STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuou10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uououo10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uooous10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouus10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooo11حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ooouo_11حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoou_u10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uoo_ou10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Arkan_10الطـهـارةحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuooo_10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Ouuuuo10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouusu10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Plagen10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Uuouou10حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
molay
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
must58
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
bent starmust2
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
sanae
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
حليمة
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mam
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
zineb
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
aziz50
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
mm
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_rcapحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Voting_barحقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض 51365/1365حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض  (1365/1365)

حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض   حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Emptyالأربعاء 21 ديسمبر - 11:14:19



حقيقة السعادة

حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض Basmallah

عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

الخطبة الأولى

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، أمنية كل فرد منا في هذه الدنيا أن يعيش سعيداً، مطمئن القلب، مرتاح النفس، منشرح الصدر، قرير العين. تلك أمنية يسعى لها كل فرد بكل وسيلة يرى أنها تحقق له تلك الأمنية الغالية في نفسه، وتتنوع وسائل الأفراد منا، الباحثين عن هذه الأمنية السعيدة.

فمن عباد الله من يرى أن هذه الأمنية تتحقق له إن نال شيئاً كثيراً من المال، فمتى نال المال رأى أن السعادة قد حلت بداره، لماذا؟ لأنه أصبح يملك مالاً ثروة، يملك رصيداً، يملك شركاتٍ متنوعة وأسهماً متعددة، فيعدّ نفسه السعيد في هذه الدنيا.

وآخر يرى أن سعادته تتحقق له إن هو رُزق عدداً من البنين, فيرى ذلكم الولد قرة عينه وسعادته، وأنه امتداد لحياته.

ومن عباد الله من يرى تلك الأمنية الغالية تتحقق له إن يكن ذا قولٍ مسموع وأمرٍ نافذ وجاهٍ وولاية، فمتى نال تلك رأى أن السعادة قد تحققت له في تلك الولاية، وذلك المنصب أو الجاه الذي أدركه.

ومنهم من يعد ذلك في طول عمره وامتداد عمره وكثرة سنين حياته، فهو يشار إليه بأنه الممتع في هذا القرن، وأنه الذي بلغ من العمر ما بلغ، فيعدّ نفسه أنه يخبر عن الماضين، ويحدث الناس بما لم يدركوا، فيرى نفسه بذلك قد نال السعادة بامتداد هذا العمر وكبر سنه.

أيها المسلمون، ولكن تلك الأمور التي يعدها من يعدها سعادة، قد يصيبها قلقٌ قد يصحبها قلقٌ، يكدر على أولئك صفو حياتهم، ويقض مضاجعهم، ويحول تلك الأمنية الغالية يحولها إلى وهمٍ وخيال؛ ذلكم أن صاحب المال الذي يملك ما يملك من الأموال العظيمة الطائلة، هو في قلقٍ دائما على هذا المال، يفكر ليلاً ونهاراً، ماذا حل بالأسهم؟ ماذا تخبر البورصة عنه؟ ماذا جرى في أسهم المال العالمي؟ هل هناك انخفاضٌ؟ هل هناك زيادة أسهم؟ هل هناك كسادٌ وخسارةٌ ؟ يعدد كل ليلة مع نهاره، ففي الليل سهرٌ طويل إلى طلوع الشمس، يتابع الأسواق والبورصات العالمية من حالٍ إلى حال، ما هي نتائج الأسهم؟ هل الزيادة كثيرة أم النقص أم الخسارة؟ فليلة من الليالي يطرقه خبر عن +ادٍ في الأسهم، أو نقص فيها، فيعيش شقياً تعيساً، لا يذوق طعاماً، ولا يهنأ بمنامٍ، ولا يرتاح باله، فتراه في تعب وشقاءٍ وقلق، لماذا؟ لأن الأسهم قد خسرت، ولأن الأرباح قد هبطت، ولأن الرصيد الذي كان يعده قد تحول إلى النصف أو أقل أو إلى آخره.

