مكانة المرأة في الإسلام
الشيخ عاطف شمس
بعد المقدمة
يظن بعض الناس أن الحرب على الإسلام توقفت أو ليس مستمرة وهذا تصور خاطئ بكل المقاييس فمنذ أنار الله الأرض بنور الإسلام والحرب مستمرة على الإسلام لاتتوقف تهدأ تارة ثم تشتعل تارة أخرى وطبعا يتمسكون بشبهات واهية أوهن من بيت العنكبوت ومن بينها مايروجون له من أن الإسلام وتعاليمه جامدة والإنسان متغير بطبعه فكيف يحكم الجامد ( الشريعة ) المتغير (الإنسان )
والرد أن الإنسان ليس كله متغير وليست الشريعة كلها جامدة
الإنسان مثلا فيه متغير وثابت المتغير مثل المأكل والمشرب والمركب ( مايركبه ) والملبس
وفيه ماهو ثابت لايتغير مثل – العواطف والأحاسيس – والطباع - فالحسد هو هو منذ أبناء ادم إلى الآن
والحقد موجود – والكبر – والعجب – والحب – والبغض وهكذا
كذلك الشريعة منها ماهو متغير وماهو ثابت
الصلاة تصلى قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعل جنب والصيام إن كنت قادرا فتصوم وإن مرضت تفطر - عندك نصاب الزكاة نزكى فإذا لم تملك النصاب فلا +اة عليك
ومنها ثابت لايتغير مثل الإيمان بالله ورسله واليوم الآخر وبأن الصلاة فرض وهكذا لاتتغير أبدا
ونقطة أخرى يقولون أن الإسلام ظلم المرأة وجعلها في مرتبة دنيا والرد عليهم هو موضوع خطبتنا اليوم بإذن الله عبر دراسة تاريخية
أولا ماحدث منذ أيام من صخب ولغط حول النقاب وضرورة منعه وأنه كما قال احد المعارضين له هو عادة وليس عبادة – أقول اخوتى في الله لاتعجبوا مما يحدث فانتشار النقاب بين نسائنا تدمير لكل جهدهم على مدى قرنين كاملين لذا يقول أحدهم هو تخلف ورجوع إلى الوراء
القصة من أولها لنؤصل المسألة – ففي عهد محمد على أراد الرجل أن تكون مصر متقدمة مثل أوروبا فأرسل مبعوثين إلى فرنسا ليتلقوا الخبرات والمهارات الفنية وأرسل معهم شيخا اسمه رفاعة الطهطاوي إماما وواعظا
فانبهر المبعوثون بما رأوا فاندمجوا في المجتمع الفرنسي وتفرغ الطهطاوي لتعلم اللغة الفرنسية ولما عادت البعثة كانت تحمل بعض المعرفة وكثيرا من جراثيم المادة والعقل وألف الطهطاوي كتابا في وصف (باريز )باريس وقال فيه إن السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعيا إلى الفساد وقال أن الرقص على الطريقة الأوربية ليس من الفسق في شئ بل هو أناقة وفتوة
ولما جاء الاحتلال الإنجليزي بعده بعدة سنوات أصدر ( مرقص فهمي ) كتابا اسمه المرأة في الشرق داعيا إلى الاختلاط والسفور والتزاوج من المسلمين والأقباط بلا تفرقة
وبعده نادي احمد لطفي السيد الذي يسمونه أستاذ الجيل بإحياء التاريخ الفرعوني ودعا إلى الحرية بالمفهوم الغربي
وبعده ظهر قاسم أمين (ولاحظ أن ثقافته فرنسية ) وأصدر كتابي تحرير المرأة والمرأة الجديدة قال فيهما أن الحجاب السائد ليس من الإسلام
بعده ثورة 1919 ميلادية بزعامة سعد زغلول لما عاد من المنفى وفى إحدى خطبه أمر النساء اللاتي يحضرن إلى نزع النقاب وقام هو بنفسه بنزع نقاب هدى شعراوي وزوجته صفية زغلول – أشهر صديق للإنجليز
وفى مظاهرة تطالب بالاستقلال كانت في الصف الأول هدى شعراوي وصديقتها سيزانبراوى وقامتا بخلع النقاب أمام كل المتظاهرات فقامت بعضهن بنزع النقاب تقليدا لهن
ثم جاءت سهير القلماوى خريجة الجامعة الأمريكية وأمينة السعيد تلميذة ( عديم الأدب العربي ) طه حسين وحملتا لواء التغريب
ويأتي فى سجل الشرف أسماء مثل مصطفى كامل وطلعت حرب فقد قالا إن نزع حجاب المرأة هو أمنية أوروبا لإفساد نسائنا
وأعلنت نوال سعداوى ( حكم الأزهر عليها بالكفر فيما بعد ) أن مؤتمر الإتحاد النسائي تموله أوروبا وهو يدعو بالطبع إلى التغريب ونبذ الحجاب لأنه علامة على التأخر والانحطاط
والآن بعد كل ما فعله هؤلاء يعود النقاب تلبسه الفقيرة والغنية المتعلمة وغير المتعلمة بنت المدينة وبنت الريف
فأحسوا أن كل مافعلوه منذ قرنين من إفساد سيضيع ومن هنا تأتى الحرب على النقاب
والآن مع مكانة المرأة في الحضارات والشرائع السابقة
الحضارة الرومانية
للرجل أن يزنى بأي عدد من النساء ويتزوج أي عدد ومن زنا بهن إذا وضعت إحداهن طفلا أرسلت إليه ليتقابلا في ميدان عام وتقوم الأم بوضع الطفل على الأرض فإذا انحنى وأخذه معناه اعترافه به فيصير ولده له كل الحقوق وإذا لم يفعل فإن الولد يظل على الأرض حتى يموت جوعا أو عطشا حرا أو بردا وهذا بحكم القانون
بل في القانون الروماني مادة تبيح للرجل أن يقتل زوجته وهى أنه يضع الزيت المغلي على رأسها فيصبه حتى تموت ولا يستطيع احد أن يعترض لأنه قتل بالقانون –
في الحضارة اليونانية
المرأة مسئولة عن شيئين فقط هما تربية الأولاد ونظافة البيت – لاميراث – تباع وتشترى- لايحق لها الحياة بعد وفاة زوجها
الحضارة الهندية
في كتابهم المقدس تجد ( المرأة اشد وأصعب وأمر من الزلازل – البراكين – الثعابين – النار – السم – الأفاعي )وكان الرجل الهندي إذا مات يحرقون زوجته معه وهى حية – ويقولون وفاءا للزوج وإذا ماتت هي لاشى للرجل
ويقول احد فلاسفتهم ( إن أمي البقرة أفضل من أمي الحقيقية لم ؟ لأن أمي البقرة تعطى وتعطى حتى تموت ولا تطلب ردا أو مقابلا أما امى التي ولدتني فعندما تكبر تحتاج إلى طبيب ورعاية ودواء
بقى أن نقول أن الزوج عندما يموت تصبح الزوجة شؤما على أهلها وأهل زوجها في اعتقادهم
قوم موسى عليه السلام
إذا حاضت المرأة فلا يجلسون معها ولا يأكلون معها ولا يتحدثون معها لم ؟ لأن الشيطان قد تلبسها كما يعتقدون
وعندما يصلى أحدهم يقول لك الحمد يارب لم تخلقني عبدا ولا امرأة وليس للمرأة عندهم ميراث إلا حجرة مهما كان ثراء الأب
الحضارة الأوربية
من معاندتهم لليهود فإنهم يجامعون المرأة وهى حائض
وانتشرت الرهبنة في القرون الأولى أتدرون لم ؟ قالوا من أراد الطهارة وملكوت السماء فليبتعد عن النساء لأنهن لسن طاهرات
في بريطانيا اصدر هنري الثامن قرارا ألا تمس المرأة المصحف لأنها نجسة
وعقد مؤتمر في فرنسا يناقش فصية مهمة عندهم وهى هل المرأة لها روح مثل الرجل أم لا وقرروا أن لها روحا لكن نجسة
وفى فرنسا مثل شعبي يقول كل النساء عاهرات ماعدا أمي مع احترامي
وكانت المرأة في بريطانيا تباع ولها سعر ويوما لعب مقامر على ماله فخسره فلعب على زوجته فخسرها فرفعت قضية على زوجها أنه خالف القانون لكن المحكمة حكمت ببراءة الزوج وكانت فضيحة في العالم مما جعل بريطانيا تلغى قانون بيع المرأة
في الجاهلية قبل الإسلام
عدد الطلقات غير محدد – لاميراث لها – لا حد للإيلاء – وكانت عدة الوفاة سنة كاملة تدخل المرأة حجرة (الحفش) تعيش فيها فلا تغسل وجهها ولاتغتسل ولاتمتشط ولا تزيل الشعر الزائد وبعد سنة كاملة تخرج كأنتن ما تكون رائحة
وما كان يحدث من نكاح الابن لزوجة أبيه أو يتخذها عشيقة أو خادمة له ولأولاده فلما جاء الإسلام حرم ذلك تحريما قاطعا قال تعالى ( ولاتنكحوا ما نكح إباؤكم من النساء إلا ماقد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ) ولما حرم الإسلام الزنا قال ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) فنكاح زوجة الأب اشد من الزنا
ولا ننسى وأد البنات وعدم حب البنات يقول رب العزة ( وإذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب الاساء مايحكمون ) النحل
مكانة المرأة فى الإسلام
وجاء الإسلام خاتم الرسالات وخاتم النبيين وخاتم الكتب السماوية
فصار للمرأة ميراث – وتم تحديد عدد الطلقات ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) – وصار للإيلاء حد أقصى ( للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم ) البقرة 226-227
وصارت العدة على وفاة الزوج عدة طهارة لاعدة قذارة فتعتد لكن تغتسل وتزيل الشعر الزائد وتغير ملابسها
والحيض قال تعالى عنه ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) البقرة
والميراث الذي يشغبون علينا فيه وكثر لغطهم نقول مات أبى وترك ثلاثة ألاف اختى لها ألف وأنا لي ألفان بالله عليكم لوذهبت اختى فاشترت لنفسها مجوهرات وذهبا بالألف هل يلومها احد لا لماذا ؟ لأنني أنا المسئول عنها وعن جهازها وزفافها إلى زوجها إذن المطلوب منى مقابل الألفين أن أتزوج وأزوج اختى ليس هذا فحسب بل ويظل بيتي مفتوحا لأختي فإذا اختلفت مع زوجها وجدت أخا رجلا بجوارها وإن طلقت أو وصل زواجها إلى المحاكم كان أخوها هو الذي ينفق ليأخذ لها حقها ويعيده إليها
فما المطلوب من المرأة في الإسلام – كل المطلوب حدده حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت ) حسن لغيره والرواية الأخرى (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة ) صحيح
الخطبة الثانية
كان النبي يحمل امامة بنت العاص حفيدته ويمشى بها فيتعجب الناس فإنهم لايحملون البنات
ولم يأت في كتب السيرة أبدا انه صلى الله عليه وسلم ضاق بالبنات فقد رزق زينب ورقية وأم كلثوم والذكور كانوا يموتون صغارا فلما وضعت السيدة خديجة البنت الرابعة رأيناه يبتهج ويسميها فاطمة بل وكانت من أحب بناته إليه صلى الله عليه وسلم يقول رب العزة _( لله ملك السموات والأرض يخلق مايشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما )
المرأة في أوروبا والعالم الغربي الآن هي مجرد دمية للإعلانات وبيع المنتجات بجسدها وانظروا إلى التفسخ الأسرى وكيف أن المرأة لها صديق وكذا الرجل - وهذا مايريدونه لنا
المرأة اخوتى في الله هي أمي هي اختى هي زوجتي هي خالتي وعمتي فهل هناك حرب بيننا الرجال مع النساء أمي أقبل يدها كل يوم اختى أقبل رأسها وأجلسها في اشرف مكان في بيتي وخالتي في مقام أمي وعمتي هي أخت أبى دفء اسري وترابط هذا مايغيظ الغرب
من هو قدوتنا ؟ من هو معلمنا ؟ لم يضرب امرأة قط وما شتم زوجة قط وماطرد زوجة له قط من البيت إذا غضب منها
ب رأينا عليا عندما اختلف مع فاطمة رضي الله عنهما ترك لها البيت ونام في المسجد من أين جاء بهذا الخلق لاشك من معلم البشرية كلها الخير
ونعود إلى ما بدأنا به كل امرأة تعود إلى الحجاب تصفع العلمانيين
وكل عفيفة تتمسك بحجابها صفعة للعلمانيين
وسوف يزيد العدد بإذن فالله غالب