molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: ذكر الله - عبد الله بن محمد النهاري / بيش الإثنين 6 أغسطس - 11:08:37 | |
|
ذكر الله
عبد الله بن محمد النهاري / بيش
الخطبة الأولى عباد الله، اتقوا الله، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. اللهم ارزقنا تُقاك، واختم لنا الحياة برضاك يا أرحم الراحمين. جئتم اليوم تسعون إلى ذكر الله كما أمركم الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، فسمّى هذا الاجتماع العظيم اليوم بخطبتيه وصلاته سماه ذكرا، وكل عبادة شرعها ما شرعها إلا ليذكر، أنت تذكر الله بلسانك؛ تحمده وتسبحه وتستغفره، وتذكر الله بجوارحك، فجئت اليوم قد تهيأت لهذا الأجر العظيم، بكل خطوة لك في الميزان عبادة سنة كاملة، كما في الحديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ومس من طيب أهله ومشى ولم يركب ودنا من الإمام ولو يلغ كتب الله له بكل خطوة سنة كاملة صيامها وقيامها)). فهنيئا معشر الساعين إلى الجمعات، محا الله أسماءكم من ديوان الغافلين الذين طُبع على قلوبهم فهم لا يحضرون معنا الجمعة، وهنيئا لكم جئتم تسعون إلى الذكر، فهذا كله ذكر، وطوافكم بالكعبة ذكر، وسعيكم بين الصفا والمروة ذكر، ورميكم للجمار ذكر، ووقوفكم بعرفة ذكر، وصلاتكم ذكر، كلها جعلت لإقامة ذكر الله؛ لأنه لا شيء أكبر من ذكر الكبير المتعال، اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. عجيب! يذكر شرائع في الدين ثم يخبر أن ذكره أكبر لأنها كلها في ذكره: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، فمن صاحب هذه النفس الصغيرة الحقيرة يعرض عن الذكر الأكبر، يهجر المسجد، يهجر القرآن، يأبى أن يستغفر، يتكبر ولله الكبرياء في السماوات وفي الأرض. ذكر الله أكبر، فمن انشغل بالذكر الأكبر لله الكبير المتعال انظر كيف يرفعك الله بذكره، في الحديث القدسي: ((يقول الله: أنا عند حسن ظن عبدي بي، ومعه حين يذكرني))، الله معك إذا ذكرته، ثم ماذا؟ ((فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه)). من أنت؟! ومن أنا حتى يذكرنا الله بجلاله، يذكرنا في نفسه بعظمته وغناه، يذكرنا في ملأ السماء؟! إن الواحد من الناس يفرح وتكبر نفسه لو قيل له اليوم: ذكرك الأمير البارحة، لم تسعه الأرض من الفرحة، والنفس تحب أن تُذكر عند أصحاب المناصب والجاه من الناس، ولله المثل الأكبر، لله المثل الأعلى، جل عن ضرب المثال، جل سبحانه، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، جل في علاه، يذكرك في نفسه إذا ذكرته في نفسك، ويذكرك في الملائكة إذا ذكرته بين زملائك بين جلسائك، تذكره خاليا فتفيض عيناك بالدمع، فيكرمك يوم العرض عليه يوم لا ظل إلا ظله، فتأتي مع السبعة الذين يظلهم الله في ظله: ((ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه))، فاضت عيناه لأنه ذكر الله ذكر الموقنين لا ذكر الغافلين، ذكر الغافلين لا يتجاوز ألسنتهم، ذكر المخبتين المنيبين الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم، تطمئن قلوبهم وتخاف، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. يقف رجل على المصطفى فيطلب منه قولا مختصرا وجيزا لضعفه، يقول: كثرت عليّ شرائع الدين، فقال له : ((لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله)). كلما زدت له ذكرا زادك أجرا، وزدت منه قربا، والله معك ويذكرك، فإذا قال العبد: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ وقف على باب الجنة غدا يوم القيامة بإذن الله فرأى العجب العجاب، رأى مد نظره قد غرس الله بكل تسبيحة شجرة وبكل تحميدة شجرة وبكل تهليلة شجرة وبكل تكبيرة شجرة، فكم من الشجر قد ضاع علينا؟! إذا قال العبد: سبحان الله والحمد لله امتلأت بذلك السماوات والأرض، ((سبحان الله والحمد لله تملأ –أو: تملآن- ما بين السماء والأرض))، أنت تملأ ما بين السماء والأرض بماذا؟ بأولادك وأموالك؟! ما أضعفني وما أضعفك! لكنك تملأ ما بين السماء والأرض بـ"سبحان الله والحمد لله"، فإذا قلت: لا إله إلا الله صعدت "لا إله إلا الله" فانفرجت لها السماء الدنيا، ثم انفرجت لها السماء الثانية، ثم انفتحت الثالثة، ثم فُرجت الرابعة، ثم انفتحت الخامسة، ثم انفتحت السادسة، ثم فرجت السابعة حتى تنفذ إلى العرش، لا يردها شيء، هكذا تنطلق في العلو إلى أن تصل إلى العرش، والعرش مُقبب على المخلوقات كلها على جميع الأكوان، لا يوجد مخلوق عظم أو صغر إلا وهو داخل في قبة العرش، وليس على العرش إلا الله استوى على العرش، سبحانه يعلم ما نحن عليه في الأرض، يعلم كل شيء، سبحانه لا يع+ عنه مثقال ذرة. "لا إله إلا الله" هل تردد بها لسانك؟ أبشر بثمرتها وبفضلها. ذكر الله حصن من الشيطان، يحفظك الله به من شياطين الجن والإنس، نور في القلب، نور في البيت، نظّف بيتك فإن ذكر الله يجلب الملائكة إلى البيت، فاحذر أن تقف الملائكة على الأبواب يريدون الدخول إلى بيتك فلا يستطيعون الدخول؛ تمنعهم صور وموسيقى وألحان سكن معها الشيطان، يقول : ((مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحي والميت))، بيت ميت مظلم لا يذكر الله فيه امتلأ أهله بالوساوس والأمراض النفسية والأمراض العصبية والقلق والاكتئاب والهموم إلى غير ذلك، فلم يبق إلا أن يمسهم الشيطان. جيء بأسرة إلى أحد القراء المشهورين، ذكر ذلك في كتابه أنه جيء بأسرة فيها ثمانية أفراد: الأب والأم والأولاد والبنات، كلهم صرعى، الأسرة كلها صُرعت، بها مس من الجن، فقرأ على الأسرة كلها، وما زال يقرأ، فلما فاق أحدهم قال له الشيخ: ما خبركم؟! قال: نحن في أسرة كاملة ليس في البيت منا أحد يقول: لا إله إلا الله، لا يذكر الله في البيت أحد، يؤذَّن للصلاة ويقام فيصلي الناس وتردد أصوات المساجد في جنبات المنزل فلا يقوم فيهم أحد يصلي، لا ذكر ولا أنثى، وجد الشيطان مرتعا خصبا بيتا مظلما خرابا، ((لا تجعلوا بيوتكم قبورا؛ اجعلوا فيها من صلاتكم))، المقبرة مظلمة لا يصلى فيها، فهل أصبح بيتك كالمقبرة؟ وإن علا فيه أصوات تلك القنوات لكنه كالمقبرة، مظلم خاوٍ ميت. إذا مات القلب مات البيت الذي يسكنه صاحب القلب، وهو ميت وإن صار بين الأحياء، الله يريد أن يرفعك بذكره، يريد أن ينور بيتك بذكره، يريد أن يكتب لك الأجر بذكره، ألا تذكر الله؟! تريد أن تُفتح لك الأبواب وتُيسر لك الأسباب وتُعافى من الأمراض وتُبارك لك الأرزاق وتُنفس عنك الكربات وتُقضى لك الحاجات وتصلح لك الذرية وتخلص لك النية ما لك لا تلزم ذكر الله؟! كان يذكر الله على كل أحيانه، فمتى ذكرت الله؟! وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، أقربهم منه وأكثرهم أجرا وأحسنهم عنده وأعلاهم جليس ذكر الله، الله جليسه، في الآثار: (أنا جليس من ذكرني)، وفي الصحيح: ((وأنا معه حين يذكرني))، فهو يذكرك، وهو معك يقبل دعوتك ويقضي حاجتك ويُصلح لك الذرية، تدعوه بدعاء إبراهيم، دعوة إبراهيم يجعل الله لك بها صلاحا في ذريتك: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ. تقول إحدى النساء وقد زارت صديقة لها: لما أذن المؤذن قام أولادها جميعا دون أن تقول لهم الأم كلمة واحدة، فقلت لها: هنيئا لك بأولادك؛ قاموا بدون أن تقولي لهم: قوموا للصلاة، فماذا صنعت معهم؟ قالت: ما صنعت شيئا، أنا بالليل والنهار أدعو بدعوة إبراهيم لا تفارق من لساني: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ، فطرح الله الصلاح في أولادها وبناتها، فيقومون للصلاة بدون تنبيه. ولدك إذا بلغ وكبر وهو لا يقوم إلى الصلاة إلا بالخصام والنزاع والضرب فاعلم أنك لا تدعو الله له إلا قليلا، واعلم أنه لن يصلحه ضربك وشدتك، واطلب الصلاح له من الله: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ. ذكر الله حياة، هلموا إلى العيش فيها، لن تطيب الدنيا إلا بذكر الله، ولن تطيب الآخرة إلا بعفو الله، ولن تطيب الجنة إلا برؤية الله، هذه ثلاث تصلح بها الدنيا والآخرة. طَيِّب دنياك بذكر الله تطب آخرتك بعفو الله، تَطِب لك الجنة برؤية وجه الله. أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية أما بعد: أبناؤنا غدا في الامتحان، يحتاجون أن يستعينوا بالله، وأن يذكروا الله. يا أبناءنا، ابدؤوا هذه الليلة بذكر الله، ولا تفزعوا إلى المنبهات والمخدرات والمنشطات التي أصبحت كيدا لكم من الأعداء، تُصنع بطريقة تتلف الدماغ بأسرع ما يمكن، حتى في هذه الحبوب المخدرة التي للأسف انتشر بلاؤها وعظم خطرها، أصبحت تُصنع لك بطريقة خبيثة، فتسعى مباشرة إلى إتلاف دماغك. أيها الشاب اليافع، أيها الابن المسكين، يا طالب العلم، غدا همك يفرجه الله، إذا أكثرت الاستغفار وذكرت الله وأصلحت ما بينك وبين الله وعزمت على التوبة من الذنب والمحافظة على الصلوات في أوقاتها ليس في أيام الامتحان فقط، بل في أيام حياتك كلها، اذكر الله -يا بني- يذكرك الله، يعنك الله، يحميك الله، اطلب من الله يعطيك، عافاك الله وشفاك وحفظك من كيد الكائدين ومكر الماكرين وتدبير المروجين والمهربين، كن على حذر، رسالة إنذار مع قرب الاختبار إليكم أبناءنا، وإليكم معشر الآباء والأمهات، أبناؤنا في خطر، وهذا الخطر خطر المخدرات. فنسأل الله سبحانه في هذا المكان الذي رفع شأنه ويجيب فيه الدعوة ويحقق فيه المسألة، نسأله في هذا المكان المعظم المبارك أن يهدي هؤلاء المهربين المروجين البائعين، أو أن يهدم مخططاتهم، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم، اللهم قد سلطوا على أبنائنا وبناتنا اللهم سلط عليهم، اللهم اصرف كيدهم، اللهم اصرف كيدهم عنا وعن أبنائنا وبناتنا، اللهم من جلب هذه المخدرات المسكرات والمنبهات اللهم اصرف ضره وكيده عن المسلمين يا ذا الجلال والإكرام، عجزنا يا رب أن نكافحه لكنك لا تعجز، سبحانك لا يعج+ شيء، فنسألك يا الله أن تبطل كل محاولاتهم لإفساد شبابنا يا حي يا قيوم...
| |
|