STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouuou10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uououo10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uooous10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ooouus10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ooouo_10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouooo11ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ooouo_11ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uoou_u10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uoo_ou10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Arkan_10الطـهـارةماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uuooo_10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Ouuuuo10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Oouusu10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Plagen10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Uuouou10ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
molay
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
must58
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
bent starmust2
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
sanae
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
حليمة
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
mam
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
zineb
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
aziz50
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
mm
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_rcapماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Voting_barماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي 51365/1365ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي  (1365/1365)

ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Empty
مُساهمةموضوع: ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي   ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Emptyالخميس 24 نوفمبر - 5:17:11



ماذا بعد رمضان؟!

ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي Basmallah

عبد الباري بن عوض الثبيتي

الخطبة الأولى



أما بعد:

فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].

عباد الله، سعادةٌ غامرة تملأ جوانحنا إذ بُلِّغنا هذا الشهر العظيم، فالقلوب يتجاذبها خوفٌ ورجاءٌ، والألسن تلهج بالدعاء أن يتقبّل الله الصيام والقيام لنا ولكم ولجميع المسلمين، أن يتقبل الله منا ما مضى، ويبارك لنا فيما بقي، فطوبى لمن اغتُفِرت زلتهُ، وتُقُبّلت توبتُه، وأقيلت عثرته. في نهاية الشهر العظيم نشكره سبحانه شكر من أنعم على عباده، بتوفيقهم للصيام والقيام، وإعانتهم عليه، ومعونته لهم، وعتقهم من النار، قال تعالى: وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185].

هكذا مضت الليالي مسرعة، بالأمس كنا نستقبل رمضان، واليوم نودِّعه، ولا ندري هل نستقبله عاماً آخر أم أن الموت أسبق إلينا منه، نسأل الله أن يعيده عليها وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.

الاستغفار – عباد الله – ختام الأعمال الصالحة، تختم به الصلاة والحج وقيام الليل والمجالس، وكذلك ينبغي أن يُختم به الصيام، لنقوّم به غمرات الغفلة والنسيان، ونمحو به شوائب التقصير والانحراف، فالاستغفار يدفع عن النفس الشعور بالكبر والزهو بالنفس والعجب بالأعمال، ويورثها الشعور بالتقصير، وهذا الإحساس يدفع لمزيد عملٍ بعد رمضان، فتزداد الحسنات ويثقل الميزان، يبين ابن القيم رحمه الله حاجةَ الطائعين إلى الاستغفار فيقول: "الرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها، وأرباب العزائم والبصائر أشدُّ ما يكونون استغفاراً عقب الطاعات، لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده"[1] انتهى كلامه.

إذا كنا نودّع رمضان فإن المؤمن لن يودّع الطاعة والعبادة، بل سيوثِّق العهد مع ربه، ويقوي الصلة مع خالقه ليبقى نبع الخير متدفقاً، أما أولئك الذين ينقضون عهد الله، ويهجرون المساجد مع مدفع العيد، فبئس القوم: لا يعرفون الله إلا في رمضان، قد ارتدوا على أدبارهم، ونكصوا على أعقابهم، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:162، 163].

لا قيمة لطاعة تؤَدَّى دون أن يكون لها أثر من تقوى أو خشية، أين أثر رمضان بعد انقضائه إذا هُجر القرآن، وتُركت الصلاة مع الجماعة، وانتُهكت المحرمات؟! أين أثر الطاعة إذا أُكل الربا، وأُخذ أموال الناس بالباطل؟! أين أثر الصيام إذا أُعرض عن سنة رسول الله إلى العادات والتقاليد، وحُكّمت القوانين الوضعية؟! أين أثر الصيام والقيام إذا تحايل المسلم في بيعه وشرائه، وكذب في ليله ونهاره؟! أين أثر رمضان إذا لم يقدّم دعوة إلى ضال، ولقمة إلى جائع، و+وة إلى عارٍ، مع دعاء صادق بقلب خاشع أن ينصر الله الإسلام والمسلمين، ويدمّر أعداء الدين؟!

حريّ بنا – أيها الصائمون – أن نتأمل كلام ابن القيم رحمه الله إذ يقول: "فبين العمل والقلب مسافة، في تلك المسافة قطاعٌ تمنع وصول العمل إلى القلب، فيكون الرجل كثير العمل، وما وصل منه إلى قلبه محبّة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة، ولا نور يفرق به بين أولياء الله وأعدائه، فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل"[2] انتهى كلامه رحمه الله.

يا أهل الطاعة، اللهُ لا يريد من سائر عباداتنا الحركات والجهد والمشقة، بل طلب سبحانه ما وراء ذلك من التقوى والخشية له، قال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، وقال تعالى: لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ [الحج:37].

من الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ست من شوال، قال : ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)) [أخرجه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه][3].

لقد غرس رمضان في نفوسنا خيراً عظيماً، صقل القلوب، أيقظ الضمائر، طهّر النفوس، ومن استفاد من رمضان فإن حاله بعد رمضان خير له من حاله قبله، ومن علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها، ومن علامات بطلان العمل وردّه العودة إلى المعاصي بعد الطاعات، فاجعل – أخي الصائم – من نسمات رمضان المشرقة مفتاح خير سائر العام، ومنهج حياة في كل الأحوال، احرص على بر الوالدين، وصلة الجيران، وزيارة الإخوان، انصر المظلومين، وتلذذ بمسح رأس اليتيم، أصلح ذات البين، وأطعم المحرومين، واجبر نفوس المن+رين، ساهم في زرع السعادة على شفاه المصابين والمبتلين، صل رحمك، احفظ عرض إخوانك، كن نبعاً متدفقاً بالخير كما كنت في رمضان.

لقد تعلمنا في مدرسة رمضان أنجع الدروس وأبلغ المواعظ، تعلّمنا كيف نقاوم نزغات الشيطان، تعلمنا كيف نقاوم هوى النفس الأمارة بالسوء، تعلمنا كيف ننبذ الخلاف وأسباب الفرقة. لقد تراصَّت الصفوف في رمضان كالسجد الواحد، فينبغي أن لا تتناثر بعد رمضان، لقد سكبت العيون الدموع في رمضان، فاحذر أن يصيبها القحط والجفاف بعد رمضان، لقد اهتزت جنبات المساجد، ولهجت الألسن بالتهليل والتحميد والدعاء، فليدم هذا الجلال والجمال بعد رمضان، لقد علا محياك في رمضان سمت الصالحين، ذلٌّ وخضوع، إخباتٌ وسكينة، وقارٌ وخشية، فلا تمحه بعد رمضان بأخلاق الزهو والكبر والبطر والسفه، لقد امتدت يداك في رمضان بالعطاء، وأنفقت بسخاء، فلا تقبضها بعد رمضان.

عباد الله، للصائم فرحةٌ عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، فرحة في الدنيا العاجلة، وفرحة في الآخرة الباقية، لمن داوم على العبادة والطاعة، حيث ينال المتعة الكبرى والنعمة العظمى، ألا وهي الجنة، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وكأني بأقوام من بيننا سينادون: كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِى ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ [الحاقة:24]، وينادون: وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72]، تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً [مريم:63]، جعلني الله وإياكم من أهلها.

هؤلاء رُفع لهم عَلَم الجنة فشمَّروا إليه، ووُضِّح لهم طريقها فاستقاموا عليه، علموا أن الربح كل الربح إذا حشروا إلى الرحمن وفدا، فوقفوا اللحظات والسكنات ووجيف القلوب والأنفاس على الجنة أن يدخلوها، فنالوها جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً [مريم:61].

إنها جنات إقامة دائمة، لا كجنات الدنيا، وقد وعد الله بها المتقين، ووعد الله لا يخلف، فهم آتوها لا محالة. هي الجنة التي إذا غمس فيها العبد غمسة واحدة زال بؤسه، ونسي همّه وغمّه، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ، وفيه: ((ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيُصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟! هل مر بك شدة قط؟! فيقول: لا والله، يا رب ما مرّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط)) [4].

جعلها الله مقراً لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وأودعها الخير بحذافيره، وطهّرها من كل عيب وآفة ونقص، إن سألت عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران، وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن، وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجواهر والمرجان، وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، وإن سألت عن أنهارها فأنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذّةٍ للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون، وإن سألت عن شرابهم فالزنجبيل والكافور، وإن سألت عن آنيتهم فهي آنية الذهب والفضة في صفاء القوارير، وإن سألت عن لباس أهلها فهو الحرير والذهب، وإن سألت عن فُرُشهم فبطائنها من إستبرق في أعلى الرتب، وإن سألت عن أهلها وحسنهم فعلى صورة القمر ليلة البدر، وإن سألت عن أسنانهم فأبناء ثلاث وثلاثين، على صورة آدم عليه السلام أبي البشر. اللهم اجعلنا من أهلها يا أرحم الراحمين.

أيها الصائمون، هاهي الأمة تودّع رمضان، لكنها لم تودِّع مآسيها الدامية وآلامها المبرحة، وهي تمر اليوم بمحن عظيمة، وجراح عميقة، ترى جراحها في القدس وفي مواقع أخرى ملتهبة، حربٌ شرسة لتنحية الإسلام، وتجفيف منابعه من أعداء الإسلام، متجاوزين كل الحدود والأعراف. لقد امتُحنت الأمة بصنوف المكر وأثقال المصائب، وكان بعض ذلك كافياً للقضاء على غيرها من الأمم إلا أن قوة العقيدة والإيمان ينابيع عذبة تتجدد رغم المصاعب، وأن الغد المأمول لهذه الرسالة، والواجب على المسلمين نصرة قضايا أمتهم، والتحلي بالصبر وضبط النفس، والإخلاص في الدعاء، والاستعانة بالله أمام العواصف العاتية حتى تنقشع الغمة وينكشف الكرب، وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ [فاطر:17].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] مدارج السالكين (1/175).

[2] مدارج السالكين (1/349).

[3] صحيح مسلم كتاب : الصيام ، باب : استحباب صوم ستة أيام من شوال (1164).

[4] صحيح مسلم كتاب : صفة القيامة ، باب : صبغ أنعم أهل الدنيا في النار (2807).

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أودع شهر رمضان مزيد فضل وأجر، أحمده سبحانه وأشكره على التوفيق للصيام والقيام وليلة القدر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الخلق والأمر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه كلما أضاء قمر وانشق فجر.

أما بعد:

فاتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى.

تحتفل الأمة قريباً بنعمة إتمام شهر رمضان، فتفرح بالعيد.

وهناك أمور يُستحب فعلها أو قولها في ليلة العيد ويومه، يشرع التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى: وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185]، كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد) [1].

يُسنّ جهر الرجال في المساجد والأسواق والبيوت إعلاناً بتعظيم الله، وإظهاراً لعبادته وشكره.

أخي المسلم، شرع لك مولاك عز وجل +اة الفطر وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين، وتكون صاعاً من شعير أو تمر أو +يب أو أرز أو نحوه من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين، وأفضل وقتٍ لإخراجها قبل صلاة العيد، ويجوز قبل يوم العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد بغير عذر.

ويستحب الاغتسال والتطيب للرجال قبل الخروج للصلاة، صح عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قال: (سنة العيد ثلاث: المشي والاغتسال والأكل قبل الخروج). وكذا التجمل بأحسن الملابس، وكان للنبي جبة يلبسها في العيد وفي يوم الجمعة[2]، وصح أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يلبس للعيد أجمل ثيابه.

أما النساء فيبتعدن عن الزينة إذا خرجن، لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب، وكذا يحرم على من أرادت الخروج أن تمسّ الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة، فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة، فكيف تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال؟!

وأكل تمرات وترا قبل الذهاب إلى المصلى، لما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه: كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، وفي لفظ: وترا[3].

النساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيّض، ولكن الحيّض يعتزلن المصلى، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين.

ويستحب التهنئة بالعيد لثبوت ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم[4] كقوله: تقبّل الله منا ومنكم، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة.

إن العيد لمن صام وقام لله، إن العيد لقلوب شعَّ فيها نور الإيمان، وتطهرت من المعاصي والآثام.

عيد المسلمين – إخوة الإسلام – مناسبة لنبذ الشحناء والبغضاء، والانتصار على المشاعر والأحاسيس التي ينزغ بها الشيطان، فهل جعلنا العيد منعطفاً حقيقياً في علاقتنا مع أقاربنا وجيراننا وإخواننا؟! هلا تجاوزنا المظاهر والطقوس ليكون عيداً وفرحة بقلوب صادقة ونفوس طاهرة؟! قال تعالى: وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّـٰحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء:36].

ألا وصلوا – عباد الله – على رسول الهدى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد...

[1] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/488-5633) ، والطبراني في الكبير (9/307-9538).

[2] أخرج البخاري في : الجمعة ، باب : يلبس أحسن ما يجد (886) ، ومسلم في : اللباس والزينة ، باب: تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال (2068) أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال : يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها للناس يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك ... الحديث.

[3] أخرجه البخاري في : الجمعة ، باب : الأكل يوم الفطر قبل الخروج (953).

[4] انظر: فتح الباري لابن حجر (2/446).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا بعد رمضان؟! - عبد الباري بن عوض الثبيتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المنجيات من الفتن واستقبال رمضان - عبد الباري بن عوض الثبيتي
» شهر الخيرات - عبد الباري بن عوض الثبيتي
» فضل بيت المقدس - عبد الباري بن عوض الثبيتي
» التديُّن - عبد الباري بن عوض الثبيتي
» يا أهل الطاعة - عبد الباري بن عوض الثبيتي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: