المدير العام المديرالعام
الجنس : عدد المساهمات : 12412 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 الموقع : https://starmust2.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية الدرجة: (4620/4620)
| موضوع: الجمعة الخطبة قائما السبت 20 فبراير - 10:20:39 | |
| باب الخطبة قائما وقال أنس بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما |
| | | فتح الباري بشرح صحيح البخاري قَوْلُهُ : ( بَاب الْخُطْبَة قَائِمًا ) قَالَ اِبْن الْمُنْذِرِ الَّذِي حَمَلَ عَلَيْهِ جُلّ أَهْل الْعِلْم مِنْ عُلَمَاء الْأَمْصَار ذَلِكَ , وَنَقَلَ غَيْره عَنْ أَبِي حَنِيفَة أَنَّ الْقِيَام فِي الْخُطْبَة سُنَّة وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ , وَعَنْ مَالِك رِوَايَة أَنَّهُ وَاجِب , فَإِنْ تَرَكَهُ أَسَاءَ وَصَحَّتْ الْخُطْبَة , وَعِنْد الْبَاقِينَ أَنَّ الْقِيَام فِي الْخُطْبَة يُشْتَرَط لِلْقَادِرِ كَالصَّلَاةِ , وَاسْتُدِلَّ لِلْأَوَّلِ بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيد الْآتِي فِي الْمَنَاقِب " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ ذَات يَوْم عَلَى الْمِنْبَر وَجَلَسْنَا حَوْله " وَبِحَدِيثِ سَهْل الْمَاضِي قَبْل " مُرِي غُلَامك يَعْمَل لِي أَعْوَادًا أَجْلِس عَلَيْهَا " وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ . وَأُجِيبَ عَنْ الْأَوَّل أَنَّهُ كَانَ فِي غَيْر خُطْبَة الْجُمُعَة , وَعَنْ الثَّانِي بِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُون الْإِشَارَة إِلَى الْجُلُوس أَوَّل مَا يَصْعَد وَبَيْن الْخُطْبَتَيْنِ , وَاسْتُدِلَّ لِلْجُمْهُورِ بِحَدِيثِ جَابِر بْن سَمُرَة الْمَذْكُور وَبِحَدِيثِ كَعْب بْن عُجْرَة أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِد وَعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الْحَكَم يَخْطُب قَاعِدًا , فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ وَتَلَا ( وَتَرَكُوك قَائِمًا ) وَفِي رِوَايَة اِبْن خُزَيْمَةَ مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ قَطُّ إِمَامًا يَؤُمّ الْمُسْلِمِينَ يَخْطُب وَهُوَ جَالِس , يَقُول ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ طَاوُسٍ " خَطَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان , وَأَوَّل مَنْ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَر مُعَاوِيَة " وَبِمُوَاظَبَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقِيَام , وَبِمَشْرُوعِيَّةِ الْجُلُوس بَيْن الْخُطْبَتَيْنِ , فَلَوْ كَانَ الْقُعُود مَشْرُوعًا فِي الْخُطْبَتَيْنِ مَا اُحْتِيجَ إِلَى الْفَصْل بِالْجُلُوسِ , وَلِأَنَّ الَّذِي نُقِلَ عَنْهُ الْقُعُود كَانَ مَعْذُورًا . فَعِنْد اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق الشَّعْبِيّ أَنَّ مُعَاوِيَة إِنَّمَا خَطَبَ قَاعِدًا لَمَّا كَثُرَ شَحْم بَطْنه وَلَحْمه , وَأَمَّا مَنْ اِحْتَجَّ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ شَرْطًا مَا صَلَّى مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ مَعَ الْقَاعِد فَجَوَابه أَنَّهُ مَحْمُول عَلَى أَنَّ مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ خَشِيَ الْفِتْنَة , أَوْ أَنَّ الَّذِي قَعَدَ قَعَدَ بِاجْتِهَادٍ كَمَا قَالُوا فِي إِتْمَام عُثْمَان الصَّلَاة فِي السَّفَر , وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ اِبْن مَسْعُود ثُمَّ إِنَّهُ صَلَّى خَلْفه فَأَتَمَّ مَعَهُ وَاعْتَذَرَ بِأَنَّ الْخِلَاف شَرّ . قَوْلُهُ : ( وَقَالَ أَنَس إِلَخْ ) هُوَ طَرَف مِنْ حَدِيث الِاسْتِسْقَاء أَيْضًا وَسَيَأْتِي فِي بَابه . ثُمَّ أَوْرَدَ فِي الْبَاب حَدِيث اِبْن عُمَر , وَقَدْ تَرْجَمَ لَهُ بَعْد بَابَيْنِ " الْقَعْدَة بَيْن الْخُطْبَتَيْنِ " وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ ثَمَّ . وَفِي الْبَاب حَدِيث جَابِر بْن سَمُرَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُب قَائِمًا ثُمَّ يَجْلِس ثُمَّ يَقُوم فَيَخْطُب قَائِمًا , فَمَنْ نَبَّأَك أَنَّهُ كَانَ يَخْطُب جَالِسًا فَقَدْ كَذَبَ " أَخْرَجَهُ مُسْلِم , وَهُوَ أَصْرَح فِي الْمُوَاظَبَة مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر إِلَّا أَنَّ إِسْنَاده لَيْسَ عَلَى شَرْط الْبُخَارِيّ . وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق طَاوُسٍ قَالَ " أَوَّل مَنْ خَطَبَ قَاعِدًا مُعَاوِيَة حِين كَثُرَ شَحْم بَطْنه " وَهَذَا مُرْسَل , يُعَضِّدهُ مَا رَوَى سَعِيد بْن مَنْصُور عَنْ الْحَسَن قَالَ " أَوَّل مَنْ اِسْتَرَاحَ فِي الْخُطْبَة يَوْم الْجُمُعَة عُثْمَان , وَكَانَ إِذَا أَعْيَا جَلَسَ وَلَمْ يَتَكَلَّم حَتَّى يَقُوم , وَأَوَّل مَنْ خَطَبَ جَالِسًا مُعَاوِيَة " وَرَوَى عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان كَانُوا يَخْطُبُونَ يَوْم الْجُمُعَة , حَتَّى شَقَّ عَلَى عُثْمَان الْقِيَام فَكَانَ يَخْطُب قَائِمًا ثُمَّ يَجْلِس , فَلَمَّا كَانَ مُعَاوِيَة خَطَبَ الْأُولَى جَالِسًا وَالْأُخْرَى قَائِمًا " وَلَا حُجَّة فِي ذَلِكَ لِمَنْ أَجَازَ الْخُطْبَة قَاعِدًا لِأَنَّهُ تَبَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ لِلضَّرُورَةِ . |
| |
|