الباقي
هو الموجود الواجب وجوده بذاته، وهو الدائم الوجود، الموصوف بالبقاء، والبقاء لله تعالى، هو بقاء أبدي أزلي .. من أبد الأبد .. إلي أزل الأزل. وليست صفة بقائه ودوامه سبحانه وتعالى كبقاء الجنة والنار ودوامهما، ذلك بأن الجنة والنار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا. فيكون بقاء الجنة والنار أبدياً غير أزلي. والأبد بالنسبة للجنة هو استمرار الوجود إلي ما شاء الله، ومن شاء فليتدبر هذه الآية الكريمة:
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ "108"} (سورة هود)
وقد قيل في معنى الأزلي: هو ما لا يكون مسبوقاً بالعدم. وهذه الصفة من صفات الله وحده، كما أن كل شيء يستولى عليه الفناء، وكل شيء هالك إلا وجه الله. وقد قيل: إن معنى أزلية الله تعالى وأزلية صفاته، أنه موجود حيث لا مكان، فهو الموجود الذي ليس لوجوده ابتداء. وسبحان الباقي.