molay مدير مراقب
البلد : المغرب الجنس : عدد المساهمات : 11945 تاريخ التسجيل : 17/12/2009 الموقع : STARMUST2
بطاقة الشخصية الدرجة: (1365/1365)
| موضوع: يا أهل ليبيا - صلاح بن محمد آل الشيخ الجمعة 18 نوفمبر - 4:33:05 | |
|
يا أهل ليبيا
صلاح بن محمد آل الشيخ
الخطبة الأولى
أما بعد: يا أهل ليبيا، يا إخوة لنا في الدين والإسلام، يا أحفاد المختار، يا أهل البطولة والجهاد، يا أهل التضحية والإباء، الله معكم وناصركم، والطاغية وح+ه معه الشيطان، دماء الأبطال تنزف، ودماء النساء والأطفال تستباح وتُهراق، والعالم الإسلامي، والعالم المتحضر كما يزعم، كله مشاهد متفرج. تستغيثون إخوانكم المسلمين ولا مغيث، وتنادون ولا مجيب، لا سعدٌ فيهم ولا خالد.
ألا نفوسٌ أبِيّات لها همم؟! أما على الخيل أنصار وأعوان؟!
نراكم تقتلون وتستباحون، الطاغية وجنوده المرتزقة يذبحون ويفسدون، ويحرقون ويهدمون، بالطائرات وبالمدافع، وبالرشاشات والقنابل. نراكم وننظر إليكم وأنتم تقتلون، وكأن الأمرَ لا يهمنا ولا يعنينا، والظلمَ والعدوان عليكم لا يضرنا ويؤذينا.
لا عجب أن لا يأبه لكم الغرب الكافر، الذي أتى بالطاغية ومكّنه، وأعانه وزيّنه، أين هي حقوق الإنسان التي بها يتشدقون، ويزعمون أنهم لها راعون؟! أنتم تقتلون وهم سيجتمعون لمناقشة الإبادة الجماعية والجرائم الإنسانية، يؤخرون لي+بوا الوقت، لعل الطاغية أن ينهي الثورة على كفره وظلمه، هم يستطيعون لو أرادوا -والعالم كله معهم- أن يمنعوا تحليق طائراته، وقصفها للمدنيين العزل من السلاح، يستطيعون لو أرادوا تحريك أساطيلهم وتهديدهم له وتخويفه، يستطيعون لو أرادوا قصف بيته وقتله وزمرته، يستطيعون لو أرادوا إطلاق يد المسلمين وتشجيعهم لهم لوقف جرائمه وإبادته. تصريحات منهم متنوعة، منها ما يشجعه على إجرامه، ومنها ما يطمئنه على حيادهم وعدم تدخلهم، ومنها استنكار وتنديد لا يردع ولا يمنع، حفظا لماء وجوههم، وخداعا وتمويها للمغرورين بهم وبديمقراطيتهم وتحضرهم. وهم أبدًا لن يتدخلوا إلا إذا تيقنوا هزيمة هذا الطاغية.
لا عجب منهم هذا الموقف الذي أخبرنا الله به عنهم، والذي عشناه معهم مرارا وتكرارا، لا عجب فهم أعداء الملة والدين والمسلمين والمؤمنين.
ولكن العجب كل العجب من الإخوة في الدين، قال الله تعالى: إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ، هذه هي العلاقة التي تجب أن تكون بينهم، رحماء بينهم، أذلة بعضهم لبعض، ولا يجوز غيرها، من التقاطع والتظالم، والخذلان والتسليم، والغش والخيانة، وهل يترك الأخُ أخاه يقتل ويظلم وهو لا ينصر ويدفع؟! قال تعالى: وِإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ، وقال : ((انصر أخاك ظالما أو مظلوما))، ما نصرناهم ولو بالتصريحات والبيانات، وهم في أمس الحاجة لها، تجمع كلمتهم، وتشد من أزرهم، وتقوي عزائمهم، وتطمئنُ قلوبهم.
يا أهل ليبيا، حق علينا لكم أوجبه الله على المسلمين لكم، على كل مسلمٍ أخٍ لكم، أن يكون بقلبه معكم، يألم لألمكم، ويشتكي لشكواكم، ويتمعّرُ وجهُه غضبا لكم، وتدمع عينه لقتلاكم وجرحاكم، فالمؤمنون جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
حق لكم علينا أن نحب لكم ما نحبه لأنفسنا، أن نحب لكم ظهور الدين، وزوال الفتنة والكفر، والظلم والبغي، أن يتحقق الأمن والسلام في بلادكم ودياركم، أمن من القتل والبطش، وأمن في الأعراض والأموال، حق علَّمنا إياه رسولُنا حين قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)).
حق لكم أن ندعوَ الله لكم، في صلاتنا وقيامنا، في ليلنا ونهارنا، جهرة وخُفية، تضرعا وخِيفة، أن ينصركم ويثبت أقدامكم، أن ينزل السكينة عليكم، ويمددكم بمدد من عنده، وأن يحفظ دماءكم وأعراضكم، وأن يهلك الطاغية ومن معه، وأن يشفيَ صدوركم منه و+انيته، طاغوت استخفّ بالدين والعقول، وبالدماء والأعراض، حرف كتاب الله تعالى وألحد فيه، باطنيّ خبيث، بقية العبيديين، ينتسب إليهم، ويفتخر بهم، وهم الذين فعلوا بالمسلمين من قبل الأفاعيل، ادّعوا الألوهية، وقتَّلوا وحرَّقوا، وأفسدوا وفتنوا، أحضر المعتز العبيدي العالم العابد أبا بكر النابلسي، فقال له: بلغني أنك قلت: لو معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة أسهم، ورميت الفاطميين كما يزعمون بالعاشر، فقال له: ما قلت هذا، بل قلت: لرميتكم بتسعةٍ ورميت الروم بالعاشر. فأمر يهوديا أن يسلخه، فجعل يسلخه، وأبو بكر يقرأ القرآن، قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه، طعنته بالسكين فيه فمات. وها هو القذافي المجرم، بقيتهم اليوم، يهدد ويتوعد أهل ليبيا كلها، مدينة مدينة، وبيتا بيتا، وينفذ ويقتل، ويفسد ويحرق، سلط عليهم من لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، من مرتزقة الصرب والغرب، والأفارقة الوثنيين.
ألا إن الفتنة لا السلامة، والجهالة لا الهداية، والسفاهة لا الحكمة، والهوان لا العزة، والخذلان لا النصرة، أن ندعهم وشأنهم، وأن لا نتدخل في أمورهم، ولو بالاستنكار والتنديد، ولو بالمقاطعة والتأليب، ولو بالفتاوى والخطابة، أداءً لأقل الواجب، ورعاية لأدنى الحقوق التي للمسلم على المسلم.
ألا إن الفتنة أن نخلد إلى الأرض، ونجعل فتنة الناس كعذاب الله، أفنأمن مكرَ الله بنا؟! أفنأمن العقوبة من الله تنزل علينا؟! أفنأمن أن يبدل الله أمننا خوفا، وسَعةَ رزقنا ضيقا وفقرا، واجتماعنا اختلافا وتفرُقا؟! قال الله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ.
ألا إن الفتنة أن نترك بعضَ البنيان ينهد، فيلحق باقيه الهدد، قال : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)) وشبك رسولنا بين أصابعه.
وفق الله خادم الحرمين الشريفين والعلماء والمسلمين في هذه البلاد وفي كل البلاد، وأعانهم على نصرة إخوانهم، وأداء بعض الواجب لهم.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعنا بما جاء فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
لم ترد.
| |
|