molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: آداب النصيحة - سعيد بن سالم السناني السبت 12 نوفمبر - 6:17:29 | |
|
آداب النصيحة
سعيد بن سالم السناني
الخطبة الأولى
أما بعد: أيها المؤمنون، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من شعائر الإسلام العظيمة النصيحة لكل مسلم، فهي دأْبُ الأنبياء والمرسَلين، قال نوحٌ عليه السلام لقومه: أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ، وقال هود عليه السلام: أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِين، وقال صالحٌ عليه السلام: يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ، وقال شعيبٌ عليه السلام: يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ. واشترَط النبيُّ على من أسلَمَ مِن الصحابةِ فعلَ هذه العِبادة، قال جريرٌ رضي الله عنه: بايَعتُ النبيَّ على الإسلام فاشتَرط عليَّ النصحَ لكلِّ مسلم. متفق عليه.
والنصيحة من حُقوق المسلِم على أخيهِ المسلِم، قال عليه الصلاة والسلام: ((حقُّ المسلِم على المسلِم ستّ: إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعَاك فأجِبْه، وإذا استَنصَحَك فانصَح له، وإذا عَطَسَ فحَمِدَ الله فشَمِّتْه، وإذا مرِضَ فعُدْه، وإذا ماتَ فاتبعه)) رواه مسلم.
ومن خصالِ الإيمان الواجبة حبُّ الخير للمسلمين، والخوفُ عليهم من السيِّئات والعقوباتِ، قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يؤمِن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)) متفقٌ عليه، وقال: ((المؤمن مرآة المؤمن)) رواه أبو داود والطبراني وهو صحيح. ومدلول الحديث أن المؤمن ينصح أخاه ويريه عيوبه كما يرى الإنسان نفسه في المرآة.
والله أمر بنُصح كلِّ أحدٍ وإن علا وطغَى، قال الله لموسى وهارون: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى [طه: 43]، وكان الصالحون يحبُّون من يُبصِّرهم بعيُوبهم، قال أحدهم: "رحِم الله من أهدَى إليَّ عُيوبي في سرٍّ بيني وبينه".
أيها المسلمون، لا تخلو حياتنا من مواقف نحتاج فيها إلى تقديم توجيهات ونصائح للآخرين، لا يستغني أحد منا عن إلقاء النصيحة للآخرين، فالمدير يحتاج أن يلقي النصيحة على موظفيه، وكذلك الوالد مع أولاده، والزوج مع زوجته، والصديق مع أصدقائه، والجار مع جيرانه، والمدرس مع طلابه، كثير من الناس لا يقبل النصيحة ليس بسبب عدم اقتناعه بها لكن بسبب الأسلوب الخطأ في تقديم النصيحة وعدم سلوك منهج الحكمة فيها، ففي كثير من الأحيان لا يلقى اللوم على من لم يقبل النصيحة، ولكن اللوم على من أساء استخدام النصيحة، فما آداب النصيحة؟ ما الأسلوب الحسن لنصح الناس وتعديل أخطائهم؟ كيف كان النبي ينصح أصحابه رضي الله عنهم ويعدل أخطاءهم؟
عباد الله، من آداب النصيحة الإخلاص لله تعالى فيها وأن لا يكون الغرض منها الشماتة في المنصوح؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه الكريم، ولا يجوز للمسلم أن يشمت في أخيه المسلم بل يحب له ما يحب لنفسه.
ومن آداب النصيحة أنك إذا رأيت أخاك المسلم قد ارتكب خطأ لا مجال فيه لعذر أو شبهة وجب عليك أن تتقدم إليه بالنصيحة سرا، بينك وبينه لا أمام الناس، فإن الإنسان لا يقبل أن يطلع أحد على عيبه، فإذا نصحته سرا كان ذلك أرجى للقبول، وأدل على الإخلاص، وأبعد عن الشبهة، وأما إذا نصحته علنا أمام الناس فإن في ذلك شبهة الحقد والتشهير، وإظهار الفضل والعلم، وهذا مانع كبير يمنع من استماع النصيحة والاستفادة منها. قال بعض أهل العلم: "من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه". فالمؤمن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المعصية أو الخطأ التي وقع فيها، فهو يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أما الإشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله تعالى ورسوله، ففرق بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة، قال رسول الله : ((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)) رواه الترمذي.
أيها المسلمون، من آداب النصيحة تهيئة المنصوح لإلقاء النصيحة، فليس من اللائق أن ندخل مباشرة في عين المنصوح ونلقي عليه النصيحة بدون مقدمات، بل ينبغي علينا عندما ننصح أحدا أن نمدحه ونثني عليه قبل الانتباه إلى خطئه، عندما ننتقد نحاول أن نذكر جوانب الصواب في المخطئ قبل غيرها، فالمدح هو مفتاح القلوب. نعم من أجمل مهارات الكلام أن نكون مبدعين في تعويد أنفسنا على اكتشاف صواب الآخرين ومدحهم والثناء عليهم به قبل الانتباه إلى خطئهم، ويتأكد ذلك عندما نريد أن ننبه شخصًا إلى خطأ ما، فكثير من الناس يرد النصيحة لا لأجل تكبره عنها أو عدم اقتناعه بخطئه، وإنما لأن الناصح لم يسلك الطريق الصحيح لتقديم النصيحة.
أيها المؤمنون، كان المربي الحكيم محبوبًا بين أصحابه، وكان يستعمل طرقًا ومهارات تجعل من ينصحهم ويعدل أخطاءهم لا يملكون إلا أن يقبلوا منه، فكان من عادته إذا أراد أن ينصح أحدا تهيئته لقبول الناس، لنتأمل النصائح النبوية.
أراد النبي يومًا أن يعلم معاذ بن جبل ذكرًا يقوله بعد الصلاة فأقبل إلى معاذ وقال: ((يا معاذ، والله إني أحبك، فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)). أتدري ما موقع قوله: ((والله إني أحبك))؟ إنها التهيئة لقبول النصيحة، فإذا ارتاحت نفس معاذ واستبشر، أعطاه النصيحة.
وفي يوم آخر لاحظ الرسول أن عمر إذا طاف بالكعبة وحاذى الحجر الأسود زاحم الناس وقبله، وكان عمر رضي الله عنه صلبًا قوي البدن، وربما زاحم الضعفاء، فأراد أن يعدل سلوكه، فقال على سبيل التهيئة لقبول النصيحة: ((يا عمر، إنك رجل قوي))، فرح عمر بهذا الثناء والمدح فقال : ((فلا تزاحمن عند الحجر)).
ومرة أراد أن ينصح ابن عمر بقيام الليل فقال له: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل)).
فكان الرسول يستعمل هذا الأسلوب الرائع مع جميع الناس ومع الوجهاء خاصة، فالنصائح -عباد الله- تختلف نهاياتها باختلاف بداياتها، فإن كانت البداية بأسلوب مناسب ومدخل لطيف انتهت كذلك، وإن كانت بأسلوب جاف ومدخل عنيف انتهت كذلك، فعندما ننصح الناس فنحن في الواقع نتعامل مع قلوبهم لا مع أجسادهم؛ لذلك تجد بعض الأبناء يتقبل من أمه ولا يتقبل من أبيه أو الع+، والطلاب يتقبلون من مدرس دون الآخر، فليسلك الناصح سبيل الرفق والحكمة، قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
وإن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف، لذلك ما يتعرض له بعض الناصحين من ردة فعل عنيفة أو إيذاء من قبل المنصوحين هو في الحقيقة بسبب أنهم لم يسلكوا سبيل الحكمة في النصح، بل أتوا بالنصيحة على سبيل التوبيخ والعتاب والانتهار، فينبغي الرفق واستعمال العبارات اللطيفة الجذابة والتدرج في الأسلوب والكلام مع المنصوح.
عباد الله، من آداب النصيحة أن لا نكثر منها وندقق على كل صغير وكبير حتى لا يشعر الآخرون أننا مراقبون لحركاتهم وسكناتهم فنثقل عليهم، بعض الناس يزعج الآخرين بكثرة انتقاده ولا يكاد يعجبه شيء، فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهوًا، ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطأً، ولا في الكتاب المفيد إلا خطأ مطبعيًا وقع سهوً، فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده، هكذا دائم الملاحظات يدقق على الكبيرة والصغيرة، قل مثل ذلك فيمن يفترض المثالية في جميع الأمور، من كان هذا حاله عذب نفسه في الحقيقة وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته.
في كثير من الأحيان تكون طريقتنا في التعامل مع الأخطاء أكبر من الخطأ نفسه، لذلك يقع بعض الأبناء في خطأ فيلومه والده ويحتقره ويعظم عليه خطأه حتى يشعر الابن أنه سقط في بئر ليس له قاع، فييأس الابن من الإصلاح ويبقى على ما هو عليه.
انظر إلى حال النبي ، قالت عائشة رضي الله عنها وهي تصف حال تعامله معهم: ما عاب رسول الله طعامًا قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه. فما كان رسول الله يصنع مشكلة من كل شيء. وقال أنس : والله لقد خدمت رسول الله تسع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته: لم فعلت كذا وكذا؟ ولا عاب عليّ شيئًا قط، ووالله ما قال لي: أفَّ قط.
أيها المسلمون، من آداب النصيحة أن نقدمها على شكل اقتراح أو بأسلوب غير مباشر أو بألفاظ عامة، كان رسول الله إذا لاحظ خطأ على أحد لم يواجهه به مباشرة وإنما يقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا؟!))، في يوم من الدهر أقبل ثلاثة شباب متحمسين إلى المدينة النبوية يسألون عن عبادة النبي، فأخبرتهم زوجاته أنه يصوم أحيانًا ويفطر أحيانًا وينام بعضًا من الليل ويصلي بعضه، فقال بعضهم لبعض: هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ثم اتخذ كل واحد منهم قرارًا فقال أحدهم: أنا لن أتزوج، وقال الآخر: وأنا سأصوم دائمًا كل يوم، وقال الثالث: وأنا لا أنام الليل، فبلغ النبي ما قالوه، فقام على منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((ما بال أقوام؟)) هكذا مبهمًا لم يقل: ما بال فلان وفلان، ((ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)).
وفي يوم آخر لاحظ النبي أن رجالًا من المصلين معه يرفعون أبصارهم إلى السماء في أثناء صلاتهم، وهذا خطأ، فالأصل أن ينظر أحدهم إلى موضع سجوده، فقال : ((ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟!)) فلم ينتهوا عن ذلك واستمروا يفعلونه، فلم يفضحهم أو يسمهم بأسمائهم وإنما قال: ((لينتهُنَّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم)).
ومن آداب النصيحة أن تختصر في إلقاء النصيحة ولا تجادل، فليست العبرة بكثرة الكلام ولا بطول النصيحة، وإنما بأسلوب الناصح وكلامه الموجز المفيد.
لنتأمل إلى النصائح النبوية: أراد النبي أن ينصح علي بن طالب رضي الله عنه فقال له: ((يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الثانية)) انتهت النصيحة باختصار. وأراد يوما أن ينصح عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال له: ((يا عبد الله بن عمر، كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)).
فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على المنهج الصحيح في تقديم النصيحة، واسلكوا سبيل الحكمة فيها لكي تكون نصيحتكم مقبولة عند الآخرين.
أقُولُ قَوْلي هَذَا، وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيمُ.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين، وأصلي وأسلم على من بعثه الله جل وعلا هدى ورحمة للعالمين، محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أيها المؤمنون، من آداب النصيحة إقناع الشخص المخطئ بخطئه، أحيانا يشعر المنصوح أنه غير مخطئ فلا بد أن تكون حجتك قوية عند نصحه، حيث تتكون لديه قناعة ببشاعة خطئه، ولنتأمل النصائح النبوية:
بينما رسول الله في مجلسه المبارك يحيط به أصحابه الأطهار إذ دخل شاب إلى المسجد وجعل يلتفت يمينًا وشمالًا كأنه يبحث عن أحد، فوقعت عيناه على رسول الله ، فأقبل يمشي إليه، نظر الشاب إلى رسول الله وأصحابه حوله ثم قال بكل جرأة: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، نظر النبي إلى الشاب، كان رسول الله يستطيع أن يعظه بآيات يقرؤها عليه أو نصيحة مختصرة يحرك بها الإيمان في قلبه، لكنه سلك أسلوبًا آخر فقال له بكل هدوء: ((أترضاه لأمك؟)) فانتفض الشاب وقد مرَّ في خاطره أن أمه تزني فقال: لا لا أرضاه لأمي، فقال له بكل هدوء: ((كذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم))، ثم فاجأه سائلًا: ((أترضاه لأختك؟)) فانتفض الشاب أخرى وقال مبادرًا: لا لا أرضاه لأختي، فقال : ((كذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم))، ثم سأله: ((أترضاه لعمتك؟ أترضاه لخالتك؟)) والشاب يردد: لا لا، فقال : ((فأحب للناس ما تحب لنفسك، واكره للناس ما تكره لنفسك))، أدرك الشاب عند ذلك أنه كان مخطئًا، فقال بكل خضوع: يا رسول الله، ادعُ الله أن يطهر قلبي، فدعاه فجعل الشاب يقترب ويقترب حتى جلس بين يديه، ثم وضع يده على صدره وقال: ((اللهم اهد قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه))، فخرج الشاب وهو يقول: والله لقد دخلت على رسول الله وما شيء أحب إليَّ من الزنا، وخرجت من عنده وما شيء أبغض إليَّ من الزنا. القصة رواها الإمام أحمد بسند صحيح.
فانظروا -رحمكم الله- إلى استعمال العواطف، دعاه الرسول ووضع يده على صدره ودعا له، فاستعمل معه جميع الأساليب لإصلاح من أمامه بعدما جعله يقتنع بشناعة الفعل ليتركه عن قناعة فلا يفعله أبدًا لا أمامه ولا خلفه.
من آداب النصيحة أن تتأكد من الخطأ قبل إلقاء النصيحة، كم هم أولئك الذين يبنون مواقفهم ونظراتهم على إشاعات كاذبة، فالبعض يأتيك مناصحًا فيكتشف بعدها أنه كان يجري وراء إشاعة، وكثير منهم من تنطبع هذه الإشاعة في قلبه ويكوّن على أساسه تصوره عنك وهي كذبة، وفي كثير من الأحيان يشاع أن فلانًا فعل كذا وكذا، فلأجل أن تحتفظ بقدرك عنده تأكد من الخبر قبل أن تتقدم إليه بالنصيحة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.
| |
|