molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: روحي فداك يا رسول الله - إبراهيم بن علي الحكمي الأربعاء 12 أكتوبر - 7:05:59 | |
|
روحي فداك يا رسول الله
إبراهيم بن علي الحكمي
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: أيها المؤمنون، وإذا كانت نفوسنا قد تاقت شوقًا لمشاركة أصحاب رسول الله فيما هم فيه من الخير والأنس برسول الله ومسابقتهم لمحبته، فقد كدَّر النفوس أن أفئدة حاقدة وأنفسًا مبغضة وأعينًا حانقة عميت عن هذه المعاني العظيمة في سيرة نبيّ الرحمة ; فسخّروا أقلامهم للنيل منه مستغلين أولاً حقدهم عليه وعلى هذا الدين، وثانيًا التوجه العالمي للنيل من هذا الدين وكتابه ورسوله ، في سياق ما يسمى بالحرب على الإرهاب، حيث قامت صحيفة دانماركية تسمى "جلاندز بوست" يوم الجمعة 26 شعبان 1426هـ الموافق 30 سبتمبر 2005م بنشر رسوم كاريكاتورية لمن تزعم أنه رسول الله ذات ملامح شرّيرة، ومنها صورة رجل يلبس عمامة على شكل قنبلة، وصورة مع نسائه في محاولة لإلصاق تهمة الإرهاب بهذا النبي ودينه، ثم قامت مجلّة نرويجية اسمها "ماجازينت" يوم الثلاثاء 10/12/1426هـ الموافق 10/1/2006م بنشر الرسوم التي نشرتها سابقًا الصحيفة الدانماركية بذريعة حرية التعبير.
أيها الفضلاء، إن مقام النبي عند ربه عظيم، وإن من سنته أنه ينتقم لمن انتقص رسوله وخليله وصفوته من خلقه، يقول تعالى: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر:95]، وقال تعالى: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [الكوثر:3]. فما استهزأ أحد برسول الله وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة.
وما نشر من رسومات في هذه الصحف لا تمثل شخصَ رسول الهدى ، بل هي صور أملتها عليهم شياطينهم، أما محمد فوجهه يشع بالضياء والنور, ولم يستطع أصحابه أن يملؤوا أعينهم منه إجلالاً له وقد عاصروه، فكيف بمن لم يجمعه به زمان ولم يربطه به خلق ولا إيمان؟!
لقد حكم الحقّ جل في علاه على كل منتقص للنبي أنه هو الأبتر، المقطوع الذكر، الذليل المهين. أين ملوك الأكاسرة والقياصرة؟! لقد مزّق +رى كتاب رسول الله وسخر من رسوله, فدعا عليه النبي أن يمزق الله ملكه، فكان كذلك. وبالمقابل فقد علم بعض ملوك النصارى أن إكرام كتاب رسول الله يبقي فيهم الملك ما شاء الله. ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتابًا قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال: هذا كتاب نبيّكم إلى جدّي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤُنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال المُلك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظّمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا" اهـ.
أحباب محمدٍ ، لقد وصفوا النبي بالقتل والدموية، والتاريخ بيننا وبينهم حكَمٌ، والأمر كما قال الشاعر:
حكمنا فكان العدل منا سجية ولما حكمتم سال بالدم أبطحُ
ولا عجب هذا التفاوت بيننا فكل إناء بالذي فيـه ينضحُ
أيها المسلمون، ومهما بلغ من حال المسلمين من تفرّق وتنقص إلا أنَّ الخير عامٌّ بإذن الله، والأمة رغم جروحها ونزيفها إلا أن نبض قلوبها ولهج ألسنتها: "أرواحنا ودماؤنا وأموالنا وأعراضنا فدى للا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام".
أيها المؤمنون، إن من الوفاء أن نشكر كلّ من قام بالرد والاستنكار على هذا المنكر العظيم من كل غيور من المسلمين في العالم، توَّج ذلك الموقف المشرّف مِن ولاة أمر هذه البلاد من مجلس الوزراء ومجلس الشورى، وأخيرا استدعاء السفير بالأمس. وكذا ما قام به جمع من التجار وأصحاب الأموال بمنع المنتجات الدنمركية وعدم بيعها والإعلان على أبواب المحلات التجارية بالمقاطعة، فبارك الله في عملهم، وبارك لهم في أموالهم ثانيًا.
ما هو واجبنا لنصرة المصطفى ؟
أولاً: الاستنكار ولو ببرقية أو برسالة أو عبر البريد الإلكتروني، أو بالتصويت عبر الموقع الإلكتروني للحملة العالمية لنصرة المصطفى .
ثانيًا: مقاطعة منتجاتهم وبضائعهم، وقد وردت إحصاءات أولية غير دقيقة أن مجمل خسائر الدنمارك من المقاطعة والتي لا تزال في بداياتها بلغت أكثر من مليار دولار، فكما نقول: "لا للمخدّرات" فلنقل: "لا للمنتجات الدنمركية"؛ لأن القوم لا يقدرون إلا الريال والدولار. ولا يفهم من المقاطعة تحريم ما أحل الله لعباده، فكما لهم حرية الرأي فلنا حرية الشراء، وقبل ذلك العزة التي خصّها الله لنفسه ولنبيه وللمؤمنين على غيرهم.
ثالثًا: اتباع سنة النبي ونشرها، وهذا ردّ عملي على كل من يتّهم ديننا ونبينا بالإرهاب، وقبل ذلك هو واجب على كل أحد. فأين سنة النبي في بيوتنا؟! وأين هي في أخلاقنا؟! وأين هي في دعوتنا؟! وأين هي في معاملاتنا؟!
رابعًا: تفعيل دور الإعلام الغائب ـ وإن شئت فقل: النائم ـ عن نصرة الدين والذَّبِّ عن خير المرسلين ، والذي تفوّق بكل جدارة ـ للأسف ـ في إرضاء الشيطان وأعوانه وعرض الرذائل والتفسُّخ والانحطاط، وأين هم من نشر الإسلام وصورته الحقيقية في بلاد الغرب؟!
خامسًا: إرسال رسائل للمسبّحين بالغرب وأخلاقه صباح مساء، فها هم يبدون عداوتهم ويظهرون حقدهم، فمن هو الآخر الذي ندعو لمسامحته؟!
سادسًا: قراءة سيرة المصطفى ، وليكن مثلاً كتاب الرحيق المختوم فاكهة المجلس في كل بيت تتربى فيه الأسرة على معرفة نبيها ودينه وأخلاقه وسيرته.
سابعًا وهي المقدمة في عقيدتي وعقيدتك: أن نعلم أن العداء للدين وللرسول ليست قضية قديمة، بل هو أمر قديم جديد، فقد قال أسلافهم: أَتَوَاصَوْا بِهِ [الذاريات:53].
إمـامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحي وأرواحُ الأئمّـةِ والـدُّعـاةِ
رُفِعْتَ منازلاً وشُرحت صدرا ودينُكَ ظـاهرٌ رغـمَ العُداةِ
وذكرُكَ يـا رسولَ اللهِ زادٌ تُضـاءُ بهِ أسَاريـرُ الحَيَـاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع وهديُكَ مُشرقٌ فِي كلِّ ذاتِ
ومَا لجنان عَدنٍ من طريـقٍ بغيـرِ هُداكَ يـا علمَ الهُداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ فِي البَرَايا وتلكَ اليومَ أجلى الْمُعجزاتِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تَجلى ضيـاءٌ واعتلى صوتُ الهُداةِ
يحارُ اللفظُ فِي نجواكَ عجزا وفي القلب اتّـقادُ المورياتِ
ولو سُفكتْ دمانا ما قضينا وفاءك والحقوقَ الواجبـاتِ
أيها المؤمنون، صلوا وسلّموا على خير البرية...
| |
|