molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: العلم بـ لاإله إلا الله والزواج - عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة الثلاثاء 13 ديسمبر - 7:02:12 | |
|
العلم بـ لاإله إلا الله والزواج
عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري /المدينة المنورة
الخطبة الأولى
أما بعد: فقد بينا فيما مضى أن لا إله إلا الله إنما ينتفع بها صاحبها بسبعة شروط ذكرناها على سبيل الإجمال وهى العلم بمعناها واعتقاد واليقين في هذا الاعتقاد والصدق فيه والإخلاص والانقياد والمحبة، أي محبة معنى هذه الكلمة ومدلولها ومحبة أهلها العاملين بها وعلى رأسهم الأنبياء والمرسلون وعلى رأس الأنبياء والمرسلين خاتمهم وإمامهم سيدنا محمد هذه هي الشروط السبعة بيناها على وجه الإجمال .. ولنبدأ منذ اليوم بعون الله عز وجل بيانها على وجه التفصيل.
فنبدأ بالشرط الأول الذي هو العلم بمعنى لا إله إلا الله.
يجب عليك يا مسلم أن تعلم معنى لا إله إلا الله ومدلولها حتى تعتقده وتستيقنه وتعمل به وتعمل بمقتضاه أما إذا لم تعلم معناها ماذا تعتقد إذن وماذا تستيقن وتعمل به وتعمل بمقتضاه ، يجب عليك يا مسلم أن تعلم معنى لا إله إلا الله ولو على سبيل الإجمال ولكن كما أنه لا يستوي من يعلم معنى لا إله إلا الله ومن لا يعلم معناها فإنه لا يستوي أيضًا من يعلم معناها على وجه الإجمال، ومن يعلم معناها على وجه التفصيل: قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب [الزمر:9].
فعموم المسلمين عليهم أن يعلموا معنى هذه الكلمة ولو على وجه الإجمال. إذ ليس كل أحد يقدر على أن يعرف التفصيل.
أما علم التفصيل فالغالب أنه يختص به العلماء، فالعلماء يعلمون من أسرار هذه الكلمة ومدلولاتها ما يزيد خشيتهم لله عز وجل وتعظيمهم له وحبهم له، وخوفهم من عقابه وحسابه، قال سبحانه: إنما يخشى الله من عباده العلماء [فاطر:28].
أتراه يريد العلماء بالنحو أو الشعر، العلماء بالفيزياء أو الكيمياء العلماء بالهندسة أو الطب كلاّ إنما أراد في هذه الآية العلماء بـ "لا إله إلا الله" هؤلاء العلماء هم الذين يصفهم الرب في كتابه بهذا الوصف دائمًا، ويسميهم أولي العلم وأهل العلم وقد قرن شهادتهم بشهادته عز وجل وشهادة ملائكته في قوله سبحانه: شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم [آل عمران:18].
عليك يا مسلم أن تعلم أن لا إله إلا الله هي العروة الوثقى التي ذكرها الله عز وجل في قوله: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها [البقرة:256].
وهى العهد الذي ذكره في قوله: لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا [مريم:78]. وهى كلمة الحق التي ذكرها في قوله عز وجل: ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون . وهى كلمة التقوى المذكورة في قوله عز وجل: وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها [الفتح: 27].
وهى الكلمة الطيبة المذكورة في قوله عز وجل: ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء [إبراهيم: 24].
فأصل هذه الكلمة "لا إله إلا الله" أصلها الذي هو الإيمان ثابت في قلب كل مؤمن وفرعها الذي هو العمل الصالح في السماء صاعد إلى الله عز وجل.
وهذه الكلمة هي الحسنى المذكورة في قوله سبحانه: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى [الليل: 5-7] وهى الحسنة على أحد التفسيرين هي الحسنة المذكورة في قوله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [الأنعام:160]. قاله زين العابدين وإبراهيم النخعي رحمهما الله.
وعن أبي ذر رضى الله عنه مرفوعًا إلى النبي قال: ((هي أحسن الحسنات وهى يمحو الله بها الذنوب والخطايا ويمحو الله بها الذنوب والخطايا))[1].
وهى المثل الأعلى المذكور في قوله عز وجل: ولله المثل الأعلى في السموات والأرض [النحل:60].
قاله قتادة ومحمد بن جرير ورواه مالك عن محمد بن المنكدر رحمهم الله.
ثم اعلم أن لا إله إلا الله هي سبيل النجاة حقق معناها واستوفِ شروطها واعمل بمقتضاها ثم أبشر بعد ذلك بالنجاة فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي سمع مؤذنًا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال : ((خرجت من النار))[2]. صدق رسول الله .
هذه الأوصاف الكثيرة المتنوعة في القرآن الكريم التي وصف الله بها هذه الكلمة العظيمة كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة: "لا إله إلا الله" أراد الله جل جلاله بها تنبيه العباد إلى عظم قدر هذه الكلمة وجلال معناها فهي مدار رسالات الرسل وما أنزل عليهم من وحي وكتب ما بعث الله نبيًا ولا رسولاً في أي أمة من الأمم إلا وصلب رسالته وجوهر دعوته لا إله إلا الله، قال الله عز وجل: وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [النحل:25] وقال سبحانه وتعالى: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت [النحل:36] وهذا هو معنى لا إله إلا الله، عبادة الله وحده والكفر بالطاغوت.
وسنبين إن شاء الله تعالى في الجمعة القادمة شيئًا مما في معناها من النفي والإثبات أقول هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
[2] صحيح مسلم (382) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: لماذا أثرنا مسألة الزواج والتعدد، بينما كان حديثنا عن الأولاد وتربية الأولاد، كان ذلك لأمور منها الصلة الوثيقة بين إكثار النسل والاستكثار من الذرية والأولاد التي دعانا إليها الحبيب المصطفى وبين مسألة الزواج والتعدد ومنها أننا أردنا تنبيه أخواتنا المؤمنات إلى شرط الانقياد ومقتضى الاعتقاد وثمرة اليقين في لا إله إلا الله.
فالمؤمنة التي تعلم معنى لا إله إلا الله وتعتقده وتؤمن به وتستيقنه وتنقاد لمدلوله ومقتضاه كالمؤمنة التي هذا حالها لا تشك في أي حكم من أحكام الله عز وجل ولا تناقشه أو تعانده، والله سبحانه الخبير بعباده قد شرع لنا شريعة الزواج مطلقًا ولو بواحدة وجعله واجبًا على كل قادر.
ثم شرع شريعة التعدد، حكم التعدد وجعله سنة وعزيمة ندب إليه القادرين عليه من أهل الوفاء والعزيمة والعدل، إنه ولو لم يوجب هذه السنة عليهم لكنه ندبهم إليها ورغبهم فيها والله عز وجل إذا حكم بحكم، بالمؤمن والمؤمنة يعلمون جميعًا أن في حكم الله العدل والرحمة، وفيه المصلحة كل المصلحة.
يجب أن تعلم المؤمنة أن التعدد حكم نص الله عليه في كتابه وفعله حبيبه المصطفى ولو كان في التعدد أي ظلم للمرأة أو بخس لحقها ما حكم الله به ولا فعله الحبيب المصطفى ونحن هنا لسنا بصدد تبرير هذا الحكم وبيان ما يترتب عليه من مصالح وإنما نريد أن نشير إلى أنه مما دفعنا إلى إثارة هذه المسألة ما لاحظناه أخيرًا من أن هناك في مجتمعاتنا أصواتًا خبيثة للمنافقين أذناب الإفرنج بدأت ترتفع لتصور للمؤمنين والمؤمنات لتصور لهم شريعة التعدد على أنها ظلم للمرأة وقهر للزوجة الأولى صرنا نطالع ذلك أحيانًا في بعض الصحف والمجلات وقد نشاهده في بعض المسلسلات التليفزيونية أو التمثيليات والبرامج الإذاعية وربما ألف أذناب الإفرنج في ذلك كتبًا، أو قصصًا وربما أنشأوا من أجله جمعيات ماذا يريد أذناب الإفرنج أذناب أمريكا وأوربا، أذناب اليهود والنصارى، ما هو البديل عندهم للتعدد الشرعي الذي شرعه الله عز وجل، البديل عند أذناب الإفرنج هو الانحلال والإباحية فبدلاً من تعدد الزوجات الشرعي تعدد الزوجات معززات مكرمات لأن الشرع وإن أباح للزوج أن يتزوج بأكثر من امرأة فإنه ضمن للمرأة حقها فألزم الرجل بالعدل بينهن، وأداء حقوقهن، البديل لهذا عند أذناب الإفرنج هو تعدد الخليلات والعشيقات والمومسات أي الفساد العريض والفتنة الكبرى.
دمار الأخلاق وضياع الأنساب والأعراض وانتشار الجرائم وخاصة جرائم الفواحش والزنا والاغتصاب كما هو المشاهد الملموس في بلاد الإفرنج وما لحقها من بلاد المسلمين، هذا هو البديل عند أذناب الإفرنج لحكم الله عز وجل.
فأين يكمن العدل وأين تكمن المصلحة، يا مؤمنة ويا مؤمن أهو في هذا البديل الذي يريده ويدعو إليه ويخطط له المنافقون من أذناب الإفرنج في مجتمعاتنا يريدون زوجة واحدة ينصرف عنها زوجها إلى عشرات الخليلات، ومئات المومسات كما هو المشاهد الملموس في بلاد الغرب، في أمريكا وأوربا وغيرها من البلاد الإفرنجية.
وتلك الحكومات التي حرمت التعدد الشرعي، حرمت التعدد الشرعي في بلادها أباحت في مقابل ذلك البغاء بشكل مباشر أو غير مباشر، وفتحت المجال للمومسات، أين يكمن العدل وتكمن المصلحة أيها المؤمنون والمؤمنات، ومتى هي المرأة مظلومة مقهورة أتحت ظل حكم الله عز وجل؟ أم تحت ظل هذا البديل الخبيث الذي يدعوها إليه أذناب الإفرنج؟. قال الله عز وجل: والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا [النساء:27].
أن تميلوا عن منهج شرع الله وعن حكم الله وعن فطرة الله التي فطر الناس عليها هذا هو ما يريده أتباع الشهوات وحبيس الشهوات من أتباع الإفرنج: يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفًا [النساء:28].
أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم أيها المسلمون بالجماعة والجماعة هي التمسك بالكتاب والسنة ولو كنا قلة على ذلك ومن شذ شذ في النار.
يا ابن آدم أحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه وكن كما شئت فكما تدين تُدان.
ثم صلوا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل من قائل: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا [الأحزاب:56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علىّ وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
| |
|