إذن فهذه السعادة مصحوبة بقلق خوفاً على هذه الأسهم، خوفاً على مستقبلها، خوفاً على واقعها الحاضر والمستقبل، فهو في قلق وهمٍ وغمٍ نتيجة تقلب الأمور والأحوال؛ لأنه يرى سعادته في هذا المال، وقد أصاب المال ما أصابه، وحل به ما حلّ به، فهو يعيش في شقاءٍ وقلق وتعب وهم وحزن, لماذا؟ لأن ما كان يأمِّله سعادة له قد جلب عليه الشقاء، فأقلق نفسه، وأذهب عنه النوم والراحة والطمأنينة، فلا بطعام يهتني، ولا بمنام يتلذذ ولا بشيء، وإنما هم وغم وحزن.

وآخر ممن أعطي جاها ومكن له، إنه على خوف مما هو فيه؛ هل يبقى؟ يدوم له أم يسلب منه؟ هل يستمر فيه أم لا؟ كل ذلك هم على منصبه وولايته، وخوفا عليها من أن يحصل عليها ما يحصل.

وآخر طول سنه وكبر سنه وامتداد عمره، هو في شقاء يبحث عن وسائل العلاج، وعن الوقاية قبل ذلك، لعله أن تبقى له صحته، ولعلها صحة تبقى وتدوم له أياما، فهو يخاف على صحته يخاف من أمراض طارئة، وكلما أحس بضعف في سمع أو بصر أو أي قوة من قواه أصابه الخور والضعف على هذه القوة التي يتمنى أن تبقى، ولن تبقى له طويلاً.

أيها المسلم، إذاً ففي هذه الحياة من هو السعيد فيها؟ ومن هو قرير العين حقاً فيها؟

الذي يعيش مطمئناً خالياً من الهموم والأحزان، ليس قلقاً ولا تعباً، ولكنه مرتاح البال مطمئن النفس إنه المؤمن الذي آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً رسولاً. آمن بالله وآمن بملائكته وآمن بكتبه وآمن برسله وآمن بلقائه وآمن بقضاء الله وقدره، إنه المؤمن الذي آمن بقضاء الله وقدره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، آمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وهو مع هذا يأخذ بالأسباب النافعة في كل أمرٍ يهم به، يأخذ بالأسباب مع أخذه بالأسباب هو متكل على الله، ومفوض أمره إلى الله، إن أقبلت عليه الدنيا تلقاها بالشكر لله، والثناء على الله، وسخرها فيما يقربه إلى الله، فلم تكن الدنيا سبباً لأشره ولا لبطره، ولا لطغيانه ولا لكبريائه ولا لعلوه على عباد الله ولا لإنفاقه في الباطل.

وإن أدبرت عنه فالصبر والاحتساب والرضا عن الله هو ديدنه دائماً، وفي الحديث: ((عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله عجب، إن أصابته ضراء صبر، فكان خيراً له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له))[1] إنه في كل أموره مفوضٌ أمره إلى الله، يستخير الله عند كل أمرٍ يهم به، ويسأل الله أن يختار له ما هو الخير في أمر الدين والدنيا، وأن يصرف عنه ما هو الشر في أمر دينه ودنياه، ثم يأخذ بالأسباب النافعة مع الاستخارة والتوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والسعي الحثيث في كل ما يحقق له سعادته في دنياه وآخرته.

لكنه يختلف عن غيره أنه لا يصيبه قلق ولا هم ولا حزن، ما قدر الله فهو راضٍ به ومطمئن إليه، دائماً دندنته: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فهو لا يخاف على مستقبل، ولا يحزن على ماضٍ، إنه يبعد وساوس الشيطان الذي ربما قال له: أولادك ماذا حالهم؟ وماذا ستدع لهم؟ وماذا ستخلف لهم؟ وماذا وماذا؟ كل هذه الأمور لا يأخذها إلا من طريق الشرع، فهو يبذل السبب النافع، ويبذل كل سبب نافع، ويطبق أوامر الشرع في كل تصرفاته وأحواله، لكنه يعلق بالله أمله، ويثق بربه، ويتوكل عليه، ويعتمد عليه، ويفوض إلى الله أمره، سائلاً الله التوفيق له في كل أحواله.

أيها المسلم، صلة المسلم بربه تهون عليه مصائب الدنيا، صلة المسلم بربه تجعله على ثقة بربه في كل أحواله، وأن الله لن يضيعه، ولن يكله إلى نفسه، وأن أولاده لن يكلهم الله إلى أبيهم، وأبوهم لن يكله الله إلى أولاده، فأرزاق العباد مقسومة ومقدرة بمشيئة الله، فعلى العبد البحث عنها بالسبب النافع الذي أذن الله به ورسوله، ولكنه مع بذل السبب والتوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله هو يرضى بقضاء الله وقدره، لا يتسخط ولا يحزن، ولكن يرضى بقضاء الله وقدره ويطمئن إلى ذلك، يعلق بالله أمله، يعلق بالله رجاءه، يخوض في التجارة بنفسٍ مطمئنة، وصدق وأمانة، وصدق وإخلاص، وسبب نافع، فإن حقق الله المراد فالحمد لله، وإن جرى الأمر على خلاف مراده فليعلم أن ذلك بقضاء الله وقدره، هو يساهم في كل شيء، يحرث ويزرع، ويرجو من الله الإنتاج الحسن الطيب، هو يبيع ويشتري، ويأمل من الله المكاسب الطيبة، هو يتزوج ويبحث عن الولد ويرجو من الله أن يكون هذا الولد صالحاً.

إن البعض من الناس ربما غرقوا في الأماني والمستقبل، وكثفوا جهودهم وأفكارهم في أمور مستقبلهم لا على أساس الثقة، ولكن بحثا عن المستقبل وحاله، وماذا سيكون، والمؤمن مع هذا يبذل السبب النافع ويخطط لنفسه، ويبذل كل سبب يرى أنه مفيد له، لكن بشرط أن يكون على ثقة بربه، وتوكل على ربه، وتفويض الأمر إلى ربه، حتى يكون مؤمناً حقاً.

فالسعادة في طاعة رب العالمين، أولياء الله الذين أطاعوا الله واتقوه وخافوه ورجوه وعلقوا به آمالهم، قد وعدهم وهو أصدق القائلين: وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:2، 3]. فهو يتوكل على الله ويبذل السبب النافع المأذون به شرعاً، مع ثقته بربه، واعتماده عليه، وسؤال الله ألا يكله إلى نفسه طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقه.

إن المؤمن الذي آمن بالله، ونفذ أوامر الله، وابتعد عن نواهي الله، في سعادة في حياته، فصلاته و+اته وحجه وصومه وبره وصلته وكل أخلاق دينه هي سعادة له في هذه الدنيا، وأعظم من ذلك إخلاصه لله العبادة في دعائه ورجائه وتوكله عليه وحسن الظن به في كل الأحوال، فهذا حقيقة المؤمن السعيد الذي يسعد في هذه الدنيا، ولذا يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة))[2].

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


[1] أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق من حديث صهيب رضي الله عنه.

[2] أخرجه أحمد [12294] ، والنسائي في عشرة النساء [3939] ، وأبو يعلى [3482] ، والضياء في المختارة [1737] ، من حديث أنس رضي الله عنه ، وجوّد إسناده العراقي ، وقواه الذهبي في الميزان (2/177) ، وحسنه الحافظ في التلخيص الحبير (3/116).

الخطبة الثانية

أما بعد:

فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

عباد الله، يقول الله جل وعلا: إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [فصلت:30-32].

فاسمع أخي قول الله: إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ على هذا الإيمان، تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أي عند الموت، وتقول لهم على جهة التبشير والطمأنينة لأنفسهم: أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ، لا تخافوا على ما خلفتم من ولدٍ ومال، ولا تحزنوا على الماضي، ولا تخافوا في المستقبل، فنحن أولياؤكم في الحياة الدنيا، نثبتكم على الحق، وأولياؤكم في الآخرة ومعكم إلى دخول الجنة، فاطمئنوا على من خلفتم من ولدٍ ومال، اطمئنوا عليهم، وثقوا بالله، واعلموا أن الله سيحفظكم في كل ما خلفتموه، هكذا ثمرة الإيمان والعمل الصالح، طمأنينة النفس، وقرة العين، ثم عند الموت ويتذكر الإنسان ولده والصغار منهم وأمواله، الملائكة تقول لهم: لا تخافوا ولا تحزنوا، اطمئنوا وثقوا، وقووا بالله أملكم ورجاءكم ولهذا المؤمن عند هذا يشتاق إلى لقاء الله ويحسن الظن بربه ويشتاق إلى لقاء الله فيشتاق الله إلى لقائه.

أيها المسلم، كن واثقاً بالله، وكن مطمئناً، أنا لا أقول: عطل السبب، ولا أقول: انظر في مستقبلك بنظرة المتأمل، لكن لا تظن أن كل الأمور تكون رهن تخطيطك فقط، ورهن آمالك، لا! اعلم أن الله محيط بكل شيء، وأن الله ربك وعالم بسرك وعلانيتك، وأنك فقير إلى الله في كل أحوالك، ولو وكلك الله إلى نفسك ما حققت [شيئاً]، ولكن عليك بالثقة بالله والطمأنينة بالله، والرضا بقضاء الله وقدره، وعليك بطاعة ربك في كل أحوالك، يحفظك الله في حياتك وبعد موتك، وييسر الله أمرك وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ذَلِكَ أَمْرُ ٱللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً [الطلاق:4، 5].

أيها الشاب المسلم، تقف أمام الشاب المسلم عقبات أحياناً، يفكر فيها، هل يقدم على الزواج أم لا؟ ثم إذا أقدم على الزواج، هل يحقق لنفسه الرزق المطلوب له ولزوجته ولولده، أم يبقى سنين طويلة حتى يوفر الأمور المتكاملة؟ هذا كله من قلة الثقة بالله، إذا كان ربك يقول: وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ [النور:33]. وعد من الله للمتزوج يريد العفاف أن الله سيغنيه.

إذاً فأقدم على الزواج وابذل السبب، والأمر بيد الله، والرزق بيد الله، وإن ضاقت عليك اليوم فرجها الله عليك غداً فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:5، 6]، وفي الحديث: ((واعلم أن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً))[1].

أيها المسلم، أقدم على كل أمر فيه خير لك في دينك ودنياك، لكن مع الثقة بالله، والطمأنينة بقضاء الله، وأن لا تظن أنك بذاتك وقدرتك تحقق كل الآمال، لكن لا بد لك من استعانة بالله في كل أحوالك، والله سيمدك بعونه وتوفيقه، إن صدقت نيتك، ولكن عليك بطاعة ربك في كل أحوالك يجعل الله الأمر لك خيراً كله.

أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا وإياكم من الواثقين بالله المطمئنين بقضائه وقدره المؤمنين بذلك حق الإيمان.

واعلموا – رحمكم الله – أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم...

[1] أخرجه أحمد [2803] ، والحاكم (3/624] ، والضياء في المختارة (10/23 ، 24) ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما . وصححه القرطبي في تفسيره (6/398) ، وحسن إسناده الصنعاني في سبل السلام (8/249).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقيقة السعادة - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة الشهادتين- عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» خطورة الفتوى والقول على الله بلا علم - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» العزة بدين الله تعالى- عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض
» طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته - عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ / الرياض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: