molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: حرب الأعداء (2) - سعيد بن عبد الباري بن عوض السبت 12 نوفمبر - 9:18:44 | |
|
حرب الأعداء (2)
سعيد بن عبد الباري بن عوض
الخطبة الأولى
أما بعد:
معاشر المؤمنين: إن أعداء الإسلام قد شككوا في دين الله عز وجل من خلال بعض قضايا المرأة وقد أشرنا إلى بعضها فيما سبق ونشير اليوم إلى بقيتها.
اعلموا وفقكم الله أن مما أثاره أعداء ديننا من كفار ومنافقين قضية تعدد الزوجات. ولقد وجد التعدد في الشرائع السابقة وفي المجتمعات البشرية القديمة، فكان في اليهود والنصارى كما وجد عند الصينيين والبابليين والآشوريين والهنود وغيرهم كما كان عند العرب قبل الإسلام إلا أنه كانت تبرز فيه ناحيتان:
الأولى: أنه لا حد له.
الثانية: أن المرأة تتعرض فيه للظلم.
ولما جاء الإسلام وأباح التعدد حدده بأربع ورفع الظلم عن المرأة. ويجب أن نعلم عباد الله أن الله عز وجل عندما أباح التعدد حرم الظلم، أما اليوم فقد اقترن التعدد بالظلم، وهل هذا عيب في ديننا أم أنه عيب في المسلمين الذين أخطئوا في تطبيق شرع الله. إنه عيب في التطبيق يلام فيه المعدد الظالم، لا عيب في التشريع. إن الذين يتزوجون الثانية والثالثة والرابعة ثم يظلمون لا يطبقون أمر الله.
إننا يجب أن نعلم ونوقن أن الله عز وجل حكيم خبير، وقد ذكر الله ذلك في مواضع كثيرة من القرآن. إن المؤمن منا لا يقبل أن يناقش في قضية التعدد من حيث ثبوتها لأنها قد ثبتت في القرآن ولا من حيث صلاحيتها للمجتمع ونفعها لأن الذي شرعها هو الحكيم الخبير. فهل يشك مسلم مؤمن في حكمة الله؟ ... كلا إنه كفر. إذاً فكيف يرضى مسلم أن يناقش هذه القضية وأن توضع كما يقال على مائدة البحث للنظر في صلاحيتها؟! كيف يكون ذلك والله عز وجل قد قرر ذلك منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً في كتابه فقال: فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ ٱلنّسَاء مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَاعَ [النساء:3]. إنها والله قضية من أخطر القضايا أن نجر من حيث نشعر أو لا نشعر إلى نقاش لا يحق لنا الخوض فيه.
هناك ضرورات من جانب الرجال قد تدعوهم إلى التعدد كأن يجد الرجل زوجته عقيماً فهل إن تزوج طلباً للولد يكون خائناً، لا شك أن هذا لا يقوله عاقل. أو قد تكون المرأة مريضة أو ناشزاً أو أن تكون غير كافية لقضاء وطره، فهل الأفضل لمثل هؤلاء الزوجات أن يتزوج أزواجهن بزوجات ثانية أم يطلقونهن ثم يتزوجون غيرهن؟ وهل إذا أراد الرجل إشباع الرغبة التي فطره الله عليها بزوجة ثانية بطريق حلال أحله الله له، يعاب عليه ذلك؟!
كما أن هناك حاجة وضرورة من جانب النساء، فالملاحظ أن عدد النساء يفوق بصورة مطردة عدد الرجال في أكثر المجتمعات، ولكي تحفظ للمرأة كرامتها وعفتها فلا بد من التعدد.
إن المجتمع اليوم يمتلئ بالشابات العوانس اللاتي تجاوزن سن الزواج، وكثير منهن يعتصرها الألم ويلفها الحزن وهي ترى عقارب الزمن تمضي دون أن يتقدم إليها من يطلب خطبتها. وإذا كانت هناك بعض الفتيات يرددن ببلاهة ما تنعب به غربان السوء في مضار التعدد وهن في أعماقهن يتقن إلى الزواج لأنه حاجة فطرية فإن هناك الكثير من الفتيات يتمنين نصف الزوج وربع الزوج إن صح التعبير.
ولو فكرنا قليلاً لرأينا كم يمثل تكدس البنات في البيوت بلا زواج من خطر لا يعلمه إلا الله. وأما قضية الظلم الذي يحدث من المعددين للزوجات فليس ذلك ذنب الإسلام لأن الإسلام قد حرم الظلم بل وهدد من ظلم في هذه القضية أن يأتي يوم القيامة وشقه مائل. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل)) [رواه أبو داود والنسائي].
ومن القضايا التي يطرحها أعداء الإسلام قضية الحجاب وهذه القضية قد أقلقت راحتهم وأقضت مضاجعهم فتراهم لا يهدأ لهم بال ولا يفترون عن الكلام عنها ذماً وقدما.
