عقوبات على القلب
الشيخ عاطف شمس
بسم الله الرحمن الرحيم
-بعد المقدمة :
-القلب أمير الجسم والأعضاء وزراء ومساعدون له
*والقلب ثلاثة أنواع : - سليم (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
-مريض (فى قلوبهم مرض فزادهم مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) البقرة 101
وقال تعالى: (لإن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا) الأحزاب 32
- ميت (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) ، (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا ي+بون)
(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها)
كما أن السموم تضر الأبدان كذلك المعاصى تصيب القلب وتضعفه.
-فما خرج الأبوان من الجنة إلى دار الحزن إلا بالمعاصى.
-وما خرج إبليس من رحمة الله إلى حياة الهموم إلا بالمعاصى.
-وما أغرقت الأرض حتى علا الماء فوق رؤوس العباد على الجبال أيام نوح إلا بالمعاصى.
-ما أهلكت الريح قوم عاد إلا بالذنوب والمعاصى.
-ما أرسلت الصيحة على قوم ثمود إلا بالمعاصى.
-وما أغرق فرعون وجنوده إلا بالذنوب والمعاصى.
-وما خسف الله بقارون الأرض إلا بالذنوب.
-ما مسخ الله اليهود قردة وخنازير إلا بالذنوب.
إذن الذنوب تصيب القلب
القلب المريض له مادتان واحدة إلى خير وأخرى إلى شر مرة يفعل الطاعات ومرة يفعل المعصية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب).
-من لم يعالج نفسه يعاقبه الله ببعض العقوبات
1-الختم على القلب : (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (كلا بل ران) يختم الله على قلب صاحب القلب المريض إذا لم يعالج نفسه – وهذه أقوى عقوبة.
قال تعالى (إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون - ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم) البقرة 706
الختم إذن أقوى عقوبة يعاقب الله بها العبد المريض القلب
2-خسف القلب: كما يخسف الله بالمكان فيصبح أسفل سافلين بدور عقله وتفكيره حول السفليات – أرض – نساء- طعام – شراب – أولاد.
تفكيره سفلى من مأكل – كم ربحت اليوم كم خسرت.
يقول بعض السلف إن هذه القلوب جواله منها ما يجول حول العرش ومنها ما يجول حول الجش
-فى بيت مات الأب وترك أربعة قراريط ومنزل ترك الأولاد أباهم وتشاجروا على المال المدخر.
-وفى بيت أخذ الولد كل شئ ولم يعط إخوته أى ميراث يقولون نحن لا نورث البنات – أى مذهب هذا.
خسف الله بهم وبقلوبهم وهم لا يشعرون
3- تنكيس القلب :
يرى الباطل حقا ويرى الحق باطلا - ينكر المعروف ويعرف المنكر
يرى أنه يصلح وهو يفسد يصد عن سبيل الله ويشترى الضلالة بالهدى يتبع هواه ويظن أنه مطيع لمولاه يقول شيخ أكره المنتقبات تقول أخرى أنا أشمئز من منظر المنتقبات سبحان الله – قلبها منكوس لماذا لا تشمئز مما يسمى (هوت شورت) لماذا لا تشمئز من منظر الفتيات اللاتى يرتدين (أوفر ستوماك) –قلبها منكوس.
نقول له الثواب فى صلاة الجنائز والذهاب لدفنها أما العزاء ليس له ثواب لكنه لا يذهب ليصلى على الميت ولا يسير فى الجنازة ويسارع إلى العزاء ليلا.
من يستمع الأبيات يرقصون يهللون.
وإذا انطلقت الآيات سكنوا وتشاغلوا عنها تململوا لم ؟
قلوبهم منكوسة ترى الحق باطلا والباطل حقا
4- مسخ القلب :
هو تحويل الصورة إلى صورة أقبح منها قال تعالى (وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شئ ثم إلى ربهم يحشرون) الأنعام
أمثالنا فى ماذا ؟ العقل لا
الشكل لا – التفكير لا
أمثالنا فى التسبيح (وإن من شئ إلا يسبح بحمده)
ثانيا: فى الطبع يقول سفيان به عينيه أحذر أن يكون قلبك مسخ إلى قلب حمار
-الحمار بليد كل همه طعام وشراب
-إذ زيد له فى علفه يعمل إذا نقص العلف لا يعمل ثم ينام ومنهم من مسخ الله قلبه قلب كلب يترك اللحم الطازج إلى الخبيث النتن إذا رأيت أناسا يتعاركون من أجل امرأة فاعلم أن قلوبهم قلوب كلاب يتعاركون من أجل الخبيث والتافه بل يترك زوجته الطاهرة إلى امرأة خبيثة.
-الخنزير لا يغار على زوجته إذا رأيت من يمشى مع زوجته وهى عارية وهو لا يغار عليها فقد مسخ الله قلبه قلب خنزير لأنه لا يغار وليس عنده غيره على أمه أو أخته.
فسبحان الله كم من قلب ممسوخ وصاحبه لا يدرى – كم من قلب خسف الله به – وهو لا يدرى – كم من قلب يمدح صاحبه وهو على غير الحق – يظن أنه عطاء وهو فى الواقع استدراج
الخطبة الثانية
-وقف عمر بن الخطاب يخطب فى الناس وفجأة قال يا سارية الجبل.
-لقمان قيل له أذبح شاه وائت بأحسن ما فيها فأتى بالقلب واللسان ومرة أخرى قيل له ائت بأسوأ ما فيها فجاء بالقلب واللسان.
-جاء رجل إلى شيخ قال له إن اللص دخل بيتى وسرق ملابسى يقول الشيخ قل الحمد لله – قال الرجل يا شيخ دخل بيتى وسرق ملابسى فقال قل الحمد لله – ثم قالها ثالث يظن أن الشيخ لم يسمع
- فقال له الشيخ يا بنى قل الحمد لله أن اللص دخل بيتك وسرق ملابسك ولم يدخل قلبك فيسرق منك الإيمان والتوحيد فقال الرجل الحمد لله – الحمد لله.
- إبراهيم بن أدهم كان راقدا فى سفينة فهاج البحر وارتفعت الأمواج فكادت الباخرة تغرق فقالوا له يا بن أدهم قم من نومك ألا ترى نكاد نغرق فقام بن أدهم ونفض عنه الغطاء ثم نظر إلى السماء قائلا يا رب أريتنا جبروتك ؟ فأرنا رحمتك ؟ فسكن الريح وسارت السفينة.