المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الايمان من قال إن الإيمان هو العمل السبت 26 سبتمبر - 1:52:59 | |
|
باب من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى
( |
وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون |
) | وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى
( |
فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون |
) | عن قول لا إله إلا الله وقال
( |
لمثل هذا فليعمل العاملون |
) |
|
|
|
|
| فتح الباري بشرح صحيح البخاري قوله : ( باب من قال ) هو مضاف حتما .
قوله : ( إن الإيمان هو العمل ) مطابقة الآيات والحديث لما ترجم له بالاستدلال بالمجموع على المجموع ; لأن كل واحد منها دال بمفرده على بعض الدعوى , فقوله ( بما كنتم تعملون ) عام في الأعمال , وقد نقل جماعة من المفسرين أن قوله هنا ( تعملون ) معناه تؤمنون , فيكون خاصا . وقوله : ( عما كانوا يعملون ) خاص بعمل اللسان على ما نقل المؤلف . وقوله : ( فليعمل العاملون ) عام أيضا . وقوله في الحديث " إيمان بالله " في جواب " أي العمل أفضل " ؟ دال على أن الاعتقاد والنطق من جملة الأعمال . فإن قيل : الحديث يدل على أن الجهاد والحج ليسا من الإيمان لما تقتضيه " ثم " . المغايرة والترتيب , فالجواب أن المراد بالإيمان هنا التصديق , هذه حقيقته , والإيمان كما تقدم يطلق على الأعمال البدنية لأنها من مكملاته .
قوله : ( أورثتموها ) أي : صيرت لكم إرثا . وأطلق الإرث مجازا عن الإعطاء لتحقق الاستحقاق . و " ما " في قوله " بما " إما مصدرية أي : بعملكم , وإما موصولة أي بالذي كنتم تعملون . والباء للملابسة أو للمقابلة . فإن قيل : كيف الجمع بين هذه الآية وحديث " لن يدخل أحدكم الجنة بعمله " ؟ فالجواب أن المنفي في الحديث دخولها بالعمل المجرد عن القبول , والمثبت في الآية دخولها بالعمل المتقبل , والقبول إنما يحصل برحمة الله , فلم يحصل الدخول إلا برحمة الله . وقيل في الجواب غير ذلك كما سيأتي عند إيراد الحديث المذكور . ( تنبيه ) : اختلف الجواب عن هذا السؤال , وأجيب بأن لفظ " من " مراد في كل منهما , وقيل وقع باختلاف الأحوال والأشخاص فأجيب كل سائل بالحال اللائق به , وهذا اختيار الحليمي ونقله عن القفال .
قوله ( وقال عدة ) أي : جماعة من أهل العلم , منهم أنس بن مالك روينا حديثه مرفوعا في الترمذي وغيره وفي إسناده ضعف . ومنهم ابن عمر روينا حديثه في التفسير للطبري , والدعاء للطبراني . ومنهم مجاهد رويناه عنه في تفسير عبد الرزاق وغيره .
قوله : ( لنسألنهم إلخ ) قال النووي : معناه عن أعمالهم كلها , أي التي يتعلق بها التكليف , وتخصيص ذلك بالتوحيد دعوى بلا دليل . قلت : لتخصيصهم وجه من جهة التعميم في قوله : ( أجمعين ) بعد أن تقدم ذكر الكفار إلى قوله : ( ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين ) فيدخل فيه المسلم والكافر , فإن الكافر مخاطب بالتوحيد بلا خلاف , بخلاف باقي الأعمال ففيها الخلاف , فمن قال إنهم مخاطبون يقول : إنهم مسئولون عن الأعمال كلها , ومن قال إنهم غير مخاطبين يقول : إنما يسألون عن التوحيد فقط , فالسؤال عن التوحيد متفق عليه . فهذا هو دليل التخصيص , فحمل الآية عليه أولى , بخلاف الحمل على جميع الأعمال لما فيه من الاختلاف . والله أعلم .
قوله : ( وقال ) أي : الله عز وجل ( لمثل هذا ) أي الفوز العظيم ( فليعمل العاملون ) أي : في الدنيا . والظاهر أن المصنف تأولها بما تأول به الآيتين المتقدمتين أي : فليؤمن المؤمنون , أو يحمل العمل على عمومه لأن من آمن لا بد أن يقبل , ومن قبل فمن حقه أن يعمل , ومن عمل لا بد أن ينال , فإذا وصل قال : لمثل هذا فليعمل العاملون . ( تنبيه ) : يحتمل أن يكون قائل ذلك المؤمن الذي رأى قرينه , ويحتمل أن يكون كلامه انقضى عند قوله : ( الفوز العظيم ) والذي بعده ابتداء من قول الله عز وجل أو بعض الملائكة , لا حكاية عن قول المؤمن . والاحتمالات الثلاثة مذكورة في التفسير . ولعل هذا هو السر في إبهام المصنف القائل , والله أعلم |
| |
|