STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ouuou10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Uououo10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Uooous10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ooouus10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ooouo_10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ouooo11مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ooouo_11مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Uoou_u10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Uoo_ou10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Arkan_10الطـهـارةمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Uuooo_10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Ouuuuo10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Oouusu10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Plagen10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Uuouou10مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
molay
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
must58
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
bent starmust2
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
sanae
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
حليمة
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mam
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
zineb
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
aziz50
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mm
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Voting_barمركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب 51365/1365مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب  (1365/1365)

مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Empty
مُساهمةموضوع: مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب   مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Emptyالخميس 17 نوفمبر - 5:41:50



مركب الورع

مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب Basmallah

صالح بن محمد آل طالب

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فتقوى الله تعالى أعظمُ وصيّة، وهي النجاةُ من كلِّ كربٍ وبليّة، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون [آل عمران: 102]. وتأهَّبوا للعرض الأكبر على الله، يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: 88، 89].

عبادَ الله، حين تخبو جَذوة الإيمان في القلوب ويطغى حبُّ الدنيا على النفوس تضمحلُّ التقوى ويتلاشى الورع، وتبرُزُ الأنانيّة ويظهر الطمع، ويُولعُ الناس بالدّنيا فيتهافتون عليها ويتنافَسون، وبها يتمايَزون ويتقايَسون، وعليها يُوالون ويُعادون؛ وذلك حين ينسَى الناسُ أو يتناسَونَ أمرَ الحساب والوقوفَ بين يدي ربّ الأرباب، تراهم في هذه الدنيا يركُضون بغير عِنان، يعُبُّون من حلالها وحرامِها دونَ كيلٍِ ولا مِيزان، يتسابقون في لذائذِ النفوسِ مِن غير حدود ولا حواجِز، ويتكالَبون على حُطام الدنيا تكالُب من نسيَ الآخرة. شِعارُ أحدهم: "الحلال ما حلَّ في يدك، والدنيا لمن غلَب، وخُذ كلَّ ما تستطيع أخذَه"، لا يُبالي من أينَ أتَت دنياه، وبأيّ طريقٍ وصَلَت لُقمتُه، وعلى أيّ حال كانت مُتعته، وعلى أيّ محرّمٍ كانت شهوتُه. لعبٌ ولهوٌ، وتكاثرٌ وتفاخرٌ، وتقليدٌ وزُهوّ، وحالٌ مَشينٌ تنحطُّ إلى درَكه المجتمعات حين تغفَل عن مراقبةِ الله وخشيتِه، وتنشغل بجمعِ الدنيا و+بِ المال، فتفسُد الدّيانة، وتنحرِف الأخلاق، ويَعوجُّ السلوك، والمصير الأخير: إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يونس: 7، 8]. ومن المخيف المُفزِع أن ترى بوادرَ ذلك السلوك ومظاهرَ هذا الانحراف.

أيُّها المسلمون، وفي دياجي هذه الظلمات وتلاطُم طوفان المُدلهمات ثمَّةَ مَركبٌ آمنٌ يتهادى بين أمواج الفتن، يحمي المؤمِن ويُوصِله، ويُؤوِيه ويُؤمِنُه، إنه مركبُ الورع. الورع والعفةُ، والتقوى والخوف من الله صفاتٌ أصبَحت غريبةً في زمن التكاثُر والتفاخُر، ومعالمُ أصبحت عزيزةً في صراعات الحياة. الخوف من الله سراجٌ وضيءٌ في حنايا القلوب، ومِشعلُ نورٍ نتلمَّسُ به سلامةَ الدروب، مَنْ مِنَ الناس اليوم يتوقَّف عند المُشتبهات ويقول: إني أخاف الله؟! مَن مِنَ الناس مثلُ الصِّدِّيق جاءه غلامه بشيءٍ فأكلَ منه، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ قال أبو بكرٍ: وما هو؟! قال: كنتُ تكهَّنتُ لإنسانٍ في الجاهليّة، وما أُحسِنُ الكهانة، إلا أني خَدَعتُه، فلقيَني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكرٍ يدَه فقاء كلَّ شيءٍ في بطنه. رواه البخاري. رضي الله عن الصِّدِّيق، لقد كانت فيه خَصلةُ الأتقياء المذكورَة في سورة الأنبياء: الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء: 49].

