مسئولية حمل راية الإسلام
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه.
أما بعــد:
فاتقوا الله عباد الله! واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
عباد الله! إن مسئولية حمل راية الإسلام -الحق- تقع على عاتق كل من تشَّرف بالانتساب إلى هذا الدين، وإنها -والله- لأمانة عظمى تنوء بحملها الهمم، ولكن الله سبحانه بتأييده وتوفيقه لعباده ييسر لهم القيام بها، فلا بد من الصدق مع الله في حمل رسالة الإسلام، وإنه وإن كثر الحديث عن الإسلام، وبدأ طلائع الصحوة الإسلامية، فإنه لا بد من التوجه السليم، والسير الصحيح على الإسلام الحق، دون تضليل ولا تزييف، ودون إفراطٍ ولا تفريط، ودون غلوٍ ولا تساهل.
وإنه لمن ما يؤسف له، أن كثيراً من المنتسبين إلى الإسلام قد ترك العمل به، والانتصار له، والدعوة إليه، فعاش أكثرهم على هامش الحياة، ورضي بالمال والدنيا، رضي بالطعام والشراب، وأصبح من مسلمة الدار، لا يقدم ولا يضحي، ولا يتحرك في سبيل دينه؛ مما جعل الأعداء يجدون في نشر باطلهم في غفلة من المسلمين.
فاتقوا الله يا عباد الله! واعلموا أن الله سائلكم عن هذا الدين، حفظتم أم ضيعتم، وليكن لكم في رسولكم أسوة وقدوة، فلقد كانت حياته كلها في سبيل نشر الإسلام، ألا فاقتدوا به، وعضوا على سنته صلى الله عليه وسلم بالنواجذ.
وأكثروا من الصلاة والسلام عليه، فقد أمركم الله بذلك بقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
للهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
اللهم وفقهم للهدى، واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد، يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
اللهم أظهر الهدى ودين الحق الذي بعثت به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم على الدين كله ولو كره المشركون.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون