STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ouuou10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Uououo10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Uooous10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ooouus10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ooouo_10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ouooo11آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ooouo_11آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Uoou_u10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Uoo_ou10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Arkan_10الطـهـارةآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Uuooo_10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Ouuuuo10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Oouusu10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Plagen10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Uuouou10آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
molay
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
must58
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
bent starmust2
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
sanae
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
حليمة
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
mam
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
zineb
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
aziz50
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
mm
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_rcapآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Voting_barآفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي 51365/1365آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي نعم  (1365/1365)

آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Empty
مُساهمةموضوع: آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي   آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Emptyالسبت 3 ديسمبر - 4:34:30



آفات الهوى

آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي Basmallah

عبد الرحمن بن علوش مدخلي

الخطبة الأولى

أما بعد: أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السرّ والعلن، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70، 71].

عباد الله، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم : فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النزعات:37-41].

إنه اتّباع الهوى الذي حذّرنا منه المولى عز وجل، وحذّرنا منه نبينا محمد ، وبين خطره علماء الأمة. إنه الهوى الذي يغير الأمور فيجعل المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، ويصبح المسلم ـ بل المتبع لهواه ـ لا يميز بين خير أو شر ولا بين حسن أو قبيح إلا ما أشرب من هواه. يقول النبي في الحديث الذي رواه مسلم: ((تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا، فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيًا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه))، فأصبح هواه هو الذي يسيره، فأصبح هواه هو الذي يقوده، فأصبح هوى النفس هو الذي يقود الإنسان الذي اتبع هواه.

فاتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ أن تكون النفس هي القائدة للإنسان، تحسن له القبيح وتقبح له الحسن، وتقوده إلى المهالك فيطيعها في كل صغيرة وكبيرة، دون أن يبحث عن دين أو عن شرع أو عن خلق أو عن قيم أو عن مبادئ، وإنما يتبع هواه، أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الفرقان:43]. لقد أصبح الهوى عند ذاك الإنسان الذي قادته نفسه الأمارة بالسوء وقاده الهوى والشيطان، أصبح الهوى إلهًا يعبده، يحلِّل له ويحرّم له، فيتبعه عند كل صغيرة وكبيرة.

إن الهوى ـ يا عباد الله ـ من أخطر الأمور التي يصاب بها الإنسان، ولنعلم ـ أيها المؤمنون ـ أن الفرق بين الإنسان وبين الحيوان هو هذا العقل الذي ميز الله به الإنسان، فجعله يميز بين الحسن والقبيح، وبين الضار والنافع، وبين ما ينفعه في دينه ودنياه وبين ما يضره، بيد أن الحيوان لا يعلم شيئًا من ذلك؛ لأنه لا عقل له، لكن النتيجة مختلفة، فالحيوان يكون ترابًا يوم القيامة لأنه غير مكلف، بينما الإنسان إما أن يصير إلى جنة وإما إلى نار بحسب حاله الذي كان عليه في الحياة الدنيا.

وينبغي أن نعلم أن الفرق بين منهج الله سبحانه وتعالى وبين مناهج البشر أن مناهج البشر تتبع الهوى وتسير وفق الأهواء ووفق الرغبات والشهوات، بينما منهج الله سبحانه وتعالى لا خطأ فيه ولا ميل؛ لأنه منزل من قبل رب الأرض والسماوات، وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ [المائدة:49].

إن من يتحاكم إلى غير شرع الله قد اتبع الهوى، والهوى يختلف بحسب اختلاف الرغبات والشهوات، ومحالٌ أن يتفق الناس أصحاب الأهواء على منهج واحد؛ لأن الأهواء تختلف، ولأن الرغبات تختلف، بينما حكم الله واحد لا يتغير.

لما سرقت المخزومية في عهد النبي وأراد النبي أن يقطع يدها حز هذا الأمر في نفوس أصحاب الهوى من كفار قريش الذين يتحاكمون إلى العادات وإلى المبادئ الأرضية، فأرسلوا أسامة بن زيد إلى النبي ليشفع لتلك المرأة فلا تقطع يدها، فغضب النبي غضبا شديدا وقال: ((يا أسامة، أتشفع في حد من حدود الله؟! إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) رواه أبو داود وأحمد ومسلم بمعناه.

إنه منهج الله الذي لا يعرف المحاباة، ولا يعرف المداهنة، ولا يعرف الفرق بين الكبير والصغير، ولا بين الرئيس والمرؤوس، ولا بين الغني والفقير، فالناس أمام شرع الله سواسية كأسنان المشط، هكذا هو منهج الله، منهج ثابت دائم لا يتغير ولا يتبدل ولا يزول ولا يحول، هكذا هو المنهج الشرعي الذي أنعم الله به على هذه الأمة.

وينبغي أن نعلم ـ يا عباد الله ـ أن العبد في هذه الحياة بين إجابتين لا ثالث لهما، إما أن يستجيب لشرع الله، وإما أن يستجيب لهواه، لا ثالث للأمرين، إن لم يستجب لشرع الله فهو مستجيب لهواه لا محالة، يقول الله سبحانه وتعالى: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص:50]، إذا لم يستجيبوا لك ـ يا محمد ـ فإنما يتبعون أهواءهم ورغباتهم. هذا هو المنهج الواضح: أن الإنسان إذا لم يستجب لشرع الله سبحانه وتعالى فإنه متبع لهواه، رضي بذلك أم لم يرض.

لماذا ـ يا عباد الله ـ جاءت الشريعة واضحة في هذا الأمر، وجاءت النصوص الشرعية متواترة في التحذير من الهوى، وفي بيان عاقبته، وفي بيان أنه من أعظم الأمور التي ينهى عنها؟!

إن الهوى ـ يا عباد الله ـ من أعظم الآفات ومن أعظم المصائب ومن أعظم السيئات التي يبتلى بها العباد في هذه الحياة الدنيا؛ لأن من يتبع هواه قد جعل هواه إلهًا يعبَد من دون الله، أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23]، لأنه جعل هواه مشرعًا يشرع له ما يريد ويقبح له ما يريد.

لما دخل عدي بن حاتم على النبي وسمعه يتلو قول الله تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:31] قال: يا رسول الله، لم نعبدهم! قال: ((أليسوا يحلون لكم الحرام ويحرمون لكم الحلال فتطيعوهم؟))، قال: بلى يا رسول الله، قال: ((فتلك عبادتهم)) رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني.

إن من اتخذ إلهه هواه قد عبد هذا الهوى، ومن جعل نفسه هي التي تحلل أو تحرم فقد جعل نفسه إلهًا من دون الله، من اتخذ العادة منهجًا يرجع إليه في التحليل والتحريم فقد اتخذ العادة إلهًا تعبد من دون الله، من اتخذ التقاليد الأرضية أو البشرية أو القبلية منهجًا يتحاكم إليها دون شرع الله فقد اتخذها إلهًا من دون الله يُعبد. هذا منهج واضح لا غبش فيه ولا غموض، قد بينه المولى عز وجل بقوله: أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ [الجاثية:23].

في اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ استهانة بالذنوب والمعاصي، فتصبح المعصية عند الإنسان لا شيء؛ لأنه لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه. يقول عبد الله بن مسعود : (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يوشك أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار) رواه الترمذي وصححه الألباني. يستهين بالمعصية، لا يرى لها شدّة المؤمن الذي يخشى الله سبحانه وتعالى، ويخاف من عقوبته، ويفكر فيما أعده الله تعالى للعصاة.

أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23]، قال بعض الصالحين: "إذا همت نفسك بالمعصية فذكرها بمراقبة الله سبحانه وتعالى، وأن الله يراك ومطلع عليك، فإن لم ترتدع عن المعصية فذكرها بالفضيحة، فإن لم ترتدع فذكرها بأخلاق الرجال، فإن لم ترتدع فاعلم أنك قد انقلبت في تلك الساعة إلى حمار". إذا لم يردع الإنسان خوف الله ومراقبته ولم تردعه الفضيحة ولم تردعه أخلاق الرجال فما الفرق بينه وبين البهيمة؟! ما الفرق بينه وبين العجماوات؟!

هكذا يحذرنا المولى عز وجل من هذه المصيبة، من هذه الآفة التي ابتلي بها كثير من الناس، حذرنا المولى عز وجل من اتباع الهوى لأن اتباع الهوى يقود صاحبه إلى النار والعياذ بالله تعالى، يقول النبي : ((حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات)) رواه مسلم. فكل الشهوات التي تشتهيها النفس الأمارة بالسوء هي قائدة إلى النار والعياذ بالله، وأما الجنة فهي محفوفة بما تكره النفس، فإن المسلم يجاهد نفسه في هذه الحياة الدنيا وينهاها عن الهوى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40، 41].

إنّ اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ له صور كثيرة، وله مجالات عدة، ينبغي أن يتنبه لها المسلم حتى لا يقع في اتّباع الهوى من حيث لا يشعر، فيكون ممن سخط الله عليه والعياذ بالله .

من ذلك أن يلهث وراء لذة عاجلة من الحرام دون أن يبحث عن الحكم الشرعي في ذلك، أن يبحث عن اللذة العاجلة من الحرام من شهوة مال أو فرج أو منصب أو دنيا أو نحو ذلك دون أن يبحث عن الحكم الشرعي، وإنما همه أن يشبع رغبته، أن يشبع هوى نفسه، أن يشبع شهوته، سواء كان ذلك حلالاً أو حرامًا. يقول النبي : ((تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة؛ إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط. تعس وانت+، وإذا شيك فلا انتقش)) رواه البخاري. فسمى النبي من يسعى وراء الدرهم والدينار بدون أن يسأل عن الحكم الشرعي في هذه المسألة بأنه عابد له، ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم)).

ومن صور اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ أن يكون الإنسان المتّبع لهواه فاقدًا للغيرة، فلا غيرة عنده أبدًا، يرى الحرام فلا يتحرك، يرى المنكرات فلا يتمعر وجهه. الغيرة من صفات الإيمان، إن الله يغار، وغيرة الله أن تنتهك حرماته. كان النبي لا يغضب لنفسه أبدًا، فإذا انتهكت حرمات الله غضب لله، غضب لحرمات الله أن تنتهك. قال : ((لا يدخل الجنة ديّوث))، قيل: من الدّيوث يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يبالي من دخل على أهله)) أو كما قال النبي ، رواه عبد الرزاق في مصنفه والطبراني في الكبير قال الهيثمي في المجمع: "فيه مساتير وليس فيهم من قيل: إنه ضعيف".

فالرجل المتّبع لهواه لا غيرة عنده، ثبت في الحديث الصحيح أن شابًا دخل على النبيّ فقال: يا رسول الله، ائذن لي في الزنا، فأوشك الصحابة أن يقعوا فيه وأن ينالوا منه، فقال النبي : ((دعوه))، ثم قال: ((ادنوا أيها الشاب))، فأدناه إليه بأبي هو وأمي ، فقال: ((أيّها الشاب، هل ترضى الزّنا لأمك؟!))، قال: لا، جعلني الله فداك، قال: ((فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم))، قال: ((أترضاه لأختك؟!))، قال: لا، جعلني الله فداك، قال: ((فكذلك الناس لا يرضونه لأخواتهم))، وما زال النبي يسأله: ((أترضاه لعمتك؟! أترضاه لخالتك؟!))، وهو يقول: لا يا رسول الله، عند هذا وضع النبي يده على صدره وقال: ((اللهم اغفر ذنبه، وحصن فرجه، وطهر قلبه))، قال: فوالله، لقد خرجت وما من شيء أبغض إلى في الدنيا من الزنا. رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

لقد فهم من هذا الحديث أن أصحاب الهوى يرضون الزنا لأمهاتهم ولأخواتهم وخالاتهم ولعماتهم، بينما المؤمن الذي لا يتبع هواه يغار ولا يرضى الهوى ولا يرضى الخنا ولا يرضى الزّنا، ولا يرضى الجرائم لأهله وأقاربه، لا يرضاه للمسلمين كلّهم.

من صوَر اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ أن صاحب الهوى عنده استعداد أن يبيع دينه من أجل لذة عاجلة من متاع الدنيا، فهو لا يجد غضاضة أن يسرق أو يزني أو أن يشهد الزور أو أن يفعل الحرام من أجل لذة عابرة، من أجل أن يشبع هوى نفسه والعياذ بالله.

ذكر ابن الجوزي في كتاب ذم الهوى أن مؤذنًا في بغداد، وأنصتوا ـ يا رعاكم الله ـ لهذه القصة المؤثرة التي تبين عاقبة اتباع الهوى أعاذنا الله وإياكم منه، أن مؤذنًا في بغداد كان يسمّى صالح المؤذن، يؤذن أكثر من أربعين سنة، فصعد ذات ليلة على مئذنة المسجد، فنظر في بيت مجاور فرأى امرأة فهوِيها، فلم يكمل الأذان والعياذ بالله، فنزل إلى تلك الدار وطرق بابه، فخرجت تلك الفتاة، فقال: أريد أن أتزوجك، قالت: لا يحل لك ذلك، قال: ولم؟ قالت: لأنك مسلم وأنا نصرانية، قال: أدع ديني وأدخل في النصرانية، وترك دينه. قالت: إنك إذا وصلت إلى رغبتك تركتني، ولكن لا بد أن أتوثّق منك، قال: بم؟ قالت: هذا لحم الخنزير فكل منه، وهذا الخمر فاشربه، فأكل لحم الخنزير وشرب الخمر، قالت له: إن أبي غائب فاصعد إلى سطح الدار حتى يأتي أبي فيكمل الأمر، فصعد وبينما هو صاعد على السلم أخذت به نشوة الخمر فترنح فسقط فمات والعياذ بالله. مات نصرانيًا بعد أن كان يؤذن أكثر من أربعين سنة، فلما بلغ شأنه للمسلمين ألقوه في +الة هناك فأكلته الحيوانات والكلاب، والعياذ بالله من سوء الخاتمة.

أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23]. عندما يجعل الإنسان هواه قائدًا لا يدري قد يفاجئه ملك الموت وهو في تلك اللذة العابرة، وهو في تلك الشهوة والعياذ بالله، فليتصور كل إنسان أن ملك الموت ربما ينزل به في أي لحظة، فلا تدعوه نفسه الأمارة بالسوء لشهوة عابرة والعياذ بالله، وينسى جنة عرضها السماوات والأرض.

من صور اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ أن يحرص العبد على الدنيا وعلى المال وعلى الربح بدون أن يبحث عن الحكم الشرعي في ذلك، يقول : ((أيما جسد نما من سحت فالنار أولى به)) رواه الطبراني وأبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

إن الذين يبحثون عن المال بدون أن يبحثوا عن الحكم الشرعي في ذلك هم الرأسماليون أعداء الله الذين همهم الدرهم والدينار، والذين عناهم النبي بقوله: ((تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم)).

إن من يبحث عن الربح بدون أن يبحث عن الحكم الشرعي فهو متبع لهواه؛ لذا ـ يا عباد الله ـ ينبغي أن ننتبه لهذه القضية حتى لا نكون عبادًا للهوى من حيث لا نشعر. كم هي المشاريع الربحية التي تخرج بين الناس في كل يوم، ومنها ما هو مخالف لشرع الله، سواء في البيع والشراء أو في صور من صور الاستثمار الجديدة التي بدأت تغزو أسواقنا، وبدأت تغزو منتدياتنا. من منا قبل أن يساهم في مؤسسة ما أو في اكتتاب معين أو في بيع سلعة معينة سأل أهل العلم: هل يجوز لي ذلك؟! هل بيع هذه السلعة موافق لشرع الله أم لا؟! هل المساهمة في هذه المؤسسة أو في هذه الشركة موافق لشرع الله أم لا؟! أم كان هم الإنسان الدرهم والدينار، همه الريال، همه الربح، فيكون عبدًا للدرهم وعبدًا للدينار والعياذ بالله تعالى. هذه من صور الحرام، ومن صور اتباع الهوى والعياذ بالله.

ومن صور اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ سقوط العالم وطالب العلم عندما يبيع دينه بسبب منصب أو وظيفة، أو بسبب اتباع شيء من متاع الدنيا الزائل والعياذ بالله. وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ [الأعراف:175، 176]. كم من الناس عندهم علم ولكنهم يتبعون أهواءهم والعياذ بالله، من أجل دنيا زائلة والعياذ بالله.

مر أبو حنيفة رحمه الله ذات يوم بغلام يلعب في الطين، فقال له: يا بني، انتبه لا تسقط في الطين، فأجرى الله الحق على لسان هذا الفتى الصغير، فقال له: بل أنت ـ يا إمام ـ انتبه لا تسقط؛ فإن سقوط العَالِم سقوط للعَالَم. هكذا يجري الله الحق على لسان فتى صغير. يقول له: بل أنت ـ أيها العَالِم ـ انتبه لا تسقط فإن سقوطك سقوط للأمة كلها، سقوط للعالم. فكان الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى بعد ذلك لا يفتي في أي مسألة حتى يستشير أصحابة ويستشير أهل العلم خشية أن يقع فيما يسخط الله سبحانه وتعالى.

ومن صور اتباع الهوى ـ يا عباد الله ـ الجور في الحكم؛ أن يحكم الإنسان بغير شرع الله تعالى، يقول الله تعالى: فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا [النساء:135]. فمن يحكم بغير شرع الله فقد اتبع الهوى، واتبع النفس الأمارة بالسوء، واتبع المصلحة والعياذ بالله تعالى. من يجور في الحكم وهو يعلم أنه مخالف لحكم الله فهو متبع لهواه، رضي بذلك أم لم يرض.

تحاكم علي بن أبي طالب هو ورجل من اليهود سرق درعه، تحاكما إلى شريح القاضي، فقال القاضي شريح لعلي بن أبي طالب : اجلس ها هنا يا أبا الحسن، وقال لليهودي: اجلس ها هنا يا فلان، فغضب علي غضبًا شديدًا، وقال: يا شريح، لقد أخطأت في الحكم، قال: ولم؟ قال: فضلتني على خصمي كنيتني وقلت: يا أبا الحسن، وفضلتني عليه وناديته باسمه. ثم طلب من كل منهما أن يبين حجته وبينته، فعلي لم يكن عنده بينة، واليهودي لم يكن عنده بينة، قال: يا علي، هل عندك شهود؟ قال: نعم يشهد معي ابني الحسن أن هذا درعي اشتريته بمالي ـ الحسن بن علي المشهود له بالجنة ـ قال: لا أرضى شهادة الابن لأبيه، لا أقر شهادة الابن لأبيه، هل معك شهادة أخرى؟ قال: لا، فحكم القاضي بالدرع لذلك اليهودي، عند هذا قال ذلك اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، أمير المؤمنين يحاكمني إلى قاضيه!! فيحكم قاضيه عليه، والله، ما هذا بدين بشر أبدًا.

أقول ما تسمعون، وأستغفر المولى العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

أما بعد: أيها المؤمنون، لقد ظهر لنا خطر اتباع الهوى، وأن الهوى إله يعبد من دون الله تعالى، وأن من وقع في عبادة الهوى فهو على شفا جرف هار، ما عليه إلا أن يراجع نفسه، وأن يعود إلى ربه عز وجل، وأن لا يكون ممن أضلهم الشيطان من حيث لا يشعر. إن ثمة أمورًا ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى تحول بين الإنسان وبين اتباع الهوى.

فمن ذلك أن يتأمل الإنسان في العاقبة، في عاقبة هذه الحياة وفي نهايتها، ويتأمل في الآخرة وما أعد الله فيها للمحسنين، وما أعد فيها للعصاة والعياذ بالله، وأن هذه الدنيا لا تسوى شيئًا أمام الآخرة التي فيها كل شيء، وأمام الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، مهما ملك الإنسان من أموال ومهما ملك من متاع فإنه شيء يسير في جنب ما أعده الله تعالى للمؤمنين. ثبت في صحيح مسلم أن النبي قال: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا ـ ممن تبع هواه ـ من أهل النار فيغمس فيها غمسة واحدة، فيقال له بعد ذلك: يا ابن آدم، هل مر بك نعيم قط؟ هل رأيت نعيمًا قط؟ فيقول: لا يارب، ـ هذا أنعم أهل الدنيا، لما غمس في النار غمسة واحدة نسي ذلك النعيم ـ، ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة ـ ممن لم يعرف نعيمًا قط، ولكنه من الصالحين ـ فيغمس في الجنة غمسة واحدة، فيقال له بعد ذلك: يا ابن آدم، هل مر بك بؤس قط؟ هل رأيت شقاءً قط؟ فيقول: لا يارب)). لقد أنسته تلك الغمسة كل شيء، الجنة والنار ينبغي أن يتفكر فيهما المسلم فينسيه ذلك عن اتباع الهوى .

من ذلك أن يتأمل في فضيلة الصبر، وأن الجنة حفت بالمكاره، وأن النار حفت بالشهوات، وأن الصبر هو عاقبة المتعففين، فماذا كان يوسف عليه السلام، ماذا كان سيكون لو أنه اتبع هواه؟! لكن لما خالف هواه واتبع منهج الله تعالى كان إمامًا للمتعففين، كان إمامًا للصابرين، كان إمامًا للمتبعين لمنهج الله تعالى، قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ [يوسف:33]. هكذا ينبغي أن يفكر الإنسان في الآخرة.

من ذلك ـ يا عباد الله ـ أن يتأمل المسلم أن الهوى لا يدخل في شيء إلا أفسده، فلا يدخل في عبادة إلا أفسدها وأبطلها وأخرج الإخلاص منها وأدخل الرياء فيها، ولا يدخل في مال إلا أدخل فيه الحرام، ولا يدخل في علم إلا أدخل فيه الجهل، ولا يدخل في شيء إلا أفسده، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "فصاحب الهوى لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه".

وأخيرًا: ينبغي أن نفهم ـ يا عباد الله ـ أنه لا يستقيم إيمان العبد حتى يكون هواه تبعًا لما جاء به النبي ، كما روي في الحديث: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به)) رواه ابن أبي عاصم في السنة وابن بطة في الإبانة وضعفه الألباني في تخريج كتاب السنة. فهوى المؤمن متبع لشرع النبي ولما جاء به النبي ، لا يستقيم إيمان العبد حتى يكون هواه تبعًا لما جاء به النبي يكفينا ذلك.

ألا وصلوا وسلموا على خير الخلق محمد بن عبد الله، عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية أصحاب محمد أجمعين، وعن التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
آفات الهوى - عبد الرحمن بن علوش مدخلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل من متذكر؟! - عبد الرحمن بن علوش مدخلي
» من ليتامى المسلمين؟! - عبد الرحمن بن علوش مدخلي
» أيسرهن مهرًا - عبد الرحمن بن علوش مدخلي
» الإيمان سعادة وشفاء - عبد الرحمن بن علوش مدخلي
» خطر الاستهزاء بالدين وأهله - عبد الرحمن بن علوش مدخلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: