molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: الصبر على البلاء - خالد رزق تقي الدين السبت 5 نوفمبر - 6:05:51 | |
|
الصبر على البلاء
خالد رزق تقي الدين
الخطبة الأولى
أما بعد: الإخوة والأخوات المؤمنون والمؤمنات، قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10]، وقال تعالى ممتنا على بني إسرائيل: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا [السجدة: 24]. قال رسول الله : ((ما أعطي أحد عطاء خيرا ولا أوسع من الصبر)) رواه البخاري ومسلم.
إن الله تبارك وتعالى اختبر عباده بالخير والشر، بالسراء والضراء، ولأهمية الصبر على قضاء الله وقدره فقد ذكر الصبر في حوالي 90 موضعا من كتاب الله تبارك وتعالى.
قال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله: "إن الله قد أضاف أكثر الخيرات والدرجات إلى الصبر، وجعلها ثمرة له"، وقال الحسن البصري رحمه الله: "الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله عز وجل إلا لعبد كريم عنده"، وكان بعض علماء السلف في جيبه ورقة يخرجها كل ساعة فيطالعها، وفيها: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور: 48].
والصبر على البلاء والشدائد التي تمر بنا في هذه الحياة هو درجة أقل من درجة الصبر على انفتاح الدنيا، قال بعض العلماء: "المؤمن يصبر على البلاء، ولا يصبر على العافية إلا صديق"، قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: (ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالضراء فلم نصبر).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل بها عنه، حتى الشوكة يشاكها)) ورد في البخاري ومسلم، وفي حديث آخر: ((لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)). فالله يبتلي العبد لمصلحة يعلمها سبحانه وتعالى جل شأنه، وليس للعبد إلا الرضا بقضاء الله وقدره والصبر على هذه الشدائد حتى تمر.
إخوة الإسلام، لقد كنت مسافرا السبت الماضي، ولكن شاءت إرادة الله أن أبقى معكم لرؤيتكم مرة أخرى نتذاكر حول الصبر ومعانيه، شاءت إرادة الله أن أبقى ليلتين حبيسا في مطار غواروليوس، كانت هاتان الليلتان من أحلى الأيام التي مرت في حياتي، كانت خلوة مع الله وفرصة للدعوة لدين الله، وتبيّن لي أكثر وأكثر كم يحتاج هذا الشعب البرازيلي إلى نور الإسلام، وكم نحن مقصّرون في عرض دعوتنا، لقد كانت فرصة لي لرؤية الجانب الآخر من حياة البرازيليين.
نسأل الله أن يتقبلها منا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأشكر جميع الإخوة الذين آلمهم مصابي ووقفوا إلى جواري وسعوا إلى تخليصي، وأسأل أن يكتب ما قدموه في ميزان حسناتهم يوم القيامة.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "المحبوس من حبِس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه"، لذلك إخوة الإسلام نقول لكم: إننا مستمرون على طريق الدعوة إلى الله في البرازيل بخطًى ثابتة، لن نحيد عنه حتى يظهره الله أو أن نهلك دونه، نسأل الله أن يثبتنا حتى نوصل نور الهداية الربانية إلى كل بيت في البرازيل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بارك الله فيكم، ووفقنا وإياكم في الدارين...
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|