عبادَ الله، الورعُ من أعلى مراتبِ الإيمان وأفضلِ درجاتِ الإحسان، يُحقِّق للمؤمنِ هَدْأَة البال وطُمأنينة النفس وراحةَ الضمير.

الورع: تركُ ما يريبُك ونَفيُ ما يعيبك، هو تجنُّب الشُّبُهات ومراقبة الخطَرات. ولا يكون المرءُ ورِعًا حتى يجتنب الشُبُهات خشيةَ الوقوع في المحرَّمات، ويترك كلَّ ما يخشى ضررَه في الآخرة. عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إنَّ الحلال بيِّن، وإنَّ الحرامَ بيِّن، وبينهما مُشتبهات، لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناسِ، فمن اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدينه وعِرضه، ومن وقَع في الشُّبُهات وقعَ في الحرامِ، كالراعي يرعَى حول الحِمى يُوشِكُ أن يرتعَ فيها، ألا وإن لكلِّ ملكٍ حِمَى، ألا وإنَّ حِمَى الله محارمُه، ألا وإنَّ في الجسدِ مُضغة إذا صلَحت صلَح الجسدُ كلّه، وإذا فسدت فسد الجسَد كلّه، ألا وهي القلب)) رواه البخاري ومسلم.

وهذا من جوامع الكلِم، فإنَّ من اقترب من الحرام وحام حول الفتن قرُبَ منه البلاءُ، وبعُدَت عنه السلامة، وربما زال عنه اللّطفُ الإلهيّ، ووُكِل إلى نفسِه، فمهما بلَغ الإنسانُ منَ التحرُّز والعِلم فلا ينبغي أن يُغرِّر بنفسِه، ولا يُفرِطَ في الثقةِ بما هو عليه، فإن أبى إلاَّ الحومَ حول الحِمى فليعلَم أنه على شفا جُرُفٍ هارٍ يُوشِكُ أن ينهار به. فمن أعظمِ ما يُعينُ على السلامة البُعد عن المُثيرات ودواعي المعصية ونوازع الشرّ ومُحرِّكات الشهوة.

أيها المؤمنون، التوقِّي من المزالق والحذرُ من المحارم سجيَّة المؤمنين وعنوان المتقين، قال سفيان الثوري: "عليك بالورَع يُخفِّفِ الله حسابَك، ودع ما يريبُك إلا ما لا يريبُك، وادفع الشكَّ باليقين يسلَم لك دينُك"؛ لذا قال قُتيبة: "لولا الثوريّ لمات الورع". قال الضحَّاك: "أدركتُ الناس وهم يتعلَّمون الورَع، وهمُ اليوم يتعلَّمون الكلام والجدَل"، وقال النخعيّ: "إنما أهلكَ الناسَ فُضُولُ الكلام وفُضُولُ المال". وصدقوا والله؛ فإن كثيرًا من المخالفاتِ أتت من هذه الأبواب، فتأمَّل موقفَ الناس حِيال قضايا في حياتهم، في جانبِ تحصيل المال، وحِلِّ المطعم والملبس، والكلام في الأعراض، وغير ذلك.

أين الورع في تحصيل المكاسب وأنت ترى الاحتيال والغش والغرر، فضلاً عن الربا والذي لم يعُد شُبهةً ولا غُبارًا؛ بل جبالٌ متراكمةٌ من الرّبا المحض؟! ولم يعُد يُرفعُ لإنكارِه رَأس، مع أنه حربٌ لله ورسوله، ومحقٌ للمال والحال. هل فكَّرنا فيما نأكلُه من أطعمةٍ مستورَدة ولحومٍ مُثلَّجة لا يُدرَى على أيّ جنبٍ كان مصرعها، مع توفُّر الحلال الطيب؟! وفي الصحيحين أنّ النبيّ ذكَر الرجلَ يُطيل السفرَ، أشعَثَ أغبَر، يمُدُّ يدَيه إلى السماء: يا ربّ يا رب، ومطعمُهُ حرامٌ، ومشربُه حرام، وملبسُهُ حرام، وغُذِّي بالحرام: ((فأنَّى يُستجابُ لذلك؟!)). نعم، الحرام يمنع إجابةَ الدعاء، ويُبعِد الإنسانَ عن الله، ويُطفِئُ البصيرةَ، ويُوجِبُ الخذلان.

أين الورعُ في أداءِ الأمانات؛ أمانة العمل، وأمانة أداءِ الحقوق؟! أين الورعُ في الفُتيا والقولِ على الله؟! وأين الورَع عند الحديثِ على الأعراض والولوغ في لحوم المسلمين فريًا ونهشًا، ناهيك عن الكذب وإلصاق التُّهَم والتشهير وتشويه السُّمعة؟! سيما مَع وسائل الاتصال وسرعة نقل المعلومة ونشرها. قال إسحاق: "الورع في المنطق أشدُّ منه في الذهب والفضة".

أين الورع في النظر؟! وأين غضُّ البصر في زمنِ الانفتاح الفضائيّ والتعرِّي الأخلاقي؟! وأين الورع في الكتابة والتأليف والرأي والفِكر والخَبط العابث بكل ما تهواه النفس وإن تجرَّأ على حدود الله ومحارمه؟! أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين: 4-6].

أين الورع وأنت ترى الرجالَ يلبسون الذهبَ والحرير وهما محرمان على الذكور؟! بل أين ورع النساء في الحشمة وفي ستر العورات في المحافل والمناسبات، بل في الأسواق والأماكن العامة؟!

إن الحديث عن الورَع مع انتشار هذه المظاهر لهُوَ حديثٌ غريبٌ غربةَ الزمان، والحال أننا بحاجةٍ إلى تجنُّب الظواهِر وما يُفضِي للكبائر مما لا جدالَ في تحريمه، ولكنه الوقوعُ في الشُّبُهات هو الذي أوصَل إلى المحرمات، والتساهلُ في المكروهات هو الذي أقحَم الناسَ في المحرَّمات، والتفريطُ في المندوبات جرَّهم إلى ترك الواجبات. لقد صدق النبيّ في كلّ كلمةٍ قالها: ((ومَن وقع في الشُّبُهات وقع في الحرام؛ كالراعي يرعى حول الحِمَى يُوشِكُ أن يرتع فيه)). لقد رتعوا حتى بَشِموا.

أيّها المسلمون، التقوى والورع والتعفُّف والتحرُّج حياةٌ في الضمير ونباهةٌ في القلب ونورٌ يُجنِّبُك الوقوعَ في الحرام، لا تُخادع نفسَك حينما تتقحَّم الرِّيَب وتخوض في المُشتبِه؛ فإن للحق نورًا. قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: حفظتُ من رسول الله : ((دَع ما يريبُك إلا ما لا يريبُك؛ فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة)) رواه الترمذي والنسائي بإسنادٍ صحيح.

الريبة واضحة، فلا تُحرِج نفسَك، قال : ((الإثم ما حاك في صدرِك وكرهت أن يطَّلِع عليه الناس)) رواه مسلم. وماذا ينفعك الناس ما دُمت تتوجَّسُ منه المأثم؟! قال : ((الإثم ما حاكَ في صدرك وإن أفتاك عنه الناس)) رواه الإمام أحمد بإسنادٍ صحيح.

عبادَ الله، إنَّ أمامَنا قبرًا، ثم نشرًا، ثم حشرًا، ثم كتابٌ لا يُغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، ثم المصير إلى جنّة أو نار، فمن سافرَ بغير زادٍ قلَّ أن يسلَم، ومن لم يتدبَّر عواقبَ الأمور فلا بد أن يندَم، ومن لم يُكثِر من محاسبةِ نفسِه كثُرت عليه الدّيون، وعمّا قليلٍ هو في القبر مرهُون، ومن سكنَت الدنيا قلبَه قلَبَته، ومن استمرأ المخالفة وتهاوَن في الحدود خُتِم على قلبِه، حتى يُصبِح كالكوز مُجخِّيًا، لا يعرف معروفًا ولا يُنكِرُ منكرًا إلا ما أُشرِب من هواه.

أيُّها المسلمون، الخوفُ من الله والتوقِّي من محارمه والوقوف عند حدوده والبُعد عن المُشتبهات ليس نفلاً، بل هو أمرٌ محتوم؛ حتى يسلم للمسلم دينُه، فما للدنيا خُلِقنا. رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (إني لأحبُّ أن أدعَ بيني وبَين الحرام سُترةً من الحلال لا أخرمها). وصدق النبي حين قال: ((من يُخالطِ الريبة يُوشِك أن يجسُر)) متفق عليه.

لذا كان سدُّ الذرائع بابًا عظيمًا من أبوابِ الفقه والدّيانة، فهل يَعقل ذلك الذين يهزَؤون بهذا المبدَأ الشّرعي حتى انتُهِكَت الذرائع وما وراء الذرائع، فأين هم من صفات المؤمنين في سورة المؤمنون: إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 57-61]؟! قالت عائشةُ رضي الله عنها: سألتُ رسول الله عن هذه الآية: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: ((لا يا بنتَ الصِّدِّيق، ولكنّهم الذين يصومون ويُصلُّون ويتصدَّقون وهم يخافون ألا يُقبَل منهم، أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)) حديثٌ صحيحٌ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

اللهم املأ قلوبَنا بتقواك، واجعلنا نخشَاك كأنّا نراك، وبارِك لنا في القرآن والسنّة، وانفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول قولي هَذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم.



الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة: 2-4]، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له الملك الحقّ المبين، وأشهَد أنّ محمّدًا عبدُه ورسوله الصادِق الأمين، صلّى الله وسلّم وبارَك عليه، وعلى آل بيتِه الطيّبين الطاهرين، وصحابته أجمعين.

أمّا بعد: أيها المسلمون، إنَّ مَن عرف ربَّه وقَدَره حقَّ قدره وعظَّمَ حُرماته وشعائره وصَل به التعظيم إلى الحيطةِ والحذَر من كلّ ما يكون مظِنَّة غضب الربِّ جل جلاله في الحال أو في المآل، والبعد عن كل ما يمكن أن يُوصِل إلى الحرام ويجُرّ إليه. ورحلةُ الانحدار تبدَأ بزلَّةٍ واحِدة، والحريصُ على آخِرته يجعَل بينه وبين الانزلاقات وقايات تستُرُه وتحميه، والمكروهُ عقَبةٌ بين العبد والحرام، فمن أتى المكروهَ تطرَّق إلى الحرام، ومن استكثَر من المباح تطرَّق إلى المكروه، وربما جرَّه إلى الحرام.

وقد جمع النبيّ الورَع في كلمةٍ واحدة فقال: ((مِن حسن إسلام المرء تركُهُ ما لا يعَنيه)) رواه مالك والترمذي وابن ماجه بإسنادٍ صحيح. فهذا يعمُّ التركَ لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والحركة والفِكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة. وفي الترمذي مرفوعًا: ((يا أبا هريرة، كن ورعًا تكن أعبدَ الناس))؛ لذا جاء: ((خيرُ دينكم الورع))، وفي الوعدِ الصادق: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ [الملك: 12].

إنَّ وَصلَ القلب بالله في السر والخفاء الذي لا تطّلع عليه العيون هو ميزان الحساسيّة في القلب البشري وعلامة الحياة للضمير، ومتى انعقدت الصلَة بالله في القلبِ فهو مؤمنٌ صادقٌ مَوصول، وإنَّ استقرار هذه الحقيقةِ في النفس يُنشِئُ لها إدراكًا صَحيحًا للأمور مَع ما يُودِعُه مِن يقظةٍ وتقوى تُناطُ بها الأمانةُ التي يحملها المؤمن في هذه الأرض؛ أمانة التوحيد وأمانة العمل.

وذلك لا يتحقَّق إلا حين يستيقن القلبُ أنه هو وما يكمُن فيه هو من خلقِ الله الذي يعلمه، أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [الملك: 14]. عندئذٍ يتّقي المؤمن النية المكنونة والهاجسَ الدفين، كما يتَّقي الحركة المنظورةَ والصوتَ الجهير؛ لأنه يُدرِكُ أن الله يعلم السرَّ وأخفى، يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر: 19].

هذا، وصلُّوا وسلِّموا على خير البرية وأ+ى البشرية رسولِ الله محمّد بن عبد الله.

اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللّهمّ أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مركب الورع- صالح بن محمد آل طالب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روح الحج - صالح بن محمد آل طالب
» فضل الصدق - صالح بن محمد آل طالب
» فضل الوضوء - صالح بن محمد آل طالب
» دين الرحمة - صالح بن محمد آل طالب
» قل يا أهل الكتاب - صالح بن محمد آل طالب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: