يضرب المثل بالرئة على الأهمية والحيوية؛ فيقال مثلا "العقبة رئة الأردن"
للتدليل على أهمية العقبة للأردن اقتصاديا وسياحيا..، وكذا حال الرئة
بالنسبة للجسم، إذ تعتبر الرئتان أحد أهم أعضاء جسم الإنسان الحيوية، وهما
عبارة عن عضوين إسفنجيين مسؤولين عن التخلص من ثاني أكسيد الكربون من جسم
الإنسان وإدخال الأوكسجين إلى مجرى الدم حيث يتم توزيعه إلى كافة أنحاء
جسم الإنسان.
أما السرطان فهو حالة انقسام شاذ ولا نهائي لخلايا عضو ما، لتتشكل الأورام
المختلفة التي تعيق وظيفة العضو الأساسية، وللأورام الخبيثة قدرة على أن
تغزو الأنسجة المحيطة وأن تنتقل إلى الأوعية الدموية من خلال الدم إلى
كافة أعضاء جسم الإنسان.
أنواع سرطان الرئة:
تسمى جميع الأورام الخبيثة التي تنشأ في منطقة الرئتين بسرطانات الرئة، وتندرج جميع سرطانات الرئة تحت نوعين أساسيين هما:
- سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، ويسمى أيضا بسرطان خلية الشوفان نظرا
لوجود شبه بين شكل الخلية وحبوب الشوفان تحت المجهر، ينمو وينتشر إلى
الأعضاء الأخرى في جسم الإنسان بسرعة بالغة.
- سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وهو النوع الأكثر شيوعاً، وله ثلاثة أنواع رئيسية هي:
- السرطان حرشفي الخلايا الذي عادة ما يصيب مجرى الهواء الرئيسي حيث ينمو وينتشر ببطء.
- السرطان الغدي، وهو أكثر أنواع سرطان الرئة انتشاراً بين غير المدخنين وعادة ما يبدأ في محيط الرئة أو تحت بطانة المجرى الهوائي.
- سرطان الخلايا الكبيرة، حيث يتكون من خلايا كبيرة تبدو غير طبيعية، وعادة ما يبدأ في الحدود الخارجية للرئتين.
أعراض سرطان الرئة:
يعتبر سرطان الرئة من السرطانات الفتاكة ذات الطبيعة المعقدة، التي لا
تظهر أعراضها في المراحل المبكرة، وبشكل عام فإن من أهم أعراض هذا المرض
ما يلي:
- السعال، وهو أول الأعراض التي تظهر على مريض سرطان الرئة إلا أن المدخن
قد لا يلاحظ ذلك؛ حيث ان السعال المزمن هو أحد أهم الآثار الظاهرة التي
تنتج عن التدخين، لذا فإن المدخن يظن في البداية أن أمر السعال طبيعي،كما
ويرافق السعال في معظم الحالات حدوث إنتانات والتهابات في القصبات مما
يسبب إفرازا غزيرا للبلغم ويفاقم مشكلة السعال.
- خروج الدم عند السعال مع البلغم وإفرازات الرئتين، وتتفاوت كمية الدم حسب شدة الإصابة.
- ضيق النفس وخاصة في المراحل النهائية حينما يزداد حجم الورم.
- آلام شديدة ومبرحة في منطقة الصدر.
- بحة في الصوت، خاصة بعد أن ينتقل المرض إلى الحنجرة.
- ترافق المراحل النهائية من سرطان الرئة إفرازات غير طبيعية من بعض الغدد الصم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات فيها وفي هرمونات الجسم.
- الإرهاق الشديد وفقدان الشهية والوزن بالإضافة إلى شعور بالضعف العام.
ويجدر القول بأنه لا يمكن اعتبار أي من الأعراض سابقة الذكر بحد ذاتها
دليلا قاطعا على الإصابة بسرطان الرئة، ويبقى الطبيب المختص صاحب الكلمة
الفصل في تشخيص هذا المرض والجزم بحدوثه.
أسباب الإصابة بسرطان الرئة:
يرتبط سرطان الرئة، كما جميع أنواع السرطانات الأخرى، بمسببات معروفة
وأخرى مجهولة، إلا أن سرطان الرئة يرتبط دون غيره من السرطانات ببعض
المسببات المعروفة، والتي أثبتت الدراسات العلمية ارتباطها المباشر
بالمرض، ومن أهم هذه المسببات:
أولا: التدخين: حيث يحتوي دخان السجائر على مواد- ثبت من خلال الدراسات
العلمية المكثفة على مدى سنين طويلة أنها- مسرطنة للخلايا، وحيث ان خلايا
الرئتين هي أكثر خلايا جسم الإنسان تعرضا لدخان السجائر فهي بالتالي
الخلايا الأكثر قابلية للإصابة بالسرطان، مع التنويه بأن أخطار الإصابة
بسرطان الرئة لا تقتصر على المدخنين أنفسهم، بل إن هذه الدائرة تتسع لتشمل
المحيطين بهم الذين يطلق عليهم لقب المدخنين السلبيين، ذلك أن هؤلاء
الأشخاص يتعرضون بشكل كبير ومكثف لاستنشاق سموم السجائر دون القيام بعملية
التدخين بشكل مباشر.
ثانيا: عوامل متعلقة بالتلوث البيئي، حيث يلاحظ أن نسبة حدوث السرطانات
بشكل عام عند سكان المدن الملوثة والصناعية أعلى منها عند سكان القرى أو
المدن الأقل تلوثا.
ثالثا: عوامل متعلقة بالظروف المهنية، فيلاحظ أن العاملين في مهن يتعرضون
خلالها لمواد مشعة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، ومن أهم الأمثلة على
هؤلاء الأشخاص أولئك العاملين في مصانع الأسمدة والإسمنت والمنظفات
الكيميائية والدهان، لذا ينصح هؤلاء الأشخاص بوضع الكمامات الواقية أثناء
العمل.
علاج مرض سرطان الرئة:
سرطان الرئة من الأمراض المستعصية التي يصعب علاجها، حيث انه للأسف لا
يتوقع أن يبقى مريض سرطان الرئة على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات، وتبقى
الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى في كافة الأحوال، أما عن الطرق المتبعة
لعلاج مريض السرطان فتشمل ما يلي:
- المعالجة الجراحية عن طريق الاستئصال المباشر للورم، ولا تجدي المعالجة
الجراحية نفعا سوى في المراحل الأولية من المرض التي لا يكون فيها المرض
قد انتشر إلى خارج النسيج الرئوي.
- المعالجة الشعاعية، وتفيد في تقليل الأعراض ومعالجة الانتشارات والسرطانات غير القابلة للعلاج الجراحي.
- المعالجة الكيماوية، وتفيد أيضاً في الحالات التي لا يجدي العلاج
الجراحي فيها نفعا، وترفع احتمالية البقاء على قيد الحياة في الحالات
شديدة الخطورة.
التأثيرات الجانبية للعلاج:
أولا: الآثار الجانبية للجراحة:
تعتبر جراحة سرطان الرئة عملية كبيرة يحتاج المرضى فيها إلى أسابيع أو
شهور لاسترداد قوتهم وطاقتهم، كما قد تسبب هذه العملية آلاما كثيرة، لذا
توصف الأدوية المسكنة لهؤلاء المرضى.
ثانيا: الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي للمرض:
من الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي ما يلي:
- الإرهاق العام والتعب الشديد.
- يصبح الجلد في المنطقة المعالجة أحمر وجافاً ومثيراً للحكة.
- يمكن أن يصاب المرضى بالتهاب في الحلق خلال فترة العلاج الإشعاعي وبعده
لفترة قصيرة، وقد تصبح عملية البلع صعبة مما يجعل المرضى يفضلون تناول
الأطعمة اللينة وشرب المزيد من السوائل.
- يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي إلى تليف في الرئتين ويحدث ذلك بعد مرور
عدة شهور على إتمامه وهو مشابه للندوب، لذا يجب أن يحد المصابون من نشاطهم
الجسماني لأنهم يواجهون صعوبة في توصيل الأكسجين إلى الدم من خلال
الرئتين، وقد يشعرون بضيق في النفس عند أدنى مجهود.
ثالثا: الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي:
تشمل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي: الرغبة بالتقيؤ والغثيان وضعف المناعة وارتفاع في درجة الحرارة وتساقط الشعر.
الخلاصة أن سرطان الرئة من الأمراض شديدة التعقيد التي يصعب علاجها، وأن
خير طريقة لمجابهة هذا الداء هو العمل بأساليب الوقاية منه عن طريق
الابتعاد عن التدخين بأنواعه وأشكاله المختلفة.
منقول للفائدة