molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: الشباب - عبد الحميد التر+تاني الجمعة 25 نوفمبر - 4:15:21 | |
|
الشباب
عبد الحميد التر+تاني
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله حق التقوى وليتذكر كل منكم مسئوليته عن الإسلام والمسلمين، وسوف يكون حديثي في هذا اليوم عن الشباب ومشكلات الشباب.
ولا شك أيها الإخوة أن دور الشباب في الحياة دور مهم، فهم إذا صلحوا ينهضون بأمتهم ويقومون بنشر دينهم والدعوة إليه ولهذا اهتمّ الإسلام بتنشئة الشباب اهتماما بالغا، ومن يطالع السيرة النبوية يجد أن معظم أصحاب النبي كانوا شبابا، ومعظم الذين اتبعوه بادي الرأي هم الشبيبة الفتية وأولوا الهمم العلية والنفوس الطاهرة ال+ية الذين زعزع الله بهم العروش القيصرية والأسر ال+روية، فحياهم الله من شباب ورضي الله عنهم.
ما كان أصحاب النبي محمد
إلا شبابا شامخي الأفكار
من يجعل الإيمان رائده يفز
بكرامة الدنيا وعقبى الدار
أيها المسلمون: إن الشباب في كل مرحلة من مراحل التاريخ هم سّر قوة الأمة وعماد نهضتها ومبعث عزها وكرامتها وهم عدة مستقبلها وأهم ثرواتها، وأغلى رأس مال لديها، حيث إن الشباب بما يتصف به من روح الإقدام والإقبال، وصفاء الذهن والعقل، ووفرة الطاقة والقوة تجعله هو الأقدر على قيادة الأمة وبنائها والعمل على صناعة حضارتها ولقد علم أعداء الله أهمية الشباب ودوره في بناء الأمة فخططو ودبروا لتبديد هذه الثروة وتعطيلها وتسميم أفكار الشباب وعقولهم وزرع روح الميوعة والخلاعة في نفوسهم وذلك من خلال المسلسل الذي يستلم الأجيال من الجنسين ليربيهم على الاقتناص والحب الهابط ويعطيهم الأسوة والقدوة بهؤلاء الممثلين الذين هم من أحط طبقات المجتمع المسلم والكافر.
وأيضا عمل أعداء الإسلام من خلال المجلة التي تتاجر بالمرأة في الأزياء والفن والسينما والفيديو والرياضة والدعاية والإعلان.
ومن خلال الأغنية الهابطة التي تخاطب في الإنسان أحط ما فيه ومن خلال الدواوين الشعرية التي قصرت نفسها على دغدغة الأحاسيس الجنسية، ومن خلال القصص والروايات الغرامية التي تباع على قارعة الطريق وغير ذلك من المخططات.
وقد نجح أعداء الإسلام فيما خططوا له من إضلال الشباب المسلم ولهذا من يمعن النظر ويتأمل أحوال شبابنا اليوم يصاب بالدهشة وخيبة الأمل يجد أمامه أنواعا من الشباب على طرق كثيرة من الأهواء والفساد والضلال فنجد أن بعضهم اهتموا بالتزين والتعطر حتى أفرطوا في ذلك فتشبهوا بالنساء بل تدنى بهم الحال حتى لبسوا الملابس الرقيقة التي هي أقرب للأنوثة من الرجولة وتبع ذلك تسريحات الشعر التي يشمئز من أسمائها فضلا عن رسمها فمن ذلك: (تسريحة قصة الأسد، مايكل جا+ون. . الخ) ولعل في المستقبل يكون للحمار والكلب نصيبا من هذه التسريحات، فانعدمت في هؤلاء معالم الذكورة وصفات الرجولة حتى أصبحت لا تفرق بينهم وبين النساء فهذا والله من أعجب العجب وكما قيل:
ولا عجب أنّ النساء ترجّلت
ولكنّ تأنيث الرجال عُجاب
وأين ذهب هؤلاء من الوعيد الشديد للمتشبهين من الرجال بالنساء وبالعكس؟ قال : ((لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال))، فيا شباب الإسلام من يصبر على لعن الله سبحانه وتعالى؟ واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وبعض الشباب على الع+ من هؤلاء تماما يظنون أن الرجولة هي بأذية الخلق في الطرقات والأسواق والمنتزهات وتجدهم يمشون في الأرض مرحا وكبرا وتيها، تعرفهم بسيماهم فسياراتهم ترتفع عن الأرض مقدار خمسة أصابع ثم يصبغونها بشحم ويتلثمون أو يلفون الأشمغة على رؤوسهم ويلبسون النظارات السوداء أو يميلون العُقُل حتى يكاد أن يسقط عقال أحدهم من رأسه وهم مع ذلك يظنون أنفسهم من أصحاب الكرم والشهامة والغيرة، إذا لم تستح فاصنع ما شئت، أو ما علموا أن ما هم فيه هو الجفاء وقلة الحياء وعدم الاحترام للآخرين، والمجاهرة بشرب الدخان وما يتبعه من المسكرات فليذهبوا إلى قتال أعداء الله في ساحات الجهاد فهي الرجولة كل الرجولة لا أذية المسلمين.
وبعض الشباب تجد قبلته هي الكرة فهو دائما يخرج فيلعب ويلعب حتى منتصف الليل ثم يرجع لينام ليبدأ مشواره من جديد في اليوم الثاني وهكذا حياته لا يدري لم خلق، ولا يفكر حتى أن يصلي، أو يساعد والديه، لكنه كما قال عنه وعن أمثاله: ((جيفة بالليل وحمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة))، فلو سألته من صاحب القدم الذهبية والرأس الذهبي والكأس الفضي وغير ذلك من الثقافة الهابطة، لتشدق بملء فمه وأجاب إجابة العارف ولكن لو سألته عن الفاتحة تجده لا يحسن قراءتها إن لم يكن لا يحفظها ولو سألته عن بعض أصحاب النبي بل عن بعض السلف والتابعين تجده يتخبط ذات اليمين وذات الشمال ويتلعثم ثم لا يحير جواباً.
وبعض الشباب قد انشغل بالتفحيط والخمسات والدوران إلى الخلف وحركة السلسلة، وتخصص في هذا العبث الذي قد يودي بحياته في لحظة، والأمر الذي لابد أن يعلمه كل شاب أن بداية هذا العبث له لذة لكن نهايته مشؤومة، ولذلك يعترف أحد المفحطين فيقول: تعلمت التفحيط على أيدي رفقاء السوء وأنا حين أذكر التفحيط أذكر ما يجر إليه من مشكلات ومصائب، مخدرات، سرقات، فواحش الخ، فكما أن الخمر أم الخبائث فالتفحيط هو أبوها. فهذه كلمات مجرب وفي المثل: اسأل مجربا ولا تسأل حكيما.
وبعض الشباب من المثقفين ولكن بغير الثقافة الدينية تجده يزدري الناس وبالأخص المتدينين وتجده يتندر بذكرهم في المجالس بأنهم معقدون ومتشددون... الخ، ويظن نفسه أنه من أهل الوسط وأنه على الحق وما علم المسكين أنه من أصحاب الكمال المزيف الذي يتوصل من تمكن منه إلى أردأ الأخلاق وهو خلق الكبر، فالكبر كما أخبر : ((أنه غمط الناس (أي احتقارهم) وبطر الحق أي الصد عن قبول الحق)).
هذه بعض النماذج الظاهرة من الشباب وما خفي أعظم على أن البعض منهم همّه الوحيد هو مغازلة النساء في التلفون أو في الشارع أو في الأسواق ولو سئل هذا الخبيث: أترضى أن يفعل هذا مع أمك أو أختك أو زوجتك أو إحدى قريباتك؟ قال: لا، فيكف إذاً يرضاه لغيره، هذا هو الضلال البعيد.
ثم نسأل بعد هذا كله ما هي أهم الأسباب لهذه الظواهر الشاذة، في المجتمع؟ ترجع إلى أمرين مهمين هما:
أولا: ضعف سلطة أولياء الأمور على أبنائهم أو إهمال التربية السليمة تجاههم فتجد الأب يرى ابنه لا يصلي، فلا يأمره بالصلاة ويراه يصاحب الفسقة من الشباب المنحرف فلا تجد الأب ينهى ابنه عن المشي مع هؤلاء وهكذا فنجد أباء لا يريدون أن يتحملوا مسؤولية أبنائهم أو حتى توجيههم نحو الطريق المستقيم.
ثانيا: الرفقة السيئة قال الشاعر:
إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قريــن بالمقـــارن يقتدي
فالصاحب ساحب، وكثير ممن انحرف من الشباب كان سبب انحرافه الشلة الفاسدة التي من صفاتها أن أصحابها لا يأمرون بالمعروف وإنما يأمرون بالمنكر، ويزينون الفواحش ويهونونها بل يجاهرون بها، إنهم لا يرضون بالفضيلة بل يمقتون الاستقامة فاليسير من مخالطتهم يكون سببا في ضعف الإيمان، وأخطر نتائجها إخراج المسلم من إسلامه وقد مثلهم النبي بنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة خبيثة فاحذروا أيها الإخوة ممن هذه صفاته فهم شياطين الإنس فاستعيذوا بالله منهم.
أيها الشباب إنني أناديكم من على هذا المنبر يا أسس المجد والشرف ويا خير خلف لخير سلف، لا يجرمنكم سيل المدنيّة الخبيثة فيمن حرف، ولا تشتغلوا عن الواجبات بأسباب الراحة والترف، ولا يصرفنكم الشيطان عن صفات الرجولة فيمن صرف، فيذهب حينئذ ع+م ويحل بكم الدمار والتلف، ولا تتشبهوا بالنساء في تصفيف الشعور وتنسيق الثياب فإن أبغض الناس إلى الله السبهلل الذي يضيع دينه ونفسه وعياله، وأوصيكم بوصية محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه لابن عباس: ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)).
جعلني الله وإياكم ممن عرف الحق وشهد به وحبب إليه الخير وعمل به أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي لكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه.
أما بعد:
أيها المسلمون: لقد ورد في الحديث المتفق عليه: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...)) وذكر من هؤلاء السبعة: ((شاب نشأ في طاعة الله)).
إن هذا الشاب المسلم القوي المالك أمر نفسه في طاعة الله، استعمل جسمه وروحه وماله وما أنعم الله به عليه في مرضاته فقد استحق من الله خير الجزاء وكان محبوبا في أهله وقومه ومواطنيه لأنه يريد الخير ويفعله، وإن عجز عنه دعا إليه ورغّب فيه وأثنى على فاعله وإن عرضت له معصية وزينها له الشيطان لم يمنعه منها إلا دينه وخوف الله وما جبل عليه من طاعة الله والاشتغال بعبادته، وهو الذي يستطيع الجهاد في سبيل الله و+ب المال من حله وبر والديه وتربية أبنائه وصغار إخوانه وخدمة بلاده ونفع أمته فهو الجندي في الميدان والتاجر في السوق والفلاح في المزرعة والطبيب في المستشفى والعامل في المصنع والعضو الصحيح في المجتمع، إذا دعي إلى الخير لبى وإذا رأى الشر أو سمع به أزاله وحارب أهله وإن لم يستطع التغيير ابتعد عن المنكر وأنكره بقلبه ولسانه.
أيها الناس ما ظهر الدين وعرف الناس شرائع المرسلين إلا بفضل الشباب الصالحين الذين استجابوا لله والرسول، والتاريخ أصدق شاهد بفضل الشباب الناشئين في طاعة الله أمثال علي وأسامة بين زيد وعبد الله بن عباس وابن عمر ومحمد بن القاسم وغيرهم رضي الله عنهم وأرضاهم فهنيئا لشاب تقي تعلق قلبه بالمساجد ومجالس الخير وعمل الصالحات واغتنم شبابه قبل هرمه وصحته قبل سقمه وغناه قبل فقره وفراغه قبل شغله وحياته قبل موته.
ومن علم أن الشباب ضيف لا يعود وفرصة إذا مرت لا رجوع لها شغله بطاعة الله واستعان به على الصالح لدينه، ودنياه، ومن اتبع نفسه هواها وقاده الشيطان بزمام الشباب إلى الذنوب والمعاصي والمهالك ندم حين لا ينفع الندم حين يرى العذاب يقول: لو أن لي كرة فأكون من المحسنين وأكرم الناس نفسا وأنداهم كفا وأطيبهم قلبا وأرقهم عاطفة وأصدقهم عزما هو الشاب المؤمن التقي الذي يجل الكبير ويحترمه ويحن على الصغير ويرحمه لا تسمعه إلا مهنئا أو معزيا أو مشجعا أو مسليا أو مسلّما ولا تراه إلا هاشا باشا طلق الوجه يحليه إيمانه بمكارم الأخلاق وجميل الصفات فجدير بشاب هذا شأنه أن يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله في ذلك اليوم العصيب يوم المحشر يقف فيه الناس حفاة عراة غرلا وتدنوا الشمس من رؤوسهم قدر ميل ويكونوا في العرق حسب أعمالهم لا يوجد ظل إلا ظل عرش الرحمن جل وعلا وتقدس، فالشاب الذي نشأ في طاعة الله يجد له مكانا تحت ظل العرش ويكون آمنا إذا فزع الناس أجمعون وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فمرحلة الشباب إذاً فرصة عظيمة لا تعوّض يجب اغتنامها في ما ينفع الإنسان في دينه ودنياه وآخرته، وهو فرصة ثمينة تمر بسرعة فإن لم تُشغل بخير شغلت بشر ولابد فالأوقات محدودة والأنفاس معدودة.
وسوف تسأل يا أيها الشاب عن أوقاتك في أي شيء قضيتها؟ فإن قضيتها في طاعة الله كانت لك م+با وإن قضيتها في معصية الله كانت عليك وبالا وخسرانا وإن قضيتها في غفلة تحسّرت عليها في قبرك ويوم حشرك.
وسوف تسأل في قبرك من ربك وما دينك ومن نبيك؟ ولا يستطيع الإجابة الصحيحة إلا من كان في حياته طائعا لله، وسوف تسأل يوم القيام عن عمرك فيما أفنيته وعن شبابك فيما أبليته وعن مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته وعن علمك الذي تعلمته ماذا عملت به؟
وسوف تسأل عن حركاتك وسكناتك وأقوالك وأفعالك وسوف يشهد عليك لسانك وسمعك وبصرك ويدك ورجلك، فإن هذه الحواس شاهدة عليك لا لك عند ربك، وسوف يسأل الأولون والآخرون ماذا أجبتم المرسلين؟ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون .
فأعد للوقوف بين يدي ربك جوابا تستطيع به النجاة وأنت في دار المهلة والعمل.
أخي المسلم: إن مهمتك في الحياة أن تعبد الله حق عبادته لا تلهو ولا تلعب أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون تكون مؤمنا جادا مستقيما على أمر الله ونهيه ولا ترغ روغان الثعلب حينئذ تكون حياتك كلها طاعة وتكون بإذن الله في الآخرة من الناجين الفائزين.
أيها الإخوة: نحن اليوم بأشد الحاجة إلى شباب مؤمن يشعر بواجبه تجاه دينه وأمته وبما عليه من تبعات تجاه بناء الدين وإشادته، نحن بأشد الحاجة إلى شباب مؤمن يحمل نفسا مطمئنة يشعر بأن أكبر سروره في إخلاص العمل لله وتحصينه شباب يحوّل الخيبة إلى أمل واللهو واللعب إلى عمل ، نحن لا نريد شبابا همّه الأول الشهوة، وقبلته الكرة، وأكبر آماله الدخول في عالم الفن هذا الشباب الذي لا يجيد إلا الكرة والغناء وتصفيف الشعور والحواجب لمن أكبر عومل انهيار الأمة وسقوط والمجتمع.
نحن لا نريد أمثال هؤلاء بل نريد شبابا مؤمنا يعتز بدينه وينصح لأمته، وأخيرا لا تتردد أخي الشاب في التوبة والرجوع إلى الله والإقلاع عما أنت فيه وكن من عوامل قوة الأمة ورفعة الدين.
شباب الجيل للإسلام عودوا
فأنتم روحه وبكم يسود
وأنتم سـر نهضته قديمـسا
وأنتم فجره الزاهي الجديد
| |
|