molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: بين هم الدنيا والآخرة - عبد العزيز بن محمد السدحان / الرياض الأحد 5 فبراير - 4:54:10 | |
|
بين هم الدنيا والآخرة
عبد العزيز بن محمد السدحان / الرياض
الخطبة الأولى
أما بعد: فمعاشر المسلمين، لقد كان من حكمة الله تعالى وعظيم تدبيره وتقديره أن ركّب في نفس الإنسان مشاعرَ وغرائز، وتلك المشاعرُ والغرائزُ تتفاعل في الإنسان وتؤثرُ على سلوكه ومظهره بحسب المؤثرات المهيجةِ لها فتارةً تراه جزوعا وتارةً تراه مغتبطا وتارةً ضاحكا مسرورا وأخرى باكيا محزونا، تارة يَغلبُ نفسَه فيأطرُها وتاراتٍ تغلبه نفسُه فيتبعها.
معاشر المسلمين، ولما كانت شريعةُ الإسلام كاملةً لا نقصَ فيها ولا خللَ ولا شطط؛ كان من كمالها تهذيبُها لسلوكِ جوارحِ الإنسانِ وضبطها لغرائزِه، نهت عن النياحة والجزع، وأمرت بالصبر والاحتساب، حثّت على التفاؤل ونهت عن التشاؤم، رتبت الأجرَ والثوابَ على من وضع تلك المشاعرَ والغرائزَ مواضعَها، كما رتبت الوزرَ والعقابَ على من أهملها ولم يرعها حقَ رعايتِها بحسب أحكام الشرع وآدابِه.
معاشر المسلمين، إن من أكثرِ المشاعرِ النفسيةِ التي ابتلي بها كثيرٌ من المسلمين ما يتعلق بالهَمّ والغمّ؛ تلك المشاعرُ والأحاسيسُ التي إذا أصابت بعضَ الناس رأيته كئيبًا +يرا، تتنكر له نفسُه ويتغير مزاجُه وطبعُه، تراه وقد لَبِسَ من ثياب الهم والغم ما أثقله عن الطاعات، قد استسلم للشيطان بجميع أحاسيسه، إذا جالسته وحادثته أظهر لك من اليأس والقنوط والشكوى ما يغلق أمامَه الكثيرَ من أبواب الفرج والتنفيس حتى إن بعض أولئك يوغل في الانقياد لتلبيس الشيطان حتى يكادَ أن يعترضَ على قضاء الله وقدره أو يتسخطَ منه.
معاشر المسلمين، ولما كان الهمُّ من أقوى المؤثرات تحكّمًا في سلوك الإنسان وأحاسيسِه وجوارحِه، بل قد يكونُ مناطَ التغيراتِ النفسيةِ والحسيّةِ، لما كان الأمر كذلك عُني الشارعُ الحكيم بشعور الهم وبيّن أن الهمومَ أنواعٌ وأنها تتفاوت بحسب الباعث لها والمؤثر فيها، إلا أن الشارعَ حث العبادَ على أن يكونَ همُهم الأكبرُ واهتمامُهم الأعظمُ بأمر الآخرة وما أعد العبادُ لها في الدنيا.
فيا عباد الله، إن استشعار الهمِّ بأمر الآخرة طاعةٌ يتقربُ بها العبدُ إلى ربه، فالاهتمامُ بأمرِ الآخرةِ والهم لها خشية التقصير فيها تزيد العبدَ إيمانًا مع إيمانه وتجعل العبدَ متفقدًا لنفسه ومحاسبًا لها.
معاشر المسلمين، إن استشعارَ الهم بأمر الآخرة يخففُ بل يسقطُ وينفي عن النفس ما عَلِقَ بها وقيَّدها من الهموم الأخرى، بل أعظمُ من ذلك وأ+ى أن تغليبَ المسلم لأمر الآخرة والهم لها والاهتمام بها سببٌ في تفريج ما أهمه من أمر بدنه ورزقه ومعاشه، يؤكد ذلك ويقرره قولُه : ((من جعل الهموم همًا واحدًا همَّ المعاد كفاه اللهُ سائرَ همومه)).
فانظر -يا عبد الله- كيف كان همُّ الآخرة كافيًا لهموم الدنيا بفضل الله تعالى وكرمه، فاجعل هذا نصب عينيك وفي سويداءِ قلبك؛ ترَ من ربك ما وعدك به في الدنيا وما عنده في الآخرة خير لك وأبقى.
ثم الحذرَ الحذرَ -عبدَ الله- أن تُغَلِّب همومَ الدنيا وزينتها على هم الآخرة وعظم أمرها، فذلك ذريعةُ الخذلان وسلّمُ الحرمان، ألم تسمع قولَ نبيِّك في بقيةِ الحديثِ السابق: ((ومن تشعّبت به الهمومُ من أحوال الدنيا لم يبال الله في أيِّ أوديتِها هلك)) أخرجه ابن ماجه عن ابن مسعود ؟!
اعلم -يا عبد الله- أنك بمطاوعتك لنفسك والشيطان في الاسترسال مع الهم فإنك بذلك تزيد همَّك وتحرق نفسَك وتهدر وقتَك، وستزال أسيرًا لنفسك وشيطانك ما دمت كذلك، إذن فاستعن بالله ولا تعجز، استعن بالله ولا تحزن، استعن بالله وأحسن الظنَّ به، وأيقن أن من استجار بالله أجاره ومن استعان بالله أعانه، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "تأملت الدعاءَ فوجدت أنفعَه طلبَ العون من الله تعالى، ووجدت ذلك في قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ".
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "فمحبةُ الله تعالى ومعرفتُه ودوامُ ذكرِه والسكونُ إليه والطمأنينةُ إليه وإفرادُه بالحب والخوفِ والرجاءِ والتوكلِ والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على همومِ العبدِ وعزماتِه وإراداتِه؛ هو جنّة الدنيا والنعيمُ الذي لا يشبهه نعيم وهو قرةُ عين المحبين وحياةُ العارفين" انتهى كلامه رحمه الله تعالى [الوابل الصيب (ص106)].
وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "ضاق بي أمر أوجب غمًّا لازمًا دائما وأخذتُ أبالغ في الفكرة في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه، فما رأيت طريقا للخلاص"، ثم قال رحمه الله تعالى: "فعرضت لي هذه الآية: وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرجًا فعلمت أنّ التقوى سببٌ للمخرجِ من كل غمّ، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج" انتهى كلامه رحمه الله تعالى [صيد الخاطر (ص153)].
وقال الإمام الماوردي رحمه الله تعالى: "اعلم أنه قَلَّ من صبر على حادثة وتماسك في نكبة إلا كان انكشافها وشيكًا، وكان الفرج منه قريبا" [أدب الدنيا والدين (ص288)]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.
يا عبد الله المهموم من أجل مرضه وألمه، إياك أن يتجاوز بك الهمُّ حدَّه، إياك أن تجاريَ الشيطان في تهويله وتقنيطه.
يا عبد الله المريض، ألست مؤمنًا بأن الله تعالى أرحمُ بك من أمك وأبيك أختك وأخيك وصاحبتك وبنيك؟! إذن فلم الهم والقنوط؟!
يا عبد الله المريض، لم الهم والغم؟! أليس الذي أوجدك من عدم قادرًا على أن يرفع ما نزل بك من ألم؟! بلى والله.
يا عبد الله المريض، ألست مستيقنًا بأن الله تعالى حكيمٌ في تدبيره عدلٌ في قضائه ولسان حالك ومقالك يقول: بلى والله. إذن فلم الهم؟!
إذا بليـــت فثق بالله وارض بــــــــــه إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما لامرئ حيلةٌ فيمــــا قضــــى الله
اليـــــأس يقطع أحيانًا بصـــــاحبـــه لا تـــــيــــأســــن فـــــــــــإن الصــــانـــــع الله
يا عبد الله المريض، استشعر رحمةَ ربك وعظيم لطفه وكرمه.
يا عبد الله المريض، اجعل همَّك في تقصيرك فيما أوجب الله تعالى عليك.
يا عبد الله، اجعل همك في تفريطك في كثير من الطاعات أمام صحتك وعافيتك، فإن كنت محافظًا على ما أمرت به مجتنبًا ما نهيت عنه فأنت على خير في صحتك ومرضك وعند موتك.
دخل الإمام سحنون على مريض فقال: ما هذا القلق؟ فقال المريض: بسبب الموت والقدوم على الله، فقال سحنون: ألست مصدقًا بالرسل والبعث والحساب والجنة والنار وأن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى يوم القيامة، وأنه على العرش استوى، ولا يخرج على الأئمة وإن جاروا؟! فقال المريض: إي والله، فقال سحنون: مت إذا شئت، مت إذا شئت. [سير أعلام النبلاء (12/67)].
يا عبد الله المهموم من أجل رزقه و+به، لم الهمُّ والغم والرازقُ هو الله والمنعمُ هو الله؟!
يا عبد الله، أليس ربك يقول: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ؟!
يا عبد الله، إذا دعوت الله تعالى وفعلت الأسباب المشروعة فلم الهم؟!
يا عبد الله المهموم من أجل رزقه و+به، إذا دعوت ربَّك وفعلت الأسباب فاعلم علم اليقين أن ما كُتب لك من رزق سيأتيك طوعًا أو كرهًا بأمر الله تعالى وتقديره.
يا عبد الله، ألم تسمع قول نبيك : ((لا تستبطئوا الرزق فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغَ آخِرَ رزقٍ هو له، فأجملوا في الطلب، خذوا ما حلَّ ودعوا وا حرُم)) أخرجه ابن ماجه وابن حبان والبيهقي والحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
يا عبد الله، إياك والإيغالَ في مطاوعة نفسك والشيطان فتبقى أسيرًا لهمك، تصبح حيث أصبح وتمسي حيث أمسى، فيفسد عليك أمرَ عبادتك وجميعَ شأنك.
يا عبد الله، اعلم أن هم الدنيا إذا تغلغل في نفس العبد فإن ذلك مؤذنٌ بخسارته وذهابِ سعيِه فيما لا ينفع، كما قال : ((من كانت الدنيا همَّه جعل الله فقرَه بين عينيه وفرّق عليه شملَه، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدّر له)) أخرجه الترمذي عن أنس . فإياك -عبد الله- والسعيَ وراء حطام الدنيا والهمَّ والاهتمام بشأنها على حساب دينك.
يا عبد الله، والله لو كان همُّك لآخرتك تتفقد طاعاتِك وتحاسب جوارحَك وتندم على معصيتك وتستعد لغدِك، لو كان الأمر كذلك وكان هذا همَّك ومرادَك لصلح أمرُ دينك ودنياك. ألم تسمع قول نبيك : ((من كانت الآخرةُ همَّه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شملَه وأتته الدنيا وهي راغمة)) أخرجه الترمذي عن أنس ؟!
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "إذا أصبح العبدُ وأمسى وليس همُّه إلا الله وحده؛ تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلَّها وحمل عنه كلَّ ما أهمه وفرغ قلبَه لمحبته ولسانَه لذكره، وجوارحَه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همُّه، حمّله الله همومَها وغمومَها وأنكادَها ووكله إلى نفسه، فشغل قلبَه عن محبته بمحبة الخلق ولسانَه عن ذكره بذكرهم وجوارحَه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحشِ في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره، فكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته" انتهى كلامه رحمه الله تعالى [الفوائد (ص83)].
الخطبة الثانية
معاشر المسلمين، ولما كان من حكمة الله تعالى أنه جعل لكل داءٍ دواءً كان من ذلك ما يتعلق بداء الهم وأسباب زواله وذهابه، فمن أعظم أسباب زوال هموم الدنيا وغمومها: قوةُ التوحيد وتفويضُ الأمر إلى الله تعالى، بأن يعتقدَ العبد اعتقادًا جازمًا لا شك فيه ولا ريب أن الله عز وجل وحده هو الذي يجلبُ النفعَ ويدفع الضرَ، وأنه تعالى لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، عدلٌ في قضائه، يعطي من يشاء بفضله ويمنع ويبتلي من يشاء بعدله، ولا يظلم ربك أحدًا، فعلى العبد أن يحرصَ على عمارة قلبه بهذه الاعتقاداتِ وما يتبعها فإنه متى كان ذلك؛ أذهب الله غمّه، وأبدله من بعد خوفه أمنا.
معاشر المسلمين، ومن أسباب تفريج الهم أيضًا: حسن الظن بالله تعالى، وذلك بأن تستشعر أن الله تعالى فارجٌ لهمِّك كاشفٌ لغمك، فإنه متى ما أحسن العبدُ ظنه بربه فتح الله عليه من بركاته من حيث لا يحتسب، فعليك -يا عبد الله- بحسن الظن بربك ترى من الله ما يسرك، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظنّ خيرًا فله، وإن ظنّ شرًا فله)) أخرجه الإمام أحمد وابن حبان. فأحسن ظنك بالله، وعلق رجاءك به، وإياك وسوء الظن بالله، فإنه من الموبقات المهلكات، قال تعالى: الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا.
ومن أسباب تفريج الهم: كثرةُ الدعاءِ والإلحاحِ على الله بذلك. فيا من ضاق صدرُه وتكدر أمرُه، ارفع أكفَّ الضراعة إلى مولاك، وبثّ شكواكَ وحزنكَ إليه، واذرف الدمعَ بين يديه.
ومن أسباب تفريج الهم أيضًا: تفقدُ النفسِ والمبادرةُ إلى ترك المعاصي. يا عبد الله، أتريد مخرجًا لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعض المعاصي؟! يا عجبًا لك! تسأل الله لنفسك حاجاتِها وتنسى جناياتِها، ألم تعلم -هداك الله تعالى- أن الذنوب والمعاصي بابٌ عظيمٌ تَرِدُ منه المصائب على العبد، مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ومن أسباب تفريج الهم أيضًا: المحافظةُ على الفرائض والتكثرُ من النوافل. ومن ذلك أيضًا الإكثارُ من ذكر الله تعالى قراءةً واستغفارًا وتسبيحًا وتهليلًا، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
ومن أسباب تفريج الهم أيضًا: مجالسةُ الصالحين والاستئناسُ بطيب حديثهم، فالقربُ من أولئك غنيمة وتركهم ومصاحبة أضدادهم مصيبة.
ومن أسباب تفريج الهم أيضًا: أن يلجأ العبدُ إلى تلك الأذكارِ والأدعيةِ النبويةِ المخصوصة بالهم والغم، فمن ذلك ما أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله يقول عند الكرْب: ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم))، وكذا ما أخرجه البخاري عن أنس أن النبي كان يكثر من قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز وال+ل)) إلى آخر الحديث، وعن عبد الله بن مسعود قال: كان النبي إذا نزل به همّ أو غمّ قال: ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)) أخرجه الحاكم، وعن أبي بكرة أن رسول الله قال: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت)) أخرجه أبو داود وابن حبان، وعن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي : ((ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب غمي؛ إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرحًا)) أخرجه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه، إلى غير ذلك مما ورد من الأذكار في هذا الباب ونحوه.
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب غمومنا.
اللهم اشرح صدورنا ويسر أمورنا، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا...
| |
|