STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ouuou10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Uououo10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Uooous10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ooouus10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ooouo_10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ouooo11وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ooouo_11وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Uoou_u10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Uoo_ou10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Arkan_10الطـهـارةوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Uuooo_10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Ouuuuo10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Oouusu10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Plagen10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Uuouou10وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
molay
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
must58
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
bent starmust2
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
sanae
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
حليمة
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
mam
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
zineb
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
aziz50
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
mm
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_rcapوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Voting_barوقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم 51365/1365وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم  (1365/1365)

وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Empty
مُساهمةموضوع: وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم   وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Emptyالخميس 10 نوفمبر - 3:49:43



وقفات مع آيات الحج

وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم Basmallah

سعود بن إبراهيم الشريم

الخطبة الأولى

أمّا بعد: فأوصيكم ـ أيّها الناس ـ ونفسي بتقوى الله سبحانه، فاتقوه في الغيب والشهادة والغضبِ والرضا والفرح والترَح، ألا فاتقوا الله ـ يا أولي الألباب ـ لعلّكم تفلحون.

أيّها المسلمون، في هذه الأيام تترقَّب نفوسُ المسلمين بعامّة حلولَ شهر ذي الحجة، وأفئدتهم تشرئبّ إلى انبثاق هلاله الوليد، وأسرابُ الحجيج بدأت تتوافد إلى البيت العتيق لأداءِ مناسك الرّكن الخامسِ من أركان الإسلام. إنهم يفِدون إليه بخطَى الطاعةِ والاستجابة لأمر الله جلّ وعلا لخليله إبراهيم عليه السلام بقوله: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ [الحج:37]. إنهم يفِدون إليه ليشهَدوا منافع لهم ويذكروا اسمَ الله جلّ شأنه ونفوسُهم في الوقت ذاته مليئةٌ بحبّ الاستطلاع على معاني الحجّ وحِكَمه وأسراره من خلال أجواءِ النسُك والتنقّل في عرصاتِ المشاعر المقدَّسة.

عبادَ الله، إنّ وقفاتٍ يسيرةً مع آيات الحجّ في كتاب الله تعالى لهي كفيلةٌ في كشف شيء من أسرار الحج وحِكَمه وما تحويه من معاني التكامُل والتهذيب وأصولِ التخليَة المفضِية إلى التحلية.

تتمثّل هذه الوقفاتُ في أعظم الحِكَم والمقاصد لهذا النُسُك العظيم، إنها الوقفةُ مع توحيد الله جلّ وعلا الذي بُني البيتُ العتيق من أجلِه وجُعل قصدُ الناس إليه من أرجاءِ المعمورة لإذكاءِ شعيرةِ توحيد العبادةِ وخلوصها لله سبحانه لا شريكَ له، وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرٰهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئًا وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [الحج:26].

إنّ التوحيد الخالصَ هو عماد خلافةِ الإنسان في الأرض، وهو أفضلُ ما يُطلب وأجلُّ ما يُرغب وأشرفُ ما يُنسَب، لا يُشيَّد الملك العتيدُ إلا على دعائم التوحيد، ولا يزول ويتلاشى إلى على طواسمه، ما عزّت دولةُ الإسلام إلا بانتشاره، ولا ذلَّت واستكانت إلا باندثاره.

إنّه التوحيد الخالصُ الذي يأرِز بالناس إلى بِرّ الأمان والوقايةِ من زوابع الشرك بالله في ألوهيته وربوبيته والإلحاد في أسمائه وصفاته. إنّه توحيدٌ يعلِّق الرجاء بالله والخوف منه والاستعانةَ والاستغاثة به وأن لا يُحكم في الأرض إلا بما شرع الله سبحانه. إنّه التوحيدُ الذي يغمر قلوبَ المسلمين باليقين الخالص، والذي شُرع الحج لأجله حيث يقول الباري سبحانه: حُنَفَاء للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج:31].

ولذا جعل الله الكعبةَ البيتَ الحرام قيامًا للناس، وما الحجَر الأسودُ إلا موضعُ الابتداء ونقطة التمييز في هذا البناءِ المبارك، وليس للبركةِ والتبرّك محلٌّ مع الأحجار غير الاقتداءِ بالنبيّ بتقبيله والطواف بالبيت، ولقد صوَّر الفاروق رضي الله عنه هذا الفهمَ الحسَن بقوله: (إني أعلمُ أنك حجرٌ لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أني رأيتُ رسول الله يقبِّلك ما قبَّلتك)[1].

والمسلمُ ينبغي أن يعلمَ علمَ اليقين عندما يطوف بالبيت ويقبِّل الحجر الأسودَ ويستلم الركن اليمانيَّ أنّ النافع الضارَّ هو الله وحدَه، وأن أيَّ إخلالٍ بهذا المفهوم فإنّه يوقع في براثن الشركِ بالله الذي ما أُسِّس البيت العتيق إلا لنفيه وإزالتِه، ولذلك بعثَ النبيّ أبا بكر رضي الله عنه في العام التاسِع بالحجّ ليناديَ في الناس يومَ النحر أن لا يحجَّ بعد العام مشرِك ولا يطوفَ بالبيت عُريان. رواه البخاري ومسلم[2]. ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ ٱلأنْعَـٰمُ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرّجْسَ مِنَ ٱلأوْثَـٰنِ وَٱجْتَنِبُواْ قَوْلَ ٱلزُّورِ [الحج:30].

ووقفةٌ أخرى ـ عبادَ الله ـ مع آياتِ الحجّ، حيث يبيّن الله جلّ وعلا أحكامه وآدابَه ليعلمَ الناسُ ما يجب عليهم في تلك العرَصات، وما لأوامر الله من التعظيم والامتثالِ والتحذير من الإخلال بها أو التكاسُل عنها أو التساهُل بآحادها؛ إذ العبادةُ ليست محلاًّ للعبَث ولا للإخلال بها من أيّ وجهٍ كان، فلهذا جاء قول الباري سبحانه دالاًّ على توعُّد المقصِّر فيها والمتهاون عنها حيث يقول سبحانه بعد سردِ شيء من أحكام الحج: ذٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [البقرة:196]، ولم يقل: واعلَموا أنّ الله غفور رحيم، وذلك لأجل التأكيد على حرمةِ الحجّ وعلى حُسنِ الأداء على الوجه الأكمل؛ لأنّه يقع ضمنَ حدود الله جلّ وعلا التي شرعَها وهو القائل: وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ [البقرة:229]، وليطالَ نفسَ المؤمن الانتباهُ إلى أنّ العقابَ في مقابِل التهاون.

ووقفةٌ أخرى مع آياتِ الحجّ عبادَ الله، تتَّضِح في جعل الحجّ محلاًّ للتعاون والبذلِ والإحساس بالآخرين وسدِّ حاجتهم حتى في مواطِن العبادة، فتأتي الآيةُ في سياقِ ذكر الحجّ دالّةً على عِظَم التعاوُن والحاجة إلى العطف على الفقراء والجوعَى وسدِّ مسغَبتهم، فيقول الله سبحانه: لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ [الحج:28]، وفي الآية الأخرى يقول: فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَـٰنِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذٰلِكَ سَخَّرْنَـٰهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الحج:36]، والقانِع هو الذي لا يسأل الناسَ إلحافًا مع جوعه وإملاقه، والمعترُّ هو الفقير الذي يتكفَّف الناس.

ووقفةٌ رابعة عباد الله، تتجلّى في قيمة التقوى وعِظَم أثرِها وأنها هي الميزانُ الذي توزَن به الأعمال ويوزن به الناس، ولذا كثُرت الوصية بالتقوى في آيات الحج، فقد قال سبحانه: وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [البقرة:196]، وقال أيضًا: وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُونِ يـٰأُوْلِي ٱلألْبَـٰبِ [البقرة:197]، وقال سبحانه: فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ ٱتَّقَىٰ [البقرة:203]، وقال أيضًا: ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ [الحج:32]، وقال سبحانه: لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ [الحج:37]. إنها التقوى ـ عبادَ الله ـ التي هي جماعُ الخير كلِّه.

إنّك ـ أيها المسلم ـ إذا عبدتَ الله على نورٍ من الله ترجو ثوابَ الله وتركتَ محارمَ الله على نورٍ من الله تخشى عقابَ الله فقد حقّقتَ التقوى بحذافيرها في واقعِ حياتك، والتي من خلالها تقوم بالحقوق المنوطَةِ بك تجاهَ خالقك وتجاه إخوانك في الدين.

ومظاهرُ الحجِّ ـ عباد الله ـ كلُّها دالّة على هذا المقصد، فالمسلمون كلُّهم كالجسد الواحد، وهم كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا، والمسلمون في عرصَات الحجّ المبارَك يعيشون لحظاتٍ تتجسَّد فيها معاني التقوى المفرِزة لأساس الأخوّة الوثيقة العُرى، التي تؤلِّف بين المسلمين على اختلاف ألوانهم وألسنَتِهم، فحينما يستبدل الحجّاج زِيَّهم المعتادَ بِزِيِّ الحجِّ الموحَّد فيصبحون حينها بمظهرٍ واحد، ويتوجّهون إلى ربٍّ واحدٍ بتلبيةٍ واحدة، ويُسقطون بهذه التّلبية كلَّ هُتافٍ وطنيّ وكلَّ شِعارٍ عِبِّيّ، يطوفون حولَ بيت واحدٍ، ويؤدّون نسكًا واحدًا. إنّ هذه الصورة الحيّةَ لتُعدُّ ثمرةً يانِعة من ثمراتِ التقوى التي توحي إلى الناس بأنّه ليست هناك دواعٍ معقولةٌ تجعلهم يعيشون متناكرين متنافرين، عن اليمين وعن الشّمال عِزين، وليس هناك دواعٍ إلى أن يتكبَّر المتكبِّرون ويتجبَّر المتجبِّرون، وليس هناك دواعٍ إلى التفاخُر بالأحساب والأنساب والألقاب، بل إنَّ تمكّنَ التقوى من نفس العبد المؤمنِ ليجعله يستحضر بداهةً أنّ الله عزّ وجلّ قد ردَّ أنسابَ الناس وأجناسَهم إلى أبوين اثنين، ليجعلَ من رَحِم حوّاء ملتقًى رحبًا تتشابك عنده الصِّلاتُ وتستوثِق العُرى، يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ [الحجرات:13].

إنّه التعارف والتآلفُ والتعاون، وليس للّون ولا للِّسانِ ولا للَّقَب محلٌّ بينها، ولا للُّغة ولا للجِنس والوَطن من حسابٍ في ميزان الله، إنما هناك ميزانٌ واحد تتحدَّد به القِيَم ويُعرَف به فضلُ الناس: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ [الحجرات:13].

بالتقوى ـ عبادَ الله ـ يعلو المرءُ ويشرُف كما عَلا صهيبٌ وشرُف سلمان رضي الله تعالى عنهما، وبزوالها يتحقّق الذلُّ والهوان ويضَع الله تاركَها كما وضَع أبا لهبٍ بالشرك والكفر.

إنها التّقوى ـ عبادَ الله ـ التي جعلت محمّدًا وهو مِن سادَة قريش يزوِّج ابنةَ عمّته زينبَ بنت جحش الأسدية بزيد بن حارث رضي الله تعالى عنه وقد كان مولى للنبيّ [3]، وقد قال صلوات الله وسلامه عليه لبعض أصحابه: ((يا بني بَياضة، أنكِحوا أبا هندٍ وأنكِحوا إليه)) وقد كان حجّامًا رضي الله عنه. رواه أبو داود والحاكم[4].

يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ ذٰلِكَ مِنْ آيَـٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف:26].

بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكر الحكيم، قد قلتُ ما قلت، إن صوابًا فمنَ الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطانِ، وأستغفر الله إنه كان غفّارًا.


[1] أخرجه البخاري في الحج (1597، 1610)، ومسلم في الحج (1270).

[2] أخرجه البخاري في الحج (1622)، ومسلم في الحج (1347) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه في الحجة التي أمّره عليها رسول الله قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

[3] أخرجه عبد الرزاق (6/153)، وسعيد بن منصور (1/161)، والدارقطني (3/299)، والبيهقي (7/137) عن الشعبي مرسلا، قال البيهقي: "هذا منقطع".

[4] سنن أبي داود: كتاب النكاح (2102) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه أيضا الدارقطني (3/300)، والبيهقي في الكبرى (7/136)، وصححه ابن حبان (4067)، والحاكم (2693)، وحسن إسناده ابن كثير في إرشاد الفقيه (2/150)، وابن حجر في التلخيص الحبير (3/164)، والألباني في السلسلة الصحيحة (2446).



الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده.

أمّا بعد: فيّا أيّها الناس، لنا وقفة خامسةٌ مع آيات الحجّ في كتاب الله تعالى، يذكّر الله من خلالها المسلمين بنعمةِ الإسلام والهدايةِ التي منَّ الله بها عليهم؛ حيث أنقَذهم من عبوديّة غير الله إلى عبوديّته وحدَه، ومن جَور الأديان إلى عدلِ الإسلام، ومن ضِيق الدنيا إلى سَعةِ الآخرة.

إنّه جلّ وعلا يذكِّرهم بذلك وهُم في غمَرات المناسكِ يجولون ولرحمَة ربِّهم يرجون: فَإِذَا أَفَضْتُم مّنْ عَرَفَـٰتٍ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلْمَشْعَرِ ٱلْحَرَامِ وَٱذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُمْ مّن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلضَّالّينَ [البقرة:196]، وقال أيضًا: لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ [الحج:37].

إنها نعمةُ الهداية للدين عبادَ الله، إنه الخروجُ من الظلماتِ إلى النور ومن الموتِ إلى الحياة، أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا كَذَلِكَ زُيّنَ لِلْكَـٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأنعام:122].

إنّ استقرارَ الفرد والمجتمعاتِ لا يمكن أن يتحقَّق إلا بالالتزام بالدين والتمسُّك بالإسلام تمسُّكَ الغريق بطَوق النجاة. وإنّ موسمَ الحج المبارَك ليشدُّ الناسَ إلى الدين ويذكِّرهم بحقّ الله. إنه يرفَع في النفوس السّويّةِ درجةَ الاستعداد لتغيير ما في النفسِ ليُغيِّر الله ما حلّ بهم، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].

إنّ اللهَ يذكِّرهم في آياتِ الحجّ بضرورة هذا الدّين لهم، وأنّ كلَّ أمّة تهمل أمرَ دينها وتعطِّل شرعَ ربها أو تستخفّ به أو تأخذ به على استحياءٍ أو على شَرَقٍ فإنما هي تهمل أعظمَ طاقاتها وأُسَّ العزّ فيها، وتعطِّل أسبابَ فلاحها في الدنيا والآخرة، وكلّ أمّةٍ يُفقَد التديُّن في مجتمعِها أو تعلو راياتُ التراجُع بين صفوفها فإنها تضطرِب لا محالة، ويموج بعضُها في بعض، ويقلِب الله عزَّها ذُلاًّ وأمنَها خوفًا، فإن تولّت يستبدِل الله أقوامًا غيرَها ثم لا يكونوا أمثالها.

والمجتمعُ الذي لا يشعُر بحاجتِه للالتزام بالدّين يُعدُّ مجتمعًا عديمَ الإيمان بعيدًا من الرحمن لأنّ النبيَّ يقول: ((ثلاثٌ من كنَّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان؛ من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يحبُّه إلا لله، وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفر بعد أن أنقذَه الله منه كما يكرَه أن يقذَف في النار)) رواه البخاري ومسلم[1].

إنه لا أهونَ على الله من أمّةٍ لامسَ التدينُ شغافَها وبلغ مسامعَ بنيها وأبصارَهم، ثمّ هي تتناقص وتتخاذل وتقع في الحور بعد الكَور والضعفِ بعد القوة. ألا إنّ هدايةَ الله لدينِه لا ينالها كلُّ أحد، بل هي مِنّة من الله ورحمةٌ ينبغي لمن أعطِيَها أن يعضَّ عليها بالنواجذ أفرادًا ومجتمعات، وأن لا يكونَ لحظوظ النفس ودعاوى المغرضين سبيلٌ في إضعاف مقوِّمات الدّين في النفوس أو رجع الصّدَى لأصواتِ الناعقين بالتّراجع عن الدين بدعاوَى التحرُّر أو الإصلاح أو غير ذلك من الأساليبِ المقَنَّعة، فإنَّ الصبغةَ الحقيقية هي صبغةُ الله، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَ [البقرة:138]. وأمّا الحاقدون والمغرِضون ولصوصُ الحروف الذين كرهوا ما نزّل الله فهم آفاتُ الفتَن وخَرق السفينةِ الماخِرة، وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ [الأنفال:23]، وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لاَ نُكَلّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأنْهَـٰرُ وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبّنَا بِٱلْحَقّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف:42، 43].

هذا، وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البريّة وأ+ى البشريّة، محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب صاحبِ الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكتِه المسبِّحةِ بقدسه وأيَّه بكم أيّها المؤمنون، فقال سبحانه وتعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...

[1] صحيح البخاري: كتاب الإيمان (16، 21)، صحيح مسلم: كتاب الإيمان (43) عن أنس رضي الله عنه.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفات مع آيات الحج- سعود بن إبراهيم الشريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وقفات مع حجة النبي - سعود بن إبراهيم الشريم
» مؤتمر الحج- سعود بن إبراهيم الشريم
» مقاصد الحج- سعود بن إبراهيم الشريم
» يوم لا ظل إلا ظله - سعود بن إبراهيم الشريم
» ذم الخصومة - سعود بن إبراهيم الشريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: