الحكم
قال تعالى:
{أفغير الله ابتغي حكماً .. "114"} (سورة الأنعام)
هو الشاهد، وهو الحاكم، وهو المنفذ، ولذلك فهو سبحانه:
{خير الحاكمين "87"} (سورة الأعراف)
لأنه جل جلاله لا يحتاج لشاهد قد يخطئ أو يقول زوراً، بل سبحانه وتعالى يعلم كل شيء، ولا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى. لذلك فحكمه الحق والعدل، ولا يعطي جل جلاله الحكم لسلطة تنفيذية قد تنفذ أو لا تنفذ، بل هو سبحانه الذي ينفذ ولا يوجد شيء يعجزه، كأن يهرب المذنب، ويختلف في مكان لا يعرفه أحد، بل لا يوجد شيء في كونه، إلا وهو سبحانه وتعالى يعلم مكانه، الله سبحانه ليس له هوى، وهو يجير ولا يجار عليه.
إذن: فالله سبحانه وتعالى خير الحاكمين، وقوله سبحانه وتعالى:
{خير الحاكمين "87"} (سورة الأعراف)
دليل على أن هناك من سيحكم في الدنيا من البشر، وهذا أمر نعرفه جميعاً، والله سبحانه وتعالى خيرهم. ويقول تعالى:
{والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب "41"} (سورة الرعد)
والحكم معناه الحاكم الذي لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، وقيل في معنى الحكم: هو الذي حكم على القلوب بالرضا، وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، وقيل في معناه: هو الذي يفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، ويبين لكل نفس ما عملت من خير وشر.
وسبحانه القائل في كتابه الكريم:
{فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين "87"} (سورة الأعراف)
وقد ذكر الحكم مرة واحدة في الذكر الحكيم:
{أفغير الله ابتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً .. "114"} (سورة الأنعام)