molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: المظاهرة والثورة في بلادنا حرام - صلاح بن محمد آل الشيخ الجمعة 18 نوفمبر - 4:33:44 | |
|
المظاهرة والثورة في بلادنا حرام
صلاح بن محمد آل الشيخ
الخطبة الأولى
مظاهرات وثورة في تونس الخضراء، ثم مظاهرات وثورة في مصر الكنانة، واليوم مظاهرات وثورة واقتتال عظيم في ليبيا المختار، نسأل الله تعالى أن يجعل عاقبتها خيرًا ونصرا للإسلام والمسلمين، وعدلا وصلاحا ورخاء يعم بلاد إخواننا المؤمنين.
وفي هذه البلاد المباركة السعودية هناك دعوات آثمة ضالة من الروافض وأمثالهم من الجهلة والتغريبيين والمنافقين، تثيرها وتزينها قنوات إعلامية، تحركها أيدٍ صهيونية وغربية، دعوات لهذه البلاد الطيبة لتتبع ركب هذه المظاهرات والثورات، والفرق بين تلك البلاد وهذه البلاد بيّن شاسع، فرق بينهم مؤثر في الحكم الشرعي، فإن جاز هناك فلا يجوز هنا، فالظلم هناك ليس مثله الظلم هنا، فالكفر والضلال في دساتير وأنظمة وتحكيم تلك البلاد ظاهر بين، وليس الكفر ولله الحمد موجودا هنا، والشرك والفسق والفجور ظاهر محمي هناك، ومستتر مدفوع ممنوع هنا.
ولأولياء الأمور في هذه البلاد بيعة شرعية في أعناق الرعية، لا يجوز نقضها، ولا مفارقتها، للأدلة الشرعية الصحيحة من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله ، ثم ما عليه العلماء النُصحاء الأمناء. أدلة توجب السمع والطاعة، والمتابعةَ ولزوم الجماعة، وتحرم الخروج والمنابذة، والمفارقة والمخالفة. أدلة توجب الصبر على المظالم، مظالم لم تصلْ ولن تصل أبدا -إن شاء الله تعالى- لحد الكفر البين، الذي جعله رسولنا حدًا فاصلا وسببا وحيدا لجواز الخروج على الإمام. قال عبادة بن الصامت الصحابي الجليل : دعانا النبي فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله ((إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم فيه من الله برهان)).
فسمعٌ وطاعةٌ في غير معصية الله تعالى، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وعند تحقق الأثرة والظلم، فلا منازعة ولا خروج، ولا مظاهرات ولا ثورات، ولا نقض للبيعة التي للإمام إلا عند تحقق وجود الكفر الظاهر البين، الذي عليه برهان من الله تعالى.
طاعة للإمام هي من دين الله وأمره لعباده المؤمنين، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ. طاعة للإمام والأمير هي من طاعة الله تعالى وطاعة رسوله، قال : ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني)).
طاعة للإمام وإن بدرت هنات وهنات وعدوان وظلم، قال حذيفة رضي الله عنه وكان يسأل عن الشر مخافة أن يدركه: يا رسول الله، إنا كنا في شر فجاء الله بخير فنحن فيه، فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: ((نعم))، قلت: هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال: ((نعم))، قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: ((نعم))، قلت: كيف؟ قال: ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان أنس))، قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع)).
بيعة للإمام في الأعناق، من فارقها خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومات ميتة جاهلية، قال فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما: ((من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية))، وقال: ((من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)).
بيعة للإمام من نازعه عليها حل دمه، فقد صح عنه أنه قال: ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه)).
وهل هذا الإثم العظيم والتخويفُ الشديد من شق عصا الطاعة ومفارقة الجماعة إلا لما في الطاعة والجماعة من القوة والأمن والخير والصلاح، وما في المعصية والاختلاف من الضعف والخوف والشر والفساد. فهذا الدين القويم ما ترك خيرا إلا دل عليه، ولا شرا إلا حذر منه.
هذه البلاد وولاة أمرها وأهلها خيرهم ولله الحمد والمنة كثير، وشرهم قليل، هذه الجزيرة العربية فيها الحرمان الشريفان، البيت الآمن الحرام، ومسجد خير الخلق وأ+ى البشرية، ومنها رسول الله والصحابة، خير القرون وأفضلها، وعليه فيها نزل القرآن العظيم هدى ونورا للناس، وشفاء وموعظة ورحمة للعالمين، بدأ الإسلام فيها غريبا، فبلغه رسول الله أتم بلاغ، وتابعه الصحابة الكرام، حتى عم النور والضياء الدنيا، ودخل الناس، عربهم وعجمهم، أحمرهم وأسودهم، في دين الله أفواجا، ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار.
وبعد مضي القرون المفضلة، وتتابع السنون والأزمنة، عادت كما أخبر للدين غربته، واندرست تعاليمه وعلومه، وعاد في البلاد ظهورُ الشرك وفشوه، وغَلَب البدعة والجهالة، والمجاهرةُ بالإثم والمعصية، وكثرة الاختلاف والاقتتال وضياع الأمن والأمان. بعد هذا الشرِ المستطير منَّ الله تعالى على المسلمين بالدعوة السنية السلفية، ونصرتها الدولة السعودية المباركة، وثاب الناس للدين القويم، الذي جاء به رسول رب العالمين وكان عليه الصحابة والتابعون، الدين الذي ارتضاه الله وكمله للعالمين، وأتم نعمته به على المسلمين.
دولة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، دولة تحكم الشرع المطهر في الدماء والأعراض والأموال، وفي الصغير والكبير، دولة تدعو إلى الله على بصيرة ونور، دولة علماؤها يعلمون الدين الصحيح ويراسلون ويكتبون، فيتعلم المسلمُ الجاهل منهم الدين، ويفتح الله بهم للإسلام قلوب قوم كافرين، دولة أموالها وأموال ولاة أمرها وأهلها تبني المساجد والمعاهد، وتوظف الأئمة والدعاة، وتستقبل الطلبة والدارسين، وتقيم المشافي، وتحفر الآبار، وتمد العون للمسلمين ولغير المسلمين عند حلول الحوادث ووقوع الكوارث، وترى ذلك واجبا عليها للمسلمين.
فكان الغيظ على هذه الدولة من الكفرة عظيم، بغض وغيظ من اليهود والنصارى، ومن الروافض والمجوس، وكان مكرهم جميعا بها شديد، يثيرون فيها الفتن، ويؤلبون عليها في الخفاء الدول، مكر من العدو سيئ، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، ومكرهم كبير، ومكر الله لنا بهم أكبر وأعظم.
فلنكن جميعا مع ولاة أمرنا، في هذه الفتن والظروف العصيبة، مطيعين لهم بالمعروف، ناصحين لهم، النصيحة الواجبة لهم، بالسبل الشرعية، والطرق المرضية، التي تصلح ولا تفسد، وتبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق. داعين لهم بالثبات على الدين، وتقديمه في كل أمر وحين، وتقديم الخوف من رب العالمين على كل خوف من دولة وشيطان مريد.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما جاء فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|