molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: رؤية إسلامية لاختطاف "إيلوا" - خالد رزق تقي الدين السبت 5 نوفمبر - 6:04:16 | |
|
رؤية إسلامية لاختطاف "إيلوا"
خالد رزق تقي الدين
الخطبة الأولى
أما بعد: إخوة الإسلام، في يوم الجمعة 16/10/2008م أقدم شاب على قتل عشيقته "إيلوا" البالغة من العمر 15 عاما، بعد اختطاف دام أسبوعا لها ولصديقتها "نايارا"، وهذا الحدث هز البرازيل. فما الذي يدفع شابا في مقتبل العمر لاختطاف فتاة في الخامسة عشر من عمرها ويحتجزها هي وصديقتها لمدة أسبوع؟! وما الذي يدفعه لقتلها بهذه الطريقة البشعة ويحاول قتل صديقتها؟! ما حكم الإسلام في هذا الأمر؟ وما الذي يتوجب علينا في هذه البلاد؟
وكمدخل لهذا الموضوع أرى من الواجب علينا ونحن نعيش في البرازيل ونعايش هذا الواقع أن نتعرف أكثر على واقع المرأة البرازيلية وما وصلت إليه في ظل الحرية المنشودة، وإليكم -إخوة الإسلام- آخر الإحصائيات الصادرة عن محكمة القضاء العالي البرازيلية:
- كل 15 ثانية تتعرض امرأة داخل البرازيل للاعتداء والإهانة.
- تسجل يوميا تسعة بلاغات لحالات اعتداء على النساء في مراكز الشرطة البرازيلية.
- من بين كل خمسة نساء برازيليات توجد امرأة تعرضت للاعتداء داخل البرازيل.
- تصرف الحكومة البرازيلية 10,5 بالمائة من ناتج الدخل القومي لمعالجة الآثار المترتبة على الاعتداء على النساء.
- البلد الوحيد في العالم الذي يوجد فيه مركز شرطة خاص بالنساء لتلقي بلاغات حالات الاعتداء المختلفة عليهن.
هذا هو الوضع الحالي للمرأة البرازيلية المسجل داخل الدوائر الحكومية، وما خفي كان أعظم. إن الذي حدث هو نتيجة حتمية للبعد عن منهج السماء، فالكنيسة لا تقوم بدورها المطلوب، ووسائل الإعلام تروج للرذيلة، والزنا أصبح أمرا عاديا، والكثير من البرازيليين بسبب العلاقات غير الشرعية والعري المزري المتفشي بين النساء أصبح يبحث عن طرق جديدة ليرضي شهوته ومتعته، حتى ولو كان على حساب الأخلاق والقيم، فدفع أعدادا كبيرة من الناس ليكونوا من الشواذ جنسيا، سواء من الرجال أو النساء، وتخبرنا الإحصائيات الرسمية أن عدد الشواذ في البرازيل قد بلغ 10 بالمائة من مجموع الشعب البرازيلي أي: ما يعني 16 مليونا من الرجال والنساء، منهم 17 ألف حالة يعيشون معا كما يعيش الزوج مع زوجته. وهذا منقول عن مجلة (ISTOE) البرازيلية والمهتمة بالأبحاث.
فإلى أين يسير الإنسان البرازيلي إذا ظل بعيدا عن هدي السماء؟! لا شك أنه يذهب للهاوية ولمزيد من الضلال وغضب القوي القهار سبحانه وتعالى جل شأنه.
إخوة الإسلام، إننا يجب أن نعي بعض الأمور ونبينها للمجتمع البرازيلي لأنها أمانة أمام الله:
أولا: الإسلام دين سماوي جاء لإسعاد البشرية وهدايتها في كل زمان ومكان، وهو امتداد للشرائع السابقة اليهودية والنصرانية، والقرآن الكريم جاء مصدقا لما بين يديه من الكتاب التوراة والإنجيل، ومحمد جاء مصدقا للأنبياء قبله موسى وعيسى عليهما السلام، ولا دين بعد الإسلام، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران: 85]، ولا رسول بعد محمد عليه السلام، ولا كتاب بعد القرآن.
ثانيا: لقد جاءت تعاليم الإسلام واضحة باحترام المرأة وصيانتها ورعاية حقوقها والوصية بها، وهدي رسول الله واضح في معاملته الكريمة للنساء، وكانت من آخر وصاياه قبل رحيله عن الدنيا في الحديث الذي يرويه أبو هريرة عن رسول الله أنه قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه +رته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا)) رواه مسلم، ومعاملته لزوجاته خير دليل على كامل هديه، وسعة رحمته وفضله، مما يحتم علينا ضرورة اتباع هذا الهدي حتى نسعد ونسعد البشرية.
ثالثا: إن الإسلام جاء لسد الذرائع وإغلاق الطرق التي تؤدي إلى الرذيلة والفاحشة، فأمر بغض البصر، قال الله تبارك وتعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور: 30]، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه مسلم.
إن اتباع هذا الهدي بلا شك سيجعل المجتمع أكثر طهرا ونظافة، أكثر أمنا وسلامة، بعيدا عن الجريمة ودوافعها، لأن الإسلام جاء بسد كل ذرائع الشر.
رابعا: إن الإسلام احترم المرأة وصان جسدها، حينما أمرها بالحجاب حتى لا يكون هذا الجسد عرضة للمفسدين، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الأحزاب: 59-62].
خامسا: الأديان السماوية تحرم أشكال العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة قبل الزواج، وهذه القوانين تحث على أن تكون هذه العلاقة نظيفة قائمة تحت إشراف الأسرة ورعايتها، فالزنا حرام في جميع الشرائع السماوية السابقة، فعقوبة الزاني في اليهودية الرجم، ويذكر عن موسى عليه السلام في الوصايا العشر قوله: (لا تزن)، وهذا هو الصحيح، بخلاف التحريف الذي حدث للتوراة، وورد في الإنجيل على لسان المسيح عليه السلام: (من يغلب يرث كل شيء، وأكون له إلها وهو يكون ابنا، وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني) [رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح 21 العدد 7-9]. وفي مكان آخر في الإنجيل على لسان المسيح عليه السلام: (سمعتم أنه قيل: لا تزن، فأما أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأة بشهوة زنى بها قلبه، فإذا كانت عينك اليمنى سبب عثرة لك فاقلعها، وألقها عنك) [متى 895/27-29]، فالمسيح عليه السلام يعتبر شهوة القلب زنا، وهذا ما يتفق مع شريعة الإسلام.
إن الغريزة الجنسية إذا تركت بدون حدود وبغير هدى ولا نور من السماء تتحول إلى غريزة شهوانية حيوانية مدمرة، ولذلك فإننا يجب أن ننبه المجتمع البرازيلي الذي نحن جزء منه على خطورة الوضع القائم، يجب أن نوقظ جميع المؤسسات: المدرسة، والمسجد، والجامعة، والكنيسة، ونشرح ونبين للجميع هدي السماء ونور القرآن وتعاليم الإسلام.
استغفروا الله وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم...
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: إخوة الإسلام، لاحظنا جميعا كيف تعاملت وسائل الإعلام في البرازيل مع حادث الاختطاف، حيث لم تذكر هذه الوسائل ديانة من قام بعملية الاختطاف ولا أصوله العرقية، ولنا أن نتصور لو كان الذي قام بعملية الاختطاف مسلما أو من أصول عربية، كيف كانت وسائل الإعلام ستتعامل مع الحادث، لقد كان الاتهام سينال الدين الإسلامي والجالية العربية والإسلامية، وكل ما له صلة بالعرب أو المسلمين، وهذه النظرة النظرة السلبية للإسلام والمسلمين يجب أن نعمل على بيانها وتوضيحها، والعمل على تصحيحها.
إخوة الإسلام، إن زيادة الجرائم والسطو والاختطاف والشذوذ الجنسي والربا مرده لبعد البشر عن هدي السماء، أوصيكم بأبنائكم خيرا، ربوهم على الإيمان بالله داخل البيوت، على احترام حقوق الآخرين، على الجدية، حتى نجعل منهم قادة ربانيين يفيدون المجتمع البرازيلي، ويعملون لإسعاد البشرية وقيادتها للخير.
بارك الله فيكم جميعا، وهدانا وإياكم لكل خير، وأبعد عنا وعنكم كل شر ومكروه.
| |
|