molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: لمن الولاء؟ وممن البراء؟ - طارق حاجي عطاء أحمد الإثنين 21 نوفمبر - 5:17:27 | |
|
لمن الولاء؟ وممن البراء؟
طارق حاجي عطاء أحمد
الخطبة الأولى
أما بعد: عباد الله، حديثنا اليوم عمن كان السبب في احتلال فلسطين، عن الذين غزوا أرض العراق وسرقوا خيراتها، عن الذين ذبحوا إخواننا في الشيشان وأفغانستان وبورما وكشمير، إنهم المغضوب عليهم والضالون، قوم غضب الله عليهم، وقوم ضلوا عن الحق وذلك بأفعالهم، قوم نسأل الله في كل يوم أن لا نكون مثلهم: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ. إنهم اليهود والنصارى، إخوان القردة والخنازير، قتلة الأنبياء عليهم الغضب واللعنة والسخط من الله.
أيها الناس، اليهود والنصارى قوم سخروا منكم ومن دينكم ومن نبيكم، بل ومن كلام ربكم، بل وتطاولوا على ربكم والله المستعان، يقول المولى جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ، وقال تعالى: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا، أولئك القوم الذين قالوا عن المولى جل وعلا: الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا. نشرت إحدى الجرائد ما فعلته اليهود والنصارى من نشر صورة خنزير وكتبوا عليه اسم: محمد، وتحت قدم هذا الخنزير القرآن الكريم. وصحيفة أخرى تصور الرسول في صور مخلة بالأدب، وفي صورة إرهابي، حسبنا الله ونعم الوكيل، عليهم اللعنة والغضب والسخط من الله.
أيها الناس، أولئك المغضوب عليهم والضالون الذين أكلنا مثل طريقة أكلهم، وشربنا مثل طريقة شربهم، ولبسنا مثل ملابسهم، وقص أبناؤنا شعورهم مثل قصات شعورهم. أولئك القوم الذين جعلنا حضارتنا في التحدث بلغتهم. أولئك القوم الذين أصبح أبناؤنا يشغفون بأنديتهم الرياضية، فيتابعونها بكل شغف وحرص وترقب، أصبح أبناؤنا يضعون صورهم في قمصانهم وملابسهم ومحافظهم، بل وأصبح كثير من أبناء المسلمين يقصّ لحيته ويحفّ شاربه بالطريقة الغربية، والأدهى والأمر أن كثيرا من أبنائنا أصبح معجَبا بالمجتمع اليهودي والنصراني أكثر من المجتمع المسلم؛ يمدحه ويتحدث عنه ويروّج له وينصح الناس بالذهاب إليه.
أيها الناس، تلكم هي بعض صور ولاء بعض المسلمين لليهود والنصارى.
إخوة العقيدة والإيمان، لقد نهانا الله تبارك وتعالى عن موالاة اليهود والنصارى فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ، وشدد في الأمر وتوعدنا بأن من تولاهم منا فإنه منهم: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومن تولى أمواتهم أو أحياءهم بالمحبة والتعظيم والموافقة فهو منهم".
إذًا فموالاة اليهود والنصارى محرمة في دين الله، ويجب على من آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا التبرؤ منهم. كيف لا ـ إخوة الإيمان ـ وهم يكيدون لنا بمحاولة إدخال المسلمين في دينهم؟! وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا. تصوروا وجود 5 ملايين منصّر حول العالم، تخيلوا أن ميزانية التنصير 200 مليار دولار لعام واحد، وصدقوا أنه وزع 2 مليار نسخة من الإنجيل المحرّف حول العالم في عام واحد، أيعقل بنا أن نوالي قوما وهم يضلوننا عن الله وعن رسوله ؟! قال تعالى: وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ. أيجدر بنا أن نوالي قوما وهم يزرعون فينا فصل الدين عن الدنيا حتى لكأنهم يصوّرون علاقة المسلم مع ربه في سجادته وفي المسجد فقط، فإذا خرج من المسجد لا علاقة له بربه؟! كيف لا ينهانا الله عن موالاة اليهود والنصارى وهم الذين يشرعون قوانين وضعية ويقولون: إن الدين لا يساير متطلبات العصر، بل الأدهى والأمر أن كل متمسك بالدين فهو رجعي متخلف لا يواكب العصر وحضارته؟! كيف لا ينهانا الله عن قوم يشيعون مقالة أن الدين لله والوطن للجميع؛ يريدون بذلك أن يوالي المواطن ابن بلده ولو كان على غير ملته؟! لماذا؟ لأجل تحقيق مصلحة بلده ومصلحته الخاصة بعيدا عن قيود الدين وضوابطه. أيعقل أن نوالي قوما عملوا لتكفير المسلمين؟! قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ. ألا ينهانا الله عن قوم عملوا على تنحية شرع الله جانبا ورضوا بالقوانين الوضعية؟! قال تعالى: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
أيها الأحباب، أشهد الله أني أحبكم في الله، اجتمع نفر من اليهود أيام رسول الله وقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه، فأتوه وقالوا: يا محمد، إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وساداتهم، وإنا إن اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا، وإنّ بيننا وبين قومنا خصومة فنتحاكم إليك فتقضي لنا عليهم ونؤمن لك ونصدّق، فأنزل الله محذرا نبيه: وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ. حسبنا الله ونعم الوكيل، يريدون أن يفتنوا رسول الله عن دين الله، فما ظنكم بفتنتهم لأتباع رسول الله ؟! وما قامت الغزوات والحروب الصليبية قديما بل وحديثا إلا من أجل فتنة المسلمين عن دينهم واستئصال شأفة الإسلام والمسلمين عن بكرة أبيهم. إذًا فالحرب بين أبناء الإسلام وأبناء اليهودية والنصرانية حرب عقيدة، حرب بين الإسلام والكفر، حرب بين الحق والباطل، قال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ.
إخوة العقيدة والإيمان، لقد ربانا ربنا تربية خاصة، فأنزل علينا أفضل كتبه وأرسل إلينا أفضل رسله وتكفل بحفظ دينه إلى يوم القيامة، إذا فالمسلم يتربّى تحت مظلة الإسلام، فما من شأن في حياة المسلم إلا وله مرجع في دين الله وحكم في سنة رسول الله، ولسنا بحاجة إلى اليهود والنصارى لا في شرعهم ولا تقاليدهم ولا شيء من حياتهم؛ ولذلك نهانا الشرع الكريم عن التشبه بأي شخصية غير إسلامية: ((من تشبه بقوم فهو منهم)).
أيها المؤمنون، إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أن موالاة الكفار ومحبتهم ينفي أصل الإيمان، وأن تقليدهم ومحاكاتهم ومشابهتهم معصية يُنقص من كمال الإيمان بقدر تلك المعاصي؛ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين. أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
إخوة الإيمان والعقيدة، هؤلاء هم اليهود والنصارى الذين عادوا الله وحاربوا دين الله وأبغضوا رسول الله وكادوا للمؤمنين وتربصوا الدوائر بهم وسعوا في الأرض فسادا، قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ. وقد حذرنا الله منهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ. هذا تحذير من الله عز وجل للمؤمنين.
وهنا وقفة استوقفنا الله عندها، قال الله عز وجل: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.
عباد الله، ستكون بيننا وبين اليهود حرب ومقتلة، سننتصر فيها بإذن الله، روى مسلم عن رسول الله أنه قال: ((لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي خلف الشجر والحجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)).
ولذلك فرسالتي التي أبعثها عبر موجات صوتي لكل من يفقه كلامي ويدرك مرادي ويسمع ندائي أنه لا بد من موالاة المسلمين ومحبتهم، والبراءة من اليهود والنصارى وبغضهم؛ لأن الله أخبرنا أنهم أعداؤنا بقوله: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ.
فلا تنس ـ أخي المؤمن ـ هذه العداوة أثناء عبادتك وتعاملك وفي جميع شؤون حياتك.
أكثروا من الصلاة على النبيّ الكريم، فقد أمركم بذلك ربكم العظيم...
| |
|