STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلمفسدات الإخوة - سعد الغنام Ouuou10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Uououo10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Uooous10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Ooouus10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Ooouo_10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Ouooo11مفسدات الإخوة - سعد الغنام Ooouo_11مفسدات الإخوة - سعد الغنام Uoou_u10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Uoo_ou10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Arkan_10الطـهـارةمفسدات الإخوة - سعد الغنام Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةمفسدات الإخوة - سعد الغنام Uuooo_10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Ouuuuo10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Oouusu10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Plagen10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Uuouou10مفسدات الإخوة - سعد الغنام Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
molay
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
must58
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
bent starmust2
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
sanae
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
حليمة
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
mam
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
zineb
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
aziz50
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
mm
مفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_rcapمفسدات الإخوة - سعد الغنام Voting_barمفسدات الإخوة - سعد الغنام Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 مفسدات الإخوة - سعد الغنام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


مفسدات الإخوة - سعد الغنام Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
مفسدات الإخوة - سعد الغنام 51365/1365مفسدات الإخوة - سعد الغنام نعم  (1365/1365)

مفسدات الإخوة - سعد الغنام Empty
مُساهمةموضوع: مفسدات الإخوة - سعد الغنام   مفسدات الإخوة - سعد الغنام Emptyالثلاثاء 8 نوفمبر - 3:26:40



مفسدات الإخوة

مفسدات الإخوة - سعد الغنام Basmallah

سعد الغنام

الخطبة الأولى

ثم أما بعد:

إخوة الإسلام، قال كما ثبت في صحيح مسلم: ((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)) أخذ منه البغوي رحمه الله أن الأرواح مخلوقة قبل الأجساد، والذي يعنينا أن الألفة تدوم وتنشأ وتستمر إذا فعلت الأسباب الموجبة لذلك، وتنقطع العلاقات وتنفصم العرى إذا لم يستشعر الإخوان أهمية المودة والإخاء.

لذلك حديثنا موصول عن أسباب قطع المودة ومفسدات الأخوة.

نقول غير ما سبق من أسبابها كثرة المعاتبة، وعدم التسامح، لذلك قالوا: السيد هو من يتغافل وليس المغفل، الذي يتغافل ويتجاهل العثرات ويسكت عن الزلات هو السيد والمربي، وهو الذي يشعر بقدر الأخوة.

هذا على افتراض أنها هفوات وزلات وليست أخطاء متكررة توجب النصيحة وربما الصدود المؤقت حتى يستشعر المخطأ أنه أخطأ، لذلك النبي وجه النساء لكثرة الصدقة؛ لأنه رآهن أكثر أهل النار، ما السر؟ يكفرن العشير، بمجرد زلة وغلطة تنقلب الحسنات إلى سيئات وتنسى تلك المناقب العظيمات.

فالمؤمن يعدل وينصف ويعطي كل ذي حق حقه وينسى الزلات، لذلك الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز يقول: فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ [الحجر:85] قال علي في تفسير هذه الآية: (الرضا بغير عتاب) لو أخطأ في حقه يرضى، يرضى ولا يعاتب، يبلعها ويهضمها ويدخلها في نسيج خبراته.

وقال الفضيل: "الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان؛ لأن كثرة المعاتبة تقطع حبال المودة" ليت المربين يدركون هذه الخاصية العظيمة وهم يخوضون غمار التربية لأنفسهم ولإخوانهم، ولكن كما قلت إذا كثرت الأخطاء لا بد من التوجيه والعتاب، فقد يكون الخطأ متكررًا وقد يكون قبيحًا وقد لا يدرك المخطئ أن الخطأ جسيم، فلا بد من العتاب ولو بالصدود ولو بالهجران.

من القضايا المهمة التي تفسد الأخوة: الخلط بين الحب في الله والإعجاب الذي ضرب بجرانه في واقع فتياتنا وشبابنا بسبب إعجابهم بالكافرين والفاسقين، فأصبح عندهم خلط، فمن أصبحت نفسه تميل إليه بهندامه وشكله ونكاته أصبح يظهر شيئًا من الحب بدعوى الحب في الله، وقديمًا قال الشاعر:

لا تركنن إلى ذي منظر حسن فربما رائعة قد ساء مخبرهـا

ما كل أصفر دينـا لصفرتـه صفر العقارب أرداها وأنكرها

إذن ليست القضية منظر, القضية مخبر، وقد وجد في واقعنا إعجاب، إعجاب بعض الطالبات بالمعلمات، إعجاب بشكلها، بقصتها، بآخر التقليعات التي تقلد بها أحفاد القردة والخنازير، فأصبحت تتقمص هذه الشخصية، بسبب غياب مفهوم الحب في الله المبني على الإيمان والصدق في ذلك.

