molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: تعظيم أمهات المؤمنين - عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة الثلاثاء 20 ديسمبر - 4:39:28 | |
|
تعظيم أمهات المؤمنين
عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة
الخطبة الأولى أما بعد:
فإن من حقوق سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعظيم أزواجه أمهات المؤمنين واحترامهن وإكرامهن وتوقيرهن والدعاء لهن كيف وقد أثنى عليهن الله سبحانه وتعالى أثنى عليهن في كتابه فقال: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء وقال عز وجل: إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيرا وقد بينا سابقا أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في هذه الآية كذوي قرابته وقال سبحانه في بيان فضلهن وعظيم قدرهن وعظيم حقهن : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم أمهاتهم في الحرمة وفي وجوب الاحترام والإكرام والتوقير والإعظام فإن من توقير النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه واحترامه احترام عرضه وتوقير أهله وتعظيم أزواجه صلى الله عليه وسلم فمن عظمهن ووقرهن فبحبه للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوقيره له وتعظيمه له يفعل ذلك وقد أجمعوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ودخل بإحدى عشر امرأة عشر منهن من العرب وواحدة من بني إسرائيل من ذرية النبي هارون عليه السلام وقد ماتت اثنتان منهن في حياته صلى الله عليه وسلم وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة وتوفي صلى الله عليه وسلم عن تسع منهن وهن سودة بنت زمعة وعائشة بنت أبي بكر الصديق وحفصة بنت عمر الفاروق وهند بنت أبي أمية أم سلمة وزينب بنت جحش وجويرية بنت الحارث ورملة بنت أبي سفيان التي هي أم حبيبة وصفية بنت حيي التي هي من ذرية هارون عليه السلام وميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنهن وأرضاهن فهؤلاء النساء الكريمات هن حلائل سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وهن أفضل النساء وأطيب النساء وأزكى النساء وأطهر النساء كيف لا يكن كذلك وهن زوجات أطيب الخلق وأطهر الخلق وأفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول في كتابه: الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اثنتان منهن اختارهم الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بصورتها في خرقة من حرير قبل أن يتزوجها والأخرى زينب بنت جحش التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها زوجها الله تعالى لنبيه فكانت تفخر بذلك رضي الله عنها فتقول: زوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات هؤلاء هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين أطيب النساء وأطهر النساء وأ+ى الزوجات جعلهن الله أمهات المؤمنين لعظيم قدرهن وعظيم حقهن فعلى المؤمنين أن يعرفوا قدرهن وأن يؤدوا لهن حق التعظيم والاحترام والتوقير والإكرام والإجلال وإن من أبشع البدع وأخبث الكفر والنفاق ما يفعله الروافض من سب بعض أمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورميهن بالسوء والفحشاء خاصة الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر الفاروق ولا شك أن ذلك منهم كفر ونفاق وردة عن الإسلام فإن سب أي واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيه من التنقص من عرض رسول الله والتنقص من عرض رسول الله فيه من التنقص لحقه صلى الله عليه وسلم ما يوجب كفر فاعله وردته عن الإسلام وخبثه ونفاقه أي رجل يرضى بأن يسب أهله أو تقذف زوجته بالسوء إن أي سبة في أهله في زوجته يعدها الرجل تنقصا من حقه وعارا عليه والتنقص من حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر أكبر وردة عن الإسلام كما أن سب أي واحدة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوجب كفر فاعله وردته عن الإسلام فإن كل من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر وارتد عن الإسلام قال تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا وقد علم من أسلوب القرآن الكريم أنه لا يتوعد بالعذاب المهين إلا الكافرين لأنهم يلبثون في جهنم ولا يخرجون منها أبدا والعياذ بالله وأما سب أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق فإنه إضافة إلى ما ذكر يعد كفرا أكبر وردة عن الإسلام لأن فيه تكذيبا لأكثر من ثلاث عشرة آية من القرآن في سورة النور أنزلت لبيان طهارتها وبراءتها مما رماها به المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والروافضيون أحفاد أولئك المنافقين أحفاد عبد الله بن أبي بن سلول مازالوا يسبون الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها يرمونها بالسوء وهم في ذلك كاليهود لعائن الله عليهم أجمعين عندما رموا مريم ابنة عمران أم عيسى عليه السلام بالسوء والفحشاء فهم إخوانهم في الخبث والسب والشتم ولكن المصيبة أن تقع هذه البدعة الشنيعة وهذا الكفر الخبيث وهذا النفاق هنا في هذه المدينة النبوية الطاهرة المطهرة فإن من فعل هذا فيها فقد أحدث فيها حدثا هو من أقبح المحدثات وأشنع الكفر فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين كما أعلن ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم بل إن من يؤوي من يفعل ذلك بأن يؤجر له بيته أو ينزله في فندٌقه وهو عالم بكفره وخبثه هذا فهو مثله عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بل إن من يساعد هؤلاء ويمكنهم من مطوفين وموظفين وجنود وغيرهم وهم يعلمون كفرهم هذا وخبثهم وتنقصهم من عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه أيضا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين كما أخبر بذلك الصادق الأمين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال كما ثبت عنه في الحديث الصحيح: ((المدينة حرم -أي حرم محرم – ما بين عائر إلى فوق كذا أحدث فيها حدث أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)) أي بعد أن يحدث ذاك الحدث أو يؤوي ذلك المحدث أو يساعده أو يمكنه فإذا فطن إلى تلك اللعنة لا يقبل الله منه عملا أبدا والعياذ بالله وأي حدث أشنع من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتنقص من عرضه وحقه بسب أزواجه أو أي حدث أيضا أعظم من سب أصحابه وجنده وأنصاره صلى الله عليه وسلم فيا جيران المصطفى صلى الله عليه وسلم يا أهل هذه المدينة الطيبة من محبي رسول الله وآل رسول الله وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لرسول الله في أعناقكم حقا عظيما إن لهذا الجوار حقا عظيما أن تذبوا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وتغضبوا لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أيرضى أحدكم أن يسب أهله وترمى زوجته بالسوء والفحشاء يغضب حينئذ وربما قاتل غريمه فكيف لا تغضبون لعرض سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ كيف لا تغضبون لعرضه؟ كيف ترضون بسب أهله وأزواجه مع ما في ذلك من التنقص من عرضه صلى الله عليه وسلم والإيذاء له صلى الله عليه وسلم وإذا بلغكم ذلك فكيف تسكتون وكيف تغضون الطرف عن هذا الجرم الشنيع والبدعة الخبيثة والكفر الصراح والردة الواضحة؟ كيف تغضون الطرف عن ذلك؟ فيا له من جرم عظيم وسوء أدب مع هذا الجوار الكريم أن نسكت عن ذلك ونغض الطرف عنه ولا نغضب لعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم فنعوذ بالله من غضبه نعوذ بمعافاته من غضبه نستغفر الله العظيم ونتوب إليه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وعليكم أيها المسلمون بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الجماعة هي التمسك بالكتاب والسنة وبمنهج الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين. يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تدان ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل من قائل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) اللهم صلي وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علي وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعيين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
| |
|