STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة : يرجي التكرم بالدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي

STARMUST2
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

STARMUST2

Choose your language=choisir ta langue= अपनी भाषा चुनें=pilih bahasa= Elija su idioma= Выберите язык
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيلأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ouuou10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Uououo10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Uooous10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ooouus10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ooouo_10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ouooo11أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ooouo_11أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Uoou_u10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Uoo_ou10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Arkan_10الطـهـارةأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ouooou11محاضرات وكتب مختلفةأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Uuooo_10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Ouuuuo10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Oouusu10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Plagen10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Uuouou10أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Oouo10
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواقيت الصلاة بتالمست
الدول الزائرة للموقع
Free counters!
أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
molay
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
must58
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
bent starmust2
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
sanae
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
حليمة
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mam
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
zineb
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
aziz50
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
mm
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_rcapأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Voting_barأهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
هل انت نحيف ام بدين ؟حساب كتلة الجسم
الطول (بالبوصات او السنتميترات):
الوزن (بالارطال او الكيلو جرام):
استخدم النظام المتري ? :
Your BMI is

 

 أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
molay
مدير مراقب
مدير مراقب
molay


أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Male_m12
البلد : المغرب
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 11945
تاريخ التسجيل : 17/12/2009
الموقع : STARMUST2

بطاقة الشخصية
الدرجة:
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب 51365/1365أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب  (1365/1365)

أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Empty
مُساهمةموضوع: أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب   أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Emptyالخميس 17 نوفمبر - 4:48:05



أهمية التوحيد

أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب Basmallah

صالح بن محمد آل طالب

الخطبة الأولى

أما بعد: أيها المسلمون، حجَّاج بيت الله الحرام، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فبالتقوى تُستَجلب النعم، وتدفَع النقم، وتصلح الأعمالُ والنفوس، وتغفَر الذنوب والخطايا، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70، 71].

حجاجَ بيت الله العتيق، ضيوفَ الرحمن، ها أنتم في آخر أيام التشريق، قد أحرمتم ولبَّيتم، ووقفتم بعرفاتِ الله وازدلفتم، وبتُّم ورميتم الجمارَ وطفتم بيتَ الله العتيق، وسعيتم بين الصفا والمروة، سائحين في الشعائر والمشاعر، متعرِّضين من المولى للنفحات والرحمات.

الله أكبر، كم سُكبَت مِن عبرات، وكم قُضيت من حاجات، واستُجيبت دعوات، وغُفرت زلات. نسأل الله تعالى لنا ولكم القبول.

ألا وإنَّ قضاءَ النسك لنعمة عظيمةٌ تستحقّ الشكرَ لمسديها جلَّ وعلا، فللهِ الحمد على ما أسبغ علينا من نعمه الظاهرة والباطنة.

ثم لتعلموا ـ غفر الله لي ولكم ـ أن حقيقةَ الحمد والشكر لله ربّ العالمين أن يطاعَ أمرُه وتجتَنب معاصيه، مع الحرص على مداومة شكر المنعِم، والخوف من حلول النقم، يصاحب ذلك حياءُ العبد من ربّه كلّما تذكّر إحسانَه. والشكرُ يبدو على اللسان اعترافاً وثناء، وعلى القلب محبَّة وخضوعا، وعلى الجوارح انقيادا وطاعة، وهو واجبٌ في كلّ حين ومكان، ويتأكَّد في هذه الأيام، فهي أيّام إظهارِ الشكر والذكر، وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل:114].

ألا وإنَّ أعظمَ أوامر الله تعالى التوحيدُ، وأعظم ما نهى عنه الشرك، ولقد امتنَّ الله سبحانه علينا بالإيجاد والإمداد، فكيف يُشكر غيرُه وتصرَف العبادة لمن سواه؟! وفي القرآن المجيد: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَـٰلِقٍ غَيْرُ ٱللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ [فاطر:3].

والحجُّ مدرسةٌ، وأعظمُ دروسِه التوحيدُ، بل مقصدُه وثمرتُه تحقيقُ التوحيد لله سبحانه وإفراده بالعبادة، حتى قال جابر رضي الله عنه: ثم أهل رسول الله بالتوحيد. رواه مسلم[1].

فالتلبيةُ كلُّها توحيد لله تعالى، والتجرّد من غير ملابس الإحرام يعني التجرّدَ من كلّ شيء في القصد إلا قصد الواحدِ الأحد، وأعمالُ الحج كلّها توحيد، لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ [الحج:28]، وعند الترمذي أن النبي قال: ((خيرُ الدعاء دعاء يومِ عرفة، وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير))[2]، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: ((إنما جُعل رميُ الجمار والسعيُ بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله)) قال الترمذي: "حديث حسن صحيح"[3]. بل لقد أُسِّست الكعبة على التوحيد، وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرٰهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً [الحج:26].

وفي الحجّ يجتمع الناسُ أجناسُ البشر على اختلاف ألسنتِهم وألوانِهم ومقاماتِهم في هيئة واحدة ونسكٍ واحد ليعلنوا جميعاً أن ذلك لمقصدٍ أسمى وهو تحقيقُ العبادة وإخلاصُها لله الواحد الحق الذي تصمد إليه الخلائقُ وتتَّجه إليه في كلِّ حالاتها، والبراءة من الشرك والمشركين نداءٌ أزليّ صرَّح به القرآن في الحج ولا زال يتردَّد: وَأَذَانٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجّ ٱلأكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىء مّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة:3].

أيها المسلمون في كلّ مكان، حجاجَ بيت الله الحرام، ما أحوجَ الأمَّة في مثلِ هذه المواقف إلى مراجعةِ دينها وتفقُّد علاقتِها بربّها ومحاسبةِ نفسِها ومعرفةِ الخللِ لإصلاحِه، خصوصاً في مثلِ هذه الظروف التي تحيط بالأمة.

لقد خلق الله الخلقَ لعبادتِه وحدَه، وأسبغَ عليهم نعمَه ليصرفوا جميعَ أنواعِ العبادة إليه، وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]. وهذه هي قضيةُ القضايا وأصلُ الدين، ولما رانَ على الناسِ الشركُ وأطبقت على الأرض الجاهليةُ بعث الله من هذه البقاعِ الطاهرة نبيَّه محمداً بكلمة التوحيد: يا أيها الناس، قولوا: "لا إله إلا الله" تفلحوا. وهذه الكلمة على قصَرها لها مدلولاتُها ومقتضياتها، فاستجاب له من أجاب، فإذا الغمَّة تنكشف عن هذه الأمة، وإذا رعاةُ الغنم قادةُ أمم، وأشرقَ نورُ التوحيد، ورفرفت رايةُ الإيمان والسلام على أرجاء المعمورة، إلا أنَّ إبليسَ الرجيم قد صدَّق ظنّه على فئام من الخلق بعد أن أقسمَ على إضلالهم، إنَّه لم يقنَع من النصارى بتأليه عيسى عليه السلام فحملهم على أن يتوجَّهوا بالإرادة والقصد والدعاء إلى مريم، بل وإلى من اعتقدوا أنَّهم مقرّبون إلى الله من القديسين، بل زيَّن لهم إلى أن أساؤوا الظنَّ بالله تعالى، فاعتقدوا أنَّه مثل ملوك الدنيا، لا تُقضى الحاجات إلا بوسائطَ تشفع لهم عنده وتقرِّبهم إليه زلفى، إلا أنَّ الله تعالى رحِم أمةَ محمَّد بالقرآن، فأوضح بما لا مزيد عليه من الإيضاح أنَّ الله قرِيب من عباده، يسمع دعاءَهم ويعلَم أحوالَهم، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]، بل قد سمّى الله تعالى الدعاءَ عبادةً: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ [غافر:60]، وكرَّر القرآنُ العظيم التأكيدَ على أن إخلاصَ الدعاء له توحيد، وأن دعاء غيرِه شرك وقال لنبيه : قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبّى وَلاَ أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً قُلْ إِنّى لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ رَشَداً [الجن:20، 21]، وقال: وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس:106، 107]، قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً [الإسراء:56]، إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر:14].

وبالرّغم من صراحة الآياتِ فإنّك تأسَف لحالِ بعضِ جهَّال المسلمين وقد وقَعوا في مثلِ هذه البلايا، فتديَّنوا بأنواعٍ من البدَع والضلالات، وتعلَّقوا بالأحجارِ والبنايات، وتوجَّهوا إلى المقبورين في طلبِ الحاجات ودفعِ الكربات، حتَّى عمّت الفتنةُ كثيراً من بلاد المسلمين، وأصبح فيها قبورٌ ومقامات يقصدُها الآلاف، يطلبون من أصحابها ما لا يُطلب إلا مِن الله، ويسوقون إليها الهديَ، ويقدِّمون النذورَ، ويطلبون جلبَ النفع ودفعَ الشرور.

يا أيها المسلم، يا من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، يا مَن تؤمن بالله واليوم الآخر، إنَّ أهمَّ ما يجب أن تهتمَّ به هو أن تعرضَ تصوُّراتك وأعمالَك على القرآن لتبرَأ من كلّ تصوّرٍ أو عملٍ ينافي مقتضَى شهادةِ التوحيد.

ويا أيها العلماء، يا ورثةَ الأنبياء، إذا عُذِر عوامُّ المسلمين عند ربّهم بسبَب جهلهم وعدم من يبصرّهم فما عذرُكم أمام ربّكم إذا قصَّرتُم في بيان الحق وتهاونتُم في حملِ الناسِ على أهمّ أساسٍ وهو التوحيد.

ألا وإنَّ مرضَ الأمَّة الذي أوهنَها وداءَها الذي أنهكَها وسلّط عليها أعداءَها هو تفريطُها في دينها وفي أصله وهو التوحيد، وإنَّ آخِر هذه الأمة لن يُصلحه إلا ما أصلَح أوَّلها، وهو ما قاله عمر الفاروق رضي الله عنه: (نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزَّة بغيره أذلَّنا الله)[4]. وإذا فرَّطت الأمَّة في مصدر قوَّتها وتوجَّهت لغير خالِقها وحدى بالإبل غيرُ حادِيها ضاعَت عند ذلك، بل وأصبحَت الموازينُ بشريَّة، وصارت الغلبةُ للأقوى عدَّةً وعتاداً كما هو واقعُ اليوم.

والمتأمِّل في تاريخ هذه الأمَّة يجدُ أنَّ ميزانَ القوَّة ومعيارَه لم يكن أبداً هو بكثرة العدَد والقوَّة، بل لم يذكرِ التاريخ أنَّ المسلمين كانوا أكثرَ عدداً وعتاداً من غيرهم في أيِّ معركةٍ انتصروا فيها إلا في حنين، ومع ذلك هُزِموا حين أعجتْهم كثرتُهم ليذكِّرَهم الله تعالى بالميزان الذي يجِب أن يعدِل المسلمون به كفَّتهم ويقيسوا به أنفسَهم، ألا وهو الإيمان والتمسّك بهذا الدين، وإخلاصُ التوحيد لله سبحانه، وبذل الحياة له، أمَّا العدَّة والعتاد فيكفي بذلُ المستَطاع، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم [الأنفال:60]، والله تعالى يكفيكُم، يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ [الأنفال:64].

أمةَ الإسلام، إنَّ الله تعالى لا يغيِّر ما بقوم حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم، ولقد بقي بنو إسرائيل في التِّيه أربعين سنة، حتى اتَّصفوا بما استحقّوا به النصر ودخولَ الأرض المقدَّسة، أفما آن لهذه الأمة أن تخرجَ من تيهها، وهي الأمة المرحومة المنصورة؟! ألم يكفِها ما نزل بها من المصائبِ أن تراجعَ دينَ ربِّها؟!

أيّها المسلمون، إنَّ الرحمةَ والنصرَ لا يكون إلا إذا حُقّقت أسبابُه، والله تعالى خالقُ الأسباب وشارعها، وعالمٌ بالحوادث ومقدِّرها، فعودوا إلى الله ربِّكم، وصحّحوا إيمانَكم، وليتفقَّد كلٌّ منَّا نفسَه وأهلَه ومَن حولَه، لنسير جميعاً كما أمرَنا الله، فإنَّ الجماعةَ لا تصلح إلا بصلاح أفرادها، ولا أقلّ من أن تكفيَ الأمةَ نفسَك، وعند تحقيق ذلك أبشِروا بنصر الله وثقوا بموعوده.

ألا وإنَّ من خلَل العقيدة الذي بُليت به طائفةٌ من الأمّة ضعفَ الثقة بالله تعالى وضعفَ اليقين، والتوكلَ على غير الله، والخوفَ مما سواه، والتمسّح بدعاوى جاهليّة، والانتساب إلى غير رابطة الإسلام، بل وصل الأمرُ ببعض المنهزمين إلى طلبِ إعادةِ النظر في الثوابت في مسائل شتَّى ناسين قولَ الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ [آل عمران:85].

ألا فاتقوا الله عبادَ الله، وأنيبوا إليه واستغفروه، وصحِّحوا سيرَكم إليه، وراجعوا دينَكم، وانهَلوا من معين الوحي الصافي، فإنَّ بين أيديكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلّوا أبدا؛ كتاب الله وسنة رسوله .

فتفقّهوا في دين الله، والتزموا شِرعةَ الله، وسدّدوا وقاربوا، وأبشروا وأمِّلوا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلأرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً [النور:55].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو أهلُ التقوى وأهل المغفرة.


[1] أخرجه مسلم في الحج (1218).

[2] أخرجه الترمذي في الدعوات، باب: في دعاء يوم عرفة (3585) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وقال: "حديث غريب"، وله شواهد من حديث علي وأبي هريرة. قال الألباني في الصحيحة (1503): "وجملة القول أن الحديث ثابت بمجموع هذه الشواهد، والله أعلم".

[3] أخرجه الترمذي في الحج (902)، وهو أيضا عند أحمد (6/64، 75، 138)، وأبي داود في المناسك (1888)، وصححه ابن الجارود (457)، وابن خزيمة (2738)، والحاكم (1685)، وأورده الألباني في ضعيف أبي داود (410).

[4] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (7/10، 93)، وهناد في الزهد (817) بنحوه، وصححه الحاكم (207، 208).



الخطبة الثانية

الحمد لله الذي استأثرَ بالخلق والتدبير، له ملك السموات والأرض وهو اللطيف الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم البعث والنشور.

أما بعد: يقول الحق تبارك وتعالى عن ذاته العليَّة: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِى ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ [الأنعام:13]، ويقول سبحانه: وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ [الأنعام:18]، وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِى ظُلُمَـٰتِ ٱلأرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ [الأنعام:59]، أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأمْرُ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ [الأعراف:54].

وكتابُ الله تعالى مليءٌ بالآيات التي تقرِّر هذا المعنى وتُظهر هذه الحقيقةَ الواجبة، وهي أنَّه لا يقع في هذا الكون حادثٌ صغير ولا كبير إلا بقدَر سابقٍ سطَّره القلمُ في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض، مطابقاً لعلم العليم الحكيم سبحانه الذي لا يع+ عنه مثقالُ ذرة في السموات ولا في الأرض، فلا يكون شيءٌ إلا بمقتضى ذلك، علمَ العبدُ أو جهل، رضيَ أو غضب.

ومن هنا كان كمالُ توحيد المؤمنين، فأخبَتَت قلوبُهم لأحكام القضاء، وهان عليهم الصبرُ على البلاء والشكرُ على السراء، وفوَّضوا أمرَهم إلى الله، وسألوه المغفرةَ والرحمَة.

أيها المسلمون، إنَّه لا يخرُج عن سنَّة الله الكونيّة أمّة ولا حال، مهما تقادمت الدهور أو تأخَّرت العصور، مهما طغى من طغى أو علا في الأرض وعتا عن أمر الله من عتا، وما الحضاراتُ المتعاقبة إلا قرونٌ أو قرًى تجري عليها سنّة الله التي لا تبديلَ فيها ولا تحويل، وإنَّك لتعجبُ مِن غياب هذه المعاني وغفلةِ كثيرٍ من المسلمين عنها، ممَّا أدّى بعضَهم إلى الخوف مِن غير الله واليأس من رحمته، يلاحقون ما يقوله المرجِفون، ويتابِعون بيَأس وإحبَاطٍ ما يفعله الكافرون المُرهبون لعباد الله.

ألا وإن الواجبَ في مثل هذه المواقفِ حسنُ الظن بالله الذي يوافقُه عودةٌ إليه ومحاسبةُ النفس ودعاءٌ وتضرّع، والله تعالى أكرمُ وألطف وأرحمُ بخلقه ممّا يظنّون.

أيها المسلمون، إنَّ الله تعالى سميعٌ لمن ناداه، قريبٌ ممّن ناجاه، أمر عبادَه بالدعاء وتعهَّد بالإجابة، وأمرَهم بالتَّوكّل عليه ووعدَ بالكفاية، ولقد ابتُليت الرّسل كما ابتُلي أتباعُهم بأنواعٍ من الشدائد إلا أنَّ فرجَ الله تعالى قريبٌ ورحمته تأتي من حيث لا يحتسب الناس، وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف:21].

وهذه الأمةُ ليست كغيرِها من الأمم، بل هي أمَّة مصطفاة مرحومة منصورة مهما نزل بها من المصائب وحلّ بها من الضعف والهوان، عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إنَّ الله زوى ليَ الأرضَ فرأيتُ مشارقَها ومغاربَها)) إلى أن قال: ((وإنَّ ربِّي قال: يا محمد، إنّي إذا قضيتُ قضاءً فإنّه لا يردّ، وإني أعطيتُك لأمّتك أن لا أُهلكهم بسنةٍ عامّة، وأن لا أسلّط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم يستبيح بيضَتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ـ أو قال: من بين أقطارها ـ حتى يكون بعضُهم يهلك بعضاً ويسبي بعضُهم بعضاً)) رواه مسلم[1].

والمقصودُ أنَّ أمةً جمع الله لها هذه الخصالَ لا يجوز لها أن تيأسَ بحالٍ من الأحوال، ولا يَظنُّ أنها ماتت وقُضي أمرُها إلا من كان من الظانين بالله ظنَّ السوء، مع أنَّ تاريخَها متفاوت في مدّ وجزر، إلا أنّ المعلمَ الثابتَ في كلّ الأحوال هو حسنُ العاقبة وخيرُ المآل.

وعليكم بالدعاء فإنّه السلاح الذي لا يُهزَم والسهام التي لا تخطي، ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56]. والتعلقُ بالله والطمأنينة به من حقيقة التوحيد.

اللهم أعزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداءَ الدين...









[1] أخرجه مسلم في الفتن (2889).


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية التوحيد - صالح بن محمد آل طالب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أهمية العدل وفضله - صالح بن محمد آل طالب
» أهمية الوقت - صالح بن محمد الجبري
» قل يا أهل الكتاب - صالح بن محمد آل طالب
» روح الحج - صالح بن محمد آل طالب
» فضل الصدق - صالح بن محمد آل طالب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
STARMUST2 :: خـطـب ومحاضرات KHOTAB - MOHADARATTE :: خطب و محاضرات مكتوبةKHOTAB MAKTOUBA-
انتقل الى: