molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: لباس النساء ورعايتهن - خالد بن سليم الشراري الجمعة 4 نوفمبر - 3:10:12 | |
|
لباس النساء ورعايتهن
خالد بن سليم الشراري
الخطبة الأولى
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى، فقد أفلح من اتقى وقد خاب من افترى.
عباد الله، قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ.
يمتن الله تعالى علينا بإنزال اللباس علينا؛ لنواري به سوءاتنا ونحفظَ به أعراضنا، ونُحصِّنَ الحياء في نفوسنا، فجعل سبحانه للرجال لباسًا يخصهم، وللنساء لباسًا يخصهن، ونهى أن يلبس كل جنس اللباس الخاص بالجنس الآخر، قال : ((لعن الله المتشبهين بالنساء من الرجال، والمتشبهات من النساء بالرجال))، كما أمر سبحانه بالكيفية التي يكون عليه لباس الرجل والكيفية التي يكون عليها لباس المرأة، كنهيه سبحانه الرجل عن الإسبال، وكأمره المرأة بالمبالغة بالتستر.
عباد الله، لقد حرص الشيطان على نزع اللباس عن آدم وزوجه حواء من أول الأمر؛ لأجل أن يريهما سوءاتهما، ثم أخذ ببث هذه الدعوة في ذرية آدم من بعده، ولهذا حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من ذلك، أن لا يفتننا الشيطان بنزع لباسنا كما فعل بأبوينا، قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا. ولا يزال الشيطان مجتهدًا في بث تلك الدعوة بين الناس -أعني: دعوة نزع اللباس وإظهار عورات بني آدم- فجند جنوه لذلك، وأرصد معاونيه، وزين ذلك بأساليب ماكرة وإغراءات فاتنة.
وإذا نظرنا إلى واقعنا من حيث لباس رجالنا ونسائنا وجدنا أن الشيطان قد حقق مبتغاه في كثير منا رجالاً ونساءً. فبعض الرجال قد افتتنوا بلباس بعيدٍ عن معنى الرجولة، مخالفٍ للحياء، مشابهٍ للباس أعداء من اليهود والنصارى وغيرهم، يلبس أحدهم الفانيلة العلاقي والسروال القصير الذي يصل إلى نصف الفخذ (الذي يسمونه الشورت) وربما أطال شعره وقد يربطه برباط من الخلف، وربما وضع حول عنقه قلادة، ثم إنك لتُمْعِنُ النظرَ فيه هل هو رجلٌ أو امرأةٌ، ثم تفاجأ بأنه من أحفاد أبي بكر وعمر، هؤلاء وإن كانوا قلةً وشواذًا إلا أن هذا المرضَ يخشى من تفشيه، ثم يصعبُ علاجه ويتسعُ الخرقُ على الراقع، نعم إن كثيرًا من شباب المسلمين الذين نشاهدهم في الأسواق وغيرها قد تأثروا في لباسهم وزيهم بما يشاهدونه عبر القنوات الفضائية وغيرها، فأصبح اللباس الذي يستحيا من لبسه قبل سنوات معدودة أصبح اليوم لباسًا معروفًا لا ينكره إلا متخلفٌ لا يدري ما هي الحضارة والمدنية.
وأما النساء فإذا أردت أن تتحدث عن لباسهن في هذا الزمن فحدث ولا حرج، ما تريدون أن أحدثكم به عن لباسهن، وماذا تريدون أن تتحدثوا أنتم به عنه، وأنتم تعلمون عن هذا الأمرِ الشيءَ الكثير.
لقد افتتن كثيرٌ من النساء باللباس الخارج عن الحياء والحشمة، ملابسُ تكشف عن مفاتنها وجمالها بدعوى الزينة ومتابعة الموضة.
المرأة المسلمة التي أمرت بالتحفظ والتستر والعفاف، المرأة المؤمنة التي أمرت باللباس الساتر الذي يصونها عن أعين الناظرين، ويحفظها من كيد الماكرين، قلبت ظهر المجن، فاستبدلت الساتر بالسافر، والتستر بالتكشف؛ بسبب ضعف الوازع الديني من جهة، وغياب الرقيب من جهة أخرى، والدعوات المثيرة لمثل هذه الألبسة التي تبث عن طريق القنوات من جهة ثالثة.
نعم، النساء الغيورات يتحدثن عما يشاهدن من لباس النساء في قصور الأفراح، وفي الحدائق الخاصة بالنساء، وفي الأسواق، وفي المدارس والكليات. يتحدثن عن ذلك بالعجب العجاب، هذه فتاة قد لبست ملابس ضيقة لا ندري كيف لبستها من شدة ضيقها، وفتاة أخرى قد لبست بنطلونًا ضيقًا، وأخرى لبست إلى الركبة، وأخرى إلى ما فوق الركبة، وفتاة أخرى قد لبست ملابس شفافة يظهر من خلالها كل الجسم إلا الصدر والعورة المغلظة وما حولها. ماذا بقي من الحياء؟! ماذا بقي من الحشمة؟! ماذا بقي من العفاف؟!
السؤال الذي يفرض نفسه: من المسؤول عن هذا الانحطاط الخُلُقي؟ هل هو ولي أمر المرأة؟ نعم، إن وليَّ أمرِ الفتاة هو المسؤولُ الأولُ عنها، وسوف يسأل عنها يوم القيامة، فلا بد أن يعد للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا. قال : ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته))، وابنتك وأختك من رعيتك التي تسأل عنها.
كثير من الرجال الصالحين المحافظين على الصلاة المستقيمين في دينهم تقع نساؤه في مثل هذه الأمور وهو لا يشعر، فتلبس عنده ابنته اللباس المحتشم وتلبس تحته اللباس الفاضح، أو تجعل ذلك اللباس الفاضح في حقيبتها أو توصي به زميلتها، فتركب مع أبيها أو أخيها أو زوجها وهي لابسة ملابس محتشمة، فإذا نزلت في قصر الأفراح أو في الحديقة الخاصة بالنساء أو في المدرسة أو في الكلية ذهبت إلى دورات المياه واستبدلت ملابسها، وظهرت بمظهر مغاير تمامًا للمظهر الذي رآها عليه ولي أمرها. وولي أمرها في غفلة تامة عن هذا الأمر.
لقد وقع كثير من فتياتنا في الفخ الذي وضعه لهن أهل الفساد، والمرأة ناقصة عقل ودين، فإذا زين لها الباطل اغترت به، وإذا هون عندها الفساد استهانت به.
نعم، لقد درّست تلك الوسائل الإعلامية الناس عمومًا والنساء خصوصًا أن الانحلال حلال، وأن الكفر فِكر يجب احترامه، وأنه لا بد من الاستسلام للفساد إذا فشا وساد. وعلمت تلك المسلسلاتُ والقنواتُ أن الحبّ قبل الزواج ضرورة، وأن خروج المرأة مع خطيبها في غاية الأهمية، وأنه لا بأس بخروج المرأة كاسية عارية بملابس فاضحة. كما علمت تلك القنوات أن القوامة تخلّف، وأن الغيرة تسلّط، وأن الحرية والإباحية تحضّر وتمدن. لقد سلبت هذه الوسائل وغيرها من المرأة حياءها، ومن الرجال غيرتهم ورجولتهم، ومن الجميع إحساسهم، وما لجرح بميت إيلام.
اللهم ردنا إليك ردًا جميلا، اللهم اهد نساء المسلمين...
الخطبة الثانية
الحمد لله ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا -رحمكم الله- أن الانحلال في اللباس الواقع فيه كثيرٌ من فتياتنا اليوم هو مسؤوليةُ الجميع، ولا بدَّ لنا جميعًا من وقفةٍ صادقةٍ مع هذا الأمر، حتى لا يستشري فينا هذا الداء ثم نألفه ويتبلّد منا الإحساس؛ ولأنه يترتب على التهاون فيه شرٌّ عظيمٌ؛ لكون التبرج والسفور يؤدي إلى فتنة الرجال بالنساء، وهي من أعظم الفتن كما أخبر بذلك النبي بقوله: ((اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء))، وهذه الفتنة يترتب عليه من الفواحش والآثام ما لا يخفى على الجميع.
فنقول لولي الأمر: اتق الله في بناتك وأخواتك ومن تعولهن من النساء، ولا تكن في غفلةٍ عنهن.
يا ولي الأمر، أتريد من نسائك أن يكنّ محتشمات عفيفات وأنت تدخل عليهن من القنوات الفضائية التي يشاهدن من خلالها ما يثير الشهوات، ويغريهن باللباس الخادش للحياء، ويزين لهن ذلك، مع كونهن ناقصات عقل ودين؟!
ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
يا ولي الأمر، لا بدَّ أن تكون قوامًا على من ولاك الله تعالى أمرهن من الناس، ومن القوامة أن تمنعهن من شراء أو لبس تلك الملابس العارية قبل تعديلها وإضفاء الحشمة عليها، ومن الوسائل التي يمكن أن يحصل بها إصلاحٌ للخلل الموجود في تلك الملابس أنه إذا لم يوجد غيرها في السوق، أن تشترى قماشًا من نفس اللون، ثم يُزاد في تلك الملابس من ذلك القماش عند الخياط؛ حتى تصير تلك ملابس ساترة وضافية، وبهذا يُردُّ على من يشتريها ويتعلل بأنه لا يوجد في السوق سواها.
ونقول للتجار ومن يعمل معهم في المحلات من عمال وغيرهم: اتقوا الله، وتذكروا وقوفكم أمام الله يوم القيامة، إننا نحذركم من مغبة بيع هذه الملابس الفاضحة، واعلموا أن عليكم إثمَ ما تبيعونه وتنشرونه بين المسلمين، وأن المال الذي يكتسب من وراء تلك الملابس سحت سحت سحت، وكل جسم نبت من السحت فالنار أولى به. وعليكم بإيجاد الملابس البديلة الساترة ليبارك لكم الله في تجارتكم وأموالكم.
| |
|