المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: مقدمة حدثني الفضل بن سهل قال حدثنا عفان بن مسلم حدثنا الثلاثاء 22 سبتمبر - 7:21:08 | |
|
حدثني الفضل بن سهل قال حدثنا عفان بن مسلم حدثنا همام قال قدم علينا أبو داود الأعمى فجعل يقول حدثنا البراء قال وحدثنا زيد بن أرقم فذكرنا ذلك لقتادة فقال كذب ما سمع منهم إنما كان ذلك سائلا يتكفف الناس زمن طاعون الجارف و حدثني حسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا همام قال دخل أبو داود الأعمى على قتادة فلما قام قالوا إن هذا يزعم أنه لقي ثمانية عشر بدريا فقال قتادة هذا كان سائلا قبل الجارف لا يعرض في شيء من هذا ولا يتكلم فيه فوالله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك |
|
|
|
| صحيح مسلم بشرح النووي قوله : ( قدم علينا أبو داود الأعمى فجعل يقول : حدثنا البراء حدثنا زيد بن أرقم فذكرنا ذلك لقتادة فقال : كذب ما سمع منهم إنما كان إذ ذاك سائلا يتكفف الناس زمن طاعون الجارف ) وفي الرواية الأخرى ( قبل الجارف ) . أما ( أبو داود ) هذا فاسمه نفيع بن الحارث القاص الأعمى متفق على ضعفه , قال عمرو بن علي : هو متروك , وقال يحيى بن معين وأبو زرعة : ليس هو بشيء , وقال أبو حاتم : منكر الحديث , وضعفه آخرون . وقوله : ( ما سمع منهم ) يعني البراء وزيدا وغيرهما ممن زعم أنه روى عنه , فإنه زعم أنه رأى ثمانية عشر بدريا كما صرح به في الرواية الأخرى في الكتاب . وقوله : ( يتكفف الناس ) معناه يسألهم في كفه أو بكفه , ووقع في بعض النسخ ( يتطفف ) بالطاء وهو بمعنى يتكفف أي يسأل في كفه الطفيف وهو القليل , وذكر ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل وغيره : يتنطف , ولعله مأخوذ من قولهم : ما تنطفت به أي ما تلطخت . وأما ( طاعون الجارف ) فسمي بذلك لكثرة من مات فيه من الناس وسمي الموت جارفا لاجترافه الناس , وسمي السيل جارفا لاجترافه على وجه الأرض , والجرف : الغرف من فوق الأرض وكشح ما عليها . وأما الطاعون فوباء معروف وهو بثر وورم مؤلم جدا يخرج مع لهب ويسود ما حوله أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقيء . وأما زمن طاعون الجارف فقد اختلف فيه أقوال العلماء - رحمهم الله - اختلافا شديدا متباينا تباينا بعيدا . فمن ذلك ما قاله الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر في أول التمهيد قال : مات أيوب السختياني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة في طاعون الجارف . ونقل ابن قتيبة في المعارف عن الأصمعي : أن طاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير سنة سبع وستين وكذا قال أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتاب التعازي : أن طاعون الجارف كان في زمن ابن الزبير - رضي الله عنهما - سنة سبع وستين في شوال , وكذا ذكر الكلاباذي في كتابه في رجال البخاري معنى هذا فإنه قال : ولد أيوب السختياني سنة ست وستين وفي قوله : إنه ولد قبل الجارف بسنة , وقال القاضي عياض في هذا الموضع : كان الجارف سنة تسع عشرة ومائة , وذكر الحافظ عبد الغني المقدسي في ترجمة عبد الله بن مطرف عن يحيى القطان قال : مات مطرف بعد طاعون الجارف , وكان الجارف سنة سبع وثمانين , وذكر في ترجمة يونس بن عبيد أنه رأى أنس بن مالك وأنه ولد بعد الجارف ومات سنة سبع وثلاثين ومائة ; فهذه أقوال متعارضة فيجوز أن يجمع بينها بأن كل طاعون من هذه تسمى جارفا لأن معنى الجرف موجود في جميعها وكانت الطواعين كثيرة . ذكر ابن قتيبة في المعارف عن الأصمعي أن أول طاعون كان في الإسلام طاعون عمواس بالشام في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فيه توفي أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - , ومعاذ بن جبل وامرأتاه وابنه - رضي الله عنهم - ثم الجارف في زمن ابن الزبير , ثم طاعون الفتيات ; لأنه بدأ في العذارى والجواري بالبصرة وبواسط وبالشام والكوفة , وكان الحجاج يومئذ بواسط في ولاية عبد الملك بن مروان وكان يقال له : طاعون الأشراف - يعني لما مات فيه من الأشراف ثم طاعون عدي بن أرطأة سنة مائة , ثم طاعون غراب سنة سبع وعشرين ومائة , وغراب : رجل , ثم طاعون مسلم بن قتيبة سنة إحدى وثلاثين ومائة في شعبان وشهر رمضان وأقلع في شوال , وفيه مات أيوب السختياني قال : ولم يقع بالمدينة ولا بمكة طاعون قط , هذا ما حكاه ابن قتيبة . وقال أبو الحسن المدايني : كانت الطواعين المشهورة العظام في الإسلام خمسة : طاعون شيرويه بالمدائن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة , ثم طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون ألفا , ثم طاعون الجارف في زمن ابن الزبير في شوال سنة تسع وستين , هلك في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا , مات فيه لأنس بن مالك - رضي الله عنه - ثلاثة وثمانون ابنا ويقال : ثلاثة وسبعون ابنا , ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا , ثم طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين , ثم كان طاعون في سنة إحدى وثلاثين ومائة في رجب , واشتد في شهر رمضان فكان يحصى في سكة المريد في كل يوم ألف جنازة أياما , ثم خف في شوال , وكان بالكوفة طاعون وهو الذي مات فيه المغيرة بن شعبة سنة خمسين . هذا ما ذكره المدائني , وكان طاعون عمواس سنة ثماني عشرة , وقال أبو زرعة الدمشقي : كان سنة سبع عشرة . أو ثماني عشرة قرية بين الرملة وبيت المقدس , نسب الطاعون إليها لكونه بدأ فيها , وقيل : لأنه عم الناس فيه , ذكر القولين للحافظ عبد الغني في ترجمة أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - بفتح العين والميم فهذا مختصر ما يتعلق بالطاعون , فإذا علم ما قالوه في طاعون الجارف فإن قتادة ولد سنة إحدى وستين ومات سنة سبع عشرة ومائة على المشهور وقيل : سنة ثماني عشرة ; ويلزم من هذا بطلان ما فسر به القاضي عياض - رحمه الله - طاعون الجارف هنا ويتعين أحد الطاعونين فإما سنة سبع وستين فإن قتادة كان ابن ست سنين في ذلك الوقت , ومثله يضبطه . وإما سنة سبع وثمانين وهو الأظهر إن شاء الله تعالى , والله أعلم . وأما قوله : " لا يعرض لشيء من هذا " فهو بفتح الياء وكسر الراء ومعناه لا يعتني بالحديث .
وقوله : ( ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة , ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك ) المراد بهذا الكلام إبطال قول أبي داود الأعمى هذا وزعمه أنه لقي ثمانية عشر بدريا فقال قتادة : الحسن البصري وسعيد بن المسيب أكبر من أبي داود الأعمى , وأجل وأقدم سنا وأكثر اعتناء بالحديث وملازمة أهله والاجتهاد في الأخذ عن الصحابة , ومع هذا كله ما حدثنا واحد منهما عن بدري واحد , فكيف يزعم أبو داود الأعمى أنه لقي ثمانية عشر بدريا , هذا بهتان عظيم . وقوله : ( سعد بن مالك ) هو سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب ويقال : وهيب , وأما ( المسيب ) والد سعيد فصحابي مشهور - رضي الله عنه - وهو بفتح الياء , هذا هو المشهور , وحكى صاحب مطالع الأنوار عن علي بن المديني أنه قال : أهل العراق يفتحون الياء , وأهل المدينة يكسرونها , قال : وحكى أن سعيدا كان يكره الفتح . وسعيد إمام التابعين وسيدهم ومقدمهم في الحديث والفقه وتعبير الرؤيا والورع والزهد وغير ذلك , وأحواله أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر , وهو مدني كنيته أبو محمد . والله أعلم . |
| |
|