molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: التحذير من حوادث السير - عبد الرحمن السديس إمام الحرم الأربعاء 30 نوفمبر - 9:08:52 | |
|
التحذير من حوادث السير
عبد الرحمن السديس إمام الحرم
الخطبة الأولى
أمّا بعد: فاتّقوا الله أيّها النّاس، اتقوه في الرّخاء والباس، واعلموا أنّ تقواه سبحانه أ+َى الغِراس، وبها النجاة ـ وايم الله ـ في الأرماس، وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة: 197].
وتَمسّكـوا بجنابِ تقـوى ربكم كي تسلموا من خِزيه وعِقـابه
وتَجنّبـوا سبقَ الخطى فلَكَم هوى ذو الْهوى من حِصنه وعُقـابه
أيّها المسلمون، إبّان السعي لرَفأ بعض قضايا أمّتنا المباركة والعزمِ الأكيد على الرُّقيِّ بها في معارجِ الأمن الوارِف والمجد البالِغ ذُرَى المشارِف تنبلج في الآفاق قضيةٌ مؤرِّقةٌ مفزِّعةٌ مسهِّدةٌ مفجِّعةٌ، أُوارها في التهاب، وآثارُها المتَبِّرة في انتهاب، مخالبها الحادّة لا تفتأ في استحصاد، وبراثنها الكاسِرة للنّاس بالمرصاد. إنها معضلةٌ مآسيها مطوِّحة، ولأنس البيوت وأهلها مصوِّحة، كيف لا وهي تفتِك بالنفوس فتكًا وتهتك بالأرواح هتكا؟! اخترامُها للأرواح سريع، ونيلها من الأجساد جدّ مُريع، تفتِّت الأكباد من مشاهدها، وتقطِّع الأطواد في مشاهدها. رباه رباه، كم أجلبت من كروبٍ وأحزان ويُتمٍ وثُكلٍ وحرمان! كم أقعدت من إنسانٍ وأفضّت بالدموع الغِزار الأحداقَ والإنسان! فكم مِن أرواحٍ حصدت! وكم من نفوسٍ أزهقت! وكم من بيوتٍ دمّرت! وكم من أسرٍ شتّت! وكم من أطفالٍ يتّمت! وكم من نساءٍ رمّلت! كم بتّرت من أطراف وطمست من أوصاف! رحماك ربنا رحماك، فمنك سوابغ الألطاف.
تلكم ـ يا رعاكم الله ـ هي ما يقضّ المضاجع ويدع النفوس بلاقع من حوادثِ السيارات والمرور وما تحمله من خَطبٍ مريعٍ وثبور.
أيّها المؤمنون، ليس يخفَى على شريفِ علمكم أنّ من المقاصد القعساء لشريعتنا الغرّاء حفظَ النفس وإعلاءَها وصَونها عن الإزهاق وإغلاءها، يقول سبحانه: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء: 29].
والنفسَ صُنهـا وعاملها بإشفـاق وحاذِرَن سفكَها يومًا بإزهاق
وإن تـرُمْ جنةً زِينـتْ بأشـواق فصُنْ نفوسًا زَكت دومًا بآفاق
معاشرَ المسلمين، مما لا ريبَ فيه أنّ للطريق في الإسلام حًقوقًا وآدابًا، متى امتثلها السالكُ نال غاياتٍ سامياتٍ وآرابا، كما أنه لا مِراء أنّ السياراتِ والمركباتِ في هذا العصرِ غدَت مِن وسائل النّقل المهمّة التي يشقُّ الاستغناء عنها، كما أنها من نِعَم الباري الجمّة التي تستوجِب الشكر والثناء، بل هي من بواعِث السعادة والمنن المستفادة، يقول صلوات ربي وسلامه عليه: ((مِن سعادة المرء المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء)) أخرجه البخاري.
