molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: سوء حال المسلمين في هذا الزمان - عباس بن محمد طه الأربعاء 23 نوفمبر - 6:16:05 | |
|
سوء حال المسلمين في هذا الزمان
عباس بن محمد طه
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا عباد الله، إنَّ ما حلّ بنا من ضعف وهوان وفساد في الأعمال وخسران من سوء تربيةٍ في الصغر تولّد منه في الكبر فساد وطغيان، وتهاونٌ بالصلاة وتجاهر بالعصيان، وموت شعور عند سماع أوامر ونواهي القرآن، وكثرت الخرافات والأوهام، أدخلها الجاهلون وصبغوها بصبغة دين الإسلام، ومعظم أهل زماننا هذا هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان، والمصيبة في الأعمال والأديان أعظم منها في الأموال والأبدان، ونحن نعلم كلَّ ذلك علمَ اليقين، وأهملنا شعائر الدين، فوقعنا في شدائد متراكمة، ونظرت إلينا الأجانب نظر تحقيرٍ وملامة.
وإنَّ التباعد عن الاهتداء بهدي الشرع الكريم وعدم التمسك بعروة الدين القويم قد أدّى بنا ذلك إلى الإهمال والانحطاط وشرّ المآل، وديننا يأمر بالتعاون والاتفاق ونحن نسعى إلى التنافر والافتراق، حتى ذهبت أعمالنا أدراج الرياح، وضاعت أوقاتنا بين الجدّ والمزاح، ولا نقدر على القيام بمهام الأعمال، ولا على مثابرة الأشغال، فآلت أمورنا إلى أسوأ الحال، وخابت الآمال، وإننا لو اتحدت كلماتنا وصرنا ح+ًا متعاونًا ساعيًا في مصالح أمورنا في ديننا ودنيانا لكان أكبر الأعمال هينًا، ونجح نجاحًا مبينًا، وإذا نظرنا إلى حال الأمة الغربية ذات السعادة والرفاهية وجدنا أنها تدرّجت على أصول الإسلام، وبذلت الجهدَ في التعاون والاتحاد والالتئام؛ كان أكبر المشروعات عندها من أسهل الممكنات، وإن كان عندنا يعدّ الناس نجاحه من المستحيلات، وهم يعقدون الشركات وينشئون الجمعيات؛ ليعود ذلك على أبناء ملّتهم بالنفع والفضائل، ونحن ننشئ الجمعيات للتلوّث بأدران الخمول والرذائل، ويعود ذلك علينا بضعف الديانة وتضييع الصيانة. كانت المواعظ عندهم داعية إلى التقدم السريع، وعندنا قد صارت سلَّمًا إلى تأخّرنا الشنيع.
فيا ذوي الأبصار، أين التبصر والاعتبار؟! وما هذه الغفلة والاغترار؟! فليت شعري! ما اعتذاركم بعد الإنذار؟! أما علمتم أن الله لم يخلق الدنيا عبثًا، بل جعلها دار سعي واختبار، يعقبها بدار جزاء وقرار، وجعل لنا العقول لنميز بها النفع والأضرار، وأمرنا بفعل الخيرات ونهانا عن الأوزار، ومن أطاعه أدخله الجنة، ومن عصاه أدخله النار، وليس لنا عليه بعد ذلك حجة ولا أعذار؟!
عباد الله، تعاونوا واتفقوا، واعتصموا بحبل اللَّه جميعًا ولا تفرقوا، اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لأخراك كأنك تموت غدًا.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|