molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: خطر البدع والتحذير منها ومن أهلها - عبد الله بن صالح القصير / الرياض السبت 28 يوليو - 10:08:37 | |
|
خطر البدع والتحذير منها ومن أهلها
عبد الله بن صالح القصير / الرياض
الخطبة الأولى
أما بعد:
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ % يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ % وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ ٱللَّهِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ [آل عمران:102-107].
اللهم ثبتنا على دينك، وزدنا من هداك وارزقنا الاستقامة على طاعتك والتمسك بسنة نبيك محمد حتى نلقاك مسلمين مؤمنين محسنين غير مبتدعين ولا مبدلين ولا مرتدين، اللهم بيض وجوهنا، وثقل موازيننا، وزحزحنا عن النار، وأدخلنا الجنة، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم جنبنا البدع في دينك؛ فإنها تغير القلوب، وتبدل الدين، وتفرق الكلمة، وتشتت شمل المسلمين، ويتسلط بسببها الظلمة على المسلمين، وتزيل النعماء، وتجلب الشقاء، وتسود الوجوه، وتخفف الموازين، وتخرج المرء من ولاية الرحمن حتى تجعله وليًا للشيطان، والشيطان إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ [فاطر:6].
أيها الناس: ارضوا ما رضيه الله لكم من الدين، فكونوا لربكم سبحانه طائعين، ولنعمه شاكرين، ولنبيكم محمد في جميع الأمور متبعين صادقين؛ حتى يحفظ الله عليكم نعمه، ويصرف عنكم نقمه، ويزيدكم من فضله، ويعاملكم بإحسانه وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مّنَ ٱلنَّبِيّينَ وَٱلصّدّيقِينَ وَٱلشُّهَدَاء وَٱلصَّـٰلِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً [النساء:69،70].
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، واسلكوا طريق الحق الذي له هديتم، وعليكم بالسنة التي بها فضلتم، تمسكوا بها ولا تستوحشوا من قلة السالكين، واهجروا الضلالات، ولا تغتروا بكثرة الهالكين إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ [الأنعام:116،117]. ألا لا يتطاولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، ولا يلينكم الأمل فإن كل ما هو آت قريب.
أيها الناس: إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن شر الأمور محدثاتها، وإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: احذروا البدع، فإنها تشوه الدين، وتطمس معالم السنن، وتحدث الفتنة، وتضل الناس عن طريق الجنة، وتجعلهم يسيرون في طريق منتهاه الجحيم، وتفرق الناس، وتجعل أهلها يصرون على الحنث العظيم، ويتفرقون شيعًا ويتآمرون أحزابًا وذلك شأن المشركين، كما جاء بيان ذلك في القرآن المبين، وتجعلهم يفرقون دينهم، كل ح+ بما لديهم فرحون، وقد نهاكم ربكم عن ذلك بقوله: وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ % مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [الروم:31،32].
أيها المسلمون: ما من بدعة تحدث إلا ويميت الناس من السنن مثلها، ولا يحدث رجل بدعة إلا وقد ترك من السنة ما هو خير منها، وما ازداد صاحب بدعة اجتهادًا إلا ازداد من الله بعدًا، وعمل قليل في السنة خير من عمل كثير في بدعة؛ فإن الله تعالى إنما يتقبل من المتقين، والمبتدع ليس من أهل التقى بل هو من أهل العمى، لا يقبل الله من صاحب بدعة صيامًا ولا صلاة ولا حجًا ولا جهادًا ولا صرفـًا ولا عدلاً ؛ قال : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) [1].
أيها الناس: الحذر الحذر، والفرار الفرار، فإنكم اليوم في زمن نفقت فيه سوق البدع، وراجت تجارتها، وكثر الذين يحترفونها ويدعون إليها ويزينونها، ويفتنون الناس بما يضلونهم بها عن دينهم، فيصدونهم عن سبيل ربهم، ويأكلون أموالهم بالباطل، ويستعبدونهم، اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين، وصدوا الناس عن الهدى، وما ربك بغافل عما يعملون، فهم كما أخبر عنهم النبي : ((دعاة على أبواب جهنم؛ من أجابهم قذفوه فيها)) قيل: يا رسول الله! صفهم لنا. قال : ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) [2].
فإذا عرفتم ذلك معاشر المسلمين فاحذروا أن تجالسوهم أو تصغوا إليهم أو تعظموهم، فإن النبي قد لعنهم ولعن من أعانهم، يقول في الحديث الصحيح: ((لعن الله من آوى مُحْدثـًا))[3]. فاحذروا أن تقع عليكم اللعنة، واعلموا أنه قد جاء في الأثر أن من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه، ومن مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد مشى في هدم الإسلام.
أيها المسلمون: إن أهل البدع يعبدون الله بغير ما شرع فيفترون على الله الكذب، ويجلبون على أنفسهم التعب، ويقطعون السبيل، يشغلون الناس بالأضاليل، لسان حالهم: إن الله تعالى لم يكمل دينه فيكملوه، ولم يتم نعمته فيكفروه، أو: إن النبي لم يبلغ الناس كل ما أوحاه لله إليه، أو بلغه ولكن الصحابة لم يفهموه أو لم يهدوا الناس إليه. فما أظلمهم لربهم، وما أقل توقيرهم لنبيهم، وما أعظم جنايتهم على الصحابة، وما أضرهم على أنفسهم، وما أشأمهم على مجتمعهم، وما أجرأهم على دين ربهم، فيا ويلهم ما أعظم ما جنوه، وما أسوأ ما افتروه، فما حجتهم عند الله يوم يلاقوه، وصدق الله العظيم إذ يقول: قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلاْخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً % ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103،104].
فاتقوا الله أيها المؤمنون، واهجروا أهل البدع فلا تأتوا إليهم، واحذروهم فلا تصغوا إليهم، ونفروا الناس منهم، وابعدوهم عنهم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ ٱلَّذِي جَاءكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة:120].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وجعلنا من أوليائه وأحبابه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.
[1] أخرجه البخاري ح (2697) ، ومسلم ح (1718).
[2] أخرجه البخاري ح (7084) ، ومسلم ح (1847).
[3] أخرجه البخاري ح (1870) ، ومسلم ح (1370).
الخطبة الثانية لم ترد.
| |
|