ولكن استدراكٌ مخزون كظيم، ومع التطوّر التِّقَني والتفاني الصناعي في إنتاج أحدَث المركبات المزوَّدة بأدقّ وسائل السلامة ودواعيها وأوفرِ أجهِزَتها خافيها وباديها، إلا أنّ نزيف الدّماء في الطرقات لا يزال مُهدرًا صبيبًا، وتناثر الأشلاء جرَّاءها لا يزال همّا رعيبًا، وتُطالعنا الإحصاءات المروِّعة أن نِسَب حوادث السير في ارتفاعٍ وازدياد دون انخفاضٍ أو إرواد، تحصِد الأرواح في الغدوّ والرواح، تُفدِّح الأسَرَ والبيوتات، وتبدِّد الأموال والممتلكات، وتُعنِت الأفرادَ والمجتمعات، ويعظُم ذلك في مواسم الصيف والإجازات حيث التنقُّل والارتحالات، فقد بلغَت نِسَب وإحصاءات أهوالها أرقامًا مذهلة؛ حيث ناهَزَ عَدَد الوفيات في العالم سنويًّا مليوني حالةَ وفاة، وبلغ عددُ الإصابات ثلاثين مليونَ إصابة، وعلى الصَّعيد المحلّيّ بلَغ عدد حوادث السير في عامٍ واحدٍ زُهاء النّصف مليون حادث، ثُلثُ صرعاها من فِئة الشباب؛ نتج عن ذلك أكثرُ من ستة آلاف متوفّى، وما يربو على أربعين ألف مصاب، أي: ما يقارب حالة وفاة في كلّ ساعة. زوروا المشافي وأقسامَ الطوارئ لتروا أنَّ أكثرَ من ثلثِ أسرَّة المشافي يشغَلُها مُصابو حوادثِ السير، وتكاليفها المادّية تعادل بعضَ ميزانيات دولٍ بأسرها.
فلا إله إلا الله! ولا حول ولا قوّة إلا بالله من هذا الداء الزمِن الذي دهى الخلقَ في هذا الزمن، مما يفوق آثارَ الحروب العالمية المدمّرة والخطوبِ والكوارث الدوليّة المروّعة. ولا تسَل ـ أيها المحبّ ـ عن الذين اختُرِموا في شَرخ أعمارهم وأَوج نفعهم وعطائهم لأسَرِهم وآبائهم وأمهاتهم وفلذات أكبادهم، كانوا لهم بهجةً وحنانًا ومسرّةً وزينةً وحبًّا وقرّة، بل كانوا مِن صفوة الأفاضل وأمثلهم وأنبلِهم وأنفعهم لمجتمعاتهم وأرفعهم. فيا لله ثم يا لله، كم من عالمٍ نحريرٍ في حادثٍ فظيعٍ قضى وداعيةٍ موفقٍ مضى وطودٍ في البر والإحسان هوى! وكم من محبّ خيِّرٍ ذوى!
ولكن يا عبادَ الله، ما باعثُ ذلك؟ ومِن أين مأتاه؟ ما سببه؟ ومِن أين منشاه؟ لعمرُ الحقّ ما سببُه إلا السرعةُ القُصوى والتجاوُز السافر والتفلُّت واللامبالاة في تعدّي إشارات المرور التي ما وُجِدت إلا لحفظ النظام وسلامة النفوس، وما باعِثُه إلا ثورةُ الشباب المراهق والثقةُ المزعومة في التحكّم في المركبة، وما منشؤه إلا التقليد المقيتُ القاتل للمتهوِّرين والمفحِّطين الذين يروِّج لهم الإعلام المضادّ، وما مأتاه إلا غيابُ الأخلاق والسلوك والجهل الذّريع بأنظمةِ السير وقواعدِ المرور. يتولى كِبرَ ذلك غالبًا حَدَثٌ غِرٌّ ويافعٌ أرعَن وبالغٌ مغرور بفعلٍ نزِق وتصرّفٍ غير مسؤول، والله عزّ وجلّ يقول: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ [لقمان: 19]، وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا [الفرقان: 63]، وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18].
إخوةَ الإيمان، وإنّكم لتَرَون في الطرقِ عجبًا لا ينقضي باستعمال ذلك المركوب الخطِر، ترى فِئامًا أجهَدوا مطاياهم كخَطف البرق وعَصف الرياح؛ ضاربين عُرض الحائط بأمن الأنفس البريئة والأرواح، ذاهلين عن قول الحق تبارك وتعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة: 195]، وآخرين لا يبالون في الانشغال عن القيادةِ بالثرثرةِ في الهواتف المحمولَة؛ فيقع ما لا تحمد عقابه. ومنهم من تتنحّى عنه مترًا فيدنو منك [فِترا]، يُسرع إسراعَ الحمقى، وما علم أن المنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى.
لا تعْجَلنَّ بأمـرٍ أنت طـالبُهُ فقلَّما يُدْرَكُ المطلوبُ بالعجـل
فذو التأني مصيبٌ في مقاصده وذو التسرُّعِ لا يخلو من الزَّلَل
ويدهشك من يعكِس اتجاهَ السير ويقتحم الطريقَ اقتحام السيل، يقول : ((التأني من الله، والعجلة من الشيطان)) رواه أبو يعلى والبيهقي.
فما أبأسَ مَن خالف أنظمةَ المرور وقواعدَ السلامة، وامتطى السرعةَ والاستعجال، ولم يستشعر عاقبة ذلك الوبال في الحال والمآل. وَلَكَمْ كان الأجلُ في مطاوي التهوّر والعَجل! فأورثَ تفجُّعات الصدور المكروبة وتوجُّعات النفوس المنكوبة، بين طفولةٍ مفزَّعة وأبوَّةٍ مرزوءةٍ مفجَّعة وأمومةٍ ملتاعَةٍ ممزَّقة وإصاباتٍ في الأبدان يؤول كثيرٌ منها إلى العِلَل المزمنة أو الإعاقات الملازمة، ويقضي هؤلاء بقيّةَ حياتهم بين عِللٍ وأسقام وأوجاعٍ وآلام ولَوعةٍ وعَناء جرّاء الأفعالِ الرعناء. أليست الصّحّة ـ يا أمة الإسلام ـ من أعظمِ النعَم على الإنسان بعد الإيمان؟! فلا يوازيها حال، ولا تقدَّر بعزٍّ ولا مال، فما ذوى من الصحة أنى يؤوب؟! وما أُنهك من الأطراف أنى يصوب؟!
والْجسمُ للروح مثلُ الربع تسكنه وما تُقيم إذا ما خُرِّب الجسد؟!
وبعد: معاشرَ الإخوة، بمديدِ الحبّ الوافر ومزيدِ الوِداد الغامر نناشد أحبّتنا الشباب، نناشد أحبّتنا الشباب وكلَّ قائدِ مركبةٍ في الحضَر أو السفر أن ألزموا الرفقَ والحيطة والحذر، واتقوا الله في قيادة مَراكبكم، وارعَوا حرمةَ مواكِبكم، وكونُوا عند السير شامةً في مواكِبكم، وعَليكم بالأناة الأناة والهُوينا الهوَينا؛ فالتؤدة عن السير بالمركبة أمارَة العَقل والرّجحان ومنبعُ الأمن والاطمئنان، وبها سلامة الأبدان والأمنُ في الأوطان بتوفيقِ الواحد الديان.
عليك بوجهِ القصد فاسلك سبيـله ففي الجور إهلاكٌ وفي القصد مسلَك
إذا أنتَ لَم تعرفْ لنفسـك قدرها تُحمِّلُهـا مـا لا تطيـق فتهلـك
وتذكروا ـ يا رعاكم الله ـ قول المصطفى فيما أخرجه مسلم في صحيحه: ((إنّ الله رفيقٌ يحب الرفق في الأمر كله، من يُحرم الرفق يحرم الخير كله)). كيف ومَن لزم الرفق والتأني أمِن عِثار القدم ووُقي مواقع الندم ورَقي سلَّم الشرف وبلَغ من سيره أنبلَ غاية وأسمى هدف، وقد جاء في الخبر عن سيّد البشر عليه الصلاة والسلام: ((القصدَ القصد تبلغوا))، وفي التنزيل العزيز يقول سبحانه ممتنًا على عباده: وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف: 12-14].
بارك الله لي ولكم في القرآنِ والسنّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليلَ لي ولكم ولكافّة المسلمين من كلّ ذنبٍ وزلل ومن كلّ خطأ وخطَل، فاستغفروه وتوبوا إليه على عَجَل دون إبطاءٍ وكلل، إنه كان للأوابين غفورًا.
الخطبة الثانية
الحمد لله وليّ التوفيق للهدَى والطاعة، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةً بالتوحيد ضوّاعة، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبد الله ورسوله المخصوصُ بالحوض والشفاعة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه أتقى الأمة قلوبًا وأشدّها نصاعَة، ومن تبعهم بإحسان يرجو الحقَّ واتباعه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله عبادَ الله، وسيروا في مناكبِ الأرض بالتؤَدَة والاعتدال، واحذَروا السرعةَ والاستعجال؛ تفوزوا بمرضاة الكبير المتعال.
أيّها الأحبة في الله، وبعد أن تبيَّنت مخاطرُ حوادث السير وأضرارُها لزِم بيانُ العلاج الشافي ووَصفُ الترياق الكافي للحدِّ من ذلك البركان المدمّر المحرِق، وذلك من خلال سمطٍ فريد متلألئ يضمّ دررًا من النتائج السنية والتوصيات البهية، يأتي في طليعتها وأوّلها التوعيةُ الشامِلة المكثَّفة لفئات المجتمع عامّةً بحسن استعمال المركبات وفقَ أصولِ القيادة السليمة ونُظُم المرور الآمنة، يُسهِم في ذلك البيتُ والمسجد والمدرسة ووسائلُ الإعلام والجهاتُ الأمنية.
ثانيها: التحذيرُ الشديد من مخالفةِ قواعد المرور وتهميشها، وإيقاعُ العقوبة الرادعة لمن تعدّاها.
ثالثها: بيانُ العِظات والعبر والحوادث والكوارث ذاتِ الخطر جرّاء السرعةِ الجنونية العاصفة التي أردَت في المهالك وأركَست في سوء الأحوال الحوالك.
رابعها: الحثُّ على التحلّي بمحاسن الشيم ومكارم القيَم مع مرتادي الطريق، وخصوصا العيون الساهرة من رجال المرور وأمن الطرق وفقهم الله.
خامسُها: الاقتداء بأكمل الهدي هديِ محمدٍ صلوات ربي وسلامه عليه وما أوصى به في آداب الطريق الرضية وأدعية الركوب العلية.
سادسُها: تعهّد المركبة وإطاراتها وصيانتُها وفحصُها الدوريّ قبل القيادة، يدلّ عليه مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام: ((اتّقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة)) رواه أبو داود بإسناد حسن.
سابعُها: نشرُ فتاوى أهل العلم الأجلاء في تحريم وتجريم تجاوُز السرعة القانونيّة ومخالفة الإشارات الضوئية وبيان أحكام الحوادث الناجمة عنها.
ثامنها: توعيةُ الآباء والأمهات بضرورة متابعة الأبناء بالتوجيه والإرشاد نحوَ القيادة الآمنة مع مزيدِ الحزم والصرامة في زَجرهم عن سلوكيات القيادة الطائشة، وعدم تمكينهم من المركبات إلا بعد تأهيلهم والترخيص لهم من الجهات المعنية.
تاسعها: ضرورةُ الإفادة من التقانات الحديثة في توعية المجتمع وخاصّة الشباب وضبط المخالفات المرورية.
عاشرها ومسك ختامها: الإشادةُ بالحملات الوطنيّة للتوعيّة الأمنيّة والمروريّة وتثمينُ جهودها في الحدّ من معاناة المجتمع نتيجةَ الحوادث وتفعليها، وإشراكُ أفراد المجتمع في تعزيز قواعد السلامة ودرءِ الأخطار المرورية أنى كانت، مع تأصيل كون قائدِ السيارة والمركبة هو رجل الأمن والمرور الأول.
إنه لا بدّ للحدّ من غلواء الاستهتار في أرواح الناس ومركباتهم من التوارُد على ميثاقِ شرفٍ عالميٍّ للسلامة المرورية، يُقاضي كلَّ من لا يبالي بالأرواح والممتلكات، ويُسهم في التخفيف من الحوادثِ والإصابات؛ ليعم الأمن والسلامة كافة الأفراد والمجتمعات.
وها قد برِح الخفاءُ ووُصِف الدواء لنسأل المولى سبحانه أن يبلِّغنا الرجاء ويحسِم الداء، سدّد الله الخطى وبارك في الجهود وحقّق أغلى المقاصد، وصرف عنا الحوادث والمفاسد، وللمسافرين نقول: حفظكم الله في سفركم وإقامتكم، نستودع الله دينَكم وأمانتَكم وخواتيم أعمالكم، زوَّدكم الله بالتقوى، وغفر ذنوبكم.
هذا، واذكروا ـ رحمكم الله ـ على الدوام أن المولى الملكَ العلام قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام، فقال تعالى في أجلِّ الكلام: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
وصلِّ يا ربّ على المبارك محمّـد وآلـه وبـارِك
وصحبـه والتابعين النبلا ومن قفا آثارهم ووصلا
اللهم صلِّ وسلِّمْ على سيّد العرب والعجَم خيرِ مَن ركب النجائب وسار بقدَمٍ ما همى رُكامٌ وغَيث سجَم، وعلى آله وصحبه قادة الدنيا وسادة الأمَم، ومَن سار على نهجهم واقتفَى يا خير من تجاوز وعفا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، وسلّم المعتمرين والزائرين والمسافرين في برِّك وبحرِك وجوِّك أجمعين...
| |
|