molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: في أدب الضيافة - عبد الحميد بن جعفر داغستاني الإثنين 28 نوفمبر - 4:28:46 | |
|
في أدب الضيافة
عبد الحميد بن جعفر داغستاني
الخطبة الأولى
أما بعد:
المسلم يؤمن بواجب إكرام الضيف ويقدره قدره المطلوب وذلك لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))(1)، وقوله: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزة قالوا: وما جائزته قال: يومه وليله، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه))(2).
ولهذا كان على المسلم أن يلتزم في شأن الضيافة بالآداب التالية:
(أ) في الدعوة إليها وهي :
أن يدعو لضيـافته الأتقياء دون الفساق والفجرة لقوله : (( لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) (3)
أن لا يخـص بضـيافته الأغنياء دون الفقراء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (( شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ))(1).
أن لا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة بل يقصد الاستنان بسنة النبي عليه الصلاة والسلام والأنبياء من قبله كإبراهيم عليه السلام والذي يلقب بأبي الضيفان، كأن ينوي بها إدخال السرور على المؤمنين وإشاعة الغبطة والبهجة في قلوب الإخوان .
أن يدعو إليها من يعلم أنه لا يشق عليه الحضور أو أنه يتأذى ببعض الإخوة الحاضرين تجنبا لأذية المؤمن المحرمة.
(ب) في آداب إجابتها وهي :
أن يجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا من عذر، كأن يخشى ضررا في دينه أو بدنه لقوله : ((إذا دعي أحدكم فليجب))(2) رواه مسلم وقوله: (( لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، أو أهدي إلى ذراع أو كراع لقبلت))(3).
أن لا يميز في الإجابة بين الفقير والغني لأن في عدم إجابة الفقير +را لخاطره كما أن في ذلك نوعا من الكبر، والكبر ممقوت.
ومما يروى في إجابة دعوة الفقراء أن الحسن بن علي رضي الله عنهما مر بمساكين وقد نشروا +را على الأرض وهم يأكلون فقالوا له : هلم إلى الغداء يا ابن بنت رسول الله فقال : نعم إن الله لا يحب المتكبرين. ونزل من على بغلته وأكل معهم.
أن لا يفرق في الإجابة بين بعيد المسافة وقريبها وإن وجهت إليه دعوتان أجاب السابقة منهما واعتذر عن الأخرى.
أن لا يتأخر من أجل صومه بل يحضر فإن كان صاحب الدعوة يسر بأكله أفطر لأن إدخال السرور على قلب المؤمن من القرب وهذا في صيام النفل وإلا دعا لهم بخير لقول الرسول : ((إذا دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائما فليصل ( أي يدعو )، وإن كان مفطرا فليطعم ))(1)، رواه مسلم وقوله عليه الصلاة والسلام: (( تكلف لك أخوك وصنع ثم تقول : إني صائم. كل وصم يوما مكانه)) (2).
أن ينوي بإجابته إكرام أخيه المسلم وليثاب عليه لخبر: (( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ))(3) إذ بالنية الصالحة ينال المرء الأجر الكبير وتنقلب العادة إلى عبادة .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الأدب ، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره 7/79 . وصحيح مسلم كتاب الإيمان : باب الحث على إكرام الجار والضيف 2/18 .
(2) صحيح البخاري كتاب الأدب : باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره 7/79 ، وصحيح مسلم كتاب اللقطة ، باب الضيافة 12/30 .
(3) أخرجه أبو داود في السنن : كتاب الأدب باب من يؤمر أن يجالس ، والترمذي في سننه : كتاب الزهد باب ما جاء في صحبة المؤمن 4/259 .
(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله 6/144 . ومسلم في صحيحه كتاب النكاح باب الأمر بإجابة الداعي 9/239 .
(2) صحيح مسلم : كتاب النكاح باب الأمر بإجابة الداعي الى الدعوة 11/234 .
(3) صحيح البخاري : كتاب الهبة ، باب القليل من الهبة 3/129 .
(1) صحيح مسلم كتاب الصيام باب ندب الصائم إذا دعي الى طعام ولم يرد الإفطار 9/236 ، والكلمة بين المعترضين ليست من الحديث إنما هي تفسيرية أي يدعو لهم (ومعناه: فليدع لأهل الطعام بالمغفرة والبركة ) صحيح مسلم بشرح النووي 9/236 .
(2) الدار قطني في سننه : كتاب الصوم باب الشهادة على رؤية الهلال 2/178.
(3) صحيح البخاري كتاب بدء الوحي ، باب كيف كان بدء الوحي 1/2 .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد الشاكرين والشكر له استزادة منه هو أكرم الأكرمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حقا وصدقا، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله عبد الله ورسوله النبي المبعوث رحمة للعالمين، فصلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فاتقوا الله معاشر المؤمنين وعودوا إليه واشكروه ولا تكفروه فهو القائل سبحانه: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد [إبراهيم:7].
واعلموا أن من كفران النعم أن يخولنا الله الصحة والفراغ والرزق والمال ثم نعصي الله بما أولانا وأعطانا، فيسافر بعض المسلمين في عطلهم إلى بلاد الكفر أو بلاد الفسق والرذيلة فيعرضون أنفسهم للوقوع فيها، فيعود الرجل موبقا بالذنوب والمعصية لعلام الغيوب محملا بقلب يتلذذ ويحترق بالمعاصي ونفس تتوق إلى الملاهي والمنكرات، بل وربما حمل معه إلى بلاده الطاهرة مرضا جنسيا نجسا أو حشيشة قذرة مدمرة فبئس الوافد على الأهل والولد وبئس الحامل والمحمول.
والمصيبة أكبر والهول أفظع إذا حمل أهله وولده معه ينزع عن نسائه وبناته جلباب الحياء ويدرب أولاده وصبيانه على غشيان دور الخمور والبغاء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإن تألم فأشد ما يؤلمك أن ترى في العطلة النصفية تزاحم الرجال بل وحتى النساء على شبابيك محلات الفيديو يشترون أو يستأجرون أو يشتركون في تداول أفلام الجنس الرخيص والعبث والمجون أو تخريب الأفكار والمعتقدات أو تمجيد هذا الغربي والكتابي أو ذاك الشرقي الوثني، في غياب كبير لإعلام إسلامي فعال يقدم البديل، فيتعلم البنون والبنات الرقص والميوعة والسيئ من العادات، في صورة لباس يرسخ الإمعية والتقليد المشين، أو في صورة قصة شعر أو زي يطول تارة ويقصر أخرى حسبما يحلو لأعدائنا أن يعبثوا بنا فنصبح ألعوبة بين الأمم، ولا تسأل عن إضاعة الأوقات وفوات الصلوات.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أيها الوالد أيها الولي أيها المسلم ويا أيتها المسلمة اتقوا الله فيما وليتم من رعية تسترعونا أو أموال تنفقونها أو أوقات تضيعونها أو أعمار تفنونها، فإن الله سائل كل راع عما استرعاه، فليعد كل راع الجواب على هذا السؤال.
وها قد وضح النجدان واستبان السبيلان، فاختر لنفسك برد الجنان أو حر النيران .
اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا واجعل أعمارنا في طاعتك.
| |
|