molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: نصرة الرسول - عبد الله بن عبد العزيز التميمي / الرياض الأحد 29 يوليو - 6:17:27 | |
|
نصرة الرسول
عبد الله بن عبد العزيز التميمي / الرياض
الخطبة الأولى لقد كان العرب قبل الإسلام في جاهلية جَهْلاء وظلام مُطْبِق، قبائلَ متفرّقة تعيش على رعي الأغنام، وتتبع مَواقِع القَطْر، يعبدون الأصنام، ويأكلون المَيْتات، ويشربون الخمور، ويقترفون الفواحش، ويَئدُون البنات، ويُسيئون الجوار، ويقطعون الأرحام، ويأكل القوي الضعيف، حياتهم قتال وتناحر وفرقة واختلاف، تستعر نار الحرب لأتفه الأسباب، وتبقى جَذْوتُها مشتعلة سنين عدَدًا. ثم أَذِن الله لليل أن ينجلي وللصبح أن يَنْبَلِج وللظلمة أن تَنْقَشِع وللنور أن يُشَعْشِع، حيث أرسل الله رحمةً للعالمين أفضل البرية وأشرف البشرية الرسول الكريم والصادق الأمين والرؤوف الرحيم بالمؤمنين محمدًا، صلى الله عليه وسلم ما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار وأظلم الليل وأسفر النهار، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ[الأنبياء:107]، كان ـ بأبي هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه رحمة من الله للأنام ورسول الهدى والسلام والحامل الأول لراية الإسلام، أخرج الله به العباد من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الجمعة:2، 3]. سيد ولد آدم، وأفضل الخليقة على الإطلاق، أحبّه الله واصطفاه، واختاره واجتباه، جمع له بين الخلّة والتكليم، وجعله أكثر الأنبياء أتباعًا، وأعلاهم قدرًا ومقامًا، وأخذ على النبيين الميثاق لئن بُعِث ليؤمِنُنّ به: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ [آل عمران:81]، وبشّرَ به في الكتب المنزّلة: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [الأعراف:157]، وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف:6]. شرح الله له صدره، ووسّعه وهيّأه لتقبل شرع الله وقدره، فكان أخشى الخلق لله، وأتقاهم له، وأكرمه بالصبر والحلم؛ فكان يعفو عمن ظلمه، ويقابل السيئة بالحسنة، ووضع عنه وزره، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ورفع له ذكره، فلا يدخل أحد الدين إلا بشهادتَي التوحيد والرسالة مقرونتين لا تنفكّان: توحيد الله بالعبودية والرسالة لمحمد ، ولا تولج الجنة إلا من طريقه، وقرن اسمه باسمه يُرفعان للنداء بالصلاة، فتردّد جَنَبات الأرض ذَيْنك الاسمين وتَيْنك الشهادتين، ولا يؤمن أحد حتى يكون محمد أحبّ إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين. بلغ في الدنيا يوم المعراج مبلغًا ما بلغه إنس ولا جن ولا ملك، وخصّه الله بالمقام المحمود يوم القيامة الذي تحمده عليه كل الخلائق، وأعطاه الوسيلة في الجنة، وهي منزلة لا تنبغي إلا له. أكرم الله به هذه الأمة فخصها بأفضل الكتب وخير الشرائع، وجعلها خير الأمم. جاء إلى رعاة الغنم فجعلهم بفضل الله سادة الأمم، فتح قلوبهم قبل بلادهم، فما رآه أحد إلا أحبّه وغضّ الطرف عنه إجلالاً ومهابة وإكبارًا. أرسله الله شاهدًا ومبشّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. شَهْـمٌ تُشِيـد بـه الدنيـا برُمّتهـا على الْمنـائر من عُرْب ومن عَجَمِ أحيـا بك الله أرواحًـا قـد اندثرت فِي تربة الوهم بين الكأس والصنمِ نفضـت عنهـا غبـار الذلّ فاتّقدت وأبدعت وروت مـا قلتَ للأممِ ربّيـت جيـلاً أبيًّـا مؤمنًـا يَقِظًـا حسـوا شريـعتك الغَرّاء فِي نَهَمِ فمَن أبـو بكر قبل الوحـي مَن عمر ومَن علي ومَن عثمـان ذو الرحمِ مَن خالد مَن صلاح الديـن قبلك مَن مـالك ومَن النعمـان فِي القممِ مَن البخاري ومَن أهل الصِّحـاح ومَن سفيان والشافعي الشَّهْم ذو الحِكَمِ مَن ابـن حنبـل فينـا وابن تيميـة بـل الملايين أهل الفضل والشَّمَمِ مِن نهرك العذب يا خير الورى اغترفوا أنت الإمام لأهـل الفضل كلهم أيها المسلمون، تلك بعض شمائل هذا النبي الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة وأ+ى التسليم، ما ترك باب خير إلا دلّ الأمّة عليه، ولا باب شرّ إلا حذّرها منه. بل لقد شهد له حتى أعداء دينه وملته، يقول العالم الفرنسي ساديو لويس: "لم يكن محمد نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب، بل للعالم لو أنصفه الناس؛ لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب، وأنّ تعاليمه الجديرة بالتقدير والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه، عظيم في أخلاقه، عظيم في صفاته، وما أحوجنا إلى رجال للعالم أمثال محمد نبي المسلمين". ويقول الإنجليزي إدوارد لين: "إن محمدًا كان يتّصف بكثير من الخصال الحميدة، كاللُّطف والشجاعة ومكارم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثّر بما تتركه هذه الصفات في نفسه من أثر، كيف لا وقد احتمل محمد عِدَاء أهله وعشيرته بصبر وجَلَد عظيمين، ومع ذلك فقد بلغ من نُبْله أنه لم يكن يسحب يده من يد من يصافحه، حتى ولو كان يصافح طفلاً، وأنه لم يمرّ يوم من الأيام بجماعة رجالاً كانوا أو أطفالاً دون أن يُقرئهم السلام، وعلى شفتيه ابتسامة حلوة". ويقول العالم الفرنسي لوزان: "رسول كهذا الرسول يُجْدر باتّباع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته، إذ إنها دعوة شريفة، قوامها معرفة الخالق، والحث على الخير، والردْع عن المنكر، بل كل ما جاء به يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، هذا هو الدين الذي أدعو إليه جميع النصارى". ويقول الإيطالي إماري: "لقد جاء محمد نبي المسلمين بدين إلى جزيرة العرب يصلح أن يكون دينًا لكل الأمم؛ لأنه دين كمال ورقي، دين دَعَة وثقافة، دين رعاية وعناية". ويقول الألماني كارل بيكر: "لقد أخطأ من قال: إن نبي العرب دَجّال أو ساحر؛ لأنه لم يفهم مبدأه السامي، إن محمدًا جدير بالتقدير، ومبدؤه حريّ بالاتباع، وليس لنا أن نحكم قبل أن نعلم، وإن محمدًا خير رجل جاء إلى العالم بدين الهدى والكمال". ومع كل تلك الشهادات التي أغنى الله بها نبيه بمدحه في ذلكم الوصف العظيم الذي تضمنه القرآن تلك المعجزة الخالدة إلى يوم الدين: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، مع كل هذا فإن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه لم يسلم من الأذى والشتم والتنقص منذ أن بعثه الله بالهدى ودين الحق. ألم يوصف بالجنون والسحر والكهانة والشعر؟! ألم يوضع على ظهره سَلى الجَزُور؟! ألم يكونوا يغمزونه ويهمزونه ويلمزونه؟! ألم يوصف بأنه أبتر لا يبقى له ولد ولا ذِكْر؟! ألم يلاحقه السفهاء من أهل الطائف فأدموا عَقِبَه الشريف؟! ألم يُشجّ وجهه يوم أحد وتُ+َر رَبَاعيته؟! لكن سنة الله هي حفظه لنبيه وخذلان من تعرّض له، يقول الله جل شأنه: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَر[الكوثر:3]، وقال تعالى: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ [المائدة:67]، وقال جلّ شأنه: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ[البقرة:137]، وقال عزّ من قائل: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36]، وقال سبحانه: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر:95]. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند هذه الآية: "وهذا وعد من الله لرسوله أن لا يضرّه المستهزئون، وأن يكفيه الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل تعالى، فإنه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قتلة" اهـ. ولا يزال مسلسل الفِرَى والأكاذيب والدعاوى والأباطيل وتلفيق التهم بجناب النبي ، والذي بدأه كفّار قريش ومشركو العرب لإطفاء نور الله والصدّ عن سبيل الله متصلاً بصنيع أحفادهم وسُلالاتهم الكافرة، حيث يطلقون كل يوم تهمة يلصقونها في حق نبينا وإمامنا محمد ؛ مستغلّين بذلك حرب الأحزاب الكافرة على الإسلام المتخفية بلباس الحرب على الإرهاب، فيحاولون الهجوم على شخص نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، ويصفونه بأنه متوحّش وسفّاح يحب قطع الرؤوس وإراقة الدماء، وما إلى ذلك مما نبرأ منه إلى الله، ونُنَزّه عنه جَنَاب نبينا ، ونقول بملء أفواهنا لنسمع الكون كله: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور:16]. هل يُعقل أن يكون النبي متوحّشًا سفّاحًا وهو الذي يقبل بصلح الحديبية على ما كان يظهر من بنوده من الضعف والهزيمة؟! وهل يُعقل أنه مَصّاص للدماء وهو الذي دخل مكة فاتحًا، وهي التي طرده منها أهلها، ثم لا يأمر بقتالهم إلا من قاتل منهم؟! وهل يُعقل أنه يُغذّي الإرهاب بفكره ودعوته وهو الذي كان يوصي بعوثه وسراياه بالدعوة أولاً، ثم الجزية، ثم بقتال المقاتلة وأن لا يتعرّضوا للنساء ولا للصبيان ولا للشيوخ؟! ويسعى أعداء الله النصارى في الصدّ عن سبيل الله فيطلقون مؤخّرًا حملتهم الخاسرة: "مليون ضد محمد"، التي يُطبّلون لها، ويُجَيّشون جهودهم وجنودهم لأجلها؛ فقد نشرت صحيفة ألمانية خبر هذه الحملة التي أطلقتها رابطة الرهبان لنشر الإنجيل بدعم مباشر ورعاية من الفاتيكان تحت مرأى ومسمع العالم الإسلامي وغير الإسلامي. والمنظمة المذكورة يعمل بها نحو مليون شخص ليل نهار وفي كل مكان من أجل وقف انتشار الإسلام في العالم بكل قوة، وتشويه صورة النبي محمد ، ونعته بأبشع الصفات. وهي منظمة ذات نفوذ قوي واسع؛ فهي تصرف لمشاريع التنصير سنويًا نصف مليار دولار، وتمتلك المنظمة سلسلة من المرافق المخصصة للخدمة العامة حول العالم، منها ثنتان وأربعون ألف مدرسة، وألف وستمائة مستشفى، وستة آلاف مركز خدمات طبية أولية، وثمانمائة مركز لمساعدة مرضى الالتهاب الكبدي الوَبَائي، واثنا عشر ألف مركز لمساعدة الفقراء والمُعْوِزِين، تُقدّم جميعها خدمات مجانية. إن هذا المشروع التنصيري الذي ينضَحُ بُغْضًا لسيد الخلق نبينا لَيوضّح كذب المتعصّبين من أهل الملل الأخرى في دعوى التسامح وما يُسمّى حوار الأديان؛ ذلك أن ما يظهرونه خلاف ما يبطنونه، وهو مصداق قول ربّنا جلّ وعلا: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:8]، وقال سبحانه: وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118]. ثم إن هذه التوجّهات البغيضة لَتوضّح مدى ضلال النصارى وبعدهم عن هدي المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، ذلك أن الأنبياء والرسل كلهم قد جاؤوا بملّة واحدة هي توحيد رب العالمين وإنِ اختلفت شرائعهم، فقد قال الله سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19]، وقد قال إمامهم محمد : ((أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلاّت، أمّهاتهم شتّى ودينهم واحد)) رواه الشيخان واللفظ للبخاري. والواجب على جميع المكلّفين من الجن والإنس أن يعرفوا للأنبياء والرسل قدرهم؛ امتثالاً لأمر مُرسِلهم سبحانه وتعالى، وأن يحذروا من تنقّص أحد منهم أو تكذيبه؛ لأن تكذيب واحد منهم تكذيب لبقيتهم. وإنك لتعجب بعد كل هذا من بعض أبناء المسلمين الذين لا يزالون يخ+ ودّ النصارى وحبّهم، وينادون بالتسامح والحوار مع الأديان. نحن نقرّ بأن دينهم سماوي محرّف، ونقر بأن رسولهم رسول كريم من عند الله، بل هو من أولي العزم من الرسل، وأن الإنجيل نزل من عند الله، لكنهم حرّفوه. أما هم فلا يُقرّون بديننا ولا نبينا ولا كتابنا، فكيف نتحاور معهم؟! كيف نجلس سويًا على طاولة واحدة وهم لا يعترفون بنا ولا يروننا شيئًا؟! وصدق الله: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَروا فَتَكُونُونَ سَوَاءً [النساء:89]، وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ [البقرة:109]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية إن لهذا النبي العظيم علينا حقوقًا، أعظمها الإيمان به واتباعه ومحبته وتوقيره وتَعْزِيره والتمسّك بسنته ولزوم منهجه وطريقته والدفاع عنه وعن دينه وشرعته. قال شيخ الإسلام: "إن تَعْزِيره عليه الصلاة والسلام نصره ومنعه، وتوقيره إجلاله وتعظيمه، وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق، بل ذلك أولى درجات التَعْزِير والتوقير، فلا يجوز أن نصالح أهل الذمّة على أن يُسمعونا شتم نبينا ويُظهروا ذلك، فإن تمكينهم من ذلك ترك للتعْزِير والتوقير، بل الواجب أن نكفّهم عن ذلك ونزجرهم عنه بكل طريق" اهـ. ولئن كان هناك "مليون ضد محمد" فإننا مليار مع محمد ، وإن الواجب علينا أن نجابه أولئك، ونتولّى الدفاع عنه وبيان صورته الصحيحة بذكر مواقف من سيرته العطرة، وأن نربّي أنفسنا وأبناءنا على ضوء سنته وسيرته ونسير على منهاجها. وعلى كل واحد منا أن يقدّم ما يستطيع في سبيل الدفاع عن إمامه وقدوته وسيده ونبيه محمد ، ولسان حاله يقول: فإن أبي ووالده وعِرْضِي لعِرْض محمدٍ منكم فِدَاءُ اللهم اجعل حُبّك وحبّ رسولك محمد أحبّ إلينا من أنفسنا وأبنائنا ومن الماء البارد على الظمأ، اللهم ارزقنا اتباعه، وأكرمنا بشفاعته، وأَوْرِدْنا حوضه، وارزقنا مُرافَقته في الجنة...
| |
|