molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم - عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة الثلاثاء 20 ديسمبر - 4:33:57 | |
|
محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم
عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة
الخطبة الأولى أما بعد: فمن حقوق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة آل بيته الطيبين الطاهرين وتعظيمهم وإكرامهم وتبجيلهم , لقد أثنى الله في كتابه عليهم فقال سبحانه وتعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً [الأحزاب:33]. وآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قرابته ممن حرم الصدقة وهم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس وقيل تحرم الصدقة على بني هاشم وبني المطلب وقال مالك رحمه الله: تحرم على بني هاشم فقط , فآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم هؤلاء وعلى رأسهم أهل الكساء فقد روي من أحاديث كثيرة أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا حسناً وحسيناً وفاطمة وعلي فجمعهم تحت +اء له وقال: ((هؤلاء أهل بيتي, هؤلاء هم أحق))[1]. ولقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته خيراً بأهل بيته فقال: ((أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال صلى الله عليه وسلم: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) رواه مسلم في صحيحه[2].
وأزواجه صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات أمهات المؤمنين يدخلن في الآية بلا شك وهي قوله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً [الأحزاب:33]. وكيف لا يدخلن فيها وهن سبب نزولها والخطاب لهن في السياق فقد بدأ السياق بالخطاب لهن يا نساء النبي ثم استمر الخطاب لهن حتى آخر هذه الآية التي أولها: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين ال+اة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً [الأحزاب:33]. ولا شك في أن زوجات الرجل يدخلن في أهل بيته وإنما جمع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناً وحسيناً وفاطمة وعلياً تحت الكساء ليبين أن هؤلاء الأربعة أول أهل بيته وأولى أهل بيته بالتكريم , لم يرد صلى الله عليه وسلم الحصر وإلا فآله وقرابته كثير لم يدخلوا تحت الكساء ابن عمه عقيل ابن أبي طالب وعمه العباس وعمه الحارث بن عبد المطلب وعمته صفية وغيرهم من ذوي قرابته وآله صلى الله عليه وسلم لم يدخلوا تحت الكساء لما ذكرنا من أنه صلى الله عليه وسلم إنما أراد التنبيه إلي أن هؤلاء الأربعة أهل الكساء هم أولى آل بيته بالتكريم, فأزواجه الطاهرات المطهرات داخلات في أهل بيته صلى الله عليه وسلم فمحبتهن وتعظيمهن وتكريمهن وتبجيلهن واجب كتعظيم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكمحبتهم وكتعظيم أهل ال+اء ومحبتهم.
أما آل بيته صلى الله عليه وسلم ممن جاؤوا من بعده وذرياتهم إلى يوم القيامة فإنما نحب المتقين منهم, نحب المؤمنين الذين تمسكوا بسنة جدهم وبهديه صلى الله عليه وسلم وتمسكوا بتوقير أزواجه وتمسكوا بتوقير أصحابه , أما من انحرف منهم عن ذلك عن سنة المصطفي صلى الله عليه وسلم وهديه وعن القرآن الذي أنزل عليه أو أساء الأدب مع زوجاته الطاهرات أو مع أصحابه الكرام فلا والله لا نحبهم بل نبغضهم لأنهم ليسوا أولياء رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانوا من ذوي قرابته , إنهم أعدائه وإن كانوا من ذوي قرابته وهم في ذلك +لفهم أبي لهب فقد كان من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسباً فهو عمه ومع ذلك فقد كان من أعدائه لأنه ناصب ما أنزل عليه العداء فلم يشفع به نسبه وتردت به عداوته, فأولياء النبي صلى الله عليه وسلم هم المتقون سواء كانوا من آله أو من غيرهم كما قال سبحانه: وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون [الأنفال:234]. وعن أنس بن مالك[3] رضى الله عنه سؤل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم أولياؤك فقال: ((كل تقي)) وتلا صلى الله عليه وسلم هذه الآية: إن أولياؤه إلا المتقون . فمذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة أن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأصحابه كلهم لهم في أعناقنا حق المحبة وواجب التبجيل والتعظيم فقد كانوا شكلوا هيئة واحدة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم مترابطة متآلفة متكاتفة متعاونة على الإيمان برسول الله وعلى محبته صلى الله عليه وسلم وعلى طاعته ونصرته ولكن المجوس دسوا في صفوف بعض المسلمين خرافة التفريق بين هذه الهيئة الواحدة المتآلفة محاولة من المجوس لهدم الإسلام في نفوس المسلمين بل هي محاولة خبيثة منهم لتشويه مكانة النبي صلى الله عليه وسلم وصورته في نفوس المسلمين بمحاولتهم تصويره صلى الله عليه وسلم بصورة الرجل الفاشل الذي فشل علي حد قولهم في التأليف والتوفيق بين آله وبين أصحابه , بصورة الرجل الذي خانه زوجاته حاشاه صلى الله عليه وسلم والمقصود الخفي للمجوس وفروخ المجوس من تلك الخرافة هو تدمير الإسلام في نفوس أهله, والحق الأبلج الواضح الساطع لكل ذي عينين أن قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وأزواجه الطاهرات وأصحابه الكرام كلهم كانوا متحابين متآلفين متآزرين متعاونين يتسابقون ويتفانون في محبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الإيمان به وفي طاعته وفي نصرته والله أعلم حيث يجعل رسالته , فكما اصطفى نبيه من بين سائر خلقه إذ كان أفضلهم فقد اصطفى لنبيه زوجات هن أحسن النساء يومئذ وأكرمهن واصطفى لنبيه جنداً وأصحاباً وأنصاراً هم أفضل الرجال يومئذ وأكملهم بعد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم , والله أعلم حيث يجعل رسالته وبدون ذلك كيف يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدي أمانته ويبلغ رسالته دون زوجات صالحات قانتات يسكن إليهن ويعنّه على شؤون الحياة والبيت, وبدون أصحاب وجند وأنصار يذبون عنه وعن دعوته ويجاهدون بين يديه ويبلغون الأمة رسالاته صلى الله عليه وسلم, بدون ذلك كيف يمكنه أن يبلغ رسالته والله تعالى يقول له: يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين [الأنفال:64]. أي وحسبك من اتبعك من المؤمنين بنصرتهم لك وطاعتهم لك وجهادهم بين يديك وهذا هو أحد وجهي المعنى في الآية, والمعني الآخر وكلا الوجهان صحيح والله حسب من اتبعك من المؤمنين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
[1] أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2/577-578) وفيالمسند (4/107) والحاكم (3/159) وغيرهما. والحديث صححه ابن حبان والحاكم.
[2] أخرجه مسلم في صحيحه في فضائل الصحابة باب من فضائل عليبن أبي طالب رضي الله عنه (4/1873).
[3] أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (2/152) وسنده ضعيف جداً.
الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيا أيها المصلون إن من آداب صلاة الجمعة أن يبكر المصلي إليها فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المصلين على التبكير في المجيء إلى المسجد يوم الجمعة وبين ما في ذلك من الثواب العظيم والأجر الكبير, أما من تأخر في المجيء فإن عليه أن يحرص كل الحرص على أن لا يؤذي من سبقه من المصلين يجلس في أدنى مكان يجده ولا يجوز له أن يتخطى رقاب المصلين فقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفعل أذى والأذى لا شك يترتب عليه الإثم والوزر فقال صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس قال له وهو على المنبر: ((اجلس يا هذا فقد آذيت))[1].
كما أن من آداب صلاة الجمعة وواجباتها أن ينصت المصلي إلى الإمام وهو يخطب على المنبر لا يجوز له أن يشغل نفسه بغير ذلك ولا يجوز له أن يتحدث مع أحد أثناء الخطبة حتى لا يجوز له أن يقول لصاحبه أنصت فمن قال لصاحبه أنصت فقد لغا[2] ومن لغا فقد ضيع الأجر والثواب وهو مهدد بالوزر والإثم. فكم من الناس يأتي يوم الجمعة ليكسب أجراً فإذا به يرجع وقد +ب وزراً وإثماً .فاتقوا الله أيها المصلون وحافظوا على صلاتكم وعلى آداب الصلاة يوم الجمعة , وقد بلغني أن بعض الحريصين على الخير ينهى الناس في هذا المسجد عن الصف بين السواري, لقد ثبت[3]عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن معاوية[4] بن قرة عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: كنا ننهى عن أن نصف بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ثبت[5] عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما دخل الكعبة صلى بين الساريتين فقال الفقهاء إن النهي موجه للجماعة والإباحة للمنفرد وحملوا كذلك النهي على أنه عند السعة وأما عند الضيق فلا بأس بذلك. قال الفقيه المالكي ابن العربي صاحب أحكام القرآن لا خلاف بين الفقهاء على أنه يجوز ذلك عند الضيق وأنه يكره عند السعة للجماعة وأما المنفرد فلا بأس له بذلك فقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين سواريها .
فنقول أنه بناء على ذلك لا ينبغي لأحد أن يشق على الناس فينهاهم عن أن يصفوا بين السواري وخاصة يوم الجمعة في مثل هذا المسجد لأن الضيق متحقق من كثرة المصلين ومن زحام ومن نحو ذلك.
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وعليكم أيها المسلمون بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار واعلموا أن الجماعة هي التمسك بالكتاب والسنة وبمنهج الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
يا بن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تدان ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال عز من قائل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما [الأحزاب:56]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي واحدة صلى الله بها عليه عشرا))[6]، اللهم صل وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق و ذي النورين عثمان وأبي السبطين علي وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
[1] أخرجه أبو داود (1118) وأحمد (4/188) والنسائي (3/103) وابن خزيمة (3/656) والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه في الجمعة باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب (1/316).
[3] أخرجه الترمذي (229) والنسائي (2/94) وأبو داود (673) وأحمد (3/131) وسنده صحيح.
[4] أخرجه ابن ماجة (1002) وابن خزيمة (1567) وابن حبان (2219).
[5] أخرجه البخاري في صحيحه (32) الحج باب الصلاة في الكعبة (2/580).
[6] أخرجه مسلم في صحيحه في الصلاة باب الصلاة على النبي في التشهد (1/306) (408)
| |
|