لذلك النبي يقول كما مر علينا في حديث سابق رواه البخاري وغيره، يذكر من الثلاث العظيمات ((وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله)) لله وفي الله، حبه لدينه لخلقه وقربه من الله، والنبي عليه الصلاة والسلام سما بهذه الرابطة إلى درجة أنه إثر غزوة أحد، -والحديث في صحيح البخاري-، كان يدفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد، لوعورة الأرض ولجراحات الصحابة كان يلفهم في كفن واحد وكان يقدم أكثرهم أخذًا للقرآن في اللحد، ثم يضع صاحبه معه لحبه في الله، فقد دفن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام في قبر واحد لمحبتهما في الله واشتهار ذلك عند صحابة النبي عليه الصلاة والسلام. فدفنهما في قبر واحد لأنه سيكون حميماً له يوم القيامة، بينما الحب الذي بني على مصالح وشهوات فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ [الشعراء:100، 101].

كذلك من مفسدات الأخوة الإصغاء للنمامين والحاسدين والحاقدين، والله قد وضع لنا دستورًا لضبط علاقتنا واستقبال الأخبار والوشايا، فقال: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَـٰدِمِينَ [الحجرات:6] الله أكبر، إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ ، نزلت هذه الآية في صدر الإسلام في وجود صحابة النبي الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، إذن نحن أحرى أن نأخذ بهذا المنهج، أن نغربل الأخبار وأن ندرس مصادرها وأن نتأكد من منابعها، حتى لا نصيب قوماً بجهالة فنظلم أنفسنا، ونظلم إخواننا، خاصة في هذا الوقت الذي ضعف فيه الإيمان، ورق الدين وتعددت المصالح، فوجب المصير إلى هذا المنهج بشكل أظهر وأكبر.

من المفاسد كذلك: إذاعة السر، قال : ((إن الرجل إذا حدث أخاه بحديث ثم التفت فهو أمانة)) إذا حدثك أخاك بحديث فهو أمانة، والحديث ثابت عن رسول الله كما أشار إلى ذلك الألباني في صحيح الجامع.

تأتي تحدث بعض الناس بخصوصياتك, تبث له مشاكلك لعلك تجد منه رأيًا حصيفًا، لعلك تجد منه شعورًا بمشكلتك، فتفاجأ بأن هذه الخصوصيات والدقائق قد سارت بها الركبان، وانتقلت هذه المشكلة إلى الآفاق بسبب عدم حفظ السر، وتأتي لشخص تحذره من شخص آخر لأنك تعلم بأنه طريقه للهلاك، فيذهب قليل الدين إلى هذا الشخص ويخبره بأن فلاناً قال فيك كذا وكذا، وهو قصد نصحه, وهذا جزاؤه!!

فنسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يكتمون أسرار المسلمين.

وأهل المروءة فضلاً عن الديانة لا ينشرون الأسرار، ولو بدون وصية لأنه يعلم أهمية الخبر فيدفنه في أغوار نفسه. لذلك قال الشاعر:

إذا ما المرء أخطأه ثلاث فبعه ولـو بكـف من رمـاد

سلامة صدره والصـدق منـه وكتمان السرائر في الفؤاد

إذا لم يلتزم بهذه الثلاث فبعه ولو بكف من تراب.

ومن أسباب قطع المودة: اتباع الظن؛ لذلك قال سبحانه وتعالى: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ ٱلظَّنّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنّ إِثْمٌ [الحجرات:12]، وقال : ((إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)) رواه البخاري ومسلم. الظن، أن يُحمِّل التصرف ما لا يتحمل، وأن يطير بالكلام فيحمله ما لا يحتمله, بسبب ضعف نفسه وحقده وحسده، لا يبحث عن المحامد الطيبة، إن يسارع شيطانه إلى تحميل الكلام ما لا يتحمل، وقد روي في بعض الآثار: "التمس لإخيك ولو سبعين عذرًا"، ولو لم تجد واحداً من السبعين، فصارحه بارك الله فيك: سمعت كذا، رأيت كذا، لعلك تقصد شيئًا لا أدري عنه، الله أكبر على المكاشفة والمصارحة بدلاً من ملء القلوب بمخزون الحقد والحسد والرواسب، لذلك صاحب حسن الظن لا يظلم أخاه أبدًا، ولو صار بينهم سوء تفاهم، لا يظلمه ولا يلقي عليه أسوأ الكلام لذلك قال جعفر بن محمد لابنه: "يا بني من غضب من إخوانك ثلاث مرات فلم يقل فيك سوءًا فاتخذه لنفسك خليلاً". غضب، لكنه احتفظ برباطة الجأش ولم يلقِ عليك قبيح الكلام ولم يلق عليك بالعظائم, فاعلم أنه رجل كريم، شهم، ليس ذو لؤم, عند أدنى خصومة يلقي عليك بالعفونات والنتن بما لا تتصور أن يقال.

لكن اللئيم صاحب سوء الظن، بمجرد سوء التفاهم يستخرج من جعبته أسوأ التهم وأفظع الألفاظ وأفظع الكلام, يلقيه ذات اليمين وذات الشمال، فمخالطة هذا الصنف سم زعاف، عياذاً بالله سبحانه وتعالى.

من أسباب قطع المودات كذلك التدخل في الخصوصيات وإقحام النفس في ميادين لا علاقة له بها، مما يسمه الناس في هذا الزمن التطفل والفضولية، وقد وضع لنا النبي عليه الصلاة والسلام معلمًا آخر من معالم حفظ الإخوان فقال: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، عندما يسألك شخص عن أحوالك المادية، راتبك، رصيدك، ممتلكاتك، تطلعاتك، تصرفاتك الخصوصية الخاصة بك، هل تحبه؟ تشعر بأنه ضيف ثقيل، وأنه متطفل أيما تطفل فيسقط من عينيك، أليس كذلك؟ تذكر حديث النبي : ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)).

والعجيب أن هذا الصنف لا يسأل عن الأشياء التي تعنيه في دينه، أخرس، أما في القضايا التي لا تعنيه متكلم جيد، يملك ثقافة واسعة في صياغة الأسئلة، عجبًا!

أسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم لأحسن الأخلاق وأقوم الفضائل.

كذلك تجد من يكلمك عن بعض الأمور الخاصة، بل ربما في خاصة الخاصة، حتى إنك تجلس فترة تستغرب كيف دفعه الفضول لطرح هذا السؤال، ولا تدري هل تجيب؟ إن أجبت مشكلة، وإن كذبت مشكلة، يوقعك في حرج لا يعلمه إلا الله، سبحان الله العظيم.

لذلك قال في الحديث الصحيح المشهور: ((لا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا)).

انظر، عطف التباغض والتدابر على ماذا؟ على التجسس والتحسس، قال الأوزاعي رحمه الله في شرح هذا الحديث: "التحسس الاستماع إلى حديث القوم وهم له كارهون" يصغي، ويلقي بوجهه نحو المتحدث وهو لا يريد أن يسمع حديثه، ومع ذلك يطل بطلعته البهية من أجل استماع حديث لا يعنيه، فهذا جنى على نفسه وسبَّب التدابر والبغضاء، وكتب على نفسه العزلة من حيث يشعر أو لا يشعر.

من أسباب عدم الألفة بين المسلمين عدم الشعور بمشاكلهم والوقوف معهم في ظروفهم، قد يحتاج أخوك ديناً، مساعدة، شفاعة، تَدَخُّلاً، وأبخل الناس من يبخل بجاهه، ولكن البخل والشح فنون ودروب وعلوم، قال : ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)) متفق عليه.

وقال : ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا)) رواه الألباني في السلسلة الصحيحة.

في مسجده عليه الصلاة والسلام، الصلاة تعدل ألف صلاة مما سواه، ومن يمشي في حاجة أخيه خير من أن يعتكف شهرًا في هذا المسجد، وقد أخبر النبي كما ثبت في البخاري عن رجل يبعث بعماله لأخذ أمواله من المديونين ويقول: انظروا إلى المعسر فتجاوزوا عنه, فتجاوز الله عنه.

الله أكبر، ليس الطريق إلى الجنة باللحية والصلاة فقط، وهي من الدين بل من مظاهر الدين العظام، وفي القرآن: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:280] أبلغ من الإنذار أن تتركها إلى وجه الله، ما أحوجنا لمراجعة الأسباب الموجبة للجنة والنجاة من النار.

وكل هذا يزرع الأخوة، أخ في كربة ومصيبة تقف معه، وتشعره بأن قضيته قضيتك، لا شك أنك تسكب في القلب من معان الأخوة والود ما لا يعلمه إلا الله، لكن هذا الشخص الذي لا يعرف إلا الدينار والدرهم، لا يعرف إلا كم دخل عليه، أهلك الناس، نعوذ بالله، بينما النبي يقول: ((تجاوزوا عنه)) ويفتخر بأنه لا يتسامح، وأنه يضع الشروط العظام حتى لا أحد يفلت من بأسه وشدته.

أسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيذنا وإياكم من حب الدنيا وأن يرزقنا العيش في جو الآخرة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من الأمور التي يحسن أن نقف عندها أن لا نفرِّط في زيادة رصيد المحبة والإخاء، وأن نكون فعلاً إخوان متحابين ، يُرى حبنا في الله من خلال تعاملنا وتصرفاتنا، هناك أمور كثيرة شرعها لنا نبينا تزيد من حبنا في الله، فيقع لنا الفضائل ما أخبر عنه نبينا من أن المتحابين يغبطهم النبيون والشهداء.

من المعاني الجميلة التي تزيد الحب، أن تخبر أخاك بأنك تحبه في الله، يقوله النبي : ((إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)) ليقل له: أحبك في الله، وليقل الآخر: أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وليتنا نطبق هذا الأمر ونحييه في حياتنا، لماذا تجعل هذا الشعور مدفوناً، لماذا لا تقوله لأخيك كما قال النبي؟! أخبره أنك تحبه في الله.

كذلك من موجبات الأخوة الهدية، وليست الهدية عبارة عن مكافئة وعادة كما يصنع الناس الآن، لا، الهدية قيمتها المعنوية، ولو بسواك، أشعره بأنك تحبه ((تهادوا تحابوا)) كلمتان، يقولها النبي عليه الصلاة والسلام.

كذلك الشكر للناس، والاعتراف بالفضل لهم والمعروف، يقول النبي : ((من لم يشكر الناس لم يشكر الله))، وقال : ((من صُنع له معروفٌ فقال لصاحبه: جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء)) حديث صحيح. كافئوه، اشكروه، كل ذلك يزيد معدل الحب في الله.

كذلك الثناء والمدح في وجهه إذا لم يخشَ عليه مفسدة، فقد قال النبي لأشج عبد القيس: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله))، وقال في محضر من الصحابة: ((أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم عمر ـ يعني في الدين ـ وأصدقهم حياءً عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد))، ذكر مناقب وفضائل لهؤلاء الصحب الأجلاء لأنه يعلم بأنهم ليسوا ممن يتأثرون بمثل هذا، وإنما يحمدون الله عز وجل، وهذه عاجل بشرى المؤمن كما قال .

التبسم، هذا الشعور النبيل، الذي يدل على صلاح القلب، التبسم النابع من القلب، وليس تبسم التماسيح، تبسم المنافقين، تلك الابتسامات الصفراء، الابتسامات العريضة التي تشعر بالحقد، قال : ((تبسمك في وجه أخيك صدقة)) صدقة، لا إله إلا الله، عمل تؤجر عليه، ابتسامة تلقى بها أخاك، تشرح صدره وتشعره بمخزون الحب صدقة في ميزان حسناتك.

السلام، وقد تعود الكثير من الأبناء والبنات ترك السلام، يمر في السوق ولا يسلم بسبب هجمة المسلسلات التي لا تقيم للقضايا الكبار فضلاً عن هذه القضايا أي قيمة.

النبي يقول: ((ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) أفشوا السلام، السلام عليكم، عليكم السلام, في السوق, في الشارع، في السيارة، في أي مكان، أفشوا السلام بينكم فإنه رسالة إلى القلوب.

