المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الجمعة فضل العمل في أيام التشريق السبت 6 مارس - 2:30:00 | |
| باب فضل العمل في أيام التشريق وقال ابن عباس واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكبر محمد بن علي خلف النافلة |
| | | فتح الباري بشرح صحيح البخاري قَوْلُهُ : ( بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ) مُقْتَضَى كَلَامِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَالْفِقْهِ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ مَا بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ , عَلَى اِخْتِلَافِهِمْ هَلْ هِيَ ثَلَاثَةٌ أَوْ يَوْمَانِ , لَكِنْ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ سَبَبِ تَسْمِيَتِهَا بِذَلِكَ يَقْتَضِي دُخُولَ يَوْمِ الْعِيدِ فِيهَا . وَقَدْ حَكَى أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّ فِيهِ قَوْلَيْنِ : أَحَدُهُمَا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُشَرِّقُونَ فِيهَا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ , أَيْ يُقَدِّدُونَهَا وَيُبْرِزُونَهَا لِلشَّمْسِ . ثَانِيهِمَا لِأَنَّهَا كُلَّهَا أَيَّامُ تَشْرِيقٍ لِصَلَاةِ يَوْمِ النَّحْرِ فَصَارَتْ تَبَعًا لِيَوْمِ النَّحْرِ . قَالَ : وَهَذَا أَعْجَبُ الْقَوْلَيْنِ إِلَيَّ , وَأَظُنُّهُ أَرَادَ مَا حَكَاهُ غَيْرُهُ أَنَّ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ صَلَاةَ الْعِيدِ إِنَّمَا تُصَلَّى بَعْدَ أَنْ تُشْرِقَ الشَّمْسُ . وَعَنْ اِبْنِ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْهَدَايَا وَالضَّحَايَا لَا تُنْحَرُ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ , وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ السِّكِّيتِ قَالَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ : أَشْرَقَ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير , أَيْ نَدْفَعُ لِنَنْحَرَ . اِنْتَهَى . وَأَظُنُّهُمْ أَخْرَجُوا يَوْمَ الْعِيدِ مِنْهَا لِشُهْرَتِهِ بِلَقَبٍ يَخُصُّهُ وَهُوَ يَوْمُ الْعِيدِ , وَإِلَّا فَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ تَبَعٌ لَهُ فِي التَّسْمِيَةِ كَمَا تَبَيَّنَ مِنْ كَلَامِهِمْ . وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ عَلِيٍّ " لَا جُمُعَةَ وَلَا تَشْرِيقَ إِلَّا فِي مِصْرٍ جَامِعٍ " أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَيْهِ مَوْقُوفًا , وَمَعْنَاهُ لَا صَلَاةَ جُمُعَة وَلَا صَلَاةَ عِيدٍ . قَالَ : وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَذْهَبُ بِالتَّشْرِيقِ فِي هَذَا إِلَى التَّكْبِيرِ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ يَقُولُ : لَا تَكْبِيرَ إِلَّا عَلَى أَهْلِ الْأَمْصَارِ . قَالَ : وَهَذَا لَمْ نَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُهُ , وَلَا وَافَقَهُ عَلَيْهِ صَاحِبَاهُ وَلَا غَيْرُهُمَا . اِنْتَهَى . وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ " مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ التَّشْرِيقِ أَيْ قَبْلَ صَلَاةِ الْعِيدِ - فَلْيُعِدْ " رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ مُرْسَلِ الشَّعْبِيِّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ , وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ يَوْمَ الْعِيدِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . قَوْلُهُ : ( وَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : وَيَذْكُرُوا اِسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنْ الْكُشْمِيهَنِيِّ . وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَابْنِ شَبُّويَةَ " وَقَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : وَاذْكُرُوا اللَّهَ إِلَخْ " وَلِلْحَمَوِيِّ وَالْمُسْتَمْلِيّ " وَيَذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ " وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ التِّلَاوَةَ ( وَيَذْكُرُوا اِسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ) أَوْ ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ) وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ التِّلَاوَةَ , وَإِنَّمَا حَكَى كَلَامَ اِبْنِ عَبَّاسٍ , وَابْنُ عَبَّاسٍ أَرَادَ تَفْسِيرَ " الْمَعْدُودَاتِ وَالْمَعْلُومَاتِ " وَقَدْ وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْهُ وَفِيهِ " الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ , وَالْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ أَيَّامُ الْعَشْرِ " وَرَوَى اِبْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قَالَ " الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ الَّتِي قَبْلَ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ , وَالْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ " إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ , وَظَاهِرُهُ إِدْخَالُ يَوْمِ الْعِيدِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ . وَقَدْ رَوَى اِبْنُ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ الْمَعْلُومَاتِ يَوْمُ النَّحْرِ وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَهُ " وَرَجَّحَ الطَّحَاوِيُّ هَذَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَيَذْكُرُوا اِسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) فَإِنَّهُ مُشْعِرٌ بِأَنَّ الْمُرَادَ أَيَّامُ النَّحْرِ . اِنْتَهَى . وَهَذَا لَا يَمْنَعُ تَسْمِيَةَ أَيَّامِ الْعَشْرِ مَعْلُومَاتٍ , وَلَا أَيَّامِ التَّشْرِيقِ مَعْدُودَاتٍ , بَلْ تَسْمِيَةُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ مَعْدُودَاتٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ) الْآيَةَ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهَا إِنَّمَا سُمِّيَتْ مَعْدُودَاتٍ . لِأَنَّهَا إِذَا زِيدَ عَلَيْهَا شَيْءٌ عُدَّ ذَلِكَ حَصْرًا أَيْ فِي حُكْمِ حَصْرِ الْعَدَدِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . قَوْلُهُ : ( وَكَانَ اِبْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ إِلَخْ ) لَمْ أَرَهُ مَوْصُولًا عَنْهُمَا , وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا مُعَلَّقًا عَنْهُمَا وَكَذَا الْبَغَوِيُّ , وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ : كَانَ مَشَايِخُنَا يَقُولُونَ بِذَلِكَ أَيْ بِالتَّكْبِيرِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ . وَقَدْ اُعْتُرِضَ عَلَى الْبُخَارِيِّ فِي ذِكْرِ هَذَا الْأَثَرِ فِي تَرْجَمَةِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ , وَأَجَابَ الْكَرْمَانِيُّ بِأَنَّ عَادَتَهُ أَنْ يُضِيفَ إِلَى التَّرْجَمَةِ مَا لَهُ بِهَا أَدْنَى مُلَابَسَةٍ اِسْتِطْرَادًا . اِنْتَهَى . وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ أَرَادَ تَسَاوِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِأَيَّامِ الْعَشْرِ لِجَامِعِ مَا بَيْنَهُمَا مِمَّا يَقَعُ فِيهِمَا مِنْ أَعْمَالِ الْحَجِّ , وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ أَثَرَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ صَرِيحٌ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ , وَالْأَثَرَ الَّذِي بَعْدَهُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ . وَسَيَأْتِي مَزِيدُ بَيَانٍ لِذَلِكَ بَعْدَ قَلِيلٍ . قَوْلُهُ : ( وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ النَّافِلَةَ ) هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ , وَقَدْ وَصَلَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْمُؤْتَلَفِ مِنْ طَرِيقِ مَعْنِ بْنِ عِيسَى الْقَزَّازِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو وَهْنَةَ رُزَيْقٌ الْمَدَنِيُّ قَالَ " رَأَيْت أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يُكَبِّرُ بِمِنًى فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ خَلْفَ النَّوَافِلِ " وَأَبُو وَهْنَةَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسُكُونِ الْهَاءِ بَعْدَهَا نُونٌ , وَرُزَيْقٌ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ مُصَغَّرًا , وَفِي سِيَاقِ هَذَا الْأَثَرِ تَعَقُّبٌ عَلَى الْكَرْمَانِيِّ حَيْثُ جَعَلَهُ يَتَعَلَّقُ بِتَكْبِيرِ أَيَّامِ الْعَشْرِ كَاَلَّذِي قَبْلَهُ , قَالَ اِبْنُ التِّينِ : لَمْ يُتَابِعْ مُحَمَّدًا عَلَى هَذَا أَحَدٌ , كَذَا قَالَ , وَالْخِلَافُ ثَابِتٌ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ هَلْ يَخْتَصُّ التَّكْبِيرُ الَّذِي بَعْدَ الصَّلَاةِ فِي الْعِيدِ بِالْفَرَائِضِ أَوْ يَعُمُّ , وَاخْتَلَفَ التَّرْجِيحُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ , وَالرَّاجِحُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ الِاخْتِصَاصُ . |
| |
|