يصفون الحجاب بأنه.. حبس للمرأة ..وأنه تخلف ورجعية.. وأنه دلالة على عدم صفاء قلوب الذين يطالبون به، ويقولون بأن المرأة العفيفة لا تحتاج إلى الحجاب وأن حجابها هو حياؤها. وهذا من أعجب العجب!! وهل يبقى للمرأة حياء إذا خرجت متكشفة متبرجة أمام الرجال؟ هذا ما لا يقبله العقل، لكن أعداء الله يكذبون ويخادعون لكي يصلوا إلى ما يريدون وهو إفساد المرأة، ولو أنهم آمنوا بالله وبرسوله لعلموا أنه أمر الله الذي أمر به المرأة المسلمة فقال تعالى: يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لاِزْوٰجِكَ وَبَنَـٰتِكَ وَنِسَاء ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَـٰبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الأحزاب:59]. إنه أمر الله وليس أمر أحد من البشر فهل يصدقهم بعد ذلك مؤمن. ثم بعد ذلك ينادون بالاختلاط. لكن أعداء الإسلام أذكياء فهم يخططون شيئاً فشيئاً، طلبوا من المرأة أولاً نزع الحجاب ثم الخروج مع الرجال ومخالطتهم وتلك هي خطوات الشيطان، وقد حذرنا الله منها في غير موضع من كتابه فقال: وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [البقرة:168].
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي اهتدى بهديه ورحمته المهتدون، وضلّ بعدله وحكمته الضالون، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقّ جهاده، وتركنا على المحجّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وأتباعه، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى حقّ التقوى، فهي وصيّة الله لكم في محكم كتابه، حيث قال جل من قائل عليم: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران:102].
وبعد عباد الله فهذه بعض القضايا التي أثارها أعداء الإسلام من كفار ومنافقين وهناك غيرها من القضايا لا نريد الإطالة بذكرها كقضية الطلاق وقضية الميراث وكذلك دية المرأة وغيرها من القضايا.
لكننا نقول: إننا مؤمنون بأن الله عز وجل الذي شرع هذه الأمور لنا، وهو الحكيم الخبير العليم اللطيف قال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان:2]. يعلم سبحانه وتعالى ما يصلح عباده وما يفسدهم قال تعالى: أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ [الملك:14]. هو الحكيم سبحانه فيختار لهم بحكمته ما فيه خيرهم وصلاحهم ولا يمكن أن يشرع لهم أمراً فيه ضرر.
أيها المؤمنون إن إيماننا بذلك يقطع الطريق على أولئك المشككين من أعداء هذا الدين، ولا يمكن أن يصلوا إلى ما يريدون من تشكيكنا في كتاب ربنا ما دمنا مؤمنين موقنين بحكمته سبحانه وتعالى. والحكيم هو الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب. قال ابن كثير رحمه الله: "الحكيم في أقواله وأفعاله فيضع الأشياء في محالها بحكمته وعدله".ا.هـ.
أيها المسلمون، إن الذين يرضون بأن يناقش كتاب الله وما فيه من أوامر وأحكام صادرة من الله عز وجل لم يفقهوا ذلك، وقد وقعوا في خلل كبير من حيث يشعرون أو لا يشعرون. إن المؤمن الحق يرفض ذلك.. نعم، فمن ذا الذي يتجرأ على البحث في قضية التعدد مثلاً من حيث صلاحيتها أو عدم صلاحيتها وهي قضية قد حكم فيها ربنا من فوق سبع سماوات وأباحها لخلقه وقال: فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ ٱلنّسَاء مَثْنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَاعَ [النساء:3]. وعلى ذلك فقِس، كل من يريد مناقشة قضايا قد قررها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. فماذا يقول لربه تبارك وتعالى يوم القيامة إذا أوقف بين يديه؟!
هل شك في عدل الله أم في رحمة الله بعباده؟
عباد الله، يجب أن نفهم وأن نعي جيداً أن القضية ليست قضية ميراث ولا حجاب ولا تعدد، وإنما هي حرب بين الإيمان والكفر، وأنهم لا يريدون منا أن نقف عند هذا الحد بل يطمعون في إخراجنا من ديننا بالكلية. نعم هذا ما يسعون لتحقيقه. إنها حرب على الإسلام وأهله، وإننا والله وإن وافقناهم في كثير مما يقولون فلن يرضوا بذلك منا ولن يكفيهم إلا أن نكون مثلهم عياذاً بالله. قال تعالى: وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]. إذاً فلو تركنا التعدد ولو جعلنا النساء يخرجن متبرجات، ولو فعلنا ما فعلنا فلن يهدأ لهم بال ولن يطمئنوا حتى نصبح مثلهم قال تعالى: وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء [النساء:89]. هكذا يجلي ربنا القضية بكل وضوح ليتبين لنا ما يريده منا أعداؤنا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وأهلك الزنادقة والملحدين وآمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين. اللهم أصلح حال المسلمين. اللهم أصلح حال المسلمين. اللهم أصلح حال المسلمين. اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً. اللهم ارفع علم الجهاد وانصر المجاهدين. اللهم ارفع علم الجهاد وانصر المجاهدين. اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك ولإعلاء كلمتك، اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وقوِّ شوكتهم وأنزل السكينة عليهم وانصرهم على عدوك وعدوهم إنك على كل شيء قدير. اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.
| |
|