molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: تدنيس القرآن وقيادة المرأة للسيارات- عاصم بن لقمان يونس الحكيم الأربعاء 23 نوفمبر - 5:48:48 | |
|
تدنيس القرآن وقيادة المرأة للسيارات
ععاصم بن لقمان يونس الحكيم
الخطبة الأولى
عباد الله، سنتكلم اليومَ عن بعض ما تداولته وسائل الإعلام مؤخَّرا، جاء عن ابن مسعود أنَّ النبي قال: ((القرآن شافع مشفّع، وماحل مُصَدَّق ـ أي: خصم عادل ـ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار)).
إن القرآن بلا شكّ ولا ريب هو أعظم كتاب لدى المسلمين، فهو كلام الله تعالى الذي أنزله على أفضل رسله ، ولقد تواترت الأنباء عن قيام أعداء الله بتدنيس القرآن في معسكرات الاعتقال في جوانتاناموا وفي فلسطين المحتلّة، كنوع من الضغط على إخواننا الأسرى، نسأل الله تعالى أن يفرّج كربهم، ولنا مع هذا الحدث وقفات:
فأما الوقفة الأولى: فهي مع أعداء الله الذين وصفَهم الله تعالى بقوله: لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:8]، فليس بعد الكفر ذنب، ولا يعتقد مسلم أن الكفار يحبّوننا أو يحترِموننا وقد قال تعالى عنهم: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، وهنا يمتحن كلّ مسلم إيمانه بأن يراجع عقيدة الولاء والبراء في قلبه، وينظر إن كان لا يزال يحبّ أعداء الله ومَن دنّس كتاب ربنا عز وجل.
الوقفة الثانية: مع قول الله تعالى تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ، فالذين دنسوا القرآن هم من اليهود والنصارى، كما فعل ذلك الهندوس من قبل عندما هدموا مسجد البابري، وكما فعل أولئك الإرهابيون الذين فخّخوا كتاب الله في مكّة؛ مما يدلنا على أن القاسم المشترك بينهم بغض دين الله وكلامه عز وجل. وإن تعذّر رفع علم الجهاد وقتالهم لضعف المسلمين فإن جهادهم لا يكون بتسيير المظاهرات والتخريب كما حصل في بعض البلاد الإسلامية، بل بالدعوة إلى القرآن ومدارسته والعمل به، ولو فعلنا ذلك لكان ذلك أكبر ن+ة لأولئك الكفرة ولأعوانهم المنافقين.
وأما الوقفة الثالثة: فإن إعراض المسلمين عن قراءة القرآن واشتغالهم بما هو دونه من أخبار وصحف وأغاني ورياضة ولهو هو ما جرأ الكفار على تدنيس مصاحفنا، وقد قال الله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30]، فنحن الذين هجرنا قراءته، وهجرنا العمل به، وهجرنا تدبر آياته والانتفاع بها لنعلم ما يريده منا ربّنا، ونحن الذين هجرنا التداوي به لشفاء أمراض قلوبنا وأجسادنا، ونحن الذين تركنا التحاكم إليه؛ لذا أذلنا الله تعالى، وجعلنا في آخر الأمم وأضعفها، ويظهر ذلك الضعف جليا في مظاهر شبابنا ولباسهم وتصرفاتهم، ولو قارناهم بشباب تحفيظ القرآن الكريم لرأينا فرقا عظيما وبونا شاسعا، وما ذلك إلا لإعراض الناس عن كتاب ربهم، حتى إن منا من لا يعرف الفرق بين آية وحديث لبعده عن القرآن.
والعجيب أن قلة من الكتاب والمثقفين كتَب يستنكر هذه الجريمة العظيمة، بينما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على قيادة المرأة للسيارة والانتخابات البلدية، مما يدلّنا على خُبث طويّتهم وحقيقة نواياهم.
وأما الوقفة الرابعة والأخيرة: فهي مع حال طلابنا في موسم الاختبارات، إن ما يفعله بعض الجهلة من تمزيق الكتب الدراسية بعد الاختبارات بما فيها كتب التوحيد والتفسير والفقه ورميه في الطرقات ودهسه بالأرجل والسيارات لهو من جنس تدنيس كتاب الله تعالى؛ لأنه ما من كتاب إلا ويحتوي على آيات أو أحاديث أو على أقل تقدير فإنها تشتمل على لفظ الجلالة، ولا يمكن أن يصدر هذا الفعل من طلاب التحفيظ المستقيمين، ولا من المحافظين على الصلوات الخمس في المساجد، ولا ممن أحسن آباؤهم تربيتهم وتنشئتهم؛ إذ لا يصدر هذا الفعل إلا ممن نشأ في بيت جهل وبُعد عن الله، فلا يعرف للقرآن حقه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد: إن الله تعالى يقول: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا.
إن وظيفة العلماء تبيين الأحكام للعامّة وتبصيرهم بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم؛ لأنهم ورثة الأنبياء كما جاء في الحديث، إلا أن الملاحظ أن الكثير من الصحف والمجلات تحاول النيل من العلماء وإسقاط هيبتهم من قلوب الناس، كي يخلو لهم الجو في طرح أفكارهم المشبوهة وعقائدهم التالفة، ولا شك أن المسلمين عامة وكل من يعمل في مجال الإعلام خاصّة مسؤولون يوم القيامة كما قال تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً. والعجيب أنك لا تكاد تجد داعية أو قاضيا أو عالما يكتب عامودا يوميا؛ لأنهم لا يريدونهم أن يكشفوا للناس عوارهم وعيوبهم، بينما يفسحون المجال للكتاب من فئة المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة لتلويث أفكار الناس كما يشاؤون، وهم يتهمون الدعاة والأئمة وكل من خالفهم الرأي بالإرهاب والإقصاء والتطرف.
إنّ أهدافهم الظاهرة أن يخرجوا المرأة من خدرها بدعوتها إلى الاختلاط بالرجال وإبراز عينات شاذة لنساء أعمال وإداريات وطبيبات بشرط أن يكُنّ متبرجات مظهرات لشعورهن ونحورهن ويختلطن بالرجال، كي يكن قدوات لنساء المسلمين، وما دعواتهم لاختلاط الأطفال في المراحل الابتدائية ودعوتهم لقيادة المرأة للسيارة على الرغم من أقوال كبار العلماء في هذه المسألة وما مطالبة أحدهم بمسارعة اشتراك المملكة بفرق نسائية رياضية دولية كي لا نُحرم من المشاركة في مباريات كرة القدم على المستوى العالمي إلا أنموذج لضحالة التفكير وضعف الدين وقلة العلم عند من تصدروا الكتابة، إذًا هم لا يريدون للمرأة أن تقود السيارة فحسب، بل يريدونها أن تشارك في الأولمبياد، وبذلك نكون أهلا لنيل رضا اليهود والنصارى الذين لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.
لقد وصفت كاتبة في مقالة بالأمس الذين يطالبون بالمقاطعة الاقتصادية للدول الكافرة بأنهم يتسكعون في مقاهي الدول الغربية، وأنهم يرتادون خمارات المطارات مودّعينها قبل أن يعودوا في هيئة الناسك المتعبد إلى هذه البلاد فيَعِظون الناس من على المنابر، فقذفت بذلك كل أئمة المساجد والدعاة من على وسيلة إعلامية يقرؤها مئات الآلاف، ولو أن إماما تجاوز حدّه ووصف أحدهم بأنه عميل للغرب أو علماني أو شيء من هذا القبيل لأجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم، ولطالبوا بدمه وصلبه، على الرغم من أنه ما خطب إلا في مئات معدودة.
فاتقوا الله عباد الله، واقرؤوا بقلوبكم وعقولكم، صنّفوا أولئك الكُتّاب، واعرفوا لهم مواقفهم، وحذّروا الناس من شرورهم، أنكِروا على تلك الصحف بالهاتف والفا+ والزيارة، وارفعوا للجهات المسؤولة في وزارة الإعلام والمحاكم الشرعية محتسبين بذلك الأجر عند الله والدفاع عن الدين؛ كي لا يكتسح طوفان التغريب والعلمنة بلاد الحرمين، وقد قال الله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم...
| |
|