الدعاء بظهر الغيب، كرامة للداعين، والدعاء بظهر الغيب من أظهر علامات الحب في الله، الدعاء بحضور المدعو له طيب لا بأس به، لكن قد يخالطه نوع رياء، لكن لما تدعو لأخيك وأنت في سجودك وأخوك لا يدري، وتدعو له في سجودك بالثبات والتسديد والتوفيق، أي حب أجل من هذا، لا يدري عنك إلا الله، من كان هذا حاله، فاسمع الجائزة والبشرى له، يقول ـ والحديث في مسلم ـ: ((من دعا لأخيه بظهر الغيب له ملك موكل عند رأسه يقول آمين ولك بالمثل)) لك مثل ما تدعو لأخيك، فأنت في الحقيقة تدعو لنفسك فاستشعر هذا الأمر.

كذلك من أسباب زيادة الحب الذب عن عرضه في غيبته، يأتي شخص فاسق، شخص متسرع، شخص حقود، شخص حسود، يبث الأراجيف والشكوك والأوهام، وأنت تسمع لأخيك غيبة وكلامًا وأنت بارد الشعور متبلد، لا، تذب عن عرضه، دافع، أسكته باللطف والحسنى، وإن بالغ فأطلب منه الدليل والبينة حتى لا ينخدع بكلامه الطغام والرعاع والجهال فيظنون بأفاضل الأمة سوءًا، وما أكثر الهجمات على الصالحين في هذا الزمان، فنحن في حاجة إلى أن نذب عن رجال الحسبة ورجال الدعوة حتى تبقى صورتهم بيضاء تتعلق بها القلوب فتكون سبيلاً للاهتداء بها، ومن ثم إن شاء الله تكون الأمة في خير عميم.

المسائل التي قلناها كلها من المسائل المُعِينة في زيادة المحبة، نعود مرة أخرى لبعض المفسدات، كثرة الحديث عن الذات، فعلت أنا وقمت بواجبي، وفعلت، وأتيت، ويظهر الأستاذية والقيادة والريادة، ويسفه آراء الآخرين، ويشعر السامعين بأنه هو صاحب الفضل وصاحب المعروف، وما درى بأنه يترك انطباعاً سيئاً عند العقلاء فضلاً عن النابهين والعلماء.

ما الحل إذن أمام هذه المفسدات، والتفريط في تلك الوسائل المُعِينة على زيادة المحبة؟

لا بد أن نأخذ بالأسباب الشرعية لإزالة القطيعة والوحشة والجفاء فيما بيننا، وقديمًا قال النبي : ((كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون)) فوجب على من عنده سلسلة من العداوات ورصيد من كره المجتمع وأفراده له أن يتراجع وأن يرجع إلى صوابه، وهذا لا ينقص من قدره، هذا علامة لجديته وصدق توبته.

أولاً: لا بد أن نستشعر الفضل بسلامة القلوب، النبي كما تعلمون جميعًا أخبر عن صحابي من صحابته رضي الله عنهم أنه من أهل الجنة، فراقبه عبد الله بن عمرو، النبي يخبر أنه من أهل الجنة، والنبي لا ينطق عن الهوى، إذاً هو إخبار صادق، وهذه عقيدة، فنظر في حياته فلم يجد كثير قيام ولا صيام يذكر -عندما طلب الضيافة عنده ليرى صيامه وقيامه- فأخبره بعد ثلاثة أيام بأنه جلس معه ليس من أجل الضيافة, إنما من أجل أن يرى كيف يعيش هذا الرجل، لعله يلتقط أعماله فيبني بها جنته، فقال: (إنني أنام كل ليلة وليس في قلبي على مسلم شيء)، قلب طاهر كما قال النبي وأخبر عن أناس من أمته، أفئدتهم كالطير لا حقد ولا غل، لا يقر له عين ولا ينام حتى يتسامح مع إخوانه.

وبالمقابل إذا لم يستشعر الفضل فليخف من التحريم ((لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) في أمور دنيوية، لا يجوز، حرام، آثم، في أمور دينية لا بأس، شهر شهران، هجر النبي بعض الصحابة مدداً طويلة، وهجر زوجاته في قضايا دينية، هجر المبتدع، هجر الفاسق لاشيء فيه، إذا كان يرجى من هجره خير.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفسدات الإخوة - سعد الغنام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفسدات الأخوة 2 - عبد العزيز بن محمد القنام / وادي الدواسر
» مفسدات القلب الخمسة
» مفسدات الصيام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» مفسدات الصوم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» مفسدات الصّيام - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: