع الصَّرْف عَلَى ذَلِكَ مِنْ بَيْت الْمَال . وَقَالَ اِبْن الْمُنِير : لَمَّا شَيَّدَ النَّاس بُيُوتهمْ وَزَخْرَفُوهَا نَاسَبَ أَنْ يُصْنَع ذَلِكَ بِالْمَسَاجِدِ صَوْنًا لَهَا عَنْ الِاسْتِهَانَة . وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْمَنْع إِنْ كَانَ لِلْحَثِّ عَلَى اِتِّبَاع السَّلَف فِي تَرْك الرَّفَاهِيَة فَهُوَ كَمَا قَالَ , وَإِنْ كَانَ لِخَشْيَةِ شَغْل بَال الْمُصَلِّي بِالزَّخْرَفَةِ فَلَا لِبَقَاءِ الْعِلَّة . وَفِي حَدِيث أَنَس عَلَم مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة لِإِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سَيَقَعُ , فَوَقَعَ كَمَا قَالَ . |
| |
|