المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الجمعة خطبة الإمام في الكسوف الأحد 1 أغسطس - 7:04:55 | |
| باب خطبة الإمام في الكسوف وقالت عائشة وأسماء خطب النبي صلى الله عليه وسلم | | | | فتح الباري بشرح صحيح البخاري قَوْله : ( بَاب خُطْبَة الْإِمَام فِي الْكُسُوف ) اُخْتُلِفَ فِي الْخُطْبَة فِيهِ , فَاسْتَحَبَّهَا الشَّافِعِيّ وَإِسْحَاق وَأَكْثَر أَصْحَاب الْحَدِيث . قَالَ اِبْن قُدَامَةَ : لَمْ يَبْلُغنَا عَنْ أَحْمَد ذَلِكَ . وَقَالَ صَاحِب الْهِدَايَة مِنْ الْحَنَفِيَّة : لَيْسَ فِي الْكُسُوف خُطْبَة لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَل . وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْأَحَادِيث ثَبَتَتْ فِيهِ وَهِيَ ذَات كَثْرَة . وَالْمَشْهُور عِنْد الْمَالِكِيَّة أَنْ لَا خُطْبَة لَهَا , مَعَ أَنَّ مَالِكًا رَوَى الْحَدِيث , وَفِيهِ ذِكْر الْخُطْبَة . وَأَجَابَ بَعْضهمْ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْصِد لَهَا خُطْبَة بِخُصُوصِهَا , وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُبَيِّن لَهُمْ الرَّدّ عَلَى مَنْ يَعْتَقِد أَنَّ الْكُسُوف لِمَوْتِ بَعْض النَّاس . وَتُعُقِّبَ بِمَا فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مِنْ التَّصْرِيح بِالْخُطْبَةِ وَحِكَايَة شَرَائِطهَا مِنْ الْحَمْد وَالثَّنَاء وَالْمَوْعِظَة وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا تَضَمَّنَتْهُ الْأَحَادِيث , فَلَمْ يَقْتَصِر عَلَى الْإِعْلَام بِسَبَبِ الْكُسُوف , وَالْأَصْل مَشْرُوعِيَّة الِاتِّبَاع , وَالْخَصَائِص لَا تَثْبُت إِلَّا بِدَلِيلٍ . وَقَدْ اِسْتَضْعَفَ اِبْن دَقِيق الْعِيد التَّأْوِيل الْمَذْكُور وَقَالَ : إِنَّ الْخُطْبَة لَا تَنْحَصِر مَقَاصِدهَا فِي شَيْء مُعَيَّن , بَعْد الْإِتْيَان بِمَا هُوَ الْمَطْلُوب مِنْهَا مِنْ الْحَمْد وَالثَّنَاء وَالْمَوْعِظَة , وَجَمِيع مَا ذُكِرَ مِنْ سَبَب الْكُسُوف وَغَيْره هُوَ مِنْ مَقَاصِد خُطْبَة الْكُسُوف , فَيَنْبَغِي التَّأَسِّي بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَذْكُر الْإِمَام ذَلِكَ فِي خُطْبَة الْكُسُوف . نَعَمْ نَازَعَ اِبْن قُدَامَةَ فِي كَوْن خُطْبَة الْكُسُوف كَخُطْبَتَيْ الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ , إِذْ لَيْسَ فِي الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة مَا يَقْتَضِي ذَلِكَ , وَإِلَى ذَلِكَ نَحَا اِبْن الْمُنِير فِي حَاشِيَته وَرَدَّ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ أَصْل الْخُطْبَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي الْأَحَادِيث وَذَكَرَ أَنَّ بَعْض أَصْحَابهمْ اِحْتَجَّ عَلَى تَرْك الْخُطْبَة بِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَل فِي الْحَدِيث أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَر , ثُمَّ زَيَّفَهُ بِأَنَّ الْمِنْبَر لَيْسَ شَرْطًا , ثُمَّ لَا يَلْزَم مِنْ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُر أَنَّهُ لَمْ يَقَع . قَوْله : ( وَقَالَتْ عَائِشَة وَأَسْمَاء : خَطَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَمَّا حَدِيث عَائِشَة فَقَدْ مَضَى قَبْل بِبَابٍ فِي رِوَايَة هِشَام صَرِيحًا , وَأَوْرَدَ الْمُصَنِّف فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثهَا مِنْ طَرِيق اِبْن شِهَاب وَلَيْسَ فِيهِ التَّصْرِيح بِالْخُطْبَةِ , لَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّن أَنَّ الْحَدِيث وَاحِد , وَأَنَّ الثَّنَاء الْمَذْكُور فِي طَرِيق اِبْن شِهَاب كَانَ فِي الْخُطْبَة . وَأَمَّا حَدِيث أَسْمَاء - وَهِيَ بِنْت أَبِي بَكْر أُخْت عَائِشَة لِأَبِيهَا - فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ بَعْد أَحَد عَشَر بَابًا . |
| |
|