الظاهر
"وأنت الظاهر فليس فوقك شيء"
هو الظاهر وجوده لكثرة دلائله، وهو البادي بالأدلة عليه، وفي أفعاله، فلا يمكن أن يجحد وجوده، وهو الظاهر بحججه الباهرة، وبراهينه النيرة، وشواهد أعلامه الدالة على ثبوت ربوبيته، وصحة وحدانيته، والظاهر هو الغالب العالي.
وفي قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ "14"} (سورة الصف)
أي: أصبحوا غالبين عالين. وقيل: إن عثمان رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير:
{ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ .. "63"} (سورة الزمر)
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما سألني أحد تفسيرها. لا إله إلا الله، والله اكبر وسبحان الله وبحمده، استغفر الله لا حول ولا قوة إلا بالله، الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير"
والظاهر يدل على عظمة صفاته، وتلاشي كل شيء عند عظمته، فهو العظيم فوق كل عظيم، والكبير فوق كل كبير.