السلام عليكم
ظاهرة الإحتراق الذاتي
في مساء الأول من يونيو 1952 م بولاية فلوريدا جلست ماري رايزر (77
سنة)في كرسيها الهزاز تدخن لفافة تبغ وعند التاسعة والنصف ودعتها مالكة
المنزل ونزلت لمخدعها كي تنام ولأن ماري لم تكن تحس النعاس فقد ظلت تتأرجح
على كرسيها حتى منتصف الليل حين استفاقت السيدة كاربنتير صاحبة البيت على
رائحة دخان اعتقدت في البداية أن مضخة الماء قد فاقت فيها الحرارة حدها
جراء الإستعمال المتكرر فنزلت إلى المرآب وأطفأتها.
في الصباح استفاقت على جرس الباب ولم يكن سوى الساعي يحمل رسالة لماري
فصعدت توا السلم وحاولت فتح الباب الذي وجدته مايزال ساخنا فطلبت نجدة
الجيران الذين فتحوا الباب ليلفحهم هواء ساخن ينبعث من الغرفة لكنهم لم
يجدوا آثارا للحريق.
أحدهم لاحظ دائرة سوداء في السجادة التي يجثم عليها الكرسي الهزاز
وقربها جمجمة آدمية وقطعة كبد صغيرة وقدم في حذاء خفيف محروقة حتى الكاحل
كان هذا ما تبقى من السيدة ماري وقد قدر العلماء درجة الحرارة التي تعرض
لها جسمها تزيد عن درجة 1500 مئوية وتلك حرارة هائلة بالطبع ولا يمكن
الوصول إليها إلا باستخدام محارق ضخمة الحجم كالتي تستعمل للصهر وحرق
النفايات.
الطبيب الشرعي الذي عاين الجثة قال بالحرف: (( إن هذا أغرب شيء رأته
عيناي في حياتي وقد تهيألي أنني أعاين مشهدا من مشاهد السحر الأسود في
العصور الوسطى )).
في عام 1725 م وُجدت نيكول ميليت محروقة في كرسي لم يحترق فاتهم زوجها
بالقتل العمد لولا الجراح (كلود لو ) صديق المتهم الذي استطاع إقناع هيئة
المحكمة بظاهرة الإحتراق الذاتي، وجاء في الحكم أن السيدة ماتت ( إثر زيارة
من الله ) وهو التفسير الذي كان سائدا حينها. أما في سنة 1938 فقد كانت
فيليس نيو.كمب (22) سنة ترقص فرحة عندما اشتعل جسدها بلهب أزرق لفظت
أنفاسها خلال دقائق وفي نفس السنة إحترقت فتاة أخرى كانت ترقص في ملهىً
ليلي مع صديق لها أكد فيما بعد أنه لم يشاهد ألسنة اللهب في الغرفة التي
شملتها لوحدها
تعتبر حادثة تشينج سفورد في مقاطعة إسكس البريطانية من الحوادث الشهيرة
في هذه الظاهرة كونها وقعت في مكان عام وسط صالة كورن إكس تشينج وفي حضور
رهط من الناس بينما كانوا يقضون ليلتهم شبت النار في إحدى السيدات تحولت
على إثرها لكرة من النار وفي ثوان معدودة تحول كل جسدها إلى رماد باستثناء
الفستان الذي كانت ترتديه والحذاء خاصتها وبالطبع أمام ذهول الجميع ودهشتهم
وقد تملكهم الرعب والفزع قلوبهم إذ كيف تشب النار في الجسد دون الفستان.
ولا تقل حادثة احتراق صبيب أمريكي شهرة حيث حدثت في منزله، وقد اكتشفت
جثته المحترقة بالصدفة من قبل رجلب تملكه الرعب فاطلق إلى الشارع يصرخ في
حالة هستيرية فقد شاهد الدكتور وقد تحول إلا كومة من رماد وسط الغرفة بينما
بقيت محتوياتها مبعثرة على بعد 20 سنتم من الجثة وهي سليمة لم تمسسها
النار بسوء والعجيب في الأمر أن بعض الحاجيات كانت مصنوعة من المطاط والخشب
وكذلك ملابسه وبعد معاينة العلماء ودراسة الرماد المتبقي أجزموا في دهشة
أن درجة الحرارة غير عادية على الأقل بمرتين.
أما أقدم حادثة فكان لمواطن فرنسي معروفا بإذمانه على الكحول، ففي نهاية
أحد الأيام تناول الكثير وأثناء عودته إلى البيت تهاوى على فراشه المصنوع
من القش وقد أخذت العربدة منه ثم فجأة شبت النار في جسده ليتحول لكرة من
النار لم ينجوا منها غير بضعة أصابع اليد وأجزاء من جمجمته
الخلاصة:
الإحتراق الذاتي ببساكة لغز مخيف لم تتكشف طلاسيمه حتى الآن وهو من أهم
المواضيع التي لها رصيد وافر من التساؤلات والآراء بشأنها إذ تناولتها علوم
ما وراء الطبيعة ( الميتافيزقيا ) كما وأن الإحتراق الذاتي هو الإحتراق
المزعوم لأي جسم دون أي مصدر خارجي وعدم اتصاله بأي مصدر حراري آخر.
نحن نعلم أ، الإحتراق مهما كانت درجة حرارته قد يؤدي إلى حروق وبثور على
الجلد قد تشتهد هنا وتضعف هناك ، لكن مع الإحتراق الذاتي فالأمر مختلف
تماما بحيث يكون الإحتراق للجسد كليا وذاتيا وغالبا ما تبقى الأطراف (
الأيدي والسيقان ) سليمة بعيدا عن هذه الذاتية
لقد كان الإعتقاد السائد في القرن التاسع عشر على أن العديد من حالات
الإحتراق الذاتي وضحاياه كانوا من مدمني الخمر وقد تراجعت تلك النظرية أمام
إحضار سريحة لحم مشبعة بالكحول فلم تحترق بالحرارة المرتفعة والتي ترتبط
بالإحتراق الذاتي كما وأن الحالة لم تصب أي كائن حي دون الإنسان واعتقد
آخرون أن زيادة الدهن في الجسم تساعد في إذكاء اللهب فتبين أن معظم
المشمولين نحاف الجسم أيضا من ضحاياه
ويرى بعض العلماء والفرنسيين منهم خاصة أن السبب الحقيقي وراء الإحتراق
الذاتي يكمن في مجموعة متفجرة كم المواد الكيميائية يمكن أن تتشكل في الجسم
جراء الحمية السيئة في النظام الهضمي وهناك العديد من النظريات التي لا
يتسع لها المجال خصوصا وأن الموضوع ما شاء الله قد أسهب في الحديث عن
الوقائع إلا أنه لم يصدر أي تفسير مقنع بشأن الحالة الإحتراقية ومازال سرا
غامضا ويبقى أن أغلب ضحايا الإحتراق الذاتي كانوا على الدوام محيدين لفترة
زمنية طويلة كما يصر بعض الشهود الذين جاوروا الغرف التي حدثت بها هذه
الفواجع أنهم سمعوا أصوات أنات الألم أو مطالبة للنجدة
يبقى رأيكم مرغوب خصوصا ممن يعرفون عن الحالة أكثر
لكم تحياتي
عبد العزيز