molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: الصحابة1 - عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الجمعة 2 ديسمبر - 5:21:31 | |
|
الصحابة1
عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس
الخطبة الأولى
عباد الله: أن من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم على أصحاب رسول الله كما وصفهم الله به في قوله: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم وطاعة لرسول الله في قوله: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)) فهم يترضون عن الصحابة جميعاً ولا يحملون غلاً في قلوبهم لا حد منهم كما هو حال الذين في قلوبهم مرض، لا يسبون أحد منهم ويكفون عما شجر بينهم من خلاف ويعتقدون أنهم جميعاً مجتهدون، فالمصيب منهم له أجران، والمخطأ له أجر واحد، وذنبه مغفور بفضل سابقته وجهاده مع رسول الله ، فلهم من الحسنات الماحية للسيئات الشيء الكثير قال الله تعالى في فضائلهم لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم أنه بهم رؤوف رحيم فصرح جل وعلا ها هنا بتوبته على جميع من شارك في جيش العسرة، وهو الذي يقول فيه كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين خلفوا ولقد رأيتني وما أرى في المدينة أحداً تخلف عن رسول الله إلا منافق معلوم النفاق أو رجلاً ممن عذر الله عز وجل، فهم الذين ذهبوا مع رسول الله يوم أن قعد عنه المنافقون وخذلوا عنه قائلين لا تنفروا في الحر، وكانت غزوة تبوك في الصيف الشديد الحرارة حين طابت الثمار وبعدت شقة السفر من المدينة إلى تبوك كما قال تعالى: ولكن بعدت عليهم الشقة وقال تعالى في فضائل الصحابة: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم فصرح جل وعلا في هذه الآية بأنه قد رضي على المهاجرين والأنصار وأنه أعد لهم الجنة، ولذلك فأصل السنة والجماعة إذا ذكروا أحداً من أصحاب النبي ترضوا عليه، وقال تعالى في فضائلهم محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار فأثنى الله عليهم بشدتهم على الكفار وهم في ذلك يمتثلون قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة وقد أثنى الله جل وعلا على من كان هذا شأنهم بقوله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ثم قال جل وعلا في وصف أصحاب محمد : رحماء بينه وهم بذلك يمتثلون قوله : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) وقوله: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان بشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه)) ثم قال جل وعلا: تراهم تركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود وهو السمت الحسن والخشوع والتواضع يبدو على وجوههم.
قال جل وعلا: ذلك مثلهم في التوراة أي ما سبق ذكره من صفاتهم هي صفاتهم المذكورة في التوراة ثم قال: ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره أخرج شطئه أي أخرج فراخه فآزره أي شده فاستغلظ أي شب وطال، فاستوى على سوقه يعجب الزراع أي فكذلك أصحاب محمد آزروه وأيدوه ونصروه فهم معه كالشطؤ مع الزرع ليغيظ به الكفار أي ليغيظ الله بالصحابة الكفار، ومن هنا انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه القول بتكفير من يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، قال رحمة الله عليه: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة فهو كافر.
قال ابن كثير حمه الله ووافقه كثير من العلماء على ذلك ثم قال جل وعلا: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً فذنوبهم مغفورة وحسناتهم جزيلة مبرورة، فرحمهم الله ورضي عنهم، نصروا رسول الله وآمنوا به وعزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه فهم المفلحون حقا، اللهم أرض عنهم، والعن من لعنهم أو أبغضهم، اللهم اجمعنا بهم في دار كرامتك، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله من الآيات العظيمات التي ذكرها ربنا جل وعلا في الثناء على أصحاب محمد قوله سبحانه: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير قال الإمام ابن حزم رحمة الله عليه وقد دلت هذه الآية على أن جميع الصحابة في الجنة لأنهم إما منفق قبل الفتح ومقاتل أو منفق بعد الفتح ومقاتل، وقد وعد الله الفريقين بالجنة بقوله سبحانه: وكلاً وعد الله الحسنى والحسنى هي الجنة.
ومن ذلكم قول الله سبحانه: لقد رضى الله على المؤمنين إذا يبايعونك تحت الشجرة وقوله سبحانه: في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء ال+اة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ويدخل في هذه الآية دخولاً أولياء أصحاب النبي .
وقوله سبحانه: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ومن ذلك ما صح عنه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم من قوله: ((وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
والآيات في مدح والثناء على أصحاب النبي والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة تكفي من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فنسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يحشرنا في زمرتهم ويجمعنا بهم في دار كرامتهم.
اